هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شحاتة
  5. خادم النجمة

البقاء لله؛ شد حيلك يا أستاذ "منتصر".

بالرغم من إن العزا انتهى، لكن لسه الجملة دي بترن في وداني، بسمعها بطُرق كتير، يمكن بتتعاد عليا بالطريقة اللي سمعتها من كل شخص كان بيعزِّيني، أو يمكِن عقلي فاكرها بالشكل ده؛ على شان أعزِّي نفسي زي ما الناس كانت بتعزِّيني، أصل المُصاب كبير، اللي مات يبقى أخويا التوءم، وصِلة القرابة والدَّم اللي بينا مكانتش هي كل حاجة، بالعكس، دا اللي كان فاضل في حياتي بعد أبويا وأمي الله يرحمهم، يمكن ده اللي خلاني مش مستوعب لحد دلوقت إنه راح، عشان كده لما العزا انتهى والناس روَّحت بيوتها، فضلت قاعد في الصوان وهو فاضي.

لما توءمي مات فجأة، بدون سابق إنذار أو مرض، أو حتى حادثة، كان لازم يندفن في مقابر العيلة اللي في بلدنا، عشان كده نقلت الجثمان من القاهرة على البلد، وهناك كل حاجة تمَّت، الجنازة والدفن والعزا، وفي نهاية اليوم لما قعدت في الصوان بعد العزا؛ لقيت الأنوار بتنطفي، الكهربائي كان بيلِم أفرع النور؛ وبتاع الفراشة كان بادئ يفِك في الصوان، لكن مكانش عندي القدرة إني أقوم من مكاني، إحساس صعب لما تحس إنك ضعفت فجأة، أو إن العكاز اللي أنت مسنود عليه اتشال من تحت إيدك، لكن في وسط المكان اللي بدأ يضلِّم، سمعت صوت "حسن" ابن عمي وهو بيقول لي:

-وحِّد الله بقى يا "منتصر"، الموت علينا حق، وكلنا هنروح، ربنا يصبَّرك ويصبَّرنا.

حاولت أتجاوز الخنقة اللي كنت فيها، قاومت الدموع والحزن وقولت له:

-سبحان من له الدوام، لكن أنا مش مصدق إن "محمود" راح فجأة كده.

-مُش هيغلى على اللي خلقه، قوم يلا الصوان بيتفَك، أنا شايفك من ساعتها قاعد لوحدك، وسايبك براحتك، لكن يلا نروَّح على البيت على شان ترتاح شوية، وبعدين في ناس قاعدين لسَّه عند البيت.

اتسندت على إيده عشان أقدر أقف، ومشيت جنبه ورجلي مُش شيلاني، لحد ما وصلنا عند البيت، قعدت مع الناس اللي كانت لسه موجودة، وبالمناسبة كانوا من العيلة، لحد ما كلهم لاحظوا الحالة اللي كنت فيها، وطلبوا منّي أدخل أرتاح، وبعد إصرارهم؛ دخلت أوضة في البيت، مُش على شان التعب اللي كنت فيه وكده، لأ؛ كل الحكاية هي إني كنت عايز أقعد مع نفسي، أفتكر حياتي مع "محمود" الله يرحمه، وإزاي تلاتين سنة فاتوا بسرعة كده لحد ما اتخطف، الغريبة إنه مكانش بيشتكي من حاجة، لكن بدأت أفتكر تفاصيل مكنتش عارف هي غابت عني إزاي، وهي إنه كان متغيَّر في الفترة الأخيرة، التغيُّر ده مكانش في صحته أو لبسه، دا كان في سلوكه نفسه، يعني لاحظت إنه بقى انطوائي شوية، بس لما لقيت صحته كويسة، وبياكل كويس، ومظهره متغيَّرش، حبيت أسيبه على راحته، قولت يمكن بيحِب ولا حاجة، بدأ يقعد كتير في أوضته بعد ما كان متعوِّد إنه يسهر معايا، وأنا مش متعود أكون مُتطفِّل على حياته الشخصية، لحد ما في يوم لقيته اتأخر في النوم، انتظرت إنه يقوم ويخرج من أوضته، لحد بعد صلاة الظهر، الموضوع مكانش طبيعي، ده اللي خلاني أروح عند أوضته وأخبَّط على الباب، خبطة ورا التانية ومسمعتش صوت جوَّه الأوضة، اضطرِّيت أفتح الباب، خوفت يكون تعبان مش قادر يقوم، لكن اللي اتفاجأت به كان أكبر من إن عقلي يتصوَّره، لقيته مرمي في الأرض جنب السرير، جريت عليه عشان أشوف إيه اللي خلاه ينام في الأرض، هزِّيته في كتفه؛ لكنه مكانش بيتجاوب معايا، بدأت أهز فيه أكتر، لحد ما بدأت أحِس إن حرارة جسمه منخفضة جدًا، مش حرارة بني آدم طبيعي، كدِّبت الهواجس اللي في دماغي، أصل دي علامة من علامات الموت، يعني إيه؟ أخويا وتوءمي واللي مش فاضل ليا في الدنيا غيره مات؟!

مع الوقت؛ أدركت إن أنفاسه واقفة، وقلبه مش بينبض، عرفت ده لما حطيت ودني على صدره، بعدها رفعت راسي وأنا مصدوم، الدموع نزلت من عيني غصب عني، ولحد دلوقت لسه بتنزل غصب عني؛ حتى بعد ما اندفن والعزا انتهى.

أيام العز انتهت، ومعادش في جدوى من وجودي، كل اللي في إيدي هو إني هاجي أزور "محمود" الله يرحمه كل خميس، على شان كده رجعت القاهرة، الحياة لازم تمشي، حتى لو هتمشي على رِجل واحدة.

لما وصلت شقتنا، وقفت قدام الباب وإيدي مطاوعتنيش إني أفتح، فِكرة إنه مُش جوَّه في حد ذاتها؛ مكنتش لسه متقبّلها، لكن قاومت إحساسي وفتحت الباب ودخلت، وقفت في الممر اللي في بداية الشقة، قلعت جزمتي ورميتها جنب الحيطة، وبدأت أتحرَّك عشان أروح أوضة "محمود"، لكن لما عيني جت على المراية اللي في الممر، شوفت صورتي معكوسة عليها، اتخشبت في مكاني، مُش على شان شوفت صورتي؛ لأ. دا على شان المراية كانت عاكسة صورة "محمود" من ورايا!

جسمي ارتجف؛ وحسيت إن الأيام اللي فاتت كانت كابوس وصحيت منُّه، "محمود" عايش، ولسه بتحصل منه نفس التصرفات، لما كنت برجع من برَّه، ألاقيه موجود ناحية باب الشقة، والمراية تعكس صورتنا سوا، لدرجة إني مكنتش بعرف صورتي من صورته في المراية، لأننا نسخة طبق الأصل من بعض، اللي كان بيفرَّقنا عن بعض هي الهدوم وبس.

بصيت ورايا، على شان أقول له إني اترعبت من فِكرة موته، لكن اتفاجأت إن الممر ورايا فاضي، "محمود" مالوش أثر، لعنت الرفض اللي جوايا لفكرة موته، واللي خلاني أشوف صورته جنب صورتي في المراية؛ لمجرد إني لحد دلوقت مش مقتنع إنه مات، وقررت أكمل طريقي لحد الأوضة، وأول ما عيني جت من تاني على المراية؛ اكتشفت إن صورته لسه معكوسة جنب صورتي!

كانت جوايا رغبة في إني أتجاهل اللي شايفه، على شان كده كمِّلت، واتضح لي إن صورته بتتحرك زي صورتي بالظبط، وقفت في مكاني من تاني، وبصيت ورايا، كنت متوقع إني أشوف الممر فاضي تاني، لكني شوفته.

"محمود" كان موجود، كنت شايفه قدامي فعلًا، حسيت إن عدم قناعتي بفكرة موته هي اللي صح، وعلى شان أتأكد من إني مش بخرَّف؛ لقيتني بغيَّر اتجاه سيري ورايح ناحيته، كل ده وهو واقف يبص لي بدون ما يتكلِّم، ولما قرَّبت منه قولت له:

-أنت عايش يا "محمود"؟

ساعتها شوفت ملامح وشه زي اللي استغرب سؤالي؛ وقال لي:

-إيه السؤال الغريب ده يا "منتصر"؟، أنت بتفوِّل عليا ولا إيه؟

-لأ مُش قصدي والله، بس يعني...

-يعني إيه يا "منتصر"؟ اتكلم عاوز تقول إيه.

-أنا لسه راجع من البلد دلوقت، بصراحة كده لسه راجع من العزا بتاعك.

اتفاجأت بابتسامة باهتة على وشه، وبعدها قال لي:

-العزا بتاعي؟ أنت يابني موِّتّني ودفنتني وأخدت عزايا كمان؟

-أنا مقدرش أعمل كده، أنت عارف كويس أوي إنك توءمي؛ وماليش غيرك بعد بابا وماما الله يرحمهم، بس ده اللي حصل، أنا لسه راجع من عزاك، وشوفتك بعيني وأنت داخل القبر في الكفن بتاعك.

-لكن أنا واقف قدامك أهو، هتصدق إيه دلوقت، وجودي قدامك ولا الكلام اللي بتقوله؟

التوهان، أنسب كلمة توصف الحالة اللي كنت فيها، محدش هيحس باللي بقوله ده، غير لما يعيش أحداث؛ ولما تنتهي يلاقي نفسه بيعيش النقيض بتاعها، لكن أصدَّق مين؟

مقدرتش أنكر وجوده، لأنه واقف قدامي، حتى لقيت نفسي بمد إيدي وبمسكه من دراعه، هو بشحمه ولحمه، بعدها حط دراعه على كتفي، وبدأ يتحرَّك ناحية الريسيبشن، زي ما كان متعوِّد يعمل بالظبط، بعدها بدأ يبعد من جنبي، ويروح ناحية كنبة الصالون، اللي كان متعوِّد إنه يمدِّد عليها، وفعلًا؛ عمل زي ما كان بيعمل بالظبط، حط مخدة الكنبة تحت راسه وفرد ضهره على الكنبة، وأنا قعدت على كرسي الصالون اللي جنبه، بواقي الشعور اللي جوايا وكانت مصدقة إنه خلاص مات بدأت تتلاشى، أنا كنت فاكر إنه انتهى، لكنه قدامي وعايش بنفس طبيعته، كل ده كنت بفكر فيه وعيني متشالتش من عليه، لحد ما لقيت تليفوني بيرن، مديت إيدي في جيبي، على شان أشوف مين اللي بيتصل عليا، ولقيته "حسن" ابن عمي، حطيت التليفون على ودني بعد ما فتحت المكالمة، وسمعت صوت "حسن" وهو بيقولي:

-عامل إيه يا "منتصر"؟ وصلت بالسلامة ولا لسه؟

-أنا كويس ووصلت من نُص ساعة.

-عايزك تشِد حيلك، كلنا لها، أنا عارف إن وجودك في الشقة لوحدك بعد المرحوم هيأثر عليك، دا قضاء ربنا، وأنت إنسان مؤمن وقوي، متخليش حزنك يهزمك.

كنت بسمعه وعيني على "محمود"؛ اللي ممدد قدامي على كنبة الصالون، ومغمض عينيه، وفارد رجليه وحاطط واحدة فوق التانية، وبيحرَّكهم وهو نايم، مكنتش عارف أصدق ودني ولا أصدق عيني، "حسن" ابن عمي لسه بياخد بخاطري عشان "محمود" مات، و "محمود" بشحمه ولحمه نايم قدامي، بيتنفس وبيتحرَّك.

مكنش قدامي غير إني أختصر المكالمة، وبعد كده قفلتها، ولما حطيت التليفون على الترابيزة اللي كانت قدامي؛ لقيت "محمود" بيقوم وبيقعد وبيقول لي:

-كنت بتكلم مين؟

-مفيش دا "حسن".

-وهو إيه اللي مصحيه لحد دلوقت؟ الواد ده بينام بدري زي الفراخ.

-لأ دا أصل...

-أصل إيه؟

-كان...

-كان بيقول لك شد حيلك، وكلمتين من اللي بيفردوا الضَّهر صح؟

معرفتش أرُد على كلامه، لكن كنت بسأل نفسي شوية أسئلة، هو لو ميِّت بجد هيقعد قدامي ويكلمني إزاي؟ وإزاي هلمسه ويلمسني عادي؟ مُش يمكن أنا اللي بخرَّف؟ مش يمكن على شان هو اللي لسه باقي من أسرتي، خوفي عليه هو اللي مخليني أتخيَّل كل ده؟ طيب لو افترضنا إنها تهيّؤات، ليه "حسن" اتصل عليا يطيِّب خاطري تاني؟!

-مبتردِّش عليا يعني!

-ها...

-ها إيه؟ شكلك مُرهق، قوم ننام وبعدين نتكلِّم.

كنت زي اللي منتظر الإذن ده، الحالة اللي كنت فيها كانت طالبة نوم، على شان أستعيد وعيي وتركيزي، لكن "محمود" بعد ما طلب مني أدخل أنام، سابني ودخل على أوضته، وقفل الباب وراه، بعدها رغبتي في النوم زادت، أخدت تليفوني وروحت على أوضتي، قفلت الباب ورايا، واترميت بهدومي على السرير، مكنش عندي طاقة حتى أغيَّر الهدوم اللي كنت لابسها، مسكت تليفوني على شان أعمله صامت، وأتجنب إن أي حد يزعجني، لكن وأنا بقلِّب في التليفون على شان أغيَّر وضعية التليفون من العام للصامت، لقيتني مستلم إشعار من فيس بوك، كان من كام يوم، والإشعار من صفحة بتابعها بتنشر أخبار البلد عندنا، لمحت في بداية الإشعار كلمة جنازة، فتحت الإشعار ونقلني للصفحة، على شان أقرأ عنوان الخبر، اللي كان مكتوب فيه:

"تم اليوم تشييع جثمان فقيد الشباب "محمود عماد الحارس"، نجل المرحوم "عماد الحارس"، وشقيق الأستاذ "منتصر الحارس"، و.... والذي وافته المنية بمقر إقامته بالقاهرة، إثر سكتة مفاجئة بالقلب..إلى آخر النعي طبعًا".

مكنتش مستوعب اللي بقرأه، ولا اللي شايفه بعيني، لأن الخبر كان معاه صور الجنازة، والقبر وهو مقفول وعليه اسم أخويا، وصورتي وأنا وسط الناس وهما بيعزوني، والصوان، النوم طار من عيني، ولقيتني بقوم من السرير وبخرج من الأوضة، وبروح ناحية أوضة "محمود"، بدأت أخبَّط على الباب، وعيني على الأوكرة، كنت عارف إنه مُش هيفتح، لأنه مُش موجود، "محمود" اللي كان موجود من شوية وبيكلمني كان سراب، رغبتي في وجوده ورفضي لفكرة موته هما اللي خلوني أشوفه، كل الصراعات اللي جوايا دي مقدرتش تمنع إيدي من إنها تواصل التخبيط على الباب، ولا قدرت تبعد عيني من على الأوكرة، اللي اتفاجأت إنها بتتحرَّك والباب بيتفتح، وبشوف "محمود" واقف قدامي!

-بتبص لي ليه كده؟

مش عارف ليه في اللحظة دي؛ افتكرت حياته اللي اتقلبت فجأة في الفترة الأخيرة، بقى انطوائي وغامض، وبيقعد في الأوضة وقافل على نفسه وقت طويل، حتى بعد ما فتح لي الباب، كان فاتحه حاجة بسيطة وواقف في الجزء المفتوح، زي ما يكون بيداري حاجة وراه ومش عاوزني أشوفها، يمكن ده اللي خلاني أقول له:

-هو أنت بتعمل حاجة جوه؟

-واحد في أوضته هيكون بيعمل إيه يا "منتصر"؟ أكيد بستعد على شان أنام، وبعدين من إمتى وإحنا بنتدخل في خصوصيات بعض؟

-مُش قصدي أكون متطفّل، بس...

-بس إيه؟

قولت أختصر كلام كتير، وأمشي في أقصر طريق على شان أقول له الحكاية، ماهو لازم أعرف الحقيقة فين، ياترى وجوده قدامي حقيقة، ولا اللي بشوفه وبسمعه هو اللي حقيقة، أنا عامل زي اللي راكب مركب وببيأدِّف في نَهر شَط جنة وشَط نار، يبص هنا يشوف حاجة هو عاوزها، ويبص الناحية التانية؛ يشوف حاجة بترعبه وهي موت أخوه الوحيد، وملقِتش قدامي غير أني أفتح تليفوني على صفحة أخبار البلد، وخليته يشوف خبر النعي بتاعه، وقبره، وصور العزا وكل اللي حصل وأنا في البلد.

كان بيقرأ الخبر ببرود وهدوء أعصاب غريب، عارفين الواحد اللي يكون بريء ومعملش حاجة، وحد يقول له الناس بتقول إنك عملت كذا، يقوم يطنش الكلام لأنه واثق إنه معملش فعلًا، ده تقريبًا كان رد فعله، لأن ردُّه كان فيه لا مبالاة غريبة وهو بيقول:

-ماشي، عاوز منّي حاجة دلوقت؟ أنا عايز أدخل أنام!

إيه التصرف الغريب ده؟ دا حتى مكانش منزعج من اللي قرأه، طيب حتى لو الكلام اللي مكتوب في الخبر كذب، الصور اللي مع الخبر هي كمان هتكذب؟!

فضلت واقف قدام أوضته بعد ما قفل الباب ودخل، مكنتش قادر أفهم حاجة، الحكاية بالنسبالي تجاوزت فكرة موته أو حياته، وتفكيري بدأ يروح في ناحية تانية، هو ليه بيعمل كده؟ وليه حاله اتبدِّل في الفترة الأخيرة؟

رجعت أوضتي مُضطر، أصل مكنتش أقدر أخبَّط عليه تاني، لكن رجعت والنوم طاير من عيني، أي نعم حاسس بإرهاق مُضاعف، لكن زي ما يكون الإرهاق عندي بقى بيتعارض مع النوم، كل ما يزيد النوم يبعد، وعلى شان أهرب من الهواجس اللي جوايا؛ فتحت التليفون وبدأت أعمل بحث عن الأموات وعلاقتهم باللي لسه على قيد الحياة، يمكن اللي بيحصل خلاني أدخل في مناطق مكنتش بقرَّب منها، هو العالم الغريب ده حكايته إيه؟ وياترى "محمود" أخويا في أي عالم دلوقت، ولا أنا اللي روحت للعالم التاني وراجع هنا لأن روحي متعلَّقة بالمكان، وشايف الأحداث بالعكس، هو اللي بيموت بيشوف نفسه عايش وبيشوف الناس ميِّته؟ ولا إيه الحكاية بالظبط؟! الأحداث اللي بعيشها تخلي العاقل يتجنن، دي تبقى كارثة لو طلعت أنا اللي ميِّت، وروحي هي اللي راجعة، وشايفة كل حاجة بالمقلوب.

بعد بحث طويل، لقيت موضوع بيتكلم عن الأموات وعلاقتهم بالأحياء، يعني إزاي بيتواصلوا معاهم، وهل بيحسوا بيهم ولا لأ، ولقيت إن في إمكانية فعلًا إن اللي مات يتواصل مع اللي لسه عايش، بس ده عن طريق الأحلام، لأن زي ما فهمت من اللي مكتوب، إن الأحلام زي الفجوة كده، بوابة زمنية، أو ثغرة في قوانين الطبيعة، الزمن فيها مختلف، والشعور فيها مختلف، ويمكن دي النقطة اللي ممكن يتلاقى فيها الميت بالحي، يقول له حاجة أو خبر، أو حتى يعرَّفه إنه متضايق في قبره مثلًا.

كل اللي قرأته كان جديد ومختلف، لكنه مكانش بيشبع فضولي، ولا بيجاوب على أسئلتي، أصل كل اللي بيحصل معايا مش أحلام، دا واقع، ولا أنا بحلم حلم طويل لدرجة إني حاسس إنه اتحوِّل لواقع؟ فاكرين لما قولت لكم التوهان، ملقيتش كلمة أنسب من دي أعبَّر بها عن حالي.

فجأة لقيتني بسيب التليفون من إيدي، لأني سمعت صوت حد ماشي في الشقة، ولأن حسب الأحداث الأخيرة يعني مفيش غير "محمود" معايا، توقعت إن هو اللي صاحي، بس إزاي ده حصل من غير ما أسمع صوت باب أوضته وهو بيتفتح، ماهو مش معقول هيخرج من تحت عقب الباب مثلًا.

قومت من السرير؛ ورجلي أخدتني لحد برَّه، ولما خرجت ملقتش حاجة، لكن الصوت كان زي ما هو، بس في الوقت ده كنت سامعه ناحية باب الشقة، مشيت لحد هناك، عشان أتفاجأ بنفسي داخل الممر اللي بيودي على باب الشقة، لأن الصوت كان جاي من هناك، وساعتها شوفت "محمود"، كان ضهره ليا، والمخيف إنه كان ماشي بطريقة غريبة، كان بطيء جدًا ورجليه مش لامسين الأرض، مُش دي الحاجة الغريبة أو المخيفة في الحكاية، اللي كان مخيف أكتر، إن صورته كانت معكوسة على المراية، ملامح وشُّه كانت ظاهره بوضوح، لكنه مكانش "محمود"، دا كان مَسخ طالع له قرنين صغيرين من جبهته، بشرته لونها أسود، زي ما تكون اتحوِّلت لجلد حيوان لونه أسود، دا غير إن عينيه كانت بتنوَّر أحمر ونورها كان معكوس في المراية، جسمي اتلبِّش مكانه، ومقدرتش أكمِّل مشي وراه، واللي مقدرتش أشوفه، هي إيديه اللي كانت ممدودة قدامه، وكان فيهم حاجة، لكن هي إيه مكنتش قادر أحدِّد، ولا المراية كانت عاكسة صورتها، لكنه وقف في مكانه بمجرد ما لمح صورتي في المراية، وساعتها بَص ناحيتي وهو بيداري اللي ماسكه ورا ضهره، واتفاجأت إنه لما بَص ناحيتي ملامحه رجعت لطبيعتها، وحسيت زي ما يكون قامته قصرت شوية، وده حصل لما المسافة اللي كانت بين الأرض وبين رجليه تلاشت، وبقى واقف على الأرض زيي زيه، في اللحظة دي حسيت إن الموضوع فيه إنَّ، وبدأت أحِس بخوف جوايا من "محمود"، اللي كان بيقرَّب ناحيتي، وكنت برجع لورا من الرعب، واللي كان راعبني أكتر، هو إن ملامحه كانت بترسم ابتسامة باردة، نفس الابتسامة اللي بيكون مستخبي وراها شَر، وعشان أحاول أعرف إيه الحكاية، سألته بلسان تقيل وقولت له:

-إيه اللي ورا ضهرك يا "محمود"؟

-يهمَّك في إيه؟

-يمكن دَه يفسَّر لي الحاجات الغريبة اللي شوفتها دلوقت.

-وإيه الغريب اللي أنت شوفته؟

-ملامحك كانت ملامح حاجة تانية، وأول ما بصيت ناحيتي ملامحك رجعت لطبيعتها، دا غير وأنت ماشي مكنتش لامِس الأرض.

-مُش يمكن أنت اللي بيتهيَّأ لك؟ أو يمكن المراية بايظة وعايزة تتغيَّر، أنت ليه رافض تحط الكفة التانية من الميزان، وهو إن ممكن المشكلة تكون فيك أنت، يعني خلتني أموت وحضرت جنازتي وأخدت عزايا، في الوقت اللي أنا واقف فيه قدامك دلوقت، دا أنا توءمك، حد يتمنى إن توءمه يموت؟!

-الحقيقة مبقتش عارف المشكلة فين بالظبط، بس أنت ليه مُش عاوز تقول إيه اللي ورا ضهرك؟!

-لأنه ميخصَّكش، ولا يُخص حد غيري، وبعدين من إمتى حد فينا بيعتدي على المساحة الشخصية للتاني؟!

مكنش عندي رد، كلامه خلاني أتبرجل، فكرة إن المشكلة ممكن تكون فيا دي كانت أكتر حاجة اترعبت منها، وقفت في مكاني وهو سابني ومشي راح ناحية أوضته، إيده كانت لسه ورا ضهره، ولما بقيت واقف وراه، بصيت على إيده، عشان أشوف إيده ورا ضهره زي ماهي، كنت فاكر إنه هيداريها قدامه وهو ماشي، على شان ما أشوفش اللي فيها، لكنه مغيَّرش مكانها، زي ما يكون متعمِّد إني أشوفها، في الوقت ده شوفت كتلة نار في كف إيده، نار حَمره، لونها أشد من أي نار شوفتها في حياتي! 

كنت واقف متجمِّد في مكاني، وبحاول أبلع ريقي اللي زي الحطب، عيني فضلت عليه لحد ما وصل أوضته وقفل الباب وراه، في اللحظة دي، أدركت إن وراه سِر، يمكن مكنتش ملاحظ ده الفترة اللي فاتت، وكنت فاكر إنطواؤه مجرد حالة مؤقتة، لكن بقيت متأكد دلوقت إنه عمل كده على شان يبعدني عن أوضته، ويعمل حاجة أنا مُش عارفها.

دخلت أوضتي وقفلت الباب ورايا، فتحت تليفوني ورنيت على "حسن" ابن عمي، وساعتها رد عليا بصوت كله قلق وقال لي:

-خير يا "منتصر".. أنت كويس؟

-"حسن" هو "محمود" مات فعلًا؟

-لا حول ولا قوة إلا بالله، ادعي له بالرحمة، أنا عارف إنك مش هتعرف تنساه، محدش برضه ينسى أخوه وتوءمه، لكن ده قضاء ربنا.

-"محمود" موجود هنا يا "حسن".

بمجرد ما قولت الكلمتين دول؛ وحسيت إن صوته اتقطع، بعد شوية صمت، لقيته بيقول لي:

-بُص يا "منتصر"، دي حاجة طبيعية، أنت لسه مش مستوعب إنه مات، وعندك إحساس إنه موجود، الإحساس ده ممكن يخليك تتخيل إنه معدِّي هنا أو ماشي من هنا، بس الحقيقة إن "محمود" نايم في قبره مرتاح.

-أنا عايز أفتح القبر وأتأكد بنفسي.

-أنت اتجننت يا "منتصر"!

حسيت إنه لمس سلك كهربا عريان، أي نعم طلبي كان غريب، بس اللي بيحصل معايا كان يستحق المجازفة، لكنه لما لقاني ساكت قال لي:

-عايزني أفتح القبر على ميِّت؟ دا الميت له حُرمة، وبعدين ده أخوك، وميِّت من كام يوم بس.

لكن نزولًا على رغبتي وبعد إلحاح طويل قال لي:

-خلاص يا "منتصر"، أنا هاخد واحد من ولاد اعمامنا، ونروح بعد الفجر، هنفتح الباب ونشوف ونقفله تاني، برغم من إني متأكد من اللي بقوله، لكن على شان أنت ترتاح، أنا هعمل كده؛ لأني خايف الحالة اللي أنت فيها تتحوِّل لحالة مرضية، ويارب المرحوم يسامحنا على اللي هنعمله.

خلصت مكالمة معاه وقفلت التليفون، حطيت راسي على المخدة، يمكن الصراع اللي فيها يهدى شوية، لكن حسيت عيني بتقفل والنوم بيسيطر عليا، روحت في النوم غصب عني، لكن سمعت صوت خطوات جنبي، الصوت كان غريب، زي ما يكون حيوان ماشي ورجليه بتدِب في البلاط، فتحت عيني، على شان أشوف جنبي مَسخ، هو نفس الملامح اللي شوفتها على وِش "محمود"؛ لما عكسته المراية وكان ضهره ليا، جلد أسود وفي قرنين طالعين من جبهته، لكن اللي كان مختلف ومرعب، هو إنه مكانش جسمه، دا كان جسم حيوان بشرته بنفس لون وشه، كان بيبص لي بعينيه الحمره وبيقول لي:

-بلاش تفتِّش ورا حاجة اندفنت، أنت مُش قد اللي تحت التراب!

كنت صاحي مُش بحلم، حاسس بكل حاجة بتحصل، وشوفته بعد ما قال لي الكلمة دي وهو خارج من أوضتي، ورايح ناحية أوضة أخويا، معرفش إزاي رميت خوفي تحت رجلي ودوست عليه، ولقيت نفسي نازل من السرير وخارج من الأوضة، مشيت وراه لحد أوضته، ولأول مرَّة من فترة طويلة، شوفت أوضته مفتوحة لأول مرة، واتفاجأت إن على الحيطة اللي جنب السرير رسمة غريبة، نجمة خماسية بالأحمر، فيها رموز غريبة وروسومات مش مفهومة، والأغرب إن الأوضة كانت مليانة شموع لونها أسود، وكان طالع منها ريحة جلد محروق، في اللحظة دي؛ شوفت "محمود" جوَّه، كان واقف قدام النجمة الخماسية ورافع كف إيده بكتلة النار اللي شوفتها في إيده قبل كده، لكن أول ما حس بيا وبَص ناحيتي، ملامحه اتغيَّرت لملامح المسخ، ولقيت باب الأوضة اترزع في وشّي!

حاولت أفتح الباب، لكن حسيت إني بحرَّك حيطة من مكانها، الأمر كان مستحيل، في الوقت ده؛ بدأت أسمع صوت صرخات خارجة من الأوضة، كان صوت "محمود" وهو بيقول كلام غريب: "أنا ملكك، أنا قربانك الذي تريده".

مقدرتش أقاوم الخوف اللي جوايا، جريت على أوضتي وقفلت الباب، دخلت السرير وقعدت عيني على باب الأوضة، كنت حاسس إنه ممكن يتفتح في أي لحظة، واتفاجئ بالمسخ ده وهو داخل عليا، الوقت بيفوت، والنهار بدأ يطلع، وساعتها سمعت صوت رسالة على تليفوني، بصيت لقيتها رسالة من "حسين"، ولما فتحتها، لقيت فيها صورة للقبر وهو مفتوح، و"محمود" نايم في الكفن بتاعه وجسمه زي ما يكون بادئ يتنفخ، في اللحظة دي بس، أدركت إني عايش مع مَسخ، مش مع توءمي.

القرار اللي قدرت آخده، هو إني خرجت من أوضتي على باب الشقة، ومنها على برَّه، مكنتش قادر أنتظر، ركبت عربيتي وروحت على البلد، ولما وصلت، لقيت "حسن" بيبص باندهاش على مظهري، اكتشفت ساعتها إني نسيت نفسي وروحت بالتريننج البيتي، بس في اللغبطة اللي أنا فيها دي هفكر في إيه ولا إيه، على شان كده قال لي:

-بقول لَك إيه، مُش على شان أنت حزين على أخوك تعمل في نفسك كده، كلنا زعلانين، بس الحي أبقى من الميت.

-الحكاية مُش زي ما أنت فاهم.

-أومال إيه الحكاية بالظبط؟ فهِّمني طيب لأني مش فاهم حاجة خصوصًا بعد طلبك الغريب اللي خلاني أفتح القبر ده.

بعد ما حكيت له كل حاجة، أخدني وروحنا على شيخ في بلد جنب بلدنا، وقال لي إن الحكاية يلزمها واحد فاهم في الحاجات دي، لأن النجمة الخماسية لها علاقة بالشيطان والعالم السفلي، كنت ماشي معاه وبفكر إيه العلاقة اللي ممكن تربط بين "محمود" الله يرحمه، وبين الكلام ده، لحد ما وصلنا عند الشيخ، ولما حكيت له التفاصيل كلها، طلب منّي إنه يروح معانا الشقة في القاهرة.

في نفس اليوم آخر النهار وصلنا الشقة، وعلى باب أوضة "محمود"؛ الشيخ فضل واقف وعينيه بتلف في الأوضة يمين وشمال، كان بيقرأ قرآن كتير وأدعية، وبعدها بَص ناحيتي أنا و "حسن" وقال لنا:

-في حد من أعوان إبليس ساكن الأوضة دي، وللأسف صاحب الأوضة هو اللي استدعاه.

بصيت ناحية "حسن" وأنا مش مستوعب، وبعدها قولت للشيخ: 

-قصدك إن "محمود" هو اللي عمل كده؟

-أكيد، مش هو صاحب الأوضة؟

-بس إيه اللي يخليه يعمل كده؟ وبعدين أنا اتفاجأت باللي مرسوم ده وأول مرة كنت أشوفه، لما اكتشفت موته مكانش الكلام ده موجود.

-بالعكس كان موجود، لكن اللي ساكن الأوضة كان عامي عينيك عنه، محدش عارف فضول البني آدم ممكن يوصَّله لفين، النفس أمارة بالسوء، يمكن لحظة طيش من أخوك، أو كان بيجرَّب حاجة شافها على النت، اللعب مع العالم ده خطر، لأننا منعرفش إيه اللي ورا البوابات اللي بينا وبينهم.

بعد ما خلَّص كلامه، لقيته بيطلب منّي ملح خشن بكمية كبيرة، مكنش عندي في الشقة، ده اللي خلاني أتصل بالبواب، ولما طلع طلبت منه يجيب لي شيكارة ملح خشن، كان مستغرب من طلبي بس راح اشترى اللي قولت عليه ورجع، وبعدها الشيخ بدأ يرمي ملح في أرضية الأوضة، وهو بيردد آيات طرد الجن والشياطين، ومع الوقت أرضية الأوضة شبه اختفت، الملح كان مغطّي البلاط، وبعد كده الشيخ دخل الأوضة، وطلب مننا ندخل.

أول مرَّة أفتِّش في أوضة أخويا، وطبعًا ده لما الشيخ طلب، لدرجة إنه طلب مني أفتح اللاب توب بتاعه، يمكن نوصل للسبب اللي خلاه يعمل ده، ولما فتحت اللاب توب، اتفاجأت إن "محمود" كان داخل على مواقع تخص استحضار الجِن، دا غير إن كان في متصفح غريب، بيفِك المواقع المشفرة ويدخل على مواقع الدارك ويب، وبعد بحث حوالي ساعة، قدرت أوصل لإن "محمود" كان بيجرَّب يستحضر شيطان من خدم النجمة الخماسية، لأني وصلت على الموقع اللي قدامي لنفس النجمة اللي مرسومة على الحيطة، وكان معاها خطوات استحضار خادم النجمة، وبعد ما الشيخ شاف كل حاجة، بدأ يقول لي بالتفصيل إيه اللي حصل مع "محمود" أخويا.

"دي تجربة استحضار، وعشان الإنسان يتواصل مع خادم من خدم النجمة، لازم يتم ده من خلال قرين الشخص اللي بيستحضر الخادم، القرين شيطان لعين، بمجرد بس ما يلاقي فرصة بيستغلها، وأخوك عطاه فرصة من دهب، لما بدأ يعمل حاجة مش عارف عواقبها إيه، وكانت النتيجة موته، أخوك لما ظهر له الخادم مقدرش يتحمل هيئته، ومات بالسكتة القلبية في وقتها، لكن الحكاية مخلصِتش بعد موت أخوك، التجربة فضلت مستمرة، أخوك مات بس قرينه عايش، واستغل موته وبدأ يكمل استحضار خادم من خدم النجمة، ماهو العالم السفلي فيه صراعات، يمكن القرين كان عاوز يسخر حد أقوى منه، عشان يكسب به صراع تاني بينه وبين أي كيان سفلي، اللي كان معاك مش "محمود"، لكن كان بيظهر لك في هيئته عشان تطمن، والحكاية تفضل ماشية لحد ما الاستحضار يتم، ولما حس إنك ممكن تفكر تفتح القبر على أخوك، وتكتشف إنك عايش مع حد تاني والأمر ينكشف، كان بيهددك، على شان كده قال لك أنت مش قد اللي تحت التراب، ماهو العالم السفلي عالم تحت الأرض اللي هي التراب".

بعد ما سمعت منه الكلام اللي صدمني، مكنتش بفكر غير في حاجة واحدة، مين اللي وصَّل "محمود" للطريق ده، يعني حد من أصدقاؤه شجَّعه، ولا هو فضول الإنسان لما يكون معاه شيء لعين اسمه النت، يخليه يشطح ويدخل طرق تنتهي به في القبر! لكن هيفيد بإيه؟ اللي حصل حصل وأخويا ضيَّع نفسه.

فوقت من تفكيري على صوت الشيخ، وهو بيطلب مننا جردل مَيَّه، ولما جِبنا الميَّه، كان بيدوِّب فيها ملح كتير، وبعدها بدأ يرش حيطان الأوضة والسقف وكل حاجة فيها، وطلب مننا نرمي الشموع اللي موجودة، لأنها من دِهن حيوانات، وده يفسَّر ريحة الجلد المحروق اللي كانت طالعة منها. 

كل ده كان بيحصل وأنا سامع صرخات خارجة من النجمة اللي في الحيطة، اللي لما بصيت عليها، شوفت فيها نار بتاكل المَسخ اللي ظهر لي على إنه أخويا، واللي هو أصلًا خادم النجمة زي ما عرفت، بعدها الشيخ قال لنا:

-الخادم اللي ساكن الأوضة اتحرق، بس الملح لازم يفضل في الأوضة، ويفضل أثره على الحيطان وكل حاجة هنا لمدة أربعين يوم، لأن الأوضة طاقتها الإيجابية معدومة بعد اللي حصل فيها، وفيها طاقة سلبية ممكن تجذب أي كيان تاني، على شان كده لازم تتقفل أربعين يوم، ويفضل فيها الملح.

قضيت الفترة دي في البلد، كنت بترحَّم على "محمود" اللي ضيَّع نفسه، الله يرحمه ويغفر له، ويسامح اللي كان السبب إنه يمشي في الطريق ده، على شان بعد المدة دي، أرجع القاهرة أنا و"حسن"، ومعانا الشيخ، اللي طلب إنه يفتح بنفسه الأوضة عشان يحصَّنها، وساعتها بس، النجمة اللي على الحيطة كانت اختفت من نفسها، وده معناه إن اللي كان راسم النجمة مش "محمود"، ده خادم النجمة اللي اتحرق جواها، واللي هي بعد كده اختفت بموته!

تمت...

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333808
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189661
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181332
4الكاتبمدونة زينب حمدي169722
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130945
6الكاتبمدونة مني امين116767
7الكاتبمدونة سمير حماد 107741
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97840
9الكاتبمدونة مني العقدة94957
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91604

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

1998 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع