آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شحاتة
  5. جريمة مسبقة

مُمتَنٌّ جدًا لرنينِ جرسِ البابِ، لقد أيقظني في الصباحِ الباكرِ؛ فتفاجأتُ بمنبّه هاتفي؛ وقد تجاوزَ وقتَ التنبيهِ، دون أن يمارسَ حقّه في إيقاظي كعادته.
جررتُ أقدامي نحوَ البابِ، بجسدٍ يُثقلهُ النُّعاس، وبعينينِ تبصرانِ بمشقّةٍ، أمسكتُ بأوكرَةِ البابِ، ثمَّ جذبتُها لأسفل؛ فانفتحَ البابُ؛ ليفصحَ عن شخصٍ يضعُ جريدةً في الصندوقِ الأحمرِ المخصَّص للجرائد، والمثبَّتِ في الحائط بجوارِ الباب.
ثمَّ ابتسمَ لي، وهو يومِئُ برأسِه قبل أن يغادر.
تحرَّكتُ خطوتينِ للأمام، ثمَّ مددتُ يدي؛ لأُمسكَ بنسخةِ الجريدة، وما إن بدأتُ في قراءةِ عنوانها الرئيسي؛ حتّى تذكّرتُ استيقاظي المتأخر؛ فأسرعتُ إلى داخلِ الشقّة، تاركًا الجريدةَ فوقَ طاولةِ الصالة؛ لأتصفّحها بعد عودتي من عملي، وذهبتُ لتبديلِ ملابسي.
انتهيتُ سريعًا، ثمَّ أخذتُ مفتاحَ سيارتي وهاتفي، واتجهتُ إلى بابِ الشقّة، خرجتُ: ثمَّ وقفتُ أرتدي حذائي؛ فسمعتُ صريرَ بابِ الشقةِ المجاورةِ لي، ثمَّ تبعه صوتٌ يقول:
_صباح الخير، أنت الساكنُ الجديد؟
نظرتُ لذلكَ الرجلِ الذي يتحدَّثُ إليَّ؛ فإذا بهِ رجلٌ عجوز، مبتسمُ الوجهِ، هادئ النبرة؛ فقلتُ مُبتسمًا:
_صباح النور، نعم أنا أسكنُ هنا منذُ أمسٍ فقط.
أومأ برأسهِ مبتسمًا؛ ثمَّ تابعَ خطواتهِ البطيئةَ نحوَ المِصعد.
انتهيتُ من ارتداءِ حذائي، ثمَّ اتجهتُ إلى المصعدِ؛ كي ألحقَ بذلكَ العجوزِ المُبتسم، لكنّي لم أجد له أثرًا.
إنها مجردُ لحظاتٍ، بينَ إيماءَةِ رأسِه لي وانتهائي من ارتداءِ حذائي، ثمَّ إني لم أسمع صوتَ بابِ المِصعد؛ فأينَ ذهبَ ذلكَ الرجل؟
ربما أسعفتهُ الصدفةُ؛ وكانَ المصعدُ في طابقنا ولم أنتبه لصوتِ الباب، كل شيء جائز.
أنهيتُ يوميَ المُمِلَ، ثمُّ عدتُ إلى الشقةِ، ومعي وجبةٌ قمتُ بشرائها من مطعمٍ قريب، وكانَ الليلُ قد أسدلَ ستائرَه، جلستُ على كرسيِّ الطاولةِ؛ لأتناولَ الوجبةَ التي أأملُ أن تنجحَ في إخمادِ جوعي، تذكّرتُ الجريدةَ التي تركتها في الصباح، لقد كانت قريبةً منّي، مددتُ يدي نحوها، لكنّي سرعانَ ما سحبتُ يدي!
لقد تركتُ الجريدةَ كما تناولتها من صندوقِ الجرائد، لكنّها الآنَ مفتوحةٌ على صفحة ما، لمّا أمعنتُ النظرَ إلى عنوانها، وجدتُها صفحةَ الحوادث!
كيفَ فُتِحَت الجريدةُ على هذه الصفحةِ؟ لا أعلم!
بيدٍ مرتعشةٍ أمسكتُ بالجريدةِ، كان يتصدَّرُ الصفحةَ عنوانٌ عريض "مقتلُ عجوزٍ في السبعينَ من عمرهِ طعنًا على يدِ شابٍ في الثانيةِ والثلاثين".
كانت تفاصيلُ الخبرِ صادمةً؛ فالعنوانُ الذي حدثت فيه الجريمةُ أمام شقّتي، صورةُ المجني عليه كانت صورةَ جاري العجوز، وكانت صورتي مطبوعةً في مساحةٍ لا بأسَ بها، ومذيَّلةً بكلمةِ الجاني.
لقد عَلِقَ الطعامُ في حلقي، فقدتُ شهيَّتي على الفورِ، ثمَّ أمسكتُ بالجريدةِ؛ لأتفاجأ بأنَّ تاريخَ هذا العددِ لم يحِن بعد!
كانَ التاريخُ يشيرُ إلى الخميسِ القادم، دارت رحى عقلي؛ ولم أستطع استيعابَ ما يحدثُ، تساؤلاتٌ كثيرةٌ، ما الذي بيني وبينَ العجوزِ كي يُقتَلَ على يدي؟ ولماذا أرتكبُ جريمةً نكراءَ كهذه؟
أغلقتُ الجريدةَ، ثم أمسكتُ بها واتجهتُ نحوَ البابِ؛ كي أعيدَها إلى الصندوق، ولمّا خرجتُ من الشقّةِ؛ تفاجأتُ أنَّ الصندوقَ ليسَ في مكانه!
وقفتُ مبتلًّا بماءِ عَرَقي، يبتلعني الذهول، بينما تسكنُ الجريدةُ بينَ أناملي، ثمَّ سمعتُ صريرَ بابِ الشقةِ المجاورةِ، نظرتُ في حذرٍ؛ فإذا بالعجوزِ يبتسمُ لي قائلًا بنبرتهِ الهادئة:
_لماذا تقفُ تائهًا هكذا؟
تلعثمَ لساني، وجاهدتُ في ابتلاعِ ريقي، وقلتُ:
_لقد كان الصندوقُ هنا.
_عن أي صندوقٍ تتحدث؟
_صندوق الجرائد.
_أنت جديدٌ هنا، لقد تمّت إزالةُ صناديقِ الجرائدِ منذ شهورٍ.
_مستحيلٌ؛ لقد تناولتُ هذهِ الجريدةَ منه في الصباح؛ وكنتُ أقرأ في صفحةِ الحوادثِ منذ قليلٍ؛ لقد وجدتُ تاريخَ النسخةِ مختلفًا عن تاريخِ اليوم، كما أني وجدتُ خبرًا عن...
حتى هنا؛ انقطعَ صوتي من تلقاءِ نفسه، حينما عاودتُ النظرَ إلى الجريدةِ؛ لقد كانَ اسمها مختلفًا، هنا سخرَ منّي العجوزُ قائلًا:
_أنت شابٌ صغير، لا خبرةَ لكَ في الجرائد، هذهِ الجريدةُ يا بنيَّ ليست بها صفحةُ حوادث، كما أنكَ تسلَّمتها من يدِ بائعِ الجرائدِ في الصباحِ، وليس من الصندوقِ الذي في خيالك، لقد رأيتُ ذلك.
لقد كانَ مُحقًّا؛ فالجريدةُ في تاريخِ اليوم، كما أنها ليسَت بها صفحةٌ للحوادث، شعرتُ أنَّ جسدي هزيلٌ من الخجلِ؛ فتركتُ العجوزَ ودخلتُ شقّتي، ثمَّ أغلقتُ البابَ خلفي.
لا أعرفُ كيفَ رأيتُ كلَّ ذلك، ولكنّي آثرتُ أن أنسى، ربما تغيُّر المكان قد تسبَّب لي ببعضِ الهذيان!
قضيتُ أيامي في حذرٍ، أخشى ذلكَ العجوز، أتجنَّبُ النظرَ إليه، حتى مساءِ ذلكَ اليوم، كانَ يومَ أربعاء، ارتميتُ فوقَ سريري بعد يومٍ شاق، كنتُ مُصابًا بإعياءٍ شديد، لكنها المرةُ الأولى التي أشعرُ فيها بأقدامٍ تسيرُ بالقربِ منّي، هناكَ شخصٌ آخرُ معي، نظرتُ حولي بينما يقتلني الأرقُ، لكنّي لم أعثر على شيء.
استسلمتُ ليدِ النومِ التي تجذبني، نمتُ كما لم أنم من قبل، ولكن هاهي يدٌ تحيطُ بعنُقي، تعتصرهُ بكل ما أوتِيَت من قوةٍ؛ لتخنِقَني، جاهدتُ كي أفتحَ عيني؛ فإذا بالعجوزِ يحاولُ قتلي، يطبقُ على عنقي بيدٍ؛ بينما يُمسكُ سكّينًا في يدهِ الأخرى، رافعًا إياها لأعلى؛ كي يهوى بها على صدري!
في محاولةِ للهروبِ من الموتِ؛ صفعتهُ بيدي في وجههِ، فإذا بهِ يبتعدُ؛ لتسقطَ السكينُ من يده؛ فأمسكتُ بها على الفورِ بينما لاذَ بالفرارِ، خرجتُ وراءَه حاملًا السكينَ في يدي، انتبهتُ إلى صوتِ بابِ الشقةِ؛ ولمّا اتَّجهتُ صوبَه وجدته يهربُ للخارج؛ تابعتُ خطواتي وراءَه؛ فخرجتُ متجهًا نحوَ شقتهِ؛ فإذا بهِ قادمٌ نحوي، ولم أشعر بنفسي؛ إلا والسكينُ تخترقُ بطنَه؛ ليخرجَ طرفُها المدبَّبُ من ظهره.
لم يكن ذلكَ ما صدمني، لقد قالَ العجوزُ بصوتٍ مُتهتِّك، وهو يلفظُ أنفاسَه الأخيرة:
_جئتُ كي أسألكَ عن شيءٍ للصداع، إن كان لديكَ شيئًا.
ثمَّ سقطَ جثةً هامدةً.
وقفتُ ويدٌ من الذهولِ تطبقُ على قلبي، لقد كان العجوزُ يرتدي ملابسَ غير تلكَ التي حاولَ فيها قتلي، فكيفَ في لحظاتٍ استطاعَ استبدالها والعودة مرةً أخرى؟!
إذًا من كان معي؟ من كان يحاولُ قتلي؟ من تركَ لي السكينَ ولاذَ بالفرار؟ لا أدري، كل ما أعرفهُ هو أنَّني قتلتُ!
فكَّرتُ في أشياءَ كثيرةٍ؛ ولم يكن من بينها الهربُ، أحسستُ كأنَّ للجرائمِ رائحةً، تفوحُ فتخبرُ الناسَ عن وقوعِها، لقد تجمهرَ عددٌ من الجيرانِ، لا أعرفُ كيفَ علموا بالأمر بهذه السرعةِ، لكنّي كنتُ أتخذُ ركنًا بعيدًا، أجلسُ القرفصاءَ لا أصدقُ ما حدث.
ثمَّ انتبهتُ على صوتِ شخصٍ يتحدثُ في هاتفهِ، إنني أعرفُ ذلكَ الصوت، هو صوتُ حارسِ العقار، ثمَّ لفتَ انتباهي حديثهُ الغريب:
_لم أكن أعرفُ أن الشقةَ لازالت ملعونة منذُ الحادثةِ التي وقعت بها، لقد أحضرتُ شيخًا لتطهيرها، لكن يبدو أن الروحَ التي بها لازالت حاضرة، تحاولُ الانتقامَ من كل شخصٍ يسكنها.
كنتُ أستمعُ في ذهولٍ وهو يتابعُ حديثه، ويقول:
_هو لم يحاول الانتحارَ كمن سبقوه، لقد قام بارتكابِ جريمةِ قتل، لقد قتلَ جاره العجوز.
لم أكد أقفُ من مكاني، كي أبرحه ضربًا، حتى وجدتُ شرطيًّا يقبضُ على يدي، ويصطحبني إلى رحلةٍ أعرفُ نهايتها جيدًا.
في صباحِ اليومِ التالي، امتثلتُ أمامَ النيابةِ؛ متهمًا بجريمةِ القتلِ العَمد، بينما كانت تقبعُ فوقَ مكتبِ وكيلِ النيابةِ تلكَ الجريدةُ، بنفسِ التاريخ، مفتوحةً على صفحةِ الحوادث، التي يتصدّرها نفسُ الخبر بتفاصيليهِ المحفورةِ في ذاكرتي"مقتلُ عجوزٍ في السبعينَ من عمرهِ طعنًا على يدِ شابٍ في الثانيةِ والثلاثين".
وهاهي صورتي، وكنتُ أمتثلُ للتحقيقِ بنفسِ القميصِ الذي أرتديه في صورةِ الخبر، حيثُ قاموا بالتقاطِها لي؛ بمجرّد أن ألقوا القبضَ عليَّ! ولا أعرفُ هل أخبرهم في التحقيقِ أن روحًا تسكنُ شقَّتي، جرَّاءَ حادثةٍ لا أعرفُ شيئًا عنها، وأنَّها من دفعتني للقتلِ؛ فيتم إيداعي مصحةً نفسية، أم أعزفُ عن ذلكَ الأمرِ؛ فيتمُ إعدامي؛ وإيداعُ جسدي في قبرٍ ما.
**

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333712
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189528
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181214
4الكاتبمدونة زينب حمدي169703
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130938
6الكاتبمدونة مني امين116765
7الكاتبمدونة سمير حماد 107668
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97813
9الكاتبمدونة مني العقدة94931
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91545

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

1809 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع