آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شحاتة
  5. التحويجة

 

 

رِيحة شَجرة الياسمين اللي قُدّام شبّاك أوضتي كانت ماليَة المَكان وانا بَفتَح الشِّيش، الجَو في الخَريف الصُّبح بدري بيخلّي لباقي اليوم شَكل مُختَلف، وانا اتعوّدت ابدأ يومي بإنّي ابُص على الجنينة الصغيَّرة اللي قدام بيتنا، بَعدَها بَسمَع صوت أمّي وهي بتنَدَه عليّا زي كُل يوم وبتقول... 

-صَبَاح الخير يا ميرنا.. الفِطار جاهِز.

بمجرّد ما بسمَعها بَخرُج من الأوضة، بلاقيها مجهّزة الفِطار على الترابيزة وآدم اخويا قاعِد منتظرني، وساعِتها أمّي بتيجي تقعد وبنتجمّع وبنِفطر سوا، وطبعًا مَبنساش اسأل أمّي عن ابويا لأنه بيخرُج من الفَجر ومبيفطَرش معانا، وبسأل آدم كمان عن دراسته، هو أصغر منّي بـ 3 سنين، لسّه في تالتة ثانوي بَس منازل، ونفسه يجيب مجموع ويدخل كُليّة الهندسة زيّي، ولمّا بنخلَّص فِطار بقوم اجهَز عَشان الحَق اروح الكُلّية.

والنهاردة بَعد الفِطار قولت لأمّي...

-أنا هتأخّر النهاردة شوية يا زينات.. عندي سَكَاشِن كتير.

ابتَسمت وهي بتدعيلي انّ ربنا يوفّقني، وطَلَبِت منّي آخُد بالي من نَفسي، ودَخَلت أوضتي عشان البِس واخُد شَنطتي والحق الكُليّة، الوَقت كان يادوب الطَريق، خَرَجت من البيت وِوَقفت قُدّام البوابة مستنية تاكسي، لَكن لَمَحت حاجة غريبة.

صندوق البوستة القَديم اللي جَنب البوابة فيه ظَرف!

سألت نَفسي وانا بقرَّب من الصندوق، هوّ لسّه في حَد بيبعَت جوابات لِحَد في الزَّمن دَه؟! 

مَدِّيت إيدي وخَدت الظَرف، واتفاجأت انّ عليه اسمي، ميرنا صَلاح!

الظَّرف ريحته برفيوم أوّل مرَّة اشمّها، حاجة كِدَه خَيال، حتّى الوَرَق اللي مصنوع منّه كان مَلمَسُه زي القطيفة، بدأت افكّر مين اللي باعِت لي الجَواب دَه لأن مكَنش مكتوب عليه حاجة غير اسمي، بَس انتَبَهت انّ الوَقت بيجري وهتأخّر، بصّيت حواليّا ولَقيت تاكسي جاي قُريّب منّي شاوِرتِلُه، رِكبت وطَلَبت منّه يوصّلني الجامعة، وكانت فُرصَة افتَح الجَواب، ولمّا فَتحته لَقيت فيه ورقَة، مَلمَسها نَفس مَلمَس الظَّرف، واللي مكتوب فيها كان حاجة مَكُنتش اتوقّعها...

"بَحبِّك يا ميرنا، الكِلمة دي مقدِرتِش اقولهالِك وجهًا لِوَجه عَشان عارف انّك هترفضي مَبدأ الموضوع نَفسُه، في حاجات كتير هتخلّيكي مُضطرّة تعملي كِدَه، هتلاقي بيني وبينِك مسافات صَعب عليكي انّك تمشيها، لكن المسافات دي بالنسبة ليّا ولا شيء، وبرغم كِدَه حبّيت اوصلّك بطريقة مُش متعوّد انّي اعملها، بس هي طريقة تناسبِك انتي، حبّيت اقولِّك عَن طَريقها انّ أوّل مرَّة احسّ انِّ الحياة مُمكن توقَف على شَخص، وهكون سعيد وانا بقولّك انّ الشَّخص دَه هوّ انتي، مَتستَغرَبيش وانتي بتِقرِي كلامي، هيّ دي الحقيقة، اللي هاييجي الوَقت وتعرَفي انّها الحقيقة الوَحيدة اللي آمنت بيها، وأنكَرت كُل الحقايق بَعدها لأنها وَهم ... المُرسِل/ م".

قَفَلت الوَرقة وحطّيتها في الظَرف وحطّيت الظَرف في الشَّنطة، وسَرَحت في الكلام اللي قرأته، انسان غَريب اللي يسيب جواب في صندوق بوستة قَديم قُدّام بيت واحدة بيقول انّ حياته واقفة عليها، مَخافش انّ حَد من أهلها يشوف الجواب أو انّ حَد معدّي ياخدُه ومَيوصلش، دا غير انّها طريقة قديمة انتَهت من سنين، وليه بيقول انّي هَرفُضه، وازّاي هو متأكّد من حاجة زي دي، يِمكن تكون حالته الماديّة على قدّها وشايف انّ دي عقبَة قُدّام أي شاب عاوز يتقدّم لِبِنت؟! معتَقِدش في سبب تاني يِمنعُه من دخول البيت من بابُه غير كِدَه!

بَس طالما هو شايِف انّي هَرفُضه ليه كلّف نَفسه وجَه لحد البيت وحطّ الجواب في الصندوق عشان اقرأه، وبعد تفكير طويل سألت نفسي سؤال، لو هوّ حالته المادية على قدّها جاب الوَرَق دَه منين والبرفيوم الغالي اللي تقريبًا معدّاش عليّا قبل كِدَه؟!

انا دِماغي لمّا بِتِشتغل تفكير بتبقى حاجة فظيعة، وانا مَنكِرش انّ الجواب لَغبَطني وخلّاني افكّر كتير، لكن انتبهت على صوت سواق التاكسي وهو بيقولّي...

-يا أستاذة.. الجامعة!

اكتشفت انّ التاكسي واقف وانّي سرحانة ماخَدتش بالي انّي وصلت، ناوِلت السواق الأجرة ونزِلت، وانا داخلة من بوابة الجامعة فَتَحت دَفتر كاتبه فيه مواعيد السكاشن وأماكن القاعات، دَخَلت أوّل سيكشن اللي كان بدأ قبل ما اوصل، قَعَدت في آخر بِنش، كُنت تقريبًا فاقدة التّركيز ومحبّتش حد يلاحظ دَه عليّا، والوَقت عدّى بدون ما اركّز أو اسجل حتى أي حاجة تخُص السِّيكشن في دفتري.

لمّا السِّيكشن خِلِص خدت شنطتي ودفاتري ومشيت، كان في إحساس غَريب مسيطر عليّا مخلّيني مُش عارفة اعمل أي حاجة ولا اركّز، كُنت حاسّة جِسمي بيرتِعش ومُرتَبِكة، وِدَه خلّاني اقرَّر انّي محضَرش باقي السَّكاشِن وارجَع البيت، وبدون ترَدُّد خرجت من الجامعة، بَس شَنطتي ودفاتري وقعوا منّي من اللغبطة اللي كُنت فيها، كُنت مستغربة من نفسي انّ مُجرَّد جواب مُمكن يخلّيني اوصَل للحالة دي، لمّيت شنطتي واتأكّدت انّ مَفيش حاجة وقَعِت منها وخَدت دَفاتري وكمّلت طريقي لحد ما وقَّفت تاكسي، ولمّا رِكبت قولتله عنوان البيت عشان يوصّلني.

لمّا وَصَلت أمّي اتفاجأت انّي متأخّرتِش، استَغرَبت وسألتني وهي قَلقانة...

-خير يا ميرنا راجعة بدري ليه؟ في حاجة حَصَلِت؟

حاولت مَظهَرش قُدّامها الارتباك اللي جوّايا وقولتلها...

-مَفيش بسّ حسّيت انّي تعبانة شويّة ومُش هقدَر اكمّل اليوم.. قولت اروّح وابقى آخد السَّكاشن من أي حد.

-طيب ادخُلي ارتاحي على ما اعملّك حاجة تِشربيها.

سابِتني وِدَخلِت المَطبخ وانا دخلت أوضتي، قفلت الباب ورايا وأوّل حاجة عملتها انّي فَتَحت الشَّنطة، كُنت عايزة اقرأ الجواب تاني، وافكّر مين اللي مُمكن يسيب ليّا جواب زي دَه وبالطريقة القَديمة دي؟ لكن دوَّرت على الجواب في الشنطة مَلقَتهوش، الجواب اختَفى! 

كان تخميني انّ الجواب اتنَطر من الشنطة لمّا وَقَعِت من إيدي، برغم انّي اتأكّدت كويّس قبل ما اكمّل طريقي انّ مفيش حاجة نسيتها على الأرض، بسّ يِمكن الحالة اللي انا فيها خلّتني مُش مِرَكّزة.

قَفَلت شنطتي لمّا سِمعت خبطة امّي على الباب، بَعدها فَتَحِت وِدَخلِت، كانِت جايبة كوبّاية ينسون على صينية وجنبها كوبّاية مايّه، حطّت الصينية على الكومودينو وقالتلي...

-انتي لسّه مغيّرتيش هدومك؟ 

-هغيّرها دلوقت.

-في حاجة حصلِت مخبّياها عليّا؟

-لا مفيش هخبّي عليكي إيه بس؟! انا بَسّ محتاجة ارتاح شويّة.

-طيب لو هتنامي اشرَبي الينسون الأوّل.

امّي خَرَجت من الأوضة وقَفَلِت البَاب وراها، وانا مُش عارفة إيه اللي خلّاني اقوم اقف ورا شيش الشّباك، كان متوارِب، بصّيت منّه على بوابة البيت، انا عارفة انّه تفكير عبيط لمّا قولت يِمكن المَح حد بيحُط حاجة في صندوق البوستة، بَس الموضوع شَغلني فعلًا!

بِعدت عن الشّباك وقعدت على السرير اشرب الينسون، حسّيت دِماغي تِقيلة والنوم كابِس عليّا، مقدِرتِش اكمّل الكوبّاية، حطّيتها على الصينية ومدّدت على السرير، مَكُنتش قادرة حتّى اغيّر هدومي، كُنت حاسّة بتَعب غريب مُش عارفة سبَبُه إيه، شدّيت البطانية عليّا لمّا حسّيت انّ جِسمي بدأ يتهزّ وبَردان، مُش عارفة ليه سامعَة صوت كلاكس عربيات، بالظبط زي ما اكون قُدام الجامعة، نَفس الدَّوشة والزَّحمة، اللي اختَلَف بَس انّ كان عندي صُداع رَهيب، ومع الوَقت لقيت نَفسي بَروح في النوم.

"بَحِبِّك يا ميرنا.. بَحبِّك يا ميرنا"

كان حِلم، كُنت بَحضر سِيكشَن، وفجأة زمايلي اللي حواليّا اختفوا، القاعة بِقت فاضية وماعدش فيها غير مُعيد المادة، اللي كان بيبُصّلي وبيقولّي أوّل كلمتين من الجَواب اللي لَقيته في صندوق البوستة!

مَعقول يكون هوّ؟! بَس ازّاي دَه يِحصل برغم انّ مفيش أي كلام حَصَل بيني وبينه، دا يِمكن حتّى مَيعرَفش شَكلي ولا اسمي، طالبة عنده بين طَلَبَة كتير، بَس إيه اللي يخلّه هو بالذّات اللي ييجي في الحلم يقولّي أوّل كلمتين من الجواب؟!

التَّعب اللي في جِسمي بدأ يزيد، بصّيت في ساعة الموبيل لقيت ان دَه وقت الغَدا بتاعنا، لأوّل مرّة احسّ انّي معنديش رغبة اقعد مع حد، حتى امّي واخويا وابويا اللي مبشوفهوش غير على الغَدا، وفعلًا لقيت الباب بيخبّط، من الخَبطة عِرِفت انّ دَه ابويا، هوّ دايمًا بيخبّط عليّا عَشان يعرّفني انّ الغَدا جاهز، بَس المَرّة دي لَقيتني بَصرُخ فيه وبقولّه...

-مُش عايزة آكل.. مُش عايزة اشوف حد!

لكن لقيت ابويا بيفتَح الباب، دَخل الأوضة ولقيت امّي واخويا داخلين وَرَاه لمّا سمعوني بصرُخ، حاولوا يِهَدّوني بَس انا كُنت بَصرُخ بجنون، احسّاس مش مفهوم جوّايا كان بيخلّيني اشِد شَعري عايزة اقطَعُه! وِوِسط كُل دَه كُنت شايفَة أمّي وهي بتعيّط وبتخبط بإيدها على صِدرِها وهي بتقول "بِنتي"، ابويا واخويا كتّفوني وحطّوني على السّرير، جِسمي كان مِتَلِج، كُنت مُدرِكَة للي بَعمِلُه بَس مَكَنش عندي القُدرة انّي اسيطَر على نَفسي، لحد ما ابويا حَط إيده على راسي وبدأ يِرقيني، ساعِتها بَس بدأت اهدَى، وبدأت افقِد إحساسي باللي حواليّا، والنّوم خَدني.

لمّا صحيت بصّيت في ساعة الموبيل اللي كان جنبي على الكومودينو، كُنا تاني يوم بَعد العَصر!،مُش عارفة ازّاي نِمت الوَقت دَه كُلّه، حطّيت الموبيل مكانُه وقومت من السّرير وانا جِسمي مِكسّر، رِجلي مكُنتش قادر اقَف عليها، بالعافية وَصَلت لباب الأوضة وخَرَجت، أوّل ما أمّي وآدم شافوني جريوا عليّا وسندوني لغاية ما قَعَدت على الكنبة اللي كانوا قاعدين عليها، قَعَدت وانا مُش عارفة التَّعب اللي في جِسمي دَه سَبَبُه إيه، وامّي سألتني...

-انتي بخير يا ميرنا؟ حاسّة بحاجة؟

-جِسمي كُلّه تاعِبني.. مُش عارفة ازّاي نِمت مِن امبارح لحد دلوقت!

-سلامة عقلِك يابنتي.. انتي صحيتي كتير وقعدتي معانا.. وكُنتي قاعدة مع ابوكي قَبل ما يِمشي الفَجر وبعدين دَخلتي نمتي تاني.

كُنت بَسمع ومُش مصدَّقة اللي امّي بتقوله، انا حقيقي مُش فاكرة أي حاجة مِن دي!

اللي مَنَعني من انّي اجادل أُمّي الإحساس اللي بدأ يسيطر عليّا، مُش عايزة اقعُد معاهم، عايزة ادخُل أوضتي واقفِل عليّا، ولمّا حاولت اقوم من على الكَنبة لقيت آدم بيطلُب منّي اقعُد، ولقِيت امّي بتشدّني من إيدي عَشان ما ادخُلش الأوضة، وغَصب عنّي، لقيتني برجع لنفس حالة امبارح، لقيتني بنهَار، بدأت اصرُخ وانا مخبّية وشّي بإيدي، وفجأة، غِيبت عن الدنيا.

"كان طريق طويل، كُل اللي شوفته انّي ماشية بين جَبيلن، بيطير منهم صخور، كُل صخرة بتطير من جَبل بتتحوّل لكُتلة نار وبتيجي ناحيتي، مَكُنتش بحاول اهرب منهم، كنت بحُط ايدي على وشّي وبستسلم، لكن اللي كان بيحصل انّ مفيش ولا صخرة بتلمسني، والغريبة انّي انتبهت انّ اللي بيبعِد عنّي الصخور دي هو المُعيد، وبياخدني من إيدي بيعدّيني الطريق المُخيف اللي مُش عارفة دخلتُه ازّاي"

صَحيت لقيت نفسي على السرير، كُنت باخُد نَفَسي بالعافية، الأوضة كانت فاضية والباب مقفول، كُنت قلقانة من الحِلم اللي شوفته، وأكتر حاجة شَغلتني هو ليه المُعيد ظَهرلي في الحِلم المُخيف دَه؟

قومت من السرير، مكُنتش قادرة احط رجلي على الأرض من التعب اللي في جِسمي، محبّتش افتح باب الأوضة عشان محدّش يحسّ انّي صحيت من النوم، ولا حتّى افتح النور، بَس لَمحت شيش الشّباك موارب، بدأت اقرَّب منّه وانا حاسّة بنسمة برد بتزيد كل ما اقرَّب، زي ما تكون في حاجة بتشدِّني للشبّاك، لِحَد ما وَقَفت قُدَّامه، شَجرة الياسمين بتتهزّ، برغم انّ مكَنش في هَوا يهزّها، المَوقِف كان شادِد انتباهي، لغاية ما عيني راحت ناحية البوابة، ساعِتها لقيت واحد واقِف هناك، كان ضَهرُه للبيت، كان بيبُص حوالين منّه زي ما يكون خايِف انّ حد يشوفه، وفجأة بدأ يقرَّب من صندوق البوستة، وطلّع من جيبه حاجة حطّها في الصندوق.

نَفس الرَّبكة اللي حصلتلي وانا بقرأ الجواب رجعتلي تاني، يعني هو دَه اللي حطّ الجواب اللي فات؟ بَس الرَّبكة زادِت أكتر لما بَص على البيت بعد ما حطّ الجواب في الصندوق وكان رايح يِمشي، اتأكّدت من وِشّه، دا المُعيد!

مكَنش في حاجة مسيطرة عليّا غير سؤال واحد، ليه انا مِن وِسط الطالبات كُلّها اللي المُعيد يُعجب بيها أو يحبّها، المُرسل في الجواب اللي فات كان ماضي بحرف ال "م"، والمُعيد اسمه "ماهر" وهوّ اللي بيحُطّ الجواب في صندوق البوستة دلوقت.

كُنت بسمع كتير عن قصص حُب بتحصل بين المُعيدين والطالبات، بَس مكُنتش متوقّعة انّ دَه يِحصل معايا انا، لمّا تخميني وصَّلني انّه المُعيد مَكُنتش مصدّقه، قولت يمكن تخاريف، لكن دلوقت انا شايفاه بعيني، بَس فجأة بدأت احسّ بهبوط، وبدأت احسّ برعشة زي ما اكون لَمست سِلك كهربا، ومِن تاني، بدأت اصرُخ، انا عارفة انّي بَنهار، بَس مُش قادرة اسيطر على انفسي ولا اوقَّف صريخ!

وقعت في الأرض وانا بَصرُخ، عيني كانت ناحية باب الأوضة وهو بيتفتح وآدم وأمّي وابويا داخلين، وأوّل ما إيدهم لمستني عشان يشيلوني من الأرض حسّيت انّ جِسمي بيتحرق، مَكُنتش متحمّلة لمسة إيدهم، بدأ جِسمي بتنِفض أكتر وانا بصرخ، محسّيتش غير بإيد أبويا وآدم وهُمّا بيحاولوا يسيطروا عليّا، ولقيتني بقولّهم وانا بصرُخ...

-شيلوا ايدكم عاملة زيّ النار!

وفعلًا بعدوا إيدهم عنّي وسابوني نايمة في الأرض، بَس ابويا قَعَد جنبي وبدأ يِرقيني، والمرة دي حسّيت ان الألم اللي في جسمي بيزيد، مُش طايقة اسمع ابويا وهو بيقرأ قُرآن!

الوَقت عدّى وانا تقريبًا في حالة غيبوبة، مكُنتش بسمع بس غير كلمة "بَحِبِّك يا ميرنا.. بَحبِّك يا ميرنا".

لمّا بدأت افوق كُنت رافضة آكل أو اشرب، ابويا لمّا حسّ اني بقيت كويّسة دخل نام عشان بيروح شُغله الفَجر، مكَنش في غير امّي وآدم اللي كان مشغول بكتاب في إيده، بَس لقيت امّي بتبُصلي وبتقولّي...

-ميرنا، تعالي معايا بُكره نروح للشيخة "لَطَفات".

طَبعًا مُش عارفة اقولّكم انا حسّيت بغضب قد إيه لما قالتلي كِدَه، أنا لا بصدّق الناس دي ولا بصدّق اللي بيقولوه، وبعدين انا مفيش فيّا حاجة، وطبعًا قولتلها بلهجة ناشفة عشان تِقفِل الموضوع ده نهائي معايا...

-انسي يا زينات، مُش هروح لِحَد من الناس دي.

الطَريقة اللي كلّمت بيها أمّي كانت كفيلة تخليها تِقفل الموضوع معايا ومتكمّلوش، سابِتني وخَرَجِت، بعدَها آدم ساب الكتاب اللي في إيده وقرَّب منّي قعد جنبي وقالي...

-ليه مُش عاوزة تسمعي كلام ماما؟

وبكل هدوء ردّيت عليه وقولتله...

-الشيخة "لَطَفات" واللي زيّها دول دجالين.. مينفعش نسمع كلامهم.

سابني وخرج من الأوضة، وتَفكيري بدأ يِسرح في المُعيد، ليه بيحاول يوصل ليّا بالطريقة دي ومفكّرش يكلمني بشكل مُباشر، أو يدخُل البيت من بابُه طالما هوّ عارفه؟!

افتكرت انّي ماروحتش الكُليّة من 3 أيام، بصّيت جنبي فوق الكومودينو ولمحت دَفتر بَسجّل فيه مواعيد المحاضرات، مدَّيت إيدي وفَتحته، أوّل صفحتين منّه كان فيهم جدول السكاشن، واللي بالصُّدفة لقيت انّ أول سِيكشن بُكره هو سِيكشن مادة "ماهر" المُعيد.

مكَانش ينفع اترَدِّد، خدت قراري بإنّي اروح الكُليّة الصُّبح، يِمكن عشان طبيعتي انّي واخدة الحياة بجدّية يكون مُتردد يفاتِحني في الموضوع فقرَّر يِعمل كِدَه، انا لازِم احضَر السِّيكشن، ولازم اعطيه فُرصة يتكلّم معايا.

الليل عدّي وانا بتخيَّل ازّاي اعطيه فُرصة يبدأ منها، الموضوع بالنسبة لي جديد، بس كان عندي أمل انها هاتيجي من عند ربنا بدون ما احسِب هي هاتيجي ازّاي.

وفضِلت نايمة صاحية لحد ما سِمِعت صوت بابا بعد ما صحي من النوم، أمّي كانت بتحضَّرله الفِطار عشان يِفطر ويِمشي، وسمعته بيسألها...

-ميرنا عاملة إيه دلوقت؟

-انا مُش مطّمنة.. حاسّة انها فيها حاجة.

-حاجة زي إيه؟

-مُمكن تكون محسودة.. او معدّية حاجة مُش بتاعتها.

-انتي يا زينات مُش هتبطلي التفكير دَه؟! هي ميرنا بتروح فين عشان تِعدّي حاجة مُش بتاعتها؟!

-يعني انت شايف انّ اللي بيحصلّها دَه طبيعي؟

-ما يِمكن البِنت تعبانة نفسيًّا من حاجة ومُش عايزة تقولّنا.. انتي امّها.. حاولي تتكلّمي معاها وتعرفي مالها.

-إيه اللي هيتعبها نفسيًّا؟ محدّش بيُطلب منها حاجة.. انا مُش بخلّيها تِعمل أي حاجة عشان تفوق للكُلّية وِبَس.

-يا زينات يِمكن تكون حاجة في الكُلّية.. يِمكن عندها مُشكلة تانية.. اتعلّقت بحد مثلًا وظروفه منعاه انّه يتقدّملها.. في حاجات كتير مُمكن تقابِل ميرنا مُش شرط تكون من البيت هنا.. اتكلّمي معاها.

بعدها الكلام بينهم خِلِص، وبعد شويّة سِمعت باب البيت بيتفتح فَعرِفت انّ بابا ماشي، ولمّا الباب اتقَفَل حسّيت بخطوة امّي جاية ناحية أوضتي، عملت نايمة، وفعلًا فتحت الباب بشويش وبصّت عليا، وانا بصّيت عليها بعين نُص مفتوحة من غير ما تاخُد بالها انّي صاحية، بعدها قَفَلِت باب الأوضة تاني.

كُنت مستغربة كلام بابا، هو ليه قال انّ مُمكن يكون في حد وظروفه منعاه ييجي؟! كُنت بفكّر في كلامة لحد ما لمحت النهار بدأ يِطلع من الشّباك، ساعتها قومت، خرجت الصالة وانا حاسّة انّي في كامل نشاطي، مُش عارفة انا كُنت كِدَه فعلًا ولا بَعمل انّي كويسة عَشان عارفة انّ امّي هتمنعني انّي اروح الكُلية وانا في الحالة دي، وفعلًا لقيتها بتبُصّلي وهي مستغربة وبتقول...

-إيه اللي مصحّيكي بدري؟

-رايحة الكُليّة.

امّي بصّتلي باستغراب وقالت...

-ازّاي هتروحي وانتي في الحالة دي؟!

-مالها حالتي؟! انا كويّسة.. وبعدين في سَكَاشِن مهمّة ومينفعش اغيب عن الكلية اكتر من كِدَه.. حاجات كتير هَتفوتني.

كُنت بحاول اعرّفها انّي مقرَّرة اروح، وانّ كلامها مُش هيمنع انّي انفّذ اللي في دِماغي، عشان كِدَه لِبِست هدومي على ما تصحّي آدم وتحضَّر الفِطار، قَعدت فطرت معاهم بدون ما اتكلّم، مُش محتاجة اقول انّي كُنت بفطر تَقضية واجِب عشان امّي تِفهم انّي كويسة، بَس انا كان كُل تفكيري في اللي ممكن يحصل النهاردة لمّا اوصل الكُليّة.

كُنت مجهّزة كُتبي جنبي، فَطرت وخدتها في إيدي وقومت مشيت بعد ما قولت لأمّي...

-مَتقلقيش عليا.. انا كويّسة.

وسمِعتها وانا خارجة من الباب بتقولّي...

-خلّي بالك مِن نَفسِك.. لو حسّيتي انّك تعبانة تجيبي تاكسي وترجعي علطول.

خَرَجت من البيت، لمّا وصلت للبوابة فتحتها وطلعت الشارع، وأوّل حاجة عملتها انّي روحت عند صندوق البوستة، عشان آخُد الجواب اللي شوفت المُعيد بيحطّه في الصندوق ليلة امبارح، بَس للأسف، لمّا بصّيت للصندوق لقيته فاضي!

كُل تفكيري انّ مُمكن يكون الهوا طيَّر الجواب، او عيّل معدّي في الشارع لقاه وخَدُه معاه، واللي مَكُنتش اتمنى انّه يكون حَصَل بِجد، انّ يكون بابا شاف الجواب وهو خارج الفَجر وخَدُه، وفي كُل الحالات دي كُنت بلوم على المُعيد انّه اختار الطريقة دي عشان يعترفلي بمشاعره ناحيتي.

وقَّفت أوّل تاكسي معدي، رِكبت وطلبت منّه يوصلني الجامعة، ولمّا نزِلت من التاكسي كُنت بسرّع خطوتي عشان اوصل الكُليّة، وفعلًا وصلت للقاعة اللي فيها السِّيكشن، والمرّة دي اخترت اكون في أوّل بِنش.

كان لسّه المُعيد موصَلش، وكِدَه كَدَه الوقت لسّه بدري وهو من عادته بيبدأ السِّيكشن في ميعاده مبيتأخّرش، بَس الوَقت دَه قضّيته كلام مع زميلاتي في الدُّفعة اللي مبطَّلوش يسألوني ليه مَجِيتش من 3 أيام، وطبعًا مكنش في رد أنسب من انّي قولتلهم انّي كُنت تعبانة شويّة.

لحد ما المُعيد دَخَل القاعة، كُل الطلبة بطَّلت كلام وبدأ كل واحد يفتح كتاب المادة، والسّيكشن بدأ، كُلّه كان مركّز في الشَّرح، إلا انا كُنت مركّزة في اللي حصل معايا اليومين اللي فاتو.

السِّيكشن خِلِص وانا مكتَبتش حرف في دفتري، قفلت الدفتر وفضِلت قاعدة مكاني مَقومتِش، برغم ان زميلاتي طلبوا منّي اروح معاهم الكافتيريا نفطر قبل ما السِّيكشن التاني يبدأ، بس انا رفضت، كان كُل اللي في بالي انّ القاعة تِفضى عشان اتكلّم مع المُعيد اللي كان لسّه موجود بيراجع أوراق كان طلَّعها من شنطته، كُنت بَبُص ناحيته لدرجة انّه انتبهلي، ساعِتها ارتبكت، وارتبكت أكتر لمّا لقيته بيبُصّلي بشكل غريب، بصّيت حواليّا لقيت القاعة فاضية مفيش غيري، ولقيته بيسألني...

-في حاجة يا آنسة؟ اقدَر اساعدِك؟

مَكَنش في طريقة قُدَّامي غير انّي اتكلّم في المادة، عشان كِدَه قولتله...

-محتاجة السَّكاشن اللي فاتتني في "الميكانيكا الهندسية".. انا محضرتش من 3 أيام لأنّي كُنت تعبانة.

-ألف سلامة عليكي.. مفكرتيش تشوفيهم مع حد من زميلاتك؟

بصراحة رَدُّه خلّاني اتلجلج، عشان كِدَه قولت وانا متوتّرة...

-بصراحة لأ.

بصّلي باستغراب وقالّي وهو بيحط الأوراق في شنطته عشان يِمشي...

-طيّب انتي عارفة مكتب المُعيدين.. بعد نُص ساعة هكون موجود هناك.. هعطيكي الورق تصوّريه.. هُمّا يادوب محاضرتين.

وقفت ابُصّله من غير ما اتكلّم فلقيته بيسألني...

-انتي اسمِك إيه؟

السؤال فاجئني فقولت...

-ها.. ميرنا!

وسيبته وخرَجت من القاعة، في إيه كان عند بيتنا امبارح بيحُط الجواب في صندوق البوستة ودلوقت بيسألني عن اسمي؟! بس مَكُنتش مستغربة انّه حاطط من نفس البرفيوم اللي كان على الجواب.

قبل ما اخرُج من باب القاعة وَقَفت، لفّيت وبصّيت ناحيته ولقيته واقِف يبُصّلي وبيبتسم، ابتسامة مفهِمتش منها هو يقصُد إيه بسؤاله عن اسمي، يعني عاوز يعرَّفني انّه مُش واخد باله منّي مثلا؟!

خرجت من القاعة وانا مقرَّرة انّي هرجع البيت، أكيد مُش هروح مكتب المُعيدين اطلُب منّه المحاضرات، التجاهُل اللي شوفته منّه كان سبب كافي انّي مَاروحش، دا غير الحالة اللي انا كُنت فيها، نوبة التعب اللي بتجيلي بدأت احسّ بيها، عشان كِدَه قرَّرت امشي من الكُلّية واروَّح.

زي ما تكون الدنيا غيِّمت فجأة وكُل حاجة بقت مشوّشة قُدّامي، كُنت ماشية مُش حاسّة بحد حواليّا، كُل اللي في بالي انّي عايزة اوصل لبوابة الجامعة آخد تاكسي وارجع البيت علطول، لأن حرفيًّا التعب بدأ يزيد عليّا.

وصلت للبوابة ووقفت تاكسي، ولمّا وصلت البيت حاسبته ونزلت، وعند بوابة البيت لقيتني بَبُص في صندوق البوستة تاني، والسؤال مراحش عن بالي، هو الجواب بتاع امبارح راح فين؟!

دَخَلت البيت، بَس لقيت ريحة غريبة، زي ما يكون في بخور كان والِع، انا بتضايق جدًّا من أي ريحة زي دي، بَس مكانش زي الضيق اللي حسّيته أوّل ما شمّيت الريحة، لقيت آدم قاعد في الصالة، سألته وقولتله...

-ريحة إيه دي يا آدم؟

رَد عليّا وهوّ بيبُص ناحية المطبخ وقالّي...

-امّك خرَجت بعد ما انتي روحتي الكُلّية ورِجعت معاها حاجات هي اللي عاملة الريحة دي.

-هي فين دلوقت؟

-جوّه في المَطبخ.

سيبته ودخلت المطبخ، اوّل ما امّي شافِتني قالتلي...

-راجعة بدري ليه يا ميرنا؟ مش قولتي انّك كويسة وعندك سكاشن مهمة؟!

كُنت عارفة انّها هتقولّي كِدَه، امّي وانا حافظاها، عشان كِدَه قولتلها...

-لا انا حسّيت اني هتعب عشان كِدَه رِجعت.

بصَّتلي بصّة طويلة وقبل ما تسأل في حاجة تانية قولتلها...

-إيه الريحة دي؟

-مالها الريحة؟ دي تخلّي الواحد فايق.

-بس انتي عارفة انّي بتضايق من الريحة اللي زي دي.

-دي تحويجة.

قولتلها باستغراب...

-تحويجة إيه؟

ساعتها مدّت إيدها وجابت إزازة من رفَ المطبخ وقالتلي...

-زيت زيتون.. زيت حبّة البركة.. عُشبة ترياق.. زعفران.. عُشبة سَذَاب.

وباستغراب تاني قولتلها...

-سَذَاب إيه دَه؟

-دي حشيشة الجِن.

انا مُش قادرة اصدَّق اللي بسمعه، عشان كده قولتلها بانفعال...

-إيه اللي بتقوليه دَه يا ماما؟ 

-ماهو انا مش هشوف اللي بيحصل معاكي دَه وهَقَف اتفرّج.

-وانا إيه اللي بيحصل معايا؟

-الحالة اللي بتجيلك دي مخلياني قلقانة.. انتي مش راضية نروح للشيخة "لَطَفات".. روحت جِبت الحاجات دي من العطّار وعملتلك تحويجة.. وقرأت عليها.. ادهِني بيها جِسمِك 7 أيام وأي حاجة وحشة معاكي هَتروح.

ولقيتني بعصبية بقولّها...

-أنا مُش هحُط من الإزازة دي.

كان يوم ما يِعلم بُه إلا ربنا، زينات عندها قُدرة رهيبة على الإلحاح تخليك تعمل اللي هي عايزاه لمجرد بس انّك تِخلص من إلحاحها، مكَنش وراها غيري طول اليوم، عايزة تقنعني انّ التحويجة اللي عملتها هي اللي هتبعد عنّي الحالة اللي بدأت احسّ بيها، دا حتّى لمّا بابا رِجِع من شُغله لقيته بيطلب منّي احُط من التحويجة، أكيد هي كلّمته، ومُش عارفه بابا بيقولّي كِدَه عن اقتناع بكلام امّي ولا هو كمان بيقولّي كِدَه عشان يِخلص من إلحاحها.

بَس انا عشان ارتاح من كلامهم خَدت الإزازة، وقولت لأمّي انّي هعمل اللي قالتلي عليه، مُش عن قناعة بإن اللي امّي بتقوله صح، بَس عشان مكُنتش هعرف اخرُج من الضغط اللي هيبقى عليّا غير بِكِدَه.

وفعلًا قبل ما انام قفلت باب الأوضة وبدأت ادهِن من الزيت، وبعد ما خلَّصت قفلت نور الأوضة ودخلت السرير، مَعرفش ليه رغم انّنا في الخَريف والجوّ بالليل بَرد لكنّ أول مرّة احسّ انّي مُش عايزة اتغطّى، كُنت حاسّة بِصَهد طالع من جِسمي، وعيني بدأت تروح في النوم، وبدأت احسّ بأنفاس قُريِّبة منّي، زي ما يكون في حد نايم جنبي، مدّيت إيدي في الناحية اللي الأنفاس جاية منها مكَنش في حاجة، بَس المكان فيها دافي، زي ما يكون حد كان نايم فيه من فترة طويلة وقام، قومت من السرير مفزوعة، جريت ناحية النور وفتحته، بَس لقيت الأوضة فاضية.

قفلت النور ونمت تاني، وقولت يمكن دَه مُجرد تهيّؤات من اللي بيحصلّي الفترة الأخيرة، ولمّا روحت في النوم لقيت نَفسي في مكان تاني.

"الدُنيا ليل، وانا فوق جَبَل قمّته أعلى من السحاب، قاعدَة على كُرسي ومِتكتّفة، السّحاب كان لونه أحمر زي النار، دا غير انّ الكُرسي اللي متكتّفة عليه كان حوالين منّه دايرة نار، الكُرسي بيلفّ بيا، وانا بَصرُخ وصوتي مُش طالع، وفجأة بشوف انّ في ناس جاية من بعيد بتقرّب منّي، ولمّا قرّبوا لقيتهم مُش بَشر، دول حاجة عاملة زي الخيال، لونهم اسود، تفاصيلهم مُش باينه ولا ليهم ملامح، بيعملوا حواليّا دايرة، الرَّعب خلّى الدموع تنزل من عيني غصب عني، انتظرت اشوف ليهم أي رد فعل، لكنّ مفيش حاجة حصلت، والوقت عدّى، السحاب اللي كُنت شيفاه تحت منّي لونه بدأ يتغيّر، من الأحمر للأزرق والعكس، وهُما مفيش أي حد فيهم اتحرك من مكانه، وفجأة لقيت واحد منهم بيتحرّك ويكسر الدايرة اللي كانوا عاملينها حواليّا، ومن مكانه دَخَل المُعيد، وبرغم انّ الموضوع أكبر من انّي استوعبه إلا إنّي حسّيت باطمئنان شويّة.

وبدون ما يتكلّم قرَّب منّي وفكّني، قوّمني من الكُرسي وخدني من إيدي، خرَّجني من الدايرة اللي كانت حواليّا ومشى بيّا فوق الجَبل، ولقيتني وانا بَبُص ورايا على الكُرسي اللي كُنت عليه والدايرة اللي حواليا بقولّه...

-مين دول؟ وإيه المكان اللي انا فيه دَه؟ وإيه اللي جابنا هنا؟

كان ماسكني من إيدي وماشي وانا ماشية وراه، مَرَدّش على سؤالي، وفضلنا ماشيين لحد ما وصلنا لمنطقة بارزة من الجَبل مفيش تحتها غير السّحاب، وقفنا على الحافة وانا مُش فاهمة احنا وقفنا هنا ليه، وفجأة لقيته بيقولّي "بحبِّك يا ميرنا"، وقبل ما انطَق بكلمة لقيته بيزوقّني بكُل قوّته من فوق الجَبل، صَرخت من الصَّدمة والخوف اللي حسّيت بُه جوايا في اللحظة دي، كُنت حاسّة بكُل حاجة وانا نازلة من فوق الجَبل عشان اواجه مصيري اللي معدش منّه مهرب، كُل حاجة عدَّت في لحظة قُدّام عيني، صندوق البوستة والجواب ونظرته ليّا في قاعة السّيكشن، ومكُنتش عارفة اوصَل لمبرّر يخلّيه يعمل كِدَه، بصّيت تَحتي لقيت السَّحاب باللون اللي ظَهَر بُه زي ما يكون نار، كُنت كُل ما اقرَّب منّه احسّ اني بقرّب من بُركان، نارُه أكبر من انّي اتحمّلها، صَرَخت، وغمّضت عيني وانا بستسلم".

صحيت وجِسمي كُلّه عَرَق من الخوف، أول حاجة عملتها انّي قومت فَتَحت النور، بصّيت للسرير ولَمَحت عليه حاجة زي آثار إيد، زي ما يكون حد كان ماسِك حاجة متفحّمة بإيده وبَعدين حطَها على السرير، استَغربت من اللي شيفاه بعيني، واستغربت أكتر لمّا بصّيت على كَف إيدي الشِّمال، كان عليها آثار إيد ماسكة حاجة متفحّمة، فِضِلت ابُص لإيدي وانا مفزوعة، وافتكرت انّ دي الإيد اللي كان المُعيد ماسِكني منها في الكابوس اللي كُنت فيه.

ولقيتني بفتح باب الأوضة وبَندَه بصوت عالي على ابويا وامّي، اللي لقيتهم صحيوا من النوم وجُم بسُرعة أوضتي، وأوّل ما شافوا منظر السرير ارتبكوا، ابويا خَدني من إيدي جَنبه وامّي بدأت تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ولقيت امّي بتسألني...

-انتي متأكَده انّك دَهنتي من التَّحويجة؟

قولتلها وانا بَبُص للسرير وعيني كُلّها خوف...

-أيون دَهنت.

قالت بصوت كان واضِح منّه انّها خايفة...

-اومّال في إيه بَس ياربي؟!

الحياة من بَعد الليلة دِي اتقلبِت لكابوس مُرعب، الحالة اللي كُنت فيها مكانتش تسمح لي انّي اروح الكُلّية، كانت بتحصلّي نوبة زي الصَّرَع فجأة، مُمكن وانا نايمة اصحى فجأة مُنهارة وبصرُخ، أو وانا صاحية ادخُل في حالة انهيار عصبي بدون مُبرّر، رغم اني كُنت بدهِن من التحويجة اللي امّي عملتها كُل يوم، بَس مفيش مرّة نِمت ومحسّيتش ان في حد نايم جنبي في السرير، كُنت بحسّ بأنفاسُه دايمًا، وبحسّ بإيد بتمشي على شَعري، وِبَحِسّ بنار في جِسمي، زي ما يكون حاجة بتحرقني، ومع الوقت بدأت تظهر علامات زي الحَرق على إيدي ورجلي.

ابويا خَد أجازة من شغله ومكانش بيفارق البيت، كان كُل اللي عايزه انّه يطمّن عليا، وامّي أصرَّت انّنا نروح للشيخة "لَطَفَات" لكنّي رَفَضت الموضوع وقولتلها...

-أنا وافِقتِك انّي ادهِن من التحويجة.. لكن انّي اروح لدجّالين لا.

-ياميرنا مُش دجالين.. دول ناس ربنا عاطيهم قدرة يساعدونا بيها.

-كُل الكلام دَه كِدب وتضليل.. هُما شويّة تعب وهيروحوا لحالهم.. ولو مراحوش هشوف دكتور نفساني.

واللي خلّى الحوار ينتهي بينا ابويّا لما اتدخل وقال...

-خلاص يا زينات.. سبيها على راحتها.

لحد اليوم الأخير في التحويجة، دَهنت قبل ما انام، دخلت السرير بعد ما قفلت النور وانا خايفة من اللي بحس بيه بالليل، ومُش عارفة إيه اللي خلّاني ارفُض انّ امّي تنام جنبي لمّا عرضت عليّا ده.

ليلتها نِمت، وبدأت احسّ بالأنفاس اللي بحس بيها كُل ليلة، وبالإيد اللي بتمشي على شَعري، بَس النهاردة الإيد بدأت تِمسك إيدي وتشِدّني ناحيتها، ولقتني كالعادة فاقدة القُدرة على المقاومة، بدأت عيني تغمّض، وساعتها محسّتش بأي حاجة حواليّا.

"كُنت واقفة قُدّام بوّابة بيتنا، جنب صندوق البوستة، الدُّنيا ليل والجو بَرد، ومكُنتش عارفة ليه انا واقفة كِدَه دلوقت، ولمّا نَويت ادخُل البيت واقفِل البواية لقيت المُعيد جاي ناحيتي، وقفت اشوف هيقولّي إيه أو إيه اللي جابُه عند بيتنا، بَس لقيته بيقرّب من صندوق البوستة وبيحُط فيه جواب وبيلِف وشّه ويمشي من غير ما يبُص ناحيتي!

مكَنش قُدّامي غير انّي اندَه عليه، ازّاي ييجي لحد عندي ويسيب جواب ويمشي؟ ليه ميقولش اللي عاوز يقوله مُباشر؟!

ولقيتني بَندَه عليه باسمه...

-ماهر.

التفت ناحيتي وبَصّلي وقال...

-بحبّك يا ميرنا.

-ليه بتتكلّم من بعيد؟

-ريحتك يا ميرنا.. ريحتك انا كارِهها.. حتى حاولت اتخلّص منّك من فوق الجَبل بسببها.. بَس للأسف مَقدِرتش.. انقَذتِك في آخر لحظة.. بس هي حاجز بيني وبينك.

-دي ريحة التحويجة اللي امّي عملاها.

-امّك أذتني أذى كبير يا ميرنا.. التحويجة اللي عملتها بتحرق فيّا.

فجأة لقيته اختَفى، بصّيت حواليّا ومكَنش لُه أي أثر، لكن وانا بلتِفِت لقيت امّي، كانت واقعة جنب البوابة وفي دَم نازِل من بوقّها، جريت ناحيتها وفضِلت اهزّ فيها، لكن لا حياة لمن تُنادي، أمّي ماتت!

فِضِلت اصرُخ زي المجنونة، الدموع كانت نازلة من عيني فوق امّي اللي مرمية في الأرض وروحها مُش فيها، بَس في الوقت دَه ماهر ظَهر تاني، وكان بيبُص على امّي وبيتبتسم ابتسامة مُخيفة، وبعدها اختفى".

صحيت وانا بَصرُخ، لكن المرة دي كُنت بصرُخ بهيستيرها عن كُل مرة، قومت من السرير وخرجت من الأوضة، ولقيت امّي وابويا طالعين يجروا من أوضتهم على صريخي، ولقيت آدم طالع من أوضته يجري، وانا بدون ما حد ينطق كلمه لقيتني بقول...

-هيقتل امّي!

ابويا وامّي قعدا يهَدُّوا فيا، وآدم كان واقف مصدوم، لقيت الخوف على وِش امّي باين عن كل يوم، مُش عارفة خايفة عليّا ولا من الكلمة اللي انا قولتها، لكن ابويا سألني...

-هو مين اللي هيقتل امّك؟

وساعتها كنت بلتفت حواليا وانا بقول...

-ماهر.

وقفوا يبصوا لبعضهم، كُنت فاهمة نظراتهم، كانت بتقول انّي بخرَّف، لكن لقيت ابويا خَد امّي ودخلوا أوضتهم يتكلّموا، مكُنتش عارفة بيقولوا إيه، لكن آدم قرَّب من باب أوضتهم ورجع قالّي...

-ابوكي بيقول انّه هيجيب شيخ يعالجك.

حسّيت بضيق لمّا سمعت الكلام اللي قاله آدم، بس المرة دي الضيق كان مُختلف، مُش انا اللي كُنت متضايقة، حاجة جوايا غريبة عنّي هي اللي حاسّة بكده.

كانت آخر ليلة دهنت فيها من التحويجة، ومعدش في مبرّر لأمّي انّها تطلب حاجة تانية، لكن حبّيت اتكلم معاها عشان اقولها انّي رافضة فكرة الشيوخ والعلاج اللي من النوع ده، ساعتها ابويا كان نايم في أوضته، ومكنش في غير آدم، ودوَّرت على امّي في البيت ملقتهاش، سألت آدم عليها ولقيته بيقولّي انّها خرجت تتمشى في الجنينة برَّه!

امّي عمرها ما خرجت تتمشى في الجنينة برَّه، إيه اللي حَصَل يخليها تِعمل كِدَه؟

طلعت الجنينة دوَّرت عليها ملقتهاش، بَس لقيت أكتر حاجة في حياتي خلَّتني مرعوبة وخايفة!

امّي كانت مَرميّة في الأرض جنب البوابة، جريت ناحيتها، ولقيت منظر طبق الأصل من اللي شوفته في آخر كابوس، امّي ميّتة وفي دَم نازل من بوقّها.

المرّة دي كُنت بصرخ وانا في كامل وعيي، آدم طِلع يجري وابويا صحّى يجري على الجنينة، والجيران اتلّموا على صريخي، الحُزن كان أكبر من إنّي اوصِفُه، ولقيتني بشوف كُل الناس اللي حواليّا في شكل ماهر وهو بيبتسم آخر ابتسامة شوفتها منّه، عشان كِدَه دَخلت في انهيار فظيع، انهيار نسّاني حتّى ان امّي ميّتة قُدّامي، وخلّاني افقِد إحساسي بكُل حاجة!

صحيت من النوم، لقيت ابويا قاعد جنبي هو وآدم، أول حاجة عملتها انّي سألتهم عن امّي، كُنت مُتخيّلة انهم هيقولولي في المطبخ أو بتعمل حاجة وجاية، ويطلع اللي انا شوفته كابوس زي أي كابوس، لكن اتفاجأت بآدم بيعيط وابويا بيقولي...

-امِّك تعيشي انتي يا ميرنا.

دخلت في نوبة حُزن وعياط رهيبة، كُنت بشِد شَعري وِوِشّي لدرجة اني جرحت نفسي جروح صعبة، وبدأت ملامح ابويا تتغيّر قُدّامي لملامح ماهر، وابتسم وقالّي...

-الموت أبسط جزاء للأذى اللي امّك سبِّبته ليّا بالتحويجة بتاعتها.. كفاية انّها منعتني اقرَّبلك.

بعدها ملامح ابويا رجعت زي ما هي، وانهَرت اكتر، كُنت على وشك اني اقوم اجيب أي حاجة اخلّص بيها على نفسي، ولمّا ابويا حَسّ كِدَه، قام وكتَفني من إيدي، وطلب من آدم يجيب حَبل وخلّاه يساعده انّه يكتّفني ويربُطني في السرير عشان ما أأذيش نفسي!

بعدها ابويا خَرَج من البيت، وآدم فِضِل معايا لكنه كان بيبُصّلي بخوف، طلبت منّه يفُكّني لكنّه رفض وسابني وخرج، لحد ما لقيت ابويا جاي ومعاه شيخ، أوّل ما شافني صِعِب عليه شَكلي، طلب من ابويا يجيب كوباية مايّه، ولما ابويا جابهاله بدأ يقرأ عليها آيات صرف الجِن، وبعد ما خلَص بدأ ياخد من الكوبّاية ويرُش على وشّي وجسمي وهو بيقرأ.

كُنت حاسّة انّه بيرُشّني بنار، كُنت بصرُخ مع كل نُقطة مايّه بتلمسني، وكُنت بتشنّج وبحسّ بروحي بتخرج من جسمي مع كُل آية بيقرأها، ولمّا بدأت اهدا لقيته بيقول لابويا...

-ربنا يعافيها.. مَس عاشِق.

ابويا وهو مصدوم رد عليه وقالّه...

-والحل يا شيخ؟

-اطمن.. ربنا هو الشّافي.. هنحتاج 7 جلسات لحد ما تبقى كويسة.

وبعدها بصّلي وقالّي...

-عايزك تطمّني يا ميرنا.. متخافيش منّه.. "إن كيد الشيطان كان ضعيفا".

كُل يوم في نفس الوقت الشيخ كان بييجي، وكل ما جلسة علاج بتخلص كُنت بحسّ نفسي أحسن من الأول، لحد ما السبع جلسات خلصوا، ولقيت الشيخ بيطلّع من جيبة ازازة زيت وبيقولّي...

-هتدهني منها 14 يوم.. هتمنع أي حاجة من برّه تدخُلّك.. وهتمنع أي حاجة جواكي تُخرج وهتتحرق جواكي.

بصّيتله بخوف وقولتله...

-إزازة تاني؟

الشيخ بابتسامة خفيفة قالّي.

-متخافيش.. دي غير التحويجة اللي عملتها امّك الله يرحمها.

بدأت ادهن من الزيت ليلة ورا التانية، الأعراض اللي كُنت بحسّ بيها بدأت تختفي، والأنفاس اللي كُنت بحسّها جنبي وانا نايمة مبقتش موجودة، لحد اليوم الأخير، حلمت انّي شايفة ماهر قُدّام البوابة، في نفس المكان اللي ماتت فيه امّي، كان واقِف، وفجأة النار مسكت في جسمه، ومسابتوش غير لما بقى كوم تُراب.

بعد الليلة دي صحيت الفجر من النوم من غير ما اكون حاسّة بأي تعب، جهّزت فطار لأبويا، وفضلت معاه لحد ما فطر ومشي، بعدها قرَّرت انزل الكلية، لِبست هدومي وخدت دفاتري، وقبل ما انزل كُنت مجهزّة فطار آدم على الترابيزة.

خَدت تاكسي من قُدّام البوابة، لما وصلت للجامعة نزلت، وقولت ابُص في دفتر السكاشن وانا ماشية في طريقي للكلية، واتفاجأت ان أول سيكشن هيكون المادة بتاعة ماهر!

وصلت السِّيكشن قبل ما يبدأ، دخلت وسلمت على زميلاتي، وكانت إجابتي على كُل أسئلتهم اني كُنت تعبانة وانّي الحمد الله بقيت بخير، محبّتش احكي لحد تفاصيل ولا أعرَّفهم بأي حاجة.

لحد ما الدوشة اللي في القاعة هِدِيت، بصّيت عند مكتب المُعيد لقيت شَخص تقريبًا ل40 سنة، بيبُصّلنا وبيقول...

-انا حاولت اعمل مُلخص لأهم النُّقط اللي في "الميكانيكا الهندسية".. وان شاء الله هيكون معاكم قُريّب.

وباستغراب سألت زميلتي اللي قاعدة جنبي...

-أومال المعيد اللي اسمه ماهر فين؟

بصّتلي باستغراب بصّة طويلة وقالتلي...

-ماهو واقِف قُدّامك.. مُعيد رِخم فاكِر نفسه محدّش يِعرف حاجة في "الميكانيكا الهندسية" غيره.

مكَنش عندي حاجة اقولها، فِضِلت ساكتة، بس لقتني بقول لنفسي، يعني اللي كنت بشوفه بيدرّسلنا المادة من أوّل السنة ده هو الـ....

***

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333607
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189403
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181117
4الكاتبمدونة زينب حمدي169696
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130916
6الكاتبمدونة مني امين116755
7الكاتبمدونة سمير حماد 107604
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97784
9الكاتبمدونة مني العقدة94902
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91499

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

232 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع