آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شحاتة
  5. لا تعبر من هنا

 

لم يكن الأمر بيدي؛ لكنها الطريق الوحيدة التي يمكن أن أسلكها الآن، حظي هكذا، فالطريق الأخرى مغلقةٌ للإصلاح، منذ ذلك الوقت والناس قد كفَّت عن العودةِ في وقتٍ متأخر، إلا أنا، فموعد عودتي دائمًا عند منتصف الليل.

كان ذلك حين اصطدمتُ أثناء عودتي ذاتَ ليلةٍ بلافتة صفراء؛ مدونٍ عليها باللون الأحمر "الطريق مغلقة، عليكَ الاتجاه نحو الطريق القديمة"، استجبتُ مُضطرًا للتعليمات، ثمَّ اتجهت نحو الجهةِ التي يشيرُ إليها سهمٌ بنفس اللون، أشعلتُ ضوءَ السيارة الكبير، ليصارعَ العتمةَ التي تقبضُ بمخالبها على المكان، وحاولتُ قدرَ الإمكان أن أصمَّ أذنيَّ عن صوتِ صراصير الحقل، فصوتها مع الظلامِ يجلبُ الرهبة.

طوال السنوات الماضية، لم ألمح سيارةً تذهبُ في ذلكَ الاتجاه، خاصةً في الليل، لذلك قدتُ السيارةَ بحذر. في المرةِ الأولى؛ لمحتُ طيفًا أبيضَ يكادُ تطابق سرعته سرعةَ السيارة، ولما نظرتُ نحوه من النافذة لم أجد إلا ظلامًا، أصغيتُ لصوتِ عقلي وقلتُ: "ربما خيالاتٌ تراءت أمامي في الظلام"، ثمَّ أكملتُ طريقي، وحينَ وصلتُ إلى البيت، سمعتُ أخبارًا عن هبوطٍ أرضيٍّ مفاجئ قد أصابَ الطريق الرئيسية التي اعتدتُ أن أسلكها، وأنها بحاجةٍ إلى أربعةِ أيامٍ للإصلاح.

في الليلةِ الثانية؛ لمحتُ الطيفَ الأبيض مرةً أخرى، طاوعتُ فضولي ونظرتُ من النافذة، فإذا بي أجد أطياف كثيرة تركضُ بجانبي؛ فأيقنتُ في هذه المرةٍ أنه لا يُخيَّلُ إليَّ، وأنَّ ما يحدثُ لا بدَّ له من تفسيرٍ منطقي.

أما في الليلةِ الثالثة، كان الضبابُ كثيفًا، وزادَ من حظي العاثر أثناء عودتي، أني وجدتُ مسَّاحات الزجاجِ الأمامي مُعطَّلة، لذلك لم أستطع إبعاد طبقةِ الماء التي تتراكمُ فوقَ النافذة، ولم يكن منّي إلا أن أضأتُ "النّورَ الكبير"، كي أرى الطريق قدرَ الإمكانِ، ولكن الإضاءة لم تُسفر إلا عن الخيالات أيضًا.

ربما أشباحٌ تسكنٌ الطريق، هكذا دوى هاجسٌ بداخلي، لكني لم أكن لأصدق هاجسًا كهذا، فلا مكانَ للأشباحِ في عالمنا، وبخاصة أني لم أرَ شبحًا يتراءى للناس إلا في أفلام الرعب.

في الليلةِ الرابعة، تكرَّر ما حدثَ وكان الضباب أشدَّ من الليلةِ السابقة، الخيالات تركضُ بجانبي، لكن الأمرَ هذه الليلةِ اتخذَ منحىً آخر، لقد رأيتُ وكأنَّ إصبعًا خفيًّا يكتب على طبقةِ الماءِ المتراكمةِ فوقَ الزجاج "لا تعبر من هنا"، لقد رأيتُ الجملةَ رأي العين، ارتجفَ قلبي؛ فدعستُ البنزينَ قدرَ ما استعطت، ازدادت سرعةُ السيارة وازدادت معها سرعة الخيالات، وكأنها ترافقها حتى تتأكد من مغادرتها للطريق، وحينَ وصلتُ إلى بيتي وغادرتُ السيارة، وقفتُ متأملًا تلكَ الجملة التي لازالت فوق الزجاج؛ لأدركَ أن يدًا خفيةً قد خطَّتها فوقَ زجاج سيارتي.

بقماشةٍ اعتدتُ على تلميعِ السيارةِ بها، أزلتُ الماء من فوقِ زجاج السيارة، فتلاشت الجملة، وفي الصباح، قررتُ أن أسأل عن أمر الطريق، لأني طوال السنوات الماضية، ومذ أن سكنتُ هنا، لم أهتم قط لأمر سوى لعملي وبيتي، حتى الأخبار لم يكن لديَّ وقتٌ لمتابعتها، لذلك حينَ رأيتُ جاري وهو يستعدُ للمغادرةِ، ألقيتُ عليه الصباح وقلت: "أي طريق تسلكُ عندَ عودتك؟".

قال جاري: "الطريق القديمة، ولكني أتعمَّد أن أعودَ مبكرًا هذه الأيام حتى الانتهاء من الإصلاحات؛ وهكذا يفعل الناس، فالطريق القديمة لا ينبغي السير عليها ليلًا".

قلتُ مستفسرًا: "وما السبب في أن الطريق القديمة لا يسير الناس عليها ليلًا؟".

نظرَ إليَّ نظرةً ثاقبةً وقد أدهشه جهلي بالأمر ثمَّ قال: "الطريق القديمة أُنشأت على مقابر قديمة، لذلك هي ملعونة، إن أصحاب القبور التي هُدِمَت يحذرون الناس دائمًا من العبور من هناك، ولما كثرت الشكوى والحوادث عليها، تم إنشاء الطريق التي هي تحت الصيانة الآن، ولكن لا بأس، فآخر يومٍ كان بالأمس، الطريق الآن تعمل بشكل طبيعي".

كان الأمرُ مثيرًا جدًا، وربما مخيفًا أيضًا، والأكثر دهشةً في الأمر، أني تلقيتُ ذلكَ التحذير في الليلةِ الأخيرةِ من انتهاء العمل في الطريق الرئيسية، وكأنهم يراعون جهلي بالأمر، ويخبرونني أن الحُجةَ التي كانت معي للمرور من مكانهم قد انتهت!

تمت...

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334065
2الكاتبمدونة نهلة حمودة190028
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181583
4الكاتبمدونة زينب حمدي169783
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130984
6الكاتبمدونة مني امين116792
7الكاتبمدونة سمير حماد 107876
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97946
9الكاتبمدونة مني العقدة95043
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91835

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

1571 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع