=عاوزة أتكلم معاك.
_مُش وقتك يا زعفرانة، في إيدي شُغل ومش فاضي.
=هو سؤال واحد بس وهسيبك تكمّل شغلك.
_اتفضلي يا ستّي، اسألي.
=هتجيب ياميش رمضان إمتى؟
_يعني أرزعك بالكوباية في دماغك؟
=ليه بَس هو أنا قُلت إيه غلط! وبعدين موافقة؛ على الأقل الكوباية هتنكسر وأرتاح من الحبسة تحتها.
_بعينك يا زعفرانة، دي راسك هي اللي هتنكسر والكوباية لأ. ياميش إيه يا أم مُخ مفوِّت، يعني بتقطعي حبل أفكاري عشان الكلام الفاضي ده؟
=وهو الياميش كلام فاضي؟ دي الناس بتعمل حسابها قبل رمضان بشَهر وتنزل تشتري.
_ريّحي نفسك يا زعفرانة، أنا لا ليّا في الياميش ولا في السكريات، ولا ليا في الكلام ده.
=ده أوّل رمضان ليّا معاك، شكلها هتبقى أيام ناشفة، هروح بقى أقضّي رمضان في القبيلة عندنا.
_أنتِ بتحلمي. مفيش أجازات، ولعلمك بقى؛ أنا بشتغل في رمضان أكتر من الأيام العادية، ولو على الياميش اللي عاوزاه هزوّد مرتَّبك وابقي اشتري اللي أنتِ عايزاه.. ولا أقول لِك، شوفي أنتِ عايزة إيه وأنا أشتريه، بدل ما تعملي كوارث في البشرية وإحنا داخلين على الشهر الفضيل.
=تعيش يارب.. كل سنة وأنت طيب.
_وأنتِ بصحة وسلامة يا زعفرانة، ممكن بقى أشوف شغلي؟
=ممكن طبعًا، ربنا يخليك.
_شكرًا يا زعفرانة.
=بقول لَك.
_عايزة إيه تاني يا زفتة.
=ألاقيش معاك تُمن كيلو بخور.
_هتعملي إيه بالبخور ده كله.
=أصل الست لطفات...
_الله؛ لأ استني بقى أقفل اللاب توب وألِم الورق ده، عشان شكل الليلة مطوِّلة. خير يا زعفرانة، قولي؛ الست لطفات عندها عجز في البخور وعايزة بخور من عندي ولا إيه حكايتها المرَّة دي!
=لأ مش القصد؛ أصل من بَعد الضُهر وأنا شَمَّة ريحة طالعة من شقّتها، بيني وبينك الريحة سَطَلِت دماغي، وبقيت متكيِّفة منها طول اليوم، بس حاولت أشغَّل حِسّي العفاريتي عشان أعرف نوع البخور اللي هي مولَّعاه معرفتش.
_ما أنتِ صَدِّيتي يا زعفرانة، بقيتي عفريتة مصدِّية، لا حِس عفاريتي ولا بطيخ.
=لأ وأنت الصادق، هي اللي سِت كيَّادة ومش ساهلة، أكيد بتاخد بالها من البخور اللي بيطلع من عندنا، وقالت تكيدنا وتجيب نوع بخور نادر، عشان كده عاوزة بخور زيادة عشان أبخَّر أكتر وأكيدها أنا كمان.
_يا سلام!
=زي ما بقول لَك كده. حتى شكري جوزها فضل يزعق من دخان البخور وريحته، وفضل يكُح يكُح لحد ما روحه كانت هتطلع، بس حظَّك وحش بقى؛ ريحة البخور اللي بقول لَك عليها دي بدأت تختفي قبل ما تيجي بدقايق بَس.
_لحظة يا زعفرانة، أنتِ تقصدي الريحة اللي كانت طالعة من مطبخ شقة شكري جارنا؟
=اسم الله عليك، هو أنت شمِّيتها؟
_لحقت شوية منها وأنا طالع على السلم، وأحب أقول لِك بقى إن الريحة اللي سَطَلِت دماغك دي؛ كانت ريحة الرز اللي الست لطفات بتاعتك مشيَّطاه والريحة كانت جايبة الشارع تحت.
=يعني ده مش نوع بخور نادر؟
_ده أنتِ اللي مخِّك نادر، ما شاء الله، بلَّاصي قاعد قدامي.
=يطلع إيه البلَّاصي ده؟
_دي قُلَّة فخار كبيرة، لها ودنين كُبار، زي ودانك دول؛ اللي مش هيتنفخ فيهم في يوم من الأيام إن شاء الله، والبلاصي دَه الناس بتحُط فيه جبنة.
=تقصد زلعة يعني.
_ما أنتِ ناصحة أهو يا زعفرانة، يعني عارفة الزلعة ومش عارفة ريحة الرز الشايط؟
=الله يبارك لها بقى، عرفتها عن طريقها.
_هي مين دي؟
=الست لطفات.
_يادي النيلة، يا ترى هتاكلي دماغي بإيه تاني يا زعفرانة.
=طوِّل بالك، أنا هقول لَك.
_اتفضلي.
=من يومين وأنت مسافر..
_وأنا مسافر آه، ما هي المصايب بتاعتك مبتحصلش غير وأنا مسافر.
=طوِّل بالك بس؛ يومها دماغي تقلِت بعد الفَجر وقُلت أنام ساعتين، لكن بعد شوية سمعت حاجة بتكركب.
_خير يارب؛ كنتي جعانة ونايمة على لحم بطنك ومعدتك بتكركب ولا إيه؟
=لأ طبعًا، الكركبة كانت جاية من بلكونة شكري جارنا، قُلت بقى أقف ورا الشباك أشوف إيه الحكاية.
_ويا ترى الحكاية كانت إيه يا زعفرانة؟
=اسم الله على مقامك، لقيت الست لطفات بتكنس في البلكونة وبترتِّب فيها.
_كويس؛ النضافة مطلوبة برضه.
=المهم بقى؛ سمعت صوت شكري جوزها؛ كان بيتكلّم من جوَّه الشقة وبيقول لها: يا وليَّه اتهدّي إحنا لسَّه على الصبح، الصوت هيصحِّي الجيران.
_طلع أصيل شكري والله.
=لكنها ركبت دماغها بقى وفضلت تكنس وتكركب، لحد ما جت عند كرتونة قديمة مخزِّنة فيها بصل ناشف.
_أيون ملاحظ إنها عاملة مخزون استراتيجي من البصل في البلكونة.
=المهم بقى بتحرَّك الكرتونة من مكانها عشان تكنس تحتها، قام طالع من تَحتها خنَّاس بديل.
_ويطلع إيه الخنَّاس أبو ديل ده يا زعفرانة؟
=ده الاسم العلمي للفار عندنا في العالم السفلي.
_أها؛ طيِّب كمّلي. حصل إيه تاني؟
=أول ما شافت الخنَّاس أبو ديل صرخة ولزقت في سور البلكونة، وكان الود ودها تطير في الهوا وترفع رجليها الاتنين من على الأرض، بس اتعمل معاها الواجب.
_إزاي يعني!
=الخنَّاس أبو ديل فضل يقرقض في رجلها، كانت كل ما تحط رجل على الأرض يقرقض فيها، شكله كان متضايق إنها قلقِت نومه.
_ما هو كان نايم في فندق أبوه، المهم، حصل إيه تاني!
=الخنَّاس أبو ديل ضربت معاه ودخل تحت هدومها، فضلت تصرخ بصوت عالي وهو بيتحرَّك رايح جاي تحت الهدوم.
_وعملت إيه؟
=باب البلكونة اتفتح وشكري جوزها دخل على صوتها، وقال لها: أنتِ اتهبشتي في نافوخك يا ولية! بَس هي قالت له اتلحلح يا راجل اعمل حاجة، الفار دخل في هدومي، وشكري شاف الفار بيتحرَّك تحت هدومها من هنا، ووشُّه جاب ألوان من هنا.
_أكيد؛ أصل الست لطفات هتطلَّع ده كله على دماغه.
=دخل يجري على جوَّه، وبعد شوية خرج ومعاه منفضة المراتب، وبدأ يضرب الفار.
_ضربه وهو في هدومها؟
=أومال هيقول له اطلع لي راجل لراجل! المهم الخنَّاس أبو ديل خرج من هدومها، بَس بعد إيه بقى، الست لطفات كانت ورمت في بعضها من الضرب.
_أقل واجب، دي منفضة المراتب، زمانها اتنجِّدِت.
=المهم بقى؛ الخنَّاس أبو ديل مرجعش لمكانه ورا كرتونة البصل.
_أومال راح فين يا زعفرانة!
=دوَّر على مكان تاني وملقاش قدامه غير زلعة الجِبنة اللي في البلكونة وقام داخل وراها.
_وشُكري جارنا عمل إيه؟
=عمل من بنها.
_يعني إيه مش فاهم.
=كبَّر دماغه وعمل مش واخد باله من الفار، ولسَّه رايح يدخل الشقة، الست لطفات قفشته وقالت له: تعالى يا راجل الفار دخل ورا زلعة الجبنة.
_ومن هِنا عرفتي إن اسمها زلعة.
=اسم الله عليك؛ أنت طول عُمرك ذكي ونبيه وقاريني. المهم بقى شُكري مسِك المنفضة وقرَّب من الزلعة، بس إيه؛ كان بيتنفض زي الفرافِر المدبوحة، الفراخ يعني لو كنت نسيت.
_لأ نسيت إيه، مصطلحاتك كلها في دماغي.
=المهم بقى؛ هو يقرَّب بالمنفضة من هِنا، وأول ما الخنَّاس أبو ديل يطلع براسه من هِنا يقوم ضارب مارشليه.
_مين ده اللي بيضرب مارشليه يا زعفرانة؟
=شُكري جارنا.
_وأنتِ عرفتي مارشليه دي منين؟ النَّعجيج بتاع الحاج حبهان فيه مارشليه؟
=بطَّل تنمُّر. أنت اللي قُلت لي عليه لما ركبت معاك العربية، وكنت بلعب في الفتيس وهبوَّظه.
_أيون افتكرت. وبعد المارشليه، إيه اللي حصل يا آخر صبري؟
=فضلت الست لطفات تتريق عليه وتقول له: تبقى راجل طويل عريض كده وتخاف من حتة فار!
_لأ معلش؛ أكيد الست لطفات كانت بتقول كده عشان تشجَّعه وترفع من معنوياته بس، شكري جوزها لا طويل ولا عريض.
=ما أنا أخدت بالي. المهم بقى لمَّا لقاها بتتريق عليه نفخ صدره وقال لها: أنتِ فكراني خايف من حتة فار! وقام شايل زلعة الجبنة عشان يضربه قام جاري من فوق رجله.
_وحصل إيه ساعتها يا زعفرانة؟
=شُكري جارنا أول ما الخنَّاس أبو ديل داس على رجليه صرخ والزلعة وقعت من إيده.
_وبعدين؟
=وهي دي فيها بعدين! الزلعة اتدشدشت والجبنة اللي فيها غرَّقت الأرض، وساعتها الست لطفات مسكت في خناقه، فضلت تقول له: يجيلك ويتحَط لَك يا راجل يا مخوَّخ، بهدلت البلكونة اللي ضهري اتقطم في تنضيفها، وحكمت عليه ينضَّف البلكونة وينزل يشتري زلعة جديدة.
_واشترى؟
=طبعًا هو يقدر يعترض، نضَّف البلكونة واشترى زلعة جديدة، حتى موجودة في البلكونة أهي لو عايز تشوفها.
_لأ أشوف إيه، كفاية اللي بسمعه.
=وعلى فكرة الخنَّاس أبو ديل لسَّه عايش وراها.
_طبعًا؛ يعني هيسيب الزلعة الجديدة وهيروح لكرتونة البصل المعفن. الله يخرب بيتك يا زعفرانة يا لئيمة، كل ده عشان تقولي عرفتي الزلعة منين!
=يعني أكروِتَك وأقول لَك المعلومات ناقصة!
_ودي تيجي! صدَّعي دماغي عشان ترضي ضميرك.
=طبعًا؛ أنا ضميري العفاريتي ميسمحش أقول معلومة غلط أو أحكي حكاية ناقصة.
_بس معلش يا زعفرانة أنا عندي سؤال، إيه اللي لَضَم الياميش بالست لطفات والزلعة بتاعتها واللي حصل معاها في البلكونة؟ هو أنتِ عرفتي الياميش منها؟
=أصل بعد ما حكاية الزلعة خلصت سمعت صوت في بلكونتها تاني.
_يا مُنجّي من المهالك يا رب، خير يا زعفرانة، حصل إيه تاني!
=كانت واقفة بتنشر، وفجأة ندهت على شُكري جوزها، وقالت له: أم خلود جابت ياميش رمضان.
_تطلع مين أم خلود دي كمان!
=دي الست اللي في الشقة اللي تحت الست لطفات.
_أيون؛ إيه برضه اللي دخلها في الموضوع.
=لأ هي مالهاش علاقة بالموضوع، بس لمّا الست لطفات شافتها افتكرت إنها طالبة الياميش من شُكري وهو مجابش.
_هي الرجالة كده يا زعفرانة، بتتأخَّر في تنفيذ الطلبات، بس بتنفّذ في النهاية.
=على رأيك، بس عايزة أقول لَك إني معرفتش الياميش من الست لطفات برضه.
_أومال عرفتيه منين يا نيلة؟
=الياميش موجود في العالم بتاعنا برضه.
_يا سلام!
=يعني هكدب عليك، وأبويا قبل كل رمضان كان يحمِّل النَّعجيج على آخره ياميش ويجيبه البيت.
_أصيل الحاج حبهان ده، مش مخلّي بيته محتاج حاجة.
=وبعدين أبويا قبل ما يبقى حاكم قبيلة كان تاجر.
_تاجر إيه إن شاء الله، فوانيس رمضان و وحوي يا وحوي!
=لأ طبعًا، تاجر ياميش وبهارات.
_يا سلام!
=أومال فاكر حبهان ومستكة وزعفرانة دول من فراغ؟ إحنا اسمنا كده عشان أبويا كان مشهور بتجارة الياميش والبُهارات.
_جايز برضه. والحاج حبهان ساب التجارة ليه، مكانتش جايبة همَّها معاه ولا إيه الحكاية؟
=لأ طبعًا ده دي كانت بتكسب وزي الفل، أومال بقى عنده القدرة المادية اللي تخليه يشتري النَّعجيج منين!
_طيّب إيه اللي خلَّاه يسيبها ويشتغل حاكم قبيلة ويجيب لنفسه وجع الدماغ.
=استني؛ أنا هحكي لَك الحكاية من الأول.
_يا صبر أيوب!
=أبويا وهو صغيَّر؛ ساب المدرسة بسبب امتحان الهندسة.
_ماله امتحان الهندسة؟ الأسئلة زعَّلته في حاجة؟
=لأ مُش كده، راح الامتحان ونسي ياخد معاه كَف العفريت الأزرق.
_يطلع إيه كَف العفريت الأزرق ده؟
=زي البَرجل عندكم كده، ناحية فيها سِن مُدبَّب، والناحية التانية بيحط فيها القلم.
_يعني في العالم بتاعكم بتستبدلوا البَرجل بكَف العفريت ده؟
=أيون دَه البَرجل بتاعنا، هو مش أنتوا لما بيبقى عندكم حد وضعه مش مُستقر بتقولوا عليه إنه على كَف عفريت؟
_حصل.
=ما هو كَف العفريت الأزرق، عشان مفيهوش غير صابعين، وأي حاجة بتتحط عليه مش بتبقى مُستقرة وممكن تقع من بينهم، عشان كده بعد ما بيموتوا بنعمل كفوفهم زي البَرجل عندكم كده.
_مع عدم احترامي لكلامك يا زعفرانة؛ لكنها نظرية تستحق الاهتمام.
=المهم بقى؛ اللجنة كان بيراقب فيها مارِد، أول ما شاف أبويا بيستلف كف العفريت من الجِن اللي جنبه، قام زاعق فيه وقال له بُص في ورقتك وإلا هعمل لَك محضر غِش.
_عندكم محاضر غِش برضه يا زعفرانة؟
=أومال فاكرها سايبة! المهم بقى أبويا اتضايق وساب اللجنة والمدرسة كلها، وقرَّر يشتغل في التجارة وميضيَّعش وقت في الدراسة.
_عين العقل، التجارة بتجيب فلوس والدراسة بتجيب الضغط.
=ما هو طلع اشتغل وتاجر بقى، واتخصص في الياميش والبُهارات، كان بيروح يجيبهم من الهِند السفلية.
_تطلع إيه الهِند السُفلية دي كمان؟
=مش إحنا عالم موازي، كل مكان في عالمكم عندنا منُّه سُفلي.
_معلومة جديدة دي، مكنتش أعرفها.
=عِد الجمايل بقى.
_الجميل الوحيد اللي هعترف بيه هو إنك تسيبيني في حالي.
=أومال مين يجيب لَك أخبار الست لطفات وشُكري جوزها.
_إلهي تولعوا كلكم في خناقة واحدة.
=بعد الشَّر عليا، استنى بَس نسيت أقول لَك، أبويا كان بيروح يشتري البضاعة بقى، ويمشي من طريق رأس العفريت الطالح.
_إيه العَك ده! اسمه رأس الرجاء الصالح.
=أنا بتكلم عن الطريق الموازي لُه في عالمنا، اسمه كده.
_ماشي يا زعفرانة، وبعد الطريق، حصل إيه؟
=طلِع عليه جِن قاطع طريق، قبيلة شغلتها تسرق تُجَّار الجِن اللي بيشتروا بضاعة ويسافروا.
_وبعدين.
=مقدروش على أبويا، سخطهم كلهم ورجع بالبضاعة سليم.
_لأ جِن بصحيح الحاج حبهان ده، متربي على السمنة البلدي.
=ومن بعدها بقى أبويا اقترح إننا نعمل قناة زي اللي عندكم، توفر في الوقت والمجهود وتكون أمان، وبعد ما القناة اتحفرت بقى عندنا مراكب والتجارة بقت عن طريق البحر، وبسبب الفكرة دي أبويا بقى حاكم القبيلة.
_يعني الحاج حبهان وصل لحكم القبيلة بسبب الفكرة اللي اقتبسها من عندنا.
=وإيه المشكلة، ما إحنا عالم موازي ولازم اللي عندكم يكون عندنا.
_إحنا بعد كده المفروض نجيب حفظ ملكية للأفكار بتاعتنا يا زعفرانة.
=متكبرش الموضوع، المهم. عرفت بقى إني معرفتش الياميش من الست لطفات.
_أيون عرفت.
=عشان بَس مش كل شوية تقول عني بردِّد في كلامها وخلاص، وأنت عارف إني مش من عادتي أردد كلام حد أو أحكي عن حاجة شُفتها.
_حصل يا زعفرانة، خالتي هي اللي بتجيب لي أخبار الست لطفات.
=هي خالتك تعرفها؟
_يلا يا بنت الـ...
***
=على فِكرة أنت بتخُم.
_هو إحنا هنهزر سوا يا زعفرانة!
=ما أنت لمَّا اتنرفزت وجيت أجري؛ طلعت دايس برجلك على ديلي ومعرفتش أهرب.
_من أول ما سمعت اسم الست لطفات وأنا دايس على ديلك.
=وافرض كان اتقطع!
_ما يتقطع، وياريت كمان لسانك يتقطع معاه، خليني أرتاح من الصداع.
=كل دَه عشان طلبت الياميش؟
_لأ يا زعفرانة، لأنك خلتيني أسيب اللي ورايا وأقفل شغلي، عشان سيادتك تقعدي تحكي عن الياميش؛ والخنَّاس أبو بديل؛ وكف العفريت الأزرق، وفي الآخر قطعتي حبل أفكاري، لدرجة إني معدتش فاكر كنت رايح أكتب إيه.
=ما تكتب عن مغامرات أبويا في رأس العفريت الطالح.
_ وماله، وأبقى كاتب بلاط الحاج حبهان، ملك ملوك الجان، ما أنا خلاص معادش ورايا غيركم!
=طيِّب ما ترفع الكوباية بقى، العُمَّار اللي في الشقة قاعدين يتريقوا عليا.
_وأنتِ هتخلّي فيها عُمَّار يا زعفرانة! ده أنا صاحب الشقة وهتخليني أهِج منها.
=هتهج تروح فين، أوعى تسيبني تحت الكوباية وتمشي.
_ما تروحي تشتغلي مع أبوكي يا زعفرانة، على الأقل هتلاقي الياميش اللي أنا حارمك منه، وتبقي ريَّحتيني.
=ما هو أنا مقولتلكش؟
_خير تاني!
=أبويا بطَّل تجارة الياميش، وبقى بيتاجر في البهارات بس، عشان يفضّي نفسه شوية لحُكم القبيلة.
_يعني هوَّ يبطل الياميش، وأنتِ تيجي تطلبيه منّي وتعطليني عن شغلي.
=أنا ممكن كنت أخلّي أبويا يبعت لي، بَس قانون القبيلة بيمنع خروج الياميش السفلي برَّه عالمنا، لأننا معندناش اكتفاء ذاتي منه.
_خلاص يا رغَّاية، هبقى أجيب لِك يا ميش وأنا راجع من برَّه، بس اسكُتي بقى خليني أشتغل وأفتكر كنت رايح أعمل إيه.
=طيِّب ما ترفع الكوباية بقى.
_وآدي الكوباية، اطلعي بقى وبطلي زن، روحي نامي يا زعفرانة، اركني في أي درج وخليني أشوف شغلي.
=لأ أنا رايحة الشباك أتفرج على الخنَّاس أبو ديل، وبعدين وداني جايبة صوت زعيق في شقة الست لطفات، أصلها بتتخانق مع شُكري جوزها عشان افتكرت إنه كان بيضرب فيها بالمنفضة!
***
تمت...
دينا سعيد عاصم
هند حمدي عبد الكريم السيد
د. ايمان احمد ابو المجد الدواخلي
آمال محمد صالح احمد
د.خليل السيد خليل محمد
سهر محمد رمضان صيام
عبير عبد الرحيم عبد الحميد السيد
محمد عبد المنعم ابراهيم محمد
د. نهله عبد الحكم احمد عبد الباقي 
د. عبد الوهاب المتولي بدر 
زينب حمدي 
حنان صلاح الدين محمد أبو العنين 
د. محمد عبد الوهاب المتولي بدر 
ياسر محمود سلمي 
د. شيماء أحمد عمارة 
د. نهى فؤاد محمد رشاد 
م. اشرف عبد الصبور الكرم 
1
-1
