_ألا بالحق يا زعفرانة.
=خير يارب، أنت مش بتقول لي ألا بالحق دي غير لو كان في مصيبة؛ أو عايز تحبسني تحت الكوباية.
_نفسي مرَّة تردّي على قد الكلام، إنما لسانك أطول من ديلك ورغّاية، وبترغّي أكتر من الصابونة الصن سِلك.
=خلاص بلاش تتعصّب؛ نعم.
_نعم الله عليكي، يعني من يوم ما ظهرتي في حياتي ومفيش مرَّة قُلتي شُبّيك لُبّيك زعفرانة بين إيديك؛ ولا قُلتي اتمنّى أمنية وأنا أحققها، ولا عملتي حاجة من اللي العفاريت بتعملها.
=أصل أنا مش عفريتة من اللي بيحققوا الأمنيات والكلام ده.
_يعني إيه بقى إن شاء الله.
=يعني حكاية إنك تلاقيني في فانوس سحري قديم، وتقعد تدعك في الفانوس لحد ما إيدك توجعك، وبعدين أطلع لك بقى أحقق لك أمنيات وشغل الأفلام القديمة أنا ماليش فيه.
_أومال ليكي في نقل الأخبار والمشاكل بس؟
=بالظبط كده، أنا عفريتة من بتاعة المشاكل ونقل الأخبار والحكايات، أومال خلّتني أشتغل معاك ليه؟ مُش عشان أنقل لَك أخبار الناس وتكتب منها قصص.
_طيب ما أنتِ شاطرة أهو وعارفة أنتِ هنا ليه، أومّال ليه مش بتشوفي شغلك؛ ولا بقيتي متخصِّصة في لطفات وشُكري جوزها بس.
=اسكُت، مُش اتخانقوا النهاردة.
_لا بجد؛ اتخانقوا؟
=يعني هضحك عليك؟ ما أنت عارف إني مش بهزَّر في حكايات الست لطفات وشُكري.
_في دي عندك حق، تعرفي يا زعفرانة نفسي في إيه؟
=خير يارب.
_نفسي شُكري جارنا يخلَّص على الست لطفات ويطلع تريند، ساعتها هرتاح من الاتنين وخناقاتهم.
=شُكري مين اللي يخلَّص على الست لطفات، دي لو مسكته في إيدها ممكن تزعَّف بيه السقف، دي هيَّ اللي تخلص عليه وتركب التريند.
_يا ستي أي واحد فيهم يخلَّص على التاني ويركب التريند مش هتفرق؛ المهم إني هرتاح من الصداع ده.
=عندك حق دول عاملين صداع جامد، ده أنا دماغي تعبتني بسببهم.
_لأ أنتِ دماغك تعبانة لوحدها يا زعفرانة.
=مقصدش التعب اللي في بالك ده، أقصد إن جالي صداع مزمن منهم والبنادول بتاعكم مش عامل معايا حاجة؛ هبقى أبعت أجيب بنادول عفاريتي من القبيلة عندنا وأمري لله.
_ما علينا، ويا ترى بقى الست لطفات وشُكري جوزها اتخانقوا عشان إيه المرَّة دي؟
=أصل الست لطفات قالت له حاجة شبه اللي طلبتها منّي دي.
_وإيه الحاجة دي بقى إن شاء الله؟
=قالت له من يوم ما اتجوِّزتك وأنت ما حققتش أي أمنية من أمنياتي، هو أنت كنت رامي ودنك معاهم ولا إيه؟
_يا شيخة هخبطك بضهر إيدي على وشِّك زي الخدامين، أنا برضه هرمي ودني واتصنَّت عليهم؟
=خلاص يبقى تشابه أفكار، أنتوا مش بتقولوا كده عندكم في عالم الكتابة؟
_سيبك من عالم الكتابة وخلينا هنا، أمنيات إيه اللي الست لطفات عايزاها من شكري بعد العُمر ده كله؟
=ما هو قال لها أمنيات إيه أنتِ شيفاني طالع من فانوس سحري؟ بالظبط زي ما أنا ردّيت عليك كده، قامت الست لطفات ردَّت عليه وقالت له: أنت أوزعة وتدخل في الفانوس عادي.
_طيِّب وشُكري سكِت على الإهانة دي؟
=لأ طبعًا أومّال الخناقة قامت بينهم ليه.
_وبسلامته بقى رد اعتباره إزّاي؟
=قال لها لو أنا أوزعة يبقى أنتِ زرافة ماشية في الشقَّة، وشويّه وهحط لك الأكل جنب النجفة فوق عشان تاكلي على الواقف زي الزرافة.
_ده شُكري جارنا شاط فيها.
=شاط إيه، ده يادوب قال لها كده وقالت له طيِّب أنا هورِّيك الزرافة بترفُس إزاي يا شُكري؛ وراحت رزعاه بالرجل في بطنه.
_في بطنه؟ هو شُكري جارنا لُه بطن؟
=تخيِّل، كان له بقى، زمانها دلوقت باظت لمّا الست لطفات رَفَسِتُه فيها.
_رَفَسِته آه، طيّب وهو عمل إيه؟
=وهوَّ قدر يعمل حاجة بعد الخبطة؟ قعد ساكت منطقش زي كل مرَّة.
_غلبان شُكري ده.
=الرجالة كلهم غلابة، الستات دول ربنا بس اللي يقدر عليهم.
_وأنتِ مش سِت يا زعفرانة؟
=ست إيه دي إن شاء الله؛ أنا عفريتة.
_طيّب كويٍس إنك مش سِت أصل الحكاية مش ناقصة.
=بقول لك إيه، ما تيجي بدل القصص والروايات اللي بتكتبها تعمل حاجة من اللي بتفرقع دي والناس بتحبها.
_حاجة زي إيه يعني؟
=إيه رأيك تطفي نور الشقة وتصوَّر فيديو، وساعتها هظهر قدامك في شكل مخيف وتقول إنك طلع لك عفريت.
_أعوذ بالله عفريت!
=مالهم العفاريت يعني ما هي من مخلوقات ربنا.
_لأ سيبك من الأونطة دي، أنا عندي فكرة أحسن من كل ده، إيه رأيك أطفي نور الشقة وأنتِ تصوّري فيديو وأنا أقف قدّامك وتقولي إن طلع لِك إنسان.
=بسم الله الرحمن الرحيم إنسان!
_وحياة أمك مستكة! هدوس على ديلك.
=اوعى؛ ده أنت بتتفنِّن إزاي تنكّد عليّا.
_زي ما أنتِ منكِّدة عليّا ومش بتجيبي غير أخبار كلها مشاكل.
=أعمل إيه يعني ما أنت اللي جيرانك اللي كلهم نكد.
_خلاص يا زعفرانة متاكليش دماغي، عايزة إيه دلوقت؟
=أنا مش عايزة حاجة؛ أنت اللي ندهت عليّا في البداية.
_عندك حق الغلطة دي عندي.
=سامع؟
_سامع إيه؟
=الست لطفات وشُكري جوزها بيتخانقوا تاني، هروح أشوف بيقولوا إيه.
***
_بِس!
_يادي النيلة؛ عايز إيه يا مبروك.
_بارك لي.
_مبروك يا مبروك.
_الله يبارك فيك.
_إيه بقى المناسبة ما أنت مرزوع عندي ومفيش حاجة جديدة حصلت يعني.
_أصل خلاص أنا اتمسِّيت وبقيت ممسوس.
_طيّب كويّس، وعرفت إزاي بقى إنك بقيت ممسوس؟
_سمعت اسم عفاريت منهم وأنت بتتكلّم معاهم، وطالما قدرت أسمع اسم حد منهم يبقى خلاص كده وصلت لهم.
_لا يا راجل!
_طبعًا؛ أصل أنا متابعك من ساعتها وأنت بتكلم حد ماكنتش قادر أشوفه ولا أسمعه، بس سمعت اسمه في كلامك.
_واسمه إيه بقى إن شاء الله؟
_واحد اسمه تريند، وواحد اسمه فانوس.
_بتتكلم بجد؟
_طبعًا، أنا واثق إن تريند ده اسم واحد منهم.
_أنت صح يا مبروك، ده عفريت موكَّل بالشُّهرة والفضايح وتجريس الناس.
_أنا عايز أتجرَّس.
_يابني حِل عنّي بقى أنت طلعت لي منين بس.
_أنا مش بهزَّر؛ عايز العفريت تريند ده يلبسني وأبقى ملبوس وتريند.
_هقول لك إيه بس ما أنت قاعد تحت البرميل الإزاز من قبل الميلاد، من أيام ما كان التاريخ بيمشي بضهره، ومتعرفش يعني إيه تريند. بُص يا مبروك؛ التريند ده لمّا حد يعمل حاجة وتسمَّع والناس كلها تتكلّم عنها.
_يعني أنا لسّه مبقتش ممسوس؟
_للأسف لسّه يا مبروك، بس متقلقش، طول ما أنت تحت البرميل يبقى أنت ماشي صح.
_إلهي ربنا يخلّيك ويزيدك مَس، ابقى قول لهم إن مبروك بيحبّكم، وهيتمَس قريِّب وجاي لكم.
_يا عم غور بقى أنت هاتِشعِر، اتلم بقى وانزِل تحت البرميل في يومك اللي مش فايت ده.
***
=الحق.
-خير يا زفتة أنتِ كمان.
=الخناقة قامت بينهم تاني.
-وإيه الجديد، الناس دي أصلًا من ساعة ما بتقوم الصبح لحد ما بيناموا مش بيعملوا حاجة غير إنهم بيتخانقوا.
=أنت مش واخد بالك؛ الموضوع كِبِر.
-إيه الحكاية ما تنطقي.
=الست لطفات طقَّت في دماغها تنضَّف الشقة، قامت قلبت الدنيا وشالت الكنب والمراتب وكل حاجة.
-صحّتها حلوة الست لطفات.
=المهم لقت كرتونة صغيَّرة تحت السرير كانت أوّل مرَّة تاخد بالها منها.
-إيه دَه؛ شُكري طلع مخبّي فلوس من وراها؟
=لأ مخبّي فوانيس.
-ده اللي هوَّ إزاي مش فاهم.
=أنا هشرح لك، الست لطفات أوّل ما شافت الكرتونة خرجت من الأوضة وراحت سحبت شُكري من لياقة الجلابية، أخدته وراها على الأوضة وقالت له: إيه الكرتونة دي يا شُكري؟
-وبعدين، شُكري قال لها إيه؟
=قال لها أنتِ دايمًا بتُحركي في كل مكان ومش بتسيبي حاجة على حالها، والكلام فضل رايح جاي بينهم لحد ما قال لها إن الكرتونة فيها فوانيس.
-والفوانيس دي في قانون الست لطفات حاجة شرعية ولا ممنوعات، يعني هي مسكته مُتلبِس بالفوانيس ولا إيه الحكاية بالظبط؟
=هي اتضايقت عشان دي أوّل مرَّة تشوف فيها الكرتونة.
-ما أنا مستغرب برضه ليه مخبّي كرتونة الفوانيس منها، وبيعمل بيها إيه أصلًا؟
=الست لطفات برضه سألته نفس الأسئلة دي، وقال لها: إن الفوانيس دي عبارة عن ذكريات قديمة محتفظ بيها.
-حقه، من حق كل إنسان يحتفظ بذكرياته؛ حتى لو فوانيس.
=ما هي الست لطفات مش مقتنعه بالكلام ده، وافتكرت إنه بيقول فوانيس عشان يغطّي على حاجة تانية، وقالت له ذكريات إيه اللي عندك ومعرفهاش، أنت أكيد كنت بتخونّي قبل ما نتجوّز.
-هي الست دي تعبانة في عقلها؟ هيخونها إزاي قبل ما يتجوزها!
=شُكري جارنا قال لها نفس الكلام ده، بَس هي راسها وألف جزمة بلاستيك إن شُكري خاين.
-طيِّب أنا راضي زمّتك الفالصو يا زعفرانة.
=أستغفر الله العظيم، مش هرُد.
-يعني الستات هتبُص لشكري جارنا على إيه؟ طوله وعرضه ولا وسامته ولا شخصيّته ولا إيه بالظبط، مفيش حد يبُص له أصلًا.
=ليه يعني ما الست لطفات بصَّت له واتجوّزته.
-دَه عشان هي نفسها محدّش يبُص لها برضه، يعني اتنين محدّش يبُص لهم بصوا لبعض، هي دي الحكاية.
=جايز برضه ليه لأ، المهم إنها مسكته من لياقته وقالت له: الكرتونة دي فيها إيه يا شُكري؟
-يعني كل الحوار والهري دَه والكرتونة كانت لسَّه مقفولة؟
=وكانت لسَّه زي ما هيَّ في خزنة السرير وحياتك، والست لطفات شافت الكرتونة ملزوقة ومكتوب عليها "قابل الكسر" قامت اتجنِّنت.
-ليه يعني، وبعدين أساسًا هي مجنونة لوحدها.
=أصل لمَّا شافت الكرتونة كِدَه وجِّهت له أصابع الاتهام.
-أصابع! دَه شُكري آخره صابع وكتير عليه كمان.
=دي شاورت ناحيته بأربع صوابع مع بعض.
-الست لطفات دي لئيمة زيّك بالظبط يا زعفرانة.
=ربنا يسامحك بس ليه بتقول كِدَه؟
-بما إنها افتكرت إنه خاين، يبقى الأربع صوابع دول مش من فراغ، دي تقصد مثنى وثلاث ورباع، دي إشارة يا مارد.
=مارد! مين المارد ده وإيه اللي جابه في المكان بتاعي؟
-ما تهدي أنتِ كمان، مش أقصد مارد من العالم بتاعكم، دي مقولة كده معناها افهم المغزى من الكلام، هي تقصد يعني إنه احتمال يكون متجوز تلاتة غيرها، يعني على ذمته أربعة.
=ده شُكري جارنا ده بيهنّج من الست لطفات لوحدها، أربعة إيه بَس!
-وغلاوتِك اللي مالهاش أي لازمة عندي يا زعفرانة مش بيهنّج وبس، دي الست لطفات ضربت السوفت بتاعه خالص.
=ما هو فضل يحلف لها إن الكرتونة مَفيهاش حاجات من دي وهي أبدًا، مصمِّمة إن الكرتونة فيها جوابات غرامية ودباديب وورد دبلان من الهدايا اللي كان بياخدها من الستات اللي بيخونها معاهم.
-تبقى هبلة، في حد برضه هيخون مراته ويخبّي الهدايا تحت سريرها؟ وبعدين دي كرتونة مكتوب عليها "قابل للكسر"، دباديب وجوابات إيه اللي قابلة للكسر دي، الست لطفات لو شغَّلت دماغها شوية كانت عرفت إنها دخلت طريق غلط.
=ما هو شُكري بقى لمَّا لقى نفسه اتزنق...
-إيه راح دخل الحمام؟
=حمَّام إيه بَس أنت فهمت إيه!
-عادي الست لطفات أصلًا كلامها يُزنق ويُخنق ويعمل كل حاجة.
=أقصد اتزنق في الكلام يعني، قام قرَّر يقطع الشك باليقين وفتح الكرتونة قدامها، وساعتها الست لطفات لقت الكرتونة مليانة فوانيس قديمة.
-وطبعًا انكسفت على دمّها وعرفت إن المشكلة اللي عملتها كلها في الفاضي.
=لأ مش ده اللي حصل، دي خبطت على صدرها وقالت له: يخيِّبك راجل، أنت بتخونّي مع ستات بتجيب لك فوانيس!
-تصدَّقي الست لطفات دي رغم إنها مجنونة بَس نفس دماغ الستات، دايمًا في اعتقادها إن الراجل بيخونها، وإنه بيعامل ستات الدنيا حلو إلا هي، أنا لو مكان شكري كنت اتجوّزت تلاتة على الست لطفات دي، ومش كده وبَس لأ، دَه أنا هجيب عليها مَلكة يمين كمان، وأسيبها تكركر طول النهار زي الفرخة الرومي في الشقة.
=بيني وبينك هي تستاهل، دي وليّة صداع ومستقوية على الراجل، بَس عارف، شُكري دَه فقري، ممكن يتجوّز تلاتة على الست لطفات ويطلعوا التلاتة زيّها.
-عندك حق، هوَّ فعلًا فقري ويعملها.
=بَس الخناقة مخلصتش لحد هنا.
-خير يارب!
=الست لطفات شالت من دماغها فكرة الخيانة.
-طيّب الحمد لله، بدل ما تقطَّع شُكري حتت وتعبّيه في أكياس من بتاعة اللبن.
=هيَّ سابت الخيانة ومسكت بقى في حوار تاني، قال إيه، بما إن الفوانيس قديمة وشكلها مصدّي، قالت لشُكري إنه جايب فوانيس سحريَّة من اللي فيها عفاريت، عشان يحضّرها ويخليها تحقق أمنياته، وإنه مستخسر فيها فانوس يحقق لها أمنياتها، ومسكت شُكري بقى وعايزاه يدعك فانوس ويطلَّع منُّه عفريت.
-إيه الهبل دَه! هي الست لطفات لسَّه متفرَّجة على اسماعيل يس والفانوس السحري ولا إيه.
=معرفش بقى، دي راسها وألف جزمة إن شُكري استخدم الفوانيس دي والسِّحر والعفاريت اللي فيها عشان يتجوّزها.
-يسلام!
=وقالت له كمان إنها مستحيل كانت تبُص له لولا إنه طلَّع عفريت من اللي في الفوانيس وخلَّاها تتجوّزه تحت تأثير السحر بتاعه.
-يعني شُكري حرق كرتونة فوانيس بحالها عشان يتجوّز الست لطفات! أنا واثق يا زعفرانة إن لو الفوانيس دي فيها عفاريت؛ فأكيد شُكري بيستخدمها عشان تخلّيه ينسى اللي الست لطفات بتعمله فيه.
=المهم بقى طلبت منُّه يطلَّع فانوس ويدعكه ويطلّع منه عفريت يحقَّق لها أمنية، بس شُكري طلع دِحلاب، قال لها: عاوزاني أعمل كِدَه عشان تصوَّريني وتنشري الفيديو على صفحتك وتقولي جوزي بيطلّع عفريت من الفانوس.
-هي عندها صفحة؟
=طبعًا، الست لطفات لحل الأزمات.
-دي الست لطفات نفسها مجموعة أزمات في بعض.
=المهم بقى شُكري قال لها: انسي يا لطفات، مش هتركبي التريند على قفايا، وفي الآخر رجع في كلامه وقعد يدعك الفانوس عشان يثبت لها إنه فانوس عادي مش سحري، بس لمّا ضمن إنها مش هتصوَّره.
-هُششش، بلاش تريند دي، مش عايز مبروك يطلع من تحت البرميل، اقفلي على السيرة دي خالص.
=خلاص مش هقولها تاني.
-لحظة أشوف مين بيخبَّط.
***
-أهلًا يا أستاذ شُكري؛ خطوة عزيزة.
-بلا عزيزة بلا نفيسة يا أفندي.
-خير بَس مالك إبه اللي معصَّبك كِدَه؟
-عمايلك يا سيدي، مش عيب يا محترم أبقى بتخانق خناقة عابرة أنا والمدام بتاعتي، أقوم ألاقيك واقف في الشباك بتصوَّرنا.
-أصوَّركم؟ ودَه حصل إمتى بقى إن شاء الله؟
-وأنا بدعك الفانوس عشان أخلص من زَن الست لطفات مراتي.
-فانوس!
-اعمل نفسك مش عارف، بقى عاوز تصوَّرني وتنشر الفيديو وتقول للناس: الراجل اللي مراته بتخليه يدعك الفانوس أهو، وتخلّيني أطلع التريند.
-الله يخرب بيت التريند؛ على اللي اخترعوا التريند؛ على اللي عاوزين يطلعوا تريند.
-ومين سمعك يا حضرت، بقى أنا أخلص من الست لطفات مراتي اللي عاوزة تصوَّرني وتنشر الفيديو على صفحتها؛ تقوم تطلع لي أنت، امسح الفيديو يا إبني لو سمحت.
-يا أستاذ شُكري أنت فاهم غلط، الحكاية وما فيها إن الشبكة تعبانة عندي في الشقة وأنا منتظر إيميل مهم تبع شغلي، ووقفت في الشباك رفعت التليفون لفوق عشان يلقُط شبكة والإيميل يوصل، إنما لا صوَّرتك وأنت بتدعك فوانيس ولا ركّزت معاكم أصلًا.
-ربنا يطمّن قلبك يا إبني، أنا عارف إنك مش طايش زي شباب اليومين دول اللي مفيش وراهم غير التصوير والنشر، كل واحد فيهم عامل نفسه إعلامي عشان شال تليفون، ومجاش في بالي إنك واقف عشان الإيميل يوصل، سامحني فهمت غلط.
-حصل خير يا أستاذ شُكري، سوء تفاهم بسيط.
-حيث كده بقى عشان ماتفهمنيش غلط، زمان أيام ما كنت بشتغل عشان أصرف على نفسي وأنا بدرس، من ضمن المشاريع اللي فتحتها محل فوانيس، ولو كنت كمّلت كان زماني تاجر فوانيس قد الدنيا، لكن محصلش نصيب، بس احتفظت بكام فانوس في كرتونة وكتبت عليهم "قابل للكسر"، وبيني وبينك؛ بشيلهم من وقت للتاني بعيد عن المدام بتاعتي، أصلها يا سيدي فاكرة نفسها جاية من طبقة أرستقراطية ومش هتقبل فكرة إني كنت تاجر فوانيس في يوم من الأيام، بس الطوبة جَت في المعطوبة بقى والكرتونة وقعت في إيدها، شوية تفتكر إني بخونها ومخبّي هدايا الستات في الكرتونة، وشويَّة تفتكر إنها فوانيس سحرية عشان شكلها قديم، وقال إيه إني استخدمت العفاريت اللي فيها عشان أتجوزها، وعاوزاني أدعك فانوس أطلَّع منه عفريت يحقق لها أمنياتها، فضلت أكحت في الفانوس لمَّا جلد صوابعي التهب؛ لحد ما اقتنعت إن مفيش فيه عفاريت.
-الله يكون في عونك يا أستاذ شُكري، أنا مقدَّر المعاناة اللي بتعانيها، ربنا معاك.
-أنا آسف يا إبني لو كنت أزعجتك، ياريت تقبل منّي الفانوس ده هدية، أي نعم قديم ومصدّي بس شايل ذكريات كتير، ميغلاش عليك.
-هدية مقبولة يا أستاذ شكري، بس أنت متأكّد إنك شُفتني بصوَّرك من الشباك؟
-طبعًا يا إبني، أومّال جيت لك ليه، أنا آسف مرَّة تانية.
-حصل خير يا أستاذنا؛ مع السلامة.
***
-تعالي هنا، أنتِ بتستخبّي!
=أنت شُفتني إزاي؟
-عشان مستخبيّة تحت التربيزة وديلك طالع، بقى أنا كنت واقف بصوَّر لطفات وشكري من الشباك؟
=اصبر بَس هشرح لك، أنا حبّيت أوثَّق لحظة خروج العفريت من الفانوس، أصلهم في القبيلة عندنا بيقولوا إن مفيش عفاريت بتتحبس في فوانيس وإن دي خرافات، قمت ماسكة تليفونك ووقفت أصوَّر من الشباك، بَس مفيش عفاريت طلعت ولا حاجة.
-تليفوني آه، وطبًعا بما إنك بتصوّري بتليفوني، ظهرتي في هيئتي كمان.
=ما أنا معرفتش أخفي تليفونك، قُمت ظاهرة في هيئتك، ولا عاوز الناس تقول التليفون واقف في الشباك لوحده.
-لأ طبعًا ميصحّش، بس الناس تشوفني واقف بصوَّرهم وييجوا يتخانقوا معايا عادي، وأضطر أخترع لهم أي موقف وأكذب عشان أعالج الكوارث اللي بتعمليها. فين الفيديو اللي صورتيه؟
=موجود في الاستوديو عندك.
-بقى على آخر الزمن تليفوني يبقى عليه فيديو لشُكري وهو قاعد بيدعك فانوس قديم للست لطفات، حلو والله.
=خلاص هحذفه.
-تحذفيه آه، تعالي يا زعفرانة.
=من غير ضرب وتعليق من الديل في السقف ولا حبس تَحت الكوباية.
-لأ مفيش حاجة من دي خالص.
=الحمد لله طمّنتني.
-تعالي اطلعي من تحت الترابيزة.
=إيه ده، افتح الفانوس، دَه مصدّي وضيَّق وريحته مِكَمكِمَة.
-لأ ولسَّه، الفانوس ده قديم من اللي بيتحط فيهم شمعة، أنا بقى هعمل ديلك شمعة وأولَّع فيه.
=لأ؛ ديلي إيه دَه اللي تولَّع فيه، كِدَه مش هيطلع تاني.
-حلو، عشان العفاريت تقول لك: دَه قُصر ديل يا ذعرة.
=طيِّب بلاش الفانوس ورجَّع الكوباية.
-انسي، دَه أنا كمان هصوَّرك جوَّه الفانوس وأبعت الصورة للقبيلة عندكم؛ عشان يبقى أوّل إثبات إن العفاريت بتتحبس في الفوانيس عادي.
تمت...
سفير. اسماعيل أبو زيد
د. عزة محمد بركة
مي ابراهيم محمد القاضي
د. محمد عبد الوهاب المتولي بدر
م. أحمد محمد زيدان
ناهد محمد محمود بدوي
حنان صلاح الدين محمد أبو العنين
فيروز أكرم القطلبي
يوستينا الفي قلادة برسوم
د. نهله عبد الحكم احمد عبد الباقي 
د. عبد الوهاب المتولي بدر 
زينب حمدي 
د. محمد عبد الوهاب المتولي بدر 
ياسر محمود سلمي 
د. شيماء أحمد عمارة 
د. نهى فؤاد محمد رشاد 
م. اشرف عبد الصبور الكرم 
1
-1
