_مُش هينفع تيجي معايا يا زعفرانة.
=إيه اللي هيقِل نفعه يعني؟
_عشان أنا بحب أروح وآجي لوحدي، وبعدين أنا مش رايح أعمل شوبينج وأتفسح، كل الحكاية رايح أشتري جوز بناطيل وراجع، وبعدين سيبك منّي واقعدي خلّصي اللي وراكي.
=ما هي البناطيل دي بقى اللي مخلياني عايزة آجي معاك.
_ليه يعني إن شاء الله؛ مالها البناطيل؟
=مش جايز أنا كمان تعجبني حاجة وأشتريها.
_هتشتري بناطيل من بتاعتنا يا زعفرانة؟ ولما تتخفّي زي عادتك وأنتي لبساه؛ ألاقي البنطلون رايح جاي لوحده في الشقة؟
=خلاص مُش هتخفّى.
_وبعدين دي بناطيل رجالي.
=إيه المشكلة، هو أنا يعني هروح فين ما أنا يا قاعدة في الشقة يا بتخفّى وأنا بجيب لَك أحداث القصص، يعني محدّش هيشوفني وأنا لبساه.
_برضه يا زعفرانة؛ وبعدين أنا رايح محل رجالي، هتيجي هناك إزاي؟
=عادي ممكن أتجسّد في هيئة حد صاحبك مثلًا.
_ولو قابلنا صاحبي اللي أنتي متجسّدة في هيئته وإحنا برّه؛ أقول له إيه بس؟!
=طيّب خلاص هتجسّد في هيئة أي بنت وآجي معاك.
_ ولو حد يعرفني شافنا وسألني مين دي؛ أقول إيه؟
=قول له زعفرانة.
_لا والله، على أساس إن الناس تعرفك، ومتعوّدة تقابل عفاريت وتتعامل معاها عادي.
=مالهم العفاريت يعني، مخلوقات ربنا ومن قبل ما تتخلقوا كمان.
_متردّيش عليا راس براس يا زعفرانة.
=ولا راس براس ولا ديل بديل؛ هسكت أهو.
_الديل ده عندك أنتي؛ وعند بابا حبهان وطنط مستكة.
=ربنا يسامحك؛ أنا مش هرد عليك.
_يكون أحسن، أنا أصلًا مبحبش الرغي الكتير وأنتي عارفة.
=يعني إيه آخر كلامك.
_آخر كلامي إني هروح وآجي وأنتي تشوفي وراكي إيه، ومتعطلنيش أكتر من كده.
***
_برضه يا زعفرانة؛ أقفل عليكي الشقة؛ أقوم أنزل ألاقيكي في العربية!
=وحلّيت لَك المشكلة أهو؛ لا تقول بقى مينفعش أتجسّد على هيئة حد من أصحابك، ولا هيئة بنت عشان محدش يقول لَك دي مين.
_وبرضه مينفعيش تتجسّدي على شكلي أنا، يعني الناس هتقول إيه دلوقت، أنا سايق وفي نفس الوقت قاعد جنب نفسي على الكرسي التاني؟
=لو حد سأل قول إني توءَمك.
_مينفعش يا زعفرانة لأن الدنيا كلها تعرفني، والناس عارفين إني ماليش توءم.
=طيب قول أي حاجة.
_زي إيه؟ وفرضًا محدش أخد باله ولا سألنا، لما أقف في إشارة وفيها كاميرا، اللي قاعد على الكاميرا لما يشوف مني نسختين في العربية يحصل إيه؟
=مش هيحصل حاجة، وهو ليه إيه غير ربط الحزام؛ وهربطه.
_يا زعفرانة أنتي كده بتعملي أزمة مرور، هيقولوا الكاميرات خرَّفت وبتدبلَر الصورة.
=متكبّرش الموضوع كده، ماهو أنا جاية يعني جاية، ولو نزلت دلوقت من العربية، هتوصل المحل هتلاقيني هناك.
_طيّب اربطي حزامك وأمري لله؛ لما نشوف أخرتها.
=حاضر.
_أنتي يا مسطولة؛ والله هرزعك على وشك بضهر إيدي زي الخدامين.
=في إيه بس اللي حصل!
_بتسحبي ديلك بدل ما تسحبي الحزام! خلاص مش عارفة تفرّقي بينهم!
=خلاص مجراش حاجة، أول مرة أركب عربية.
_حصل خير؛ وبعدين هتدخلي المحل إزاي بالديل ده؟
=هخفيه.
_ماشي يا زعفرانة يا لئيمة؛ يا آخر صبري.
=تحبّي أخفي نفسي خالص ومحدش يشوفني غيرك؟
_والله لو تخفي نفسك خالص حتى عنّي يكون أحسن، محدش يشوفك غيري قال؛ على أساس إني بطيق خلقِتك أصلًا.
=هريّحك أهو.
_طيّب فكّي الحزام.
=كل شوية اربطي الحزام؛ فكّي الحزام، أومال طلبت أربطه ليه من الأول.
_طلبت تربطيه عشان كنتي ظاهرة، دلوقتي أنتي مخفية والحزام مربوط، وكده الناس هتفتكر إن الحزام مربوط على الفاضي.
=أنت بتسوق بسرعة؛ افرض ضربت فرامل فجأة ولبست أنا في الإزاز.
_انزلي يا زعفرانة؛ خدي تاكس وحصّليني.
=مفيش معايا فلوس.
_ما أنتي لسّه قابضة منّي امبارح؛ خرجتي من ورايا وصرفتي الفلوس؟
=لأ مخرجتش من وراك؛ كل الحكاية إنك ماسكني داري ديلك؛ وديلك عورة.
_وإيه علاقة ده بفلوسك اللي خلصت.
=ما أنا اشتريت غطا مخصوص عشان ديلي.
_بس أنا مش شايف ديلك متغطّي ولا حاجة.
=أصل الغطا جاي في الطريق لسّه.
_جاي منين؟
=من القبيلة عندنا؛ أصل أنا عملت الفلوس حوالة لأبويا وهو اشتراه وباعته بالبريد العفاريتي.
_أنتوا كمان عندكوا حوالات وبريد؟
=طبعًا؛ مُش عندنا العالم بتاعنا زينا زيكم بالظبط.
_جتكوا خيبة في العالم بتاعكم وبريدكم، البريد بتاعكم أبطأ منكم؛ طيب خلاص يبقى تقعدي ساكتة ومتقلبيش دماغي لحد ما نوصل، وفي المحل متتكلميش ولا تعملي حاجة؛ أحسن الناس تفكر إني بكلم نفسي.
=حاضر.
***
_أنا منبّه عليكي متتكلميش يا هبابة أنتي؛ اسكتي.
=جاكيت إيه اللي ب ٦٠٠٠ جنيه ده!
_وأنتي مالك؛ اخرسي خالص؛ قلت لك متتكلميش في المحل.
=مُش ده نفس الجاكيت بتاعك.
_أيون؛ واتكتمي بقى.
=أنت شاري جاكيت ب ٦٠٠٠ جنيه ليه؟
_وأنتي مالك، حاجة متخصّكيش.
=أنت عارف المبلغ ده يجيب كام جرام بخور؟
_إلهي تولعي أنتي والبخور في ساعة واحدة، مش وقته الكلام ده لما نروّح أبقى أشرح لِك.
=البناطيل هناك أهي.
_نوَّرتي المحكمة، عارف مكانها طبعًا؛ ومليون مرة قلت لما تشاوري على حاجة تشاوري بإيدك مُش بديلك.
=معلش نسيت.
_سيبي البناطيل؛ أنتي بتعملي إيه؟
=بشوف مقاسك.
_حطّي البناطيل متفضحيناش في المحل؛ الناس بتبُص علينا.
=شيمواه ده؟
_لأ؛ واتكتمي بقى.
=أومال ده جِلد إيه؟
_ده مُش جِلد؛ ده جينز.
=عندكوا حاجات غريبة!
_طيب اسكتي بقى ومالكيش دعوة بالحاجات الغريبة.
=أنت خلاص اخترت البناطيل دي؟
_أيون.
=هو مفيش عندك غير اللونين دول؟
_أنا حُر يا زعفرانة، ألبِس اللي أنا عاوزه.
=طيب ورّيني كده.
_سيبي البناطيل يا زعفرانة؛ قُلت لِك مليون مرة متلمسيش هدومي.
=هتأكد منهم يمكن يكون في فَك خياطة هنا ولا هنا.
***
_عاجبك كده؛ أدينا انطردنا من المحل.
=وأنا ذنبي إيه بس!
_فضلت أقول لِك اسكتي، سيبي البناطيل، وأنتي ماسكاها عمالة تحطيها قدام اللمبة تشوفي نوع القمشة وفك الخياطة اللي بتدوّري عليه.
=مش بتأكد؛ بدل ما ندفع فلوس في حاجة معيوبة.
_والله ما معيوب إلا مُخّك، ،ماهو اللي عملتيه ده خلّى صاحب المحل يناديني، ورجَّع الكاميرات قدامي، وسيادتك مش ظاهرة في الكاميرا، والبناطيل عمالة تطير في الهوا لوحدها.
=ما أنت عارف إني مخفية عن الناس والكاميرات.
_ما هو بختي الأزرق أعمل إيه بقى، والراجل قال لي أنت أكيد مخاوي يا أستاذ؛ لو سمحت خد عفاريتك وأخرج من المحل.
=مكنتش أعرف إن الحكاية هتوصل لكده.
_خلاص يلا نروّح، وبعدين أبقى أشوف محل تاني أشتري منه
=هتاخدني معاك المحل التاني؟
_خدك ربنا يا بعيدة، ده أنا لسَّه مطرود من المحل بسببك؛ لما أروَّح هشوف شغلي معاكي.
=الكوباية المقلوبة برضه؟
_لأ؛ هقفل باب الشقة على ديلك، انجرّي قدامي.
***
_إيه الصوت ده يا زعفرانة يا لئيمة؟ مش عارف أنام ساعتين؟
=اصبر قرَّبت أخلَّص.
_خلصت روحك؛ أنتي بتعملي إيه؟ وإيه المكنة دي؟
=بفصَّل لَك جوز بناطيل؟
_يعني خلَّتيني أنطرد من المحل عشان ألبِس بناطيل من تفصيل عفريتة؟
=هيطلعوا على مقاسك بالظبط، اصبر بس بركّب الزراير.
_البناطيل دي مالها كده؟
=عجبوك صح؟
_القماش ده فيه شَعر!
=أيون إيه المشكلة.
_قُماش إيه اللي فيه شَعر ده؟
=ده مُش قماش، دَه جِلد نَعجيج.
_ويطلع إيه النَّعجيج ده كمان.
=حيوان زي الحصان عندكم كده، بناخد جلده نعمل منه هدوم، زي ما أنتوا بتعملوا شنط وجواكيت من جلد التماسيح كده.
_إلهي تمساح يقرقش ديلك يا زعفرانة يا لئيمة، وأنا هلبِس القرف ده؟
=قرف؟ دي أحسن موضة عندنا في القبيلة، وبعدين النَّعجيج ده حيوان مش موجود غير عند العائلات الكبيرة زينا، ومش أي حد يلبس من جِلده.
_يعني الحاج حبهان عنده نَعجيج؟
=طبعًا؛ وبيركبه ويمشي يتفشخَر في القبيلة.
_أنتوا كمان عندكم يتفشخر؟
=لأ دي حفظتها من عندكم.
_ولو اتأخر في مشوار مثلًا يعتذر ويقول معلش يا جماعة أصل النَّعجيج عطل بيا، والصبح يسخَّن النٍَّعجيج ويطلع على شغله وكده، زي ما بنسخَّن العربيات.
=اتريق؛ وهو أنت وراك إيه غير إنك تتنمَّر عليا، ما أنت لو تعرف فوايد الشَّعر اللي في البنطلون ده مش هتتريق.
_وياترى فايدته إيه بقى يا جهبز زمانك؟
=دي شعيرات حساسة، بتبقى على جِلد النَّعجيج عشان لو في أي مخلوق غريب مخفي الشَّعر ده بيحس بيه ويعمل ذبذبات، وبعدين النَّعجيج ألوان، في أحمر وأزرق وأسود، وأنا جبت لك الأحمر أغلى حاجة.
_ولما ألبسه بقى وأمشي كل ما يكون في حاجة جنبي مش متشافة أتذبذب أنا.
=إيه المشكلة، مش عشان تعرف إن في خطر حواليك، وبعدين اعتبره مساج.
_بلا مساج بلا كلام فاضي، وبعدين جبتي ماكينة الخياطة دي منين؟
=بعت جبتها من عندنا.
_اشمعنى دي وصلت وغطا ديلك موصلش؟
=دي إجراءات، حاجة مش بإيدي.
_وبعدين الإبرة اللي فيها عاملة كده ليه؟
=دي مش إبرة على فكرة؛ ده ناب أفعى عجوزة.
_يعني عاوزاني ألبِس بنطلون بِشَعر من جلد نَعجيج أحمر؛ ومتخيَّط بناب أفعى عجوزة.
=أعمل إيه يعني؛ الخياطة عندنا كده.
_أنا بقى اللي هفتح لِك دماغك؛ عشان أوريكي الخياطة عندنا ازاي، تعالي يا بنت الـ...
***
=خلاص؛ ارفع الكوباية بقى، بقالي أسبوع تحتها، جالي أتَب في ضهري وديلي كَرمِش من الزنقة.
_مش هرفعها، أبوكي حبّهان ييجي يفديكي بألف نَعجيج أحمر.
=ألف نَعجيج أحمر إيه بس، هو أنت فاكرني عبلة؟
_لأ وأنتي الصادقة مش عبلة، دَه أنتي هبلة!
***
تمت...