_إيه ريحة الشياط دي يا زعفرانة؟
=...
_مالك مش بتردي ليه؟ بتعملي إيه عندك؟
=أصل كنت...
_كنتي إيه؟ ريحة الشياط جاية من عندك بتعملي إيه؟
=بُص أنا هقول لَك بس متتعصبش.
_قولي يا آخر صبري.
=كنت بشوف جدول المواعيد بتاعك، قُلت أفاجأك وأرتّب لَك كل حاجة وتلاقي دنيتك جاهزة.
_أيون إيه علاقة ده بريحة الشياط اللي مالية الشقة مش فاهم!
=ما أنت بس لو تصبر عليا هقول لك.
_هو أنا بكهربِك يعني، ما تتكلمي.
=كهربا إيه اللي بتتكلم عنها، هو أنت معندكش خبر؟
_لأ معنديش؛ الأخبار كلها عندك.
=مش الجِن والعفاريت مش بيتكهربوا.
_لا يا شيخة.
=زي ما بقول لَك كده؛ إحنا من طاقة، والكهربا من طاقة، تقدر تقول كده عيلة مع بعضينا.
_يعني لما الكهربا تقطع أخليكي تمسكي اللمبة تقوم تنوّر يعني؟
=شُفت بتتريق إزاي، أنا حبّيت بس أقول لَك إننا مش بنتكهرب.
_اخلصي يا زعفرانة وبطلي رغي، ريحة الشياط دي جاية منين؟
=بُص أنت باين عليك متعصب النهارده والكلام معاك مش هينفع.
_ما تنطقي يا هبابة فين العصبية دي، محسساني إني بلسعك بالنار.
=نار إيه بس ما تروّق كده، أنت متعرفش؟
_والله أنا كرهت اليوم اللي طلَّعتِك فيه من البِركة، لأ معرفش، خير.
=مُش العفاريت مش بتتلسع برضُه.
_لا والله؟
=أه والله العظيم، ماهو إحنا مخلوقين من نار، والنار طاقة، زي الكهربا كده، يعني من نفس العيلة.
_انطقي يا زعفرانة وقولي إيه ريحة الشياط دي؛ بدل ما أهبِدك في وشك بالطّفاية.
=والله مش عارفة أنت جايب طفّاية ليه وأنت مش بتدخّن، مضيّع فلوسك في الفاضي، أنا لو منّك كنت وفّرت تمنها، وطفاية على طفاية هتلاقي معاك قِرش كويس.
_مالكيش فيه يا زعفرانة، فلوسي وأنا حُر فيها، أجيب بيها طفايات، أجيب ولاعات، براحتي.
=ماهو أنت كده، لو قُلت لك جايبها ليه؛ هتقول عشان لو جالي ضيف بيدخّن، وأنا من وقت ما جيت هنا؛ لا شُفت حد بيجيلك، ولا شُفتك بتروح لحد، يبقى تبذير ده ولا مش تبذير.
_يا زعفرانة هو أنتي هتشاركيني في شقتي؟ أشتري اللي أنا عاوزه ومحدش له يقول لي أنت بتعمل إيه.
=أنا مقولتش حاجة؛ كل الحكاية إني عايزة أحافظ على تعبك وشقاك.
_سيبك من تعبي وشقايا وقولي ريحة الشياط دي جاية منين؟
=شُفت بقى عصبيّتك كل مرة هي اللي بتخليني أنسى أقول لَك.
_لأ مش هتعصّب خالص أهو، قولي بقى.
=شُفت بتقولها وأنت بتكِز على سنانك إزاي! زمانك ناوي تعمل معايا الجُلاشة.
_جُلاشة! أنتي عرفتي الكلمة دي منين؟
=دي مرات الجُلاش.
_هو الجُلاش اتجوز؟
=ما أنا هقول لك.
_قولي.
=من لطفات جارتنا.
_مش دي بتاعة المحشي يا زعفرانة؟
=أيون.
_مش أنا منبّه عليكي مالكيش دعوة بيها خالص، ولا ليكي دعوة بأي حد من الجيران!
=لأ ما هو أنا مروحتش عندها من ساعة ما نبّهت عليا.
_أومال عرفتي منها الجُلاشة إزاي؟
=أنا كنت قاعدة في مكاني هنا وأنت برَّه.
_وبعدين!
=سمعتها بتزعق مع جوزها وبتقول له: عدّي يومك يا شكري وإلا هعمل معاك الجُلاشة.
_قالت لشكري جوزها الجُلاشة؟
=أه والله يعني هكذب عليك؟
_وشُكري قال لها إيه؟
=شُكري مين؟
_شكري جوزها يا مسطولة.
=لأ شُكري مسمعتش صوته طول الخناقة، لطفات بس اللي كانت بتزعق.
_يبقى ليها حق تقول له الجُلاشة.
=غلبان شُكري ده.
_اللي يخلي ست تعلّي صوتها عليه يبقى شُكري بصراحة يعني.
=أومال إيه، هو في واحدة برضه تعلّي صوتها على راجل!
_على رأيك.. وبعدين لطفات في الخناقة قالت إن الجُلاشة مرات الجُلاش؟
=لأ ده أنا عرفتها بالذكاء بتاعي.
_ذكاء أه، وياترى عرفتيها إزاي بقى؟
=بعد الخناقة سمعت جارة تانية لنا بتنده على ابنها من الشباك، وبتقول له متنساش تجيب معاك وأنت جاي لفّة جُلاش، قُلت بقى إن الجُلاشة أكيد مرات الجُلاش، هو أنا عفريتة غبية ولا إيه!
_لأ طبعًا لا سمح الله، ده اللي اخترع الجُلاش هو اللي غبّي.. أنتي يا رغاية يا زفتة، عمالة ترغي زي الصابونة وكل ده مقولتيش ريحة الشياط دي جاية منين؟
=يا ساتر عليك، أنت مُش بتنسى أبدًا.
_لأ مُش بنسى يا زعفرانة، ومتعمليش الحركات دي معايا، أسألك تجاوبي علطول.
=اسأل وأنا أجاوب طيب.
_هخنقك وربنا، هلف ديلك على رقبتك وهخنقك.
=أنت متعصب ليه؟
_عشان أنا سائل بقالي ساعتين وأنتي نازلة رغي رغي ومجاوبتيش.
=هدّي نفسك طيب، ما أنا في البداية قُلت لَك كنت بشوف جدول مواعيدك.
_ما أنا عرفت دي، عاوز بقى اللي بعدها، ومن غير رغي.
=لقيت عندك ندوة.
_فعلًا أنا عندي ندوة كمان شوية.
=ولقيتك كاتب ملحوظة إنك هتحضر بالقميص الأبيض.
_برضُه مش فاهم إيه علاقة جدول مواعيدي والندوة والقميص بريحة الشياط يا زعفرانة!
=ما أنا قُلت أكوي القميص وأخليه جاهز.
_أها.. وحصل إيه يا زعفرانة؟
=القميص متحملش حرارة المكوة.
_المكوة حرارتها مظبوطة يا زعفرانة، هو أنتي لعبتي في الحرارة؟
=لأ ما أنا هقول لَك.
_أصل قميصك براند وكده، فقُلت مش هيناسبه غير مكوة من عندنا.
=من عند مين؟
_عندنا، القبيلة يعني.
_يعني كويتي القميص بمكوة من عندكم؟
_أيون.
_وحصل إيه؟
_قماشة القميص طلعت مش مطبّعة مع المكاوي بتاعتنا.
_أفهم من كلامك إيه يا زعفرانة؟
=القميص اتحرق.
_اتحرق!
=أه.
_وريني القميص كده.
=بس من غير عصبية.. أهو.
_دي آثار مكوة يا زعفرانة؟
=يعني هكذب عليك؟
_دول قرنين؟
=المكاوي عندنا على شكل روس غزلان، وفيها قرنين.
_يعني حرقتي القميص بتاعي.
=فداك، متعصبش نفسك.
_أشوف فيكي يوم يا زعفرانة يا لئيمة.
=هتزعل نفسك عشان قميص يعني؟
_بصّي؛ القميص ده يرجع زي ما كان، طلّعي قدراتك العفاريتي ورجّعيه.
=يعني هو لو كان ينفع كنت هنتظر إيه؟
_وإيه اللي هيقِل نفعه بقى؟
=لازم عفريت ترزي.
_ترزي!
=أيون ماهي العفاريت تخصصات.
_وأنتي تخصص حرق قمصان بس؟
=أصبر بس هفهّمك.
_أفهم إيه؛ يعني حرقتي القميص وتقولي عفريت ترزي! ده أنا هَرفِي ديلك ده وأسرفِلُه وهخلي العفاريت تقول لِك دَه قُصر ديل يا أذعر.
=عارفاك، قادر وتعملها.
_قادر وتعملها! وكمان بتسمعي محمد محيي من ورايا؟
=ده أنا كنت بقلب في التلفزيون بالصدفة وسمعتها.
_أنا بقى همنعك من التلفزيون، والبخور، وشباك المطبخ اللي بتسمعي منه لطفات جارتنا ده هقفله، هعمله كاتم للصوت، وتمن القميص مخصوم من البخور بتاعك يا زعفرانة.
=على كده أنت مش هتجيب لي بخور عشرين سنة قدام.
_وهو أنتي عايزة تفضلي مشرفاني عشرين سنة قدام؟
=هسيبك وأروح فين يعني، ما أنا مرتاحة هنا.
_ربنا يريحني منك، حرقتي القميص وقعدتي ترغي لحد ما الندوة راحت عليا.
=مراحتش ولا حاجة.
_لأ راحت يا زعفرانة يا لئيمة، الندوة شغالة من ساعة وقربت تخلص.
=ودي تفوتني برضه؟ أنت وصلت هناك في وقت الندوة بالظبط.
_يعني إيه الكلام ده؟
=افتح تليفونك اللايف شغال، هتلاقي نفسك قاعد في الندوة، ولابس القميص الأبيض اللي عاوز تروح فيه.. حتى شوف.
_وكمان منتحلة شخصيتي ومتجسدة هناك على شكلي!
=يعني أخلي الناس تقول إنك مش ملتزم في مواعيدك؟
_لأ ودي تيجي، خلي الناس تقعد عادي مع عفريتة متجسدة على هيئتي.
=أنا قُلت أتصرف وأنقذ الموقف.
_بصي.. أنا هسيب لِك الشقة وخارج عشان أرتاح من وشّك.
=تحب أنزل أسخن العربية على ما تجهز؟
_تسخني العربية! عايزة تحرقيها زي القميص يا زعفرانة؟
=عيب عليك ده أنا معايا رخصة سواقة سُفلية، قُلت إيه.. أنزل أسخّن العربية؟
_غوري يا بِنت الـ...
***
=ارفع الكوباية خلاص، مش هكوي قمصانك تاني.
_ولا ليكي دعوة بهدومي خالص.
=حاضر.
_ومتفكريش مستقبلًا تقربي من العربية.
=أسخنها بس.
_هي طبق عدس يا زعفرانة يا لئيمة؟ مالكيش دعوة بحاجة خالص، تجيبي قصص وبس.
=حاضر.. ارفع الكوباية بقى هتخنق.
_عارفة أنا رفعت الكوباية ليه؟ عشان أنقذتي موقف الندوة، أنا أصلًا مش بحب القمصان ومش بلبسها كتير، بس وعد منّي يا زعفرانة؛ أي حركة قرعة من حركاتك تاني هحبسك تحت فنجان القهوة مش الكوباية، عشان تبقى حبسة وزنقة في نفس الوقت.
***
تمت...