آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شحاتة
  5. المطاردة

كان لافِت انتباهي جدًا؛ إني بمجرّد ما دخلت الشَّقة، وبدأت أدوَّر على سِتّي، إنّها كانت واقفة في المَطبخ وبتبُص لفوق.
شقّة سِتّي دور أرضي، والمَطبخ جزء من سَقفه عباره عن مَسقط، وشبابيك الأوض اللي في الأدوار اللي فوق بتفتح عليه، هي مانتَبهتش لوجودي، ولا كانت حاسّة إني واقِف قدّامها، مَفيش بيني وبينها أكتر من مِتر، استَغربتها جدًّا، وِمكانش قدَّامي غير إنّي أنبّهها وأقولّها:
-واقفة بتِعملي إيه كِدَه يا ستّي؟
لقيتها نَطَّت من مكانها، وحسّيت إنّ روحها هتطلع من الخضّة، زعّقت فيا وقالتلي:
-أنت بتتسحَّب كِدَه ليه يا "معاذ"، مُش تتكلّم وأنت داخل؟
كَتمت ضِحكة كانت هتطلع منّي غصب عني، عشان مَتزعلش، وقولتلها:
-أتسحَّب إيه بَس يا ستّي، دا أنا كُنت هتكَعبل وأنا داخل في عتبة الباب، وصوت خبطة رِجلي كان جايب الشّارع برَّه، انتي واقفة بتبُصّي فوق ليه، هو القَمر باين من هِنا ولا إيه؟
-أنت بتتريق عليا؟!
لون وشّها كان مخطوف، وِدَه اللي خلَّاني أخِف من الهِزار شويّة وأقولّها:
-مالِك بَس خايفة ليه كِدَه، وبتبُصّي على إيه فوق؟!
بصَّتلي بخوف كِدَه وقالتلي:
-شقّة خالك اللي فوق النّور شغّال فيها.
هزّيت راسي كِدَه وأنا مِستَغرب كلامها، وقولتلها:
-إيه المُشكلة، ما يِمكن أنتي نسيتي تقفليه أو في مُفتاح نور معلّق.
-أنت عارف إني عايشة لوحدي بعد جدَّك الله يرحمه، وبعد ما مامتك بتمشي بالليل، وأدخل المطبخ أعمل أي حاجة نور الشّقة بيزاولني، بيقيد وينطِفي، دا غير إنّي بسمع صوت واحدة بتتكلّم فوق.
كُنت حاسِس إن اللي سِتّي بتقوله دَه بِسَبب الوحدة، يعني عايشة لوحدها بقالها كام سنة بعد جدّي الله يرحمه، دا غير طبعًا إنّها كِبرت في السّن، كُل دَه كان سَبب منطقي جدًا إنّ يبدأ يتهيّألها حاجات، وخصوصًا لو كانت بالليل زي ما بتقول.
ودَه اللي خلّاني أدخُل المطبخ وأبُص فوق، وفعلًا لقيت نور الأوضة شّغال، وساعتها قولتلها:
-والله زمانك سايباه شغّال وناسية، أو زمان المُفتاح معلّق.
لكنّها كانت بترُد عليّا وعينها فوق على الشّباك، وبتقولي:
-أنا آخر مرّة طافية النور بإيدي.
ردّيت عليها وقولتلها:
-فين مُفتاح الشَّقة، أنا هطلع أطفي النور بنفسي.
-متعلّق على المسمار اللي ورا باب الشّقة.
أخدت المُفتاح وطلعت، وعند باب الشَّقة طلَّعت تليفوني وفتحت نور الكشّاف، لأن السلّم كان ضلمة، واللمبة اللي قدّام الباب كانت محروقة، أخدت وَقت على ما حطّيت المفتاح في الكالون وفتَحت، زقّيت الباب ودخَلت، أوّل حاجة عيني جَت عليها، كانت أوضة خالي اللي شبّاكها على المَسقط، واتفاجأت إنّها ضلمة زي باقي الشَّقة، وقفت مِستغرب، أنا شايف النّور من تَحت بعيني، يعني سِتّي ما بدأتش تخرَّف ولا حاجة، وأنا كمان مُش بيتهيّألي.
بدأت أمشي في الشَّقة على نور كشاف التليفون، أنا حافظ أماكِن مفاتيح النور، كُنت كل ما أوصل عند مُفتاح أفتَحه، لِحد ما فتحت نور الشَّقة كلّها، كُنت بتأكّد إن مفاتيح الكهربا مَفيهاش حاجة معلّقة، وفعلًا طلعت كلّها سليمة، يعني مَفيش مفتاح ملمّس هيوصّل كهربا من نفسه، أومّال نور الأوضة اشتَغل وانطَفى ازّاي؟!
كُل اللي عملته إنّي طَفيت الأنور كلها، وبعدها روحت عند لوحة الكهربا عشان أفصل السكّينة، كانت جنب باب المطبخ، مشيت على نور كشّاف التليفون وقفلتها، لكن وأنا راجِع عشان أنزِل، اكتشفت إن تليفوني بيفصِل، تقريبًا الكشّاف خلَّص على شَرطة الشَّحن اللي لقيتها فيه، كمّلت في الضلمة عشان أوصَل للباب، لكن لقيت نَفسي بَخبط في حَد وأنا ماشي، التفِّتت حواليا زي المَجنون وأنا مُش شايف حاجة، أنا حاسِس بِحد موجود وأنفاسه على وشّي، وزي ما يكون في شَعر بيدخُل في عيني؛ ضَربات قلبي زادِت والتليفون وقع من إيدي، واللي زاد البلَّة طين إنّي سمِعت صوت باب الشَّقة بيتقفل، كُنت عاوز أخرج بأي طريقة، كمّلت عشان أفتَح الباب، إيدي كانت ممدودة قدّامي عشان مَخبَطش في حاجة، لكن الأنفاس اللي بتخبط في وشّي مُش سيباني، كأنّ حد ماشي جَنبي ووشّه في وشي، وأخيرًا إيدي خبطت في باب الشَّقة، كُنت بدوّر على أوكرة الباب عَشان أفتحه، وفين وفين على ما وصلتلها، فتحت الباب وشدّيته، لكن كأن حد بيقاومني وبيشِد الباب من برَّه عشان مَايتفَتحش، العَرق بدأ ينزل من كل حتّة فيا، الخوف إحساس مُميت، فضِلت ورا الباب لِحَد ما اتفَتح، وبعدَها رَميت نَفسي برَّه، كُنت هاخُد درجات السلّم على وشّي؛ لولا ما لقيت إيدي قريّبة من الدرابزين، مِسكت فيه وحفَظت اتّزاني، لكن في اللحظة دي سمعت صرخة، وبعدها صوت واحدة جاي من جوّه الشَّقة، كان بتقولّي:
-مافِيش حد هايدخل هنا!
ساعتها ماكانش هاممني الضَّلمة، أخدت قلبِة السلّم في نطّة واحدة، كان صوت واحدة أوّل مرّة أسمعه، لكنه كان مُخيف.
لمّا نزلت لسِتّي؛ لقيتها كانت لسّه واقفة في المَطبخ، وبرضُه كانت بتبُص لفوق، ولمّا شافتني بصّت لشكلي وهي مستغربة وقالتلي:
-مالك مِتبهدِل ليه كده يا "معاذ"، إيه اللي حَصل فوق؟!
بلَعت ريقي، وبلَعت خوفي معاه، وقولتلها:
-مَفيش حاجة، بُصّي أنا فصلت سكّينة الكهربا خالص، بَس مُش عارف ألاقي المُفتاح، نسيت أنا حطّيته فين، الدُّنيا ضلمة فوق مُش عارف أوصَلُّه، الصُّبح هاطلع أجيبه.
لكنّها كانت بتبُصّلي باستغراب، وبتنقل عينها بيني وبين الشّباك فوق، وبتقولّي:
-سكّينة إيه اللي أنت فصلتها، النّور قايد فوق!
رِجلي مَكانِتش شيلاني وأنا داخل المَطبخ، وقفت جَنبها ورفَعت عيني لفوق، وفعلًا لقيت النّور قايد مِن شبّاك الأوضة!
أنا اضطرّيت أقول كِدَه لِستّي وماقولش عن اللي حَصل فوق، عشان هي عايشة لوحدها، كان لازم ماقولش أي حاجة تخلّيها تِخاف، لكن بعد اللي قولته وشوفنا عكسه، أكيد هتبدأ تِعرف إن الموضوع مُش طبيعي، وإن شَكلي اللي مِتبهدل دَه، وراه حاجة.
لكن للحظة الأخيرة، كُنت بحاول أطمّنها، وقولتلها:
-بُصّي يا ستّي أكيد في حاجة في أسلاك الكهربا، مُمكن حاجة مِلمّسة، أنا الصُّبح هاشوف كهربائي يظبُط الدّنيا.
لكن لقيتها بتقولّي:
-كهربائي إيه يا "معاذا"، بقولّك أنا بَسمع واحدة بتتكلّم فوق بالليل!
في اللحظة اللي كانت بتقول فيها الكلام دَه، عيني كانت على شبّاك الأوضة فوق، وكان النور بيقيد وينطِفي من نَفسه!
بالمناسبة؛ أنا خالي مسافر هو ومراته من سنة ونص، دا غير إن ربّنا لسّه مأرادش إن يكون عندهم أولاد، يعني الشَّقة فاضية، واللي بيحصل فيها غريب، وِدَه اللي خلَّاني أسأل ستّي وأقولّها:
-أنتي ملاحظة الحكاية دي من إمتى؟
-مِن بَعد ما خالك سافِر بشويّة، هو سافِر في أول مُحرّم، وبدأت ألاحِظ دَه من بَعد نُص الشَّهر.
أنا عارف إنّ سِتّي من اللي بيحسبوا كل حاجة بالتوقيت القمري، مالهاش في الشهور الميلادية، بَس كان يهمّني أعرف الحكاية دي جديدة ولا لأ، بَس من الإجابة اللي سمعتها عرفت إنها من فترة طويلة وسِتّي مُش بتجيب سيرة.
في الليلة دي، طلبت منها تيجي تِبات معانا، لكن هي عنيدة جدًا، وساعتها ردَّت عليّا بعصبيّة وقالتلي:
-أنت عارف إني مُستحيل أسيب بيتي وفَرشتي.
وِدَه كان السَّبب اللي خلَّاني أقولّها:
-طيّب أنا هَبات هِنا النّهاردة، بصراحة مِكَسّل أروّح.
جِبتهالها بهزار؛ عشان ماتحسّش إني بايِت هنا بسَبب اللي حَصَل، اتَّصلت بأمّي وعرَّفتها إني مُش جاي، ومع الوَقت لقيت ستّي بتقولّي إنّها داخلة تنام؛ لكن أنا قعدت على الكنبة في الصالة؛ والنوم كان طاير من عيني، وماكَنش في حاجة أسلّي نَفسي بِها، خصوصًا لمّا التليفون وَقَع منّي فوق!
كُنت عامل صوت التليفزيون صامِت، عَشان كِدَه الدُّنيا كانت هادية، وِدَه اللي خلَّاني أسمع رنّة تليفون جاية من بعيد، ولمّا ركّزت شويّة، عرفت انّها رنّة تليفوني!
استَغربت إزّاي تليفوني بيرِن وهو كان فاصِل شَحن لمّا وَقع منّي، قولت يِمكن بيتهيّألي، بَس لقيت صوت الرَّنة راجِع تاني، قومت من مكاني ودخلت المَطبخ، بصّيت فوق ناحية شبّاك الشَّقة، الدُّنيا كانت ضلمة، ومِن مكاني هِنا؛ سِمعت صوت الرَّنة واضِح، كانت فعلًا رنّة تليفوني، وَقفت وجِسمي متخشّب، مُش عارف أطلَع ولا أستَنّى للصبح، فضِلت واقِف، وصوت الرَّنة سِكِت، لكِن بدأت أسمَع واحدة بتتكلّم في الشَّقّة، بَس الكلام مُش مفهوم.
وياريت الحِكاية جَت على قَد الصوت وبس، أنا بدأت أسمَع حركة فوق، زي ما يكون حد بيحرّك العَفش من مكانه وبيجرّه على الأرض، في الوَقت دَه، نور الأوضة بدأ يقيد ويطفي من تاني، بَس مَع كُل مرّة بيقيد فيها، كُنت بَلمح خيال واحدة على الحيطة اللي جَنب الشّباك.
فضِلت على الحال ده؛ لحد ما الفجر أذّن، ومع الأذان كل حاجة انتَهت، رجِعت الصالة وقعدت مكاني، واتفاجأت إن ستّي قامِت من النوم وخَرجِت من أوضتها، ولمّا شافتني قاعِد قالتلي:
-أنت لسّه صاحي يا "معاذ"؟
كِدِبت عليها وقولتلها:
-أنا خطفت ساعتين نوم على السريع وقومت، مِحتاجة حاجة أعملهالك؟
-لأ نام أنت لو عاوز تنام، أنا هصلّي الفَجر.
لمّا خلَّصت صلاة الفَجر قَعدنا وفطَرنا، وبدأت أدردش معاها؛ فقولتلها:
-هي إيه حكاية الشَّقة بتاعة خالي؟
-والله يابني أنا مُش عارفة مالها، أنا قولتله قبل ما يسافر يسيب إذاعة القرآن شغّالة، وهو مَاسمِعش الكلام، لِحَد ما اتسِكنِت، أصل اللي بيحصل فيها دَه شغل عفاريت.
-طيّب وأنتي ازّاي بتشوفي كُل ده وساكتة.
-عاوزني أقول إيه، شقّة ابني مسكونة؟
-على الأقل ماتقعديش لوحدك بالليل، تيجي عندنا أو حد ييجي يبات معاكي.
-وهي العفاريت هتاكلني يا "معاذ"؟ الشيطان كيده ضعيف، لو استعذت بالله يتحرق.
-طيّب أنتي ليه ماشغّلتيش إذاعة القرآن فوق؟
-مين قالّك إنّي مَشغّلتهاش؟ شغّلتها كذا مرّة ومُش عارفة إيه اللي بيحصل والراديو بيتقفل، وأنا معنديش رجلين أطلع وأنزِل كُل شويّة.
على ما خلَّصنا كلامنا، كان النهار طِلع، والناس بقت رايحة جاية في الشّارع، انتظرت لِحَد ما ستّي قامت دَخلت المَطبخ، وأخدت بعضي وطلعت على فوق، كُنت بقدّم رِجل وبأخّر رِجل، لحد ما وقفت قدّام باب الشَّقة، اللي كان مفتوح زي ما سيبته من ليلة امبارح.
دخلت وأنا بحاول أنسى اللي حصل معايا هِنا، عيني كانت بتلِف في الشَّقة، لاحِظت إن الأنتريه متحرّك من مكانه، والسّجادة متحرَّكة، افتكرت الصوت اللي سمعته وأنا في المَطبخ تَحت، وفعلًا كل حاجة متحرَّكة من مكانها!
بلعت ريقي، لكنه كان زي الحَطب، وبدأت أدوَّر على تليفوني، هو وَقع منّي في الصالة وأنا بحاول أخرج من الشَّقة، لكن لمّا بصّيت في الأرض مالقتش حاجة، كُنت مِستغرب التليفون راح فين، بصّيت تحت الأنتريه، يمكن لمّا وقع يكون اتنَطر هِنا ولا هِنا، لكن برضُه مالقتوش، بدأت أتحرّك في الشّقة، وأبُص في كل حتة فيها، لحد ما دخلت الأوضة اللي شبّاكها على المَسقط، واتفاجأت إن التليفون فيها!
كان واقع في الأرض قريّب من الشّباك، روحت ناحيته ومسِكته، ولمّا لَمست الشّاشة فَتح معايا، واكتشفت إن الشَّحن اللي فيه كان أكتر من نُص البطارية، ولقيت إشعار بمكالمات مستلمة، فَتحت الإشعار، ولقيت إن اللي كان بيرِن هو خالي!
ليه كان بيرِن في وقت زي ده؟!
ده السؤال اللي خَطر في بالي ساعتها؛ أخدت التليفون وخرجت من الأوضة، وقبل ما أخرج من الشّقة؛ دوّرت على المفتاح لحد ما لقيته، كان واقع في الأرض في مدخل الباب، ويادوب بخرج من الشّقة، وبمِد إيدي عشان أسحب الباب وأقفله، ولقيته اتقفل من نفسه، وكأن حَد رَزَعه بكل قوّته!
جِسمِي اتلبّش، وحسّيت إن في هوا سُخن بيخبط في راسي من ورا، مقدِرتِش ألتِفِت ورايا، أخدت بَعضي ونزِلت، ولمّا بقيت تَحت؛ لقيت سِتّي قاعدة في الصّالة؛ وبتقولّي:
_أنت كُنت فوق؟
حاولت استعيد هدوئي، وقولتلها:
_مُش قولتلك إني هطلع أجيب المُفتاح الصبح، المفتاح أهو.
وعطيتها المُفتاح، وقولتلها:
_لو احتاجتي حاجة رنّي عليّا.
وسيبتها ومشيت، ولمّا خرجت الشارع، فتحت التليفون ورنّيت على خالي، كُنت عايز أعرف ليه كان بيرِن عليّا، حتّى لمّا ماردّش من أوّل مرة؛ رنّيت تاني، وفضِلت وراه لِحد ما رَد، ولقيته بيقولّي:
_ماردّتش عليّا امبارح ليه يا "معاذ"؟!
مرضِتش أحكيله حاجة؛ عشان كِدَه ردّيت وقولتله:
_تليفوني كان صامِت، أنت أخبارك إيه؟
_والله مش كويّس يا "معاذ"؛ من بَعد ما سافِرت والدّنيا معايا مش أحسن حاجة.
_إيه اللي حَصَل؟
_شويّة مشاكل في البيت عندي وواقِف على الطلاق.
_وهي ستّي تِعرف؟
_الشّبكة مش كويّسة عندها في الأرضي، كُنت برِن عليك عشان عاوز أطمّن عليها، قولّها إني جاي قريّب.
كانت لهجته غريبة، حسّيت إن الحكاية أكبر من المشاكل والكلام اللي بيقول عليه، ودَه اللي خلَّاني قولتله:
-وهي المشاكل دي لسه جديد؟
-أنا حياتي مقلوبة من بَعد ما سافرت بشويّة، خلاص جِبت أخري، كل إنسان له طاقة.
حاوِلت أهدّيه لأن واضح من طريقة كلامه إنه مُنفعل؛ فقولتله:
-طيّب هَدّي نفسك ولما تيجي ربنا يعملك الخير، أنت جاي إمتى؟
-خلاص حَجزت وهانوصل الخميس الجاي، كلّها يومين.
قفلت معاه وروحت البيت عندنا، لمّا أمّي شافتني قالتلي:
-إيه اللي خلَّاك تبات عند ستّك؟ هي فيها حاجة؟
ردّيت عليها وقولتلها:
-في حاجة حصلت عاوز أقولّك عليها؛ عشان نشوف هانتصرّف إزّاي.
-خير جايبلي خبر إيه على الصبح؟!
حكيتلها على اللي حصل مع ستّي واللي شوفته، كانت بتسمعني ومستغرباني، وفاكرة إنّي بحوَّر عليها، لكن قولتلها على مكالمة خالي اللي اتكلّمتها معاه من شويّة، ولمّا خلَّصت كل اللي عندي قولتلها:
-تِفتكري إيه حكاية الشَّقة؟
-اللي أعرفه إن أي مكان يتقفل فترة طويلة، بسم الله الرحمن الرحيم يعني بيسكنوا فيه.
-ماهي ستّي قالتلي حاجة زي دي برضُه، بَس ازّاي هي عارفة وعايشة عادي، مانجيبها هنا.
-ستّك دماغها ناشفة، أمّي وأنا عارفاها، مُش هاتسيب بيتها.
-بَس الحكاية دي لازم يتشاف لها حل.
سِكتت شويّة وكانت بتبُصّلي كِدَه، وبعدين لقيتها بتقولّي:
-بقولّك إيه، أنا هاجيب ستّك هنا بأي حِجّة، وأنت تروح للشيخ "ياسن"، وتجيبه وتطلع به على شقّة خالك، تخلّيه يقرأ فيها أيات حرق الجِن والعفاريت، لأن لو ستّك عرفِت باللي هانعمله هاترفُض، وهاتقول نشغّل إذاعة القرآن وخلاص.
في اليوم دَه بعد المغرب، أمّي بَعتتني لستّي وقالتلي:
-قولّها أمي تعبانة ومش قادرة تيجي وعاوزة تشوفك، وأوّل ما تجيبها هِنا؛ تروح تعمل اللي قولتلك عليه.
بمجرَّد ما قولت لستّي اللي أمّي قالتهولي؛ لقيتها بتلبِس عبايتها وجاية معايا، المسافة كانت قريّبة؛ فسندتِها لحد ما وصّلتها البيت عندنا، وبعدها روحت ناحية الجامع، عشان عارف إن الشّيخ "ياسين" بيخلّص صلاة وبيقعد قدّامه، هو راجل كبير وكَفيف، بَس كلّه بَركة، وفعلًا لمّا وصلت لقيته قاعد، بالجلابية البيضا والطاقية البيضا، ومعاه عصايته في إيده بيخبط بها من وقت للتاني في الأرض، سلّمت عليه؛ فَعرفني من صوتي، تقريبًا هو حافظ صوت كل واحد في البلد، قعدت جَنبه وبدأت أحكيله على الموضوع، وطلبت منّه إنه ييجي معايا الشَّقة، يقرأ فيها قرآن عشان اللي ساكنين فيها يمشوا، حسّيت إنه متردّد، بَس مُش عاوز يرُد حَد بيطلب مساعدته، وفي الآخر قالّي:
-طيّب خُد إيدي، توكّلنا على الله.
مشيت جنبه وأنا ماسك إيده، وفي إيده التانية العصاية بيسند عليها، ولمّا وصلنا عند البيت، وَقَف قدّام البوابة شويّة، كان بيردّد حاجات في سرّه، وبعدها قال "بسم الله" ودَخل البيت، ساعتها سَبقته ودخلت جِبت مفتاح شقّة خالي من ورا الباب، وبعدها طلعت أخدت إيده عشان السلّم، سيبته يطلع على مهله، ولمّا بقينا قدّام باب الشَّقة حطّيت المفتاح في الباب؛ عشان أفتح، لكن لقيته بيمِد إيده يدوّر عليّا، وأوّل ما مِسك كِتفي قالّي:
-استنى شوية.
كان بيقرّب إيده اليمين من الباب، وبدأ يملّس عليه وهو بيقرأ قرآن في سرّه، مَاسمعتِش حاجة من اللي قَرَأه غير آخر آية؛ لأنه قالها بصوت عالي شويّة "قال فاخرج منها فإنك رجيم"، وبدأ يكرَّرها أكتر من مرّة، لدرجة إنّي حسّيت جِسمي اتلبّش وأنا واقِف جنبه، حتى هو صوت أنفاسه بدأ يِعلى، كأنّه كان بيجري مسافة طويلة، وبعدها لقيته بيخبط بعصايته على الباب 3 مرات، وفي الآخر قالّي:
-افتَح الباب.
فَتحت الباب، ولقيت إيده للمرّة التانية بتمنعني إني أدخل، ولقيته بيزُق الباب بالعصاية، وبيسبقني وبيدخل الشقّة، دخلت وراه وأنا حاسس إن جسمي فيه كَهربا من الخوف، وبرغم من إنه كفيف، لكن بمجرّد ما بقينا في الصّالة، لقيته بيبُص ناحية أوضة خالي، اللي شبّاكها على المَسقط!
في اللحظة دي؛ لقيته بيقولّي:
-عاوز كُرسي، أنا هاقعد هِنا.
روحت عند السفرة وسَحبت كرسي، حطّيته في المكان اللي قالّي عليه، قريّب من باب الأوضة، وساعدته إنه يُقعد، وبعدها طلب منّي أقعُد في مكان بعيد شويّة، وإنّي ماتحرَّكش مهما حصل.
نفّذت اللي قال عليه، وقعدت على كرسي من كراسي الأنتريه، بعيد عنّه شويّة، المكان كان ضلمة، وأنا كبّرت دماغي عشان هو كَفيف ومُش هاتفرِق معاه، لكن لقيته بيقولّي:
-مُش هاتفتَحلنا النّور ولا إيه؟!
استغربت من اللي قاله؛ فضحِكت برغم الخوف اللي جوّايا؛ وقولتله:
-أنت عرفت ازّاي إن النور مَطفي؟!
-مُش محتاجة نباهة يعني، شقة مقفولة يعني نورها مقفول، ومن ساعة ما دخلنا وأنت ماتحرَّكتش من جَنبي، يعني النّور ما اتفتَحش، قوم قِيد النّور خلّي ربّنا ينوّرهالنا.
أخدت بَعضي وروحت عند لوحة الكهربا، رَفعت السّكينة، وبدأت أفتح مفاتيح الكهربا كلّها، النور كان بيقيد، ومع صوت كل مفتاح كهربا، كان الشّيخ "ياسين" يقولّي:
-الله ينوّر عليك.
لِحَد ما جيت عند الأوضة، مُش عارف إيه اللي خلَّاني أخاف أدخلها، لكن أنا عارف إن مفتاح الكهربا بتاعها؛ في الحيطة اللي فيها الباب، مدّيت إيدي وأنا واقِف برَّه وفَتحته، لكن اتفاجأت إن نور الأوضة مَبينوَّرش!
فضِلت أقفل وأفتح فيه بدون فايدة، وبعد شويّة لقيت الشّيخ "ياسين" بيقولّي:
-خلاص سيبها وتعالى، ربنا قادِر ينوّرها، دا ربنا نور السّموات والأرض.
رِجعت وقعدت على الكرسي مكاني، وهو بدأ يشاور بالعصاية ناحية باب الأوضة المَفتوح، وبدأ يقرأ آيات من القرآن، وكان بييجي على آيات السِّحر، والآيات اللي أعرف إنّها بتحرق الشياطين، وكان بيردّدها 7 مرّات، لكن مَاكَنش في أي حاجة بتحصل، وهو أخد حوالي نُص ساعة، مَكانش بيعمل حاجة غير إنّه يردّد في الآيات؛ لِحَد ما لاحِظت إن باب الأوضة بدأ يتحرَّك، في الأول كانت حركة خفيفة، بعدها الحَركة بدأت تزيد، لدرجة حسّيت إن الباب هايتخلع من مكانه، مُش كِدَه وبَس، دا كُل حاجة في الشّقة بدأت تتحرَّك، بما فيها الكُرسي اللي أنا عليه، النّور بدأ يقيد ويطفي، الستارة اللي قاسمة الصالة نُصّين كانت بتطير، النَّجف كان بيتهَز، كُل دَه كان بيزيد، وصوت الشِّيخ "ياسين" كان بيعلى أكتر، فضِلنا على الحال دَه؛ لحد ما باب الأوضة اتقفَل وماتفَتَحش، ومعاه كُل حاجة وَقفِت، معادش في حاجة بتتحرّك، في اللحظة دي الشيخ "ياسين" قام من على الكرسي، ولمّا شوفته بيقوم جريت ناحيته؛ عشان أسنِده، لأنّي حسّيت إنّه مُش قادِر يُقف وممكن يُقع في أي لحظة، لكن لمّا حَس بيّا بقرّب منّه؛ شاور ناحيتي بالعصاية عَشان أرجَع مكاني، وقالّي:
-ارجَع أحسَن تتأذي.
الكلمة خلَّتني أترِعب، بدأت أحِس إن الموضوع كبير، وإن في حاجة أكبر من إنّها تكون جِن ساكِن الشَّقة، اللي أعرفه في الحالة دي، إن بمجرّد ما يتقرأ قرآن، أو الرِّجل تروح وتييجي على المكان اللي كان مقفول، اللي فيه بيسيبه ويمشي، لكن أنا كُنت حاسِس إن في حَرب بين الشِّيخ؛ وبين الشيء اللي هِنا، واللي محدّش عارف هي إيه، ولا عاوز إيه!
مقدِرتِش أصدَّق وِداني؛ لمّا بدأت أسمع صوت جوّه الأوضة، في حاجة بتتحرّك وبتتجَرّ على الأرض، بَعدها سِمعت صوت مايّه، زي ما يكون حَد بيصُب مايّه من مكان عالي، وبعدها صَرخة، أوّل ما سِمعتها لقيت الشِّيخ بيِرجع ورا وبيستعيذ؛ لدرجة إنه وقع على ضهره من الخوف، جريت ناحيته وساعِدته عشان يقوم، كان جِسمه بيرتِعش في إيدي، ولسانه مُش مبطّل الآية اللي بيردّدها كتير "قال فاخرج منها فإنك رجيم"، وساعتها باب الأوضة اتفَتح فجأة، رفعت عيني ناحيته، واتفاجأت بإن نور الأوضة قايد، لكن اللي شوفته خلَّاني مُش قادر أتحرّك من مكاني، كان في واحدة في الأوضة، شَعرها نازِل على وشّها، لابسة فُستان لونه أبيض، لكن كلّه تُراب، والغريبة إن جزء من دراعها اليمين مُش موجود، مَبقِتش عارف أشيل الشيخ "ياسين" من الأرض؛ لأن أعصابي كانت هَربانة، والأغرب من كِدَه إن بمجرّد ما هي ظهرت؛ لقيت الشِّيخ بيستعيذ بصوت عالي، مُش عارف هو حَس بها ولا شافها ازّاي وهو كفيف، لكن كل اللي عملته هو إنّي سحبته على الأرض، لحد ما وصلت به عند باب الشَّقة وأنا كل اللي على لساني:
-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم!
لمّا بقينا قدّام الباب من برَّه، كُل حاجة رِجعت لطبيعتها، ساعِدت الشِّيخ "ياسين" عشان يقوم، ولمّا وَقف وحسّيت إنه كويّس، بصّيت في الشَّقة ناحية الأوضة، كانت ضلمة وبابها مَفتوح، ومكانش فيها أي حاجة، اللي شوفتها اختَفت، ولقيت نور الشَّقة بيرجع يقيد تاني، سألت الشِّيخ "ياسين" هو ينفع أقفِله ولا لأ؟ ولقيته بيقولّي وهو بينهِج:
-ادخُل الشَّقة عادي؛ لكن مَتقرَّبش من الأوضة.
وفي ثواني؛ كُنت داخِل عند لوحة الكهربا ومنزّل السّكينة وخارج، رِجلي مكانِتش بتعلّم في الأرض من الخوف، ولمّا خرجت الشّيخ طلب منّي أقفِل الباب، من غير ما يقول أي كلمة زيادة، وساعتها سألته:
-هو إيه اللي جوّه يا شيخ "ياسين"؟
كان بيجاوبني واحنا نازلين على السّلم، كُنت مركّز مع كل دقّة من عصايته في الأرض، وهو بيقولّي:
-اللي جوّه مُش هاتِمشي غير لمّا تاخد الأمانة بتاعتها.
ماكُنتش فاهم يقصُد إيه؛ فحبّيت أستفسر أكتر، وقولتله:
-أمانة إيه أنا مُش فاهم حاجة!
-اللي جوّه ده قَرين، وبيدوّر على حاجة اتسَرقِت منه!
حاولت أفهم منّه أكتر؛ أنا أعرف إن القرين جِن، وهو مين اللي يقدر يسرق حاجة من جِن؟! لكن مارضيش يقول أكتر من كِدَه، لكنه سألني وقالّي:
-خالك جاي قريّب أكيد، مُش كِدَه؟!
أنا لمّا قعدت جنبه عند الجامع، وحكيتله عن اللي بيحصل، مقولتلوش إن خالي جاي أو لأ، وده اللي خلّاني أجاوب عليه وأقولّه:
-دا هايوصل يوم الخميس، بَعد يومين، أنت عرفت منين؟
-ماهو الطَّبيعي إنه ييجي عشان الأمانة تترَد!
طلب منّي أوصّله لحد الجامع، وفي الطريق وإحنا رايحين العِشا أذِّنت، ولمّا وَصلنا دخلت صلّيت العِشا، وبعدها قولتله إن لو حصل أي جديد هاجيله، وسيبته ورجِعت البيت، أوّل ما دخلت أمّي أخدتني في مكان بعيد عشان ستّي ماتسمعناش؛ وقالتلي:
-عملتوا إيه؟
حكيتلها عن اللي حصل، وعن اللي قاله الشٍّيخ "ياسين"، كانت بتسمعني ومُش فاهمة حاجة، لكن كل اللي قالته:
-أنا هحاول أخلّي ستّك ماتروَّحش لحد ما خالك يوصل بعد بكره.
وبالعافية ستّي وافقِت تقعد عندنا؛ لحد الميعاد اللي المفروض أروح أجيب فيه خالي من المطار، هو كان سايبلي رسالة بالميعاد، أخدت عربية وروحتله استقبلته، كان شكله غريب، زي ما يكون شايل هَم تقيل، حتّى مراته هي كمان سلّمت عليّا كأنّها بتسلّم على عدوّها، ولاحِظت طول الطريق إنّهم مابيتكلّموش مع بعض!
وصلنا بيت ستّي، ولقيت إن أمي وستّي في انتظارنا، كان هو ومراته بيسلّموا عليهم كأنه كان لسّه شايفهم من ربع ساعة، وبعدها قَعَد؛ لكن مراته أخدت بعضها وطلعت على فوق، ستّي استغربت تصرّفها لكن كبّرت دماغها، وبعدها سألته وقالتله:
-مالكم يابني فيكم إيه؟
-أنا هطلَّق يا أمي.
لقيتها بتضرب بإيدها على صدرها وبتقولّه:
-أنت بتقول إيه؟ هو برضُه موضوع الخِلفة لسّه؟
-لأ مافيش.
-ولا في حاجة في الطريق؟!
-ولا أي حاجة، بَس مُش دي المشكلة.
-أومال إيه المشكلة يابني؟!
-أنا و "عُلا" دايمًا خناقات من بعد ما سافرنا آخر مرّة، حتّى بقيت أشوف وشّها غريب، بخاف أبُص ناحيتها، ودايمًا بحلم بيها وهي جزء من دراعها اليمين مقطوع، وشعرها نازِل على وشّها بطريقة مخيفة!
أنا وأمّي بلعنا ريقنا، كان نفس الوَصف اللي شوفته وحكيتلها عليه، بَس مقدرناش نتكلّم ولا نقول حاجة، وفضِلنا نسمع باقي كلامه:
-تصرّفاتها معايا غريبة، حتّى في مرّة في خناقة من الخناقات هدّدتني بالقَتل، سلوكها غريب ويخوّف، فيها حاجة مُش طبيعيّة.
وساعتها اتفزعنا كلّنا على صوت صرخة جاية من الشقّة فوق، خالي طلع يجري وطلعنا وراه، دخلنا ولقينا مرات خالي واقعة في الأوضة، وزي ما يكون حد مغرَّقها مايّه، لكن كانت ريحتها أصعب من إن حد يتحمّلها، جرينا فتَّحنا الشَّبابيك، واتفاجنا إن خالي مقرَّبش من مراته، أمّي هي اللي كانت بتفوَّق فيها، ولمّا بدأت تفوق فَتحِت عينها فجأة وكان شكلها مُرعِب، ومدّت إيدها على رقبة أمّي وبدأت تُخنُق فيها، بدأنا نبعِد إيدها عن أمّي، كان فيها قوّة مقدرناش نتغلّب عليها غير بالعافية، لدرجة إن رقبة أمّي اتجرَّحِت من ضوافِرها، في الوَقت دَه كنّا سامعين صوت واحدة بتصرخ، الصوت كان في الأوضة؛ لكن محدش عارف كان جاي منين، لكن اللي كُنا واخدين بالنا منّه، إن الشَّبابيك اللي فَتحناها كانت بتترزع، وعشان أنا تقريبًا بقيت عارف اللي فيها، خلّيت خالي يسحب مراته من الأرض، ويخرَّجها برَّة الشَّقة، وفعلًا سِمع كلامي، ولمّا نفّذ اللي طلبته منّه وخرجنا، الصَّرخة راحِت، والدّنيا هديت، لكن مراته، كانت بتخرَّف بكلام غريب، بس مافهمناش منّه غير:
-الطِّفل، الطِّفل.
كانت بتقول الكلام ده وهي على الأرض قدّام باب الشَّقة، وإحنا من حواليها، تقريبًا كانت غايبة عن الوعي، ولمّا الكلمة لَفتت انتباه ستّي سألت خالي:
-هي مراتك كانت حامِل وسَقَطت يا "كريم"؟!
لكن خالي قالّها:
-أنا ماحصلش بيني وبينها أي حاجة من بعد ما سافرنا، هي زي ما تكون اتلبسِت ولا إيه حكايتها مش عارف!
لمّا بدأت تفوق، نزلنا كلّنا تَحت، قعدنا ومافيش حد كان بيكلّم التاني، كلّنا كُنّا بنبُص لبعض بَس، لكن مرات خالي، كانت بتبُصّلنا بطريقة غريبة، مُش عارف ليه كُنت حاسِس بخوف منها، وفجأة لقيت أمّي بتقول لخالي:
-إيه رأيك لو نجيب الشّيخ "ياسين" يِرقي "عُلا"؟
لمّا مرات خالي سِمعت الكلمة دي؛ حسّيت إنها لَمسِت سِلك كهربا، قامِت مفزوعة من مكانها وصرخِت في وِش أمي:
-مافيش حَد هايدخُل هِنا!
في اللحظة دي، افتكرت إني سِمعت نَفس الكلمة وأنا خارج من الشّقة أوّل مرّة؛ عشان كِدَه قرَّبت من خالي وقولتله:
-أنا عاوزك في كلمتين على جَنب.
خرجنا من البيت ووقفنا قدّام البوابة، وبدأت أتكلّم معاه وأقولّه:
-بُص يا خال، أنت في حاجة غريبة عندك في الشَّقة.
بصّلي باستغراب وسألني:
-غريبة يعني إيه يا "معاذ"؟!
-سِتّي بتشوف نور الأوضة بتاعتك بيقيد ويطفي لوحده من بعد ما أنت سافِرت، وأنا عرِفت بالموضوع ده من كام يوم، ولمّا طلعت أشوف مفاتيح الكهربا، لقيتها مفيهاش حاجة، بَس حصلت معايا حاجة غريبة فوق.
-إيه اللي حصل معاك؟!
-حسّيت إن في حد معايا، النور انطفى عليّا، سمعت صرخة، حد كان بيحاول يأذيني، ولمّا خرجت بالعافية الصرخة اتكرَّرت تاني، وسمعت صوت واحدة بتقول "مافيش حَد هايدخل هِنا"، نَفس الكلمة اللي مراتك قالتها دلوقت.
-وأنت تِفتِكر سَببه إيه؟
-ستّي وأمّي قالوا إن المكان اللي بيتقفل فترة طويلة بيتسِكن، وبصراحة روحت جِبت الشيخ ياسين يقرأ في الشَّقة من غير ما ستّي تعرف، مُش عاوز أقولّك إن الرَّاجل كان هايموت فوق من اللي حصل، تقريبًا إن اللي في الشَّقة كان أقوى منّه، مقدِرش عليه، وعاوز أقولّك كمان إن شوفت في أوضتك واحدة، بنفس المواصفات اللي قولتها في الحِلم اللي بتشوف فيه مراتك.
-أنت لغبطتلي دماغي يا "معاذ"!
-أنا بقولّك اللي حصل عشان نشوف الحكاية إيه.
-يعني الشّيخ "ياسين" دخل الشَّقة وماعرِفش يعمِل حاجة، مطلوب منّي أعمل إيه؟!
-هو مُش حكاية ماعرِفش يعمل حاجة، دا قال حاجة أغرب من كِدَه.
-حاجة إيه؟!
-قال أمانة ولازم تترَد، حاجة زي كِدَه!
-ألاقي الشِّيخ "ياسين" فين؟
-على حطّة إيدك، بيخلّص فرض ربّنا وبيقعد قدّام المسجد، العِشا لسّه مخلَّصة من دقايق، هتلاقيه هناك.
خطفنا رِجلنا لحد الجامع، وفعلًا لقيناه هناك، خالي سلّم عليه وقعدنا جنبه، وبدأ يقولّه:
-من شويّة "معاذ" حكالي عن اللي حصل، أنا مُش فاهِم أمانة إيه اللي لازِم تترَد!
كالعادة كان بيخبط بعصايته في الأرض، وبيقولّه:
-محدّش هايعرف الأمانة دي غير اللي أخدها.
-ومين اللي أخدها؟
-مراتك!
-أنا دماغي بتلِف مُش فاهِم حاجة!
-هي مراتك في وعيِها؟!
-أنا سايبها في البيت حالتها غريبة.
-وهاتفضل غريبة طول ما هي بتطاردها!
-هي مين دي؟
-قرين، بس مُش هانعرف قرين مين بالظَّبط؛ غير لما مراتك تِحكي هي عملت إيه، والأمانة اللي أخدتها كانت منين!
الدُّنيا كانت بتلِف بيا وبخالي، ومكانش قدّامنا غير إنّنا ناخد الشّيخ "ياسين" على البيت، وزي ما يكون كان منتظرنا نطلب منّه إنه ييجي، مِشي معانا لحد ما وصلنا، وبمجرّد ما دخلنا، حسّيت إن مرات خالي شافِت عفريت، حاولت تتهجّم عليه وتطرده، لكن أنا وخالي حوشناها عنّه بالعافية، لكن هو كأنّه شايفها، بدأ يقرّب العصاية بتاعته منها، ساعتها حسّينا إنها خايفة من العصاية، بدأت ترجع لِورا وهو يقرَّبها أكتر، ولسانه مكانش مبطّل يقرأ قرآن، لِحد ما مرات خالي دخلت في حالة زي الغيبوبة.
وساعتها وقعت في الأرض، ولمّا حاولنا نشيلها طلب منّنا نسيبها، فضِل حاطط عصايته على جبهتها؛ وهو بيردّد آيات طرد الجِن، وبعد ما خلَّص لقيته بيقولّها:
-احكي اللي حصل بالظَّبط.
وساعتها مرات خالي بدأت تِحكي، لكن بصوت غير صوتها، كان نَفس الصوت اللي سمعته بيصرُخ في الشَّقة:
"كُنت خايفة إن حياتي ماتستمرّش لو مخلّفتش، كُنت عايزة طِفل، اتكلّمت مع صديقة ليّا وقالتلي أنتي أكيد مكبوسة، ومُش هايفُك الكبسة دي عشان تخلّفي، غير إنّك تروحي لواحد يعملّك بالخِلفة، ولمّا نزلنا أجازة المرّة اللي فاتت، كدبت على "كريم" وقولتله إني رايحه عند أمّي، لكن في الحقيقة كُنت رايحة عند صديقتي؛ اللي كُنت متفقة معاها تودّيني لواحد تعرفه يعالجني، وساعتها طلب منّي أجيبله عَضمه من واحدة مَيّتة، بس كانت لازم تكون ماتت عروسة، ولمّا قولتله أعمل دَه ازّاي؛ قالّي روحي المقابر؛ وقولي للتُّرَبي على اللي طلبته، قوليله إني جايه من طرف الشيخ "مراد" وهو هايتصرف، وفعلًا صديقتي أخدتني وروحنا المقابِر، وعطينا للتُّربي الفلوس اللي قال عليها مقابل إنه ينفّذ طلبنا، ورجعنا للراجل بالعضمه، كانت ملفوفة في قماشة بيضا، وساعتها الراجل قال كويّس إنها عضمة دراع يمين، وطلب منّنا نسيبها ونروح ناخدها تاني يوم، وقال حتّى التوقيت مناسب، إحنا داخلين على نُص الشهر العربي، وإن مفعول اللي هيتعمل هيبدأ من نُص الشهر العربي التاني، ولمّا روحنا عشان ناخدها؛ شوفنا مكتوب عليها كلام مش مفهوم، لكن هو طلب منّي أستحمّى على العضمة دي، وبعدها أرُش المايّه في أوضتي، وبعد كِدَه العضمة لازم ترجع لمكان ضلمة، وبعد ما عملت كل ده و "كريم" برَّه، ماعرفتش أتصرّف في العضمة، وخوفت أرجع المقابر أدفنها، كل اللي فكّرت فيه إنّي فتحت عامود السرير، ولفّيتها في القماشة بتاعتها ودفنتها في العامود، كُنت بفكّر إن أهم حاجة إنها تكون في مكان ضلمة زي ما قالّي"
كُنّا بنسمع ومُش مصدّقين نفسنا، دا حتّى حكاية نُص الشهر العربي دي ستّي قالتها، كُنت بَبُص في وِش خالي اللي لونه بقى أسود من اللي سِمعه، وبعد اللي مرات خالي قالته سِمعنا الصوت بيصرخ في الشَّقة فوق، لكن الشِّيخ كان بيرُد على كلامها وبيقولّها:
-عشان كِدَه أنتي هِنا في الشَّقة، عايزة الأمانة!
بدأ جِسمها بيتشنِّج، وزي ما تكون في حاجة بترفعها من الأرض، بدأنا نبعد عنها واحنا مرعوبين، والشّيخ بدأ يضغط على جِسمها بالعصاية وهو بيستعيذ وبيقرأ القرآن، وبعد ما بدأت تهدا قالّنا:
-مُش سَهل أبدًا إنك تَنتَهك حُرمة مَيّت وتاخد حاجة من جثّته، قرين البِنت اللي هي أخدت عضمة دراعها مُش هايسكت، هيفضل يطاردها لحد ما الأمانة ترجع مكانها، وهيفضل يطارد أي حد يقرّب من المكان اللي الأمانة فيه، وقوّته بتزيد من كُل نُص شهر عربي، اللي عملّها بالخلّفة عمل سِحر أسود على العضمة.
لكن لقيت خالي بيقولّه:
-طيب والعمل يا شيخ "ياسين"؟!
-مَفيش عمل غير إننا نوصل للسِحر، نبطله، واللي هي أخدته من القَبر يرجَع.
وبعد ما قال اللي المفروض يتعمل، طَلَب منّنا كوبّاية مايّه، أمي دخلت المطبخ جابتها وعطتهاله، بدأ يقرّبها من وشّه ويقرأ عليها قرآن، وبعدها بدأ يرُش منها على وِش مرات خالي، وطلب من أمّي إنّها تسقيها الباقي، ولمّا أمي عملت اللي الشِّيخ طلبه؛ جِسم مرات خالي اتنَفض وبدأت تفوق، ولمّا فتَّحِت عينها وبدأت تبُص حوالينا، استغربت من وجود الشيخ "ياسين"، كأنّها مشافتوش لمّا جِه، دا غير إنّها لاحظِت إن نظراتنا لها كانت كلّها كُره، ماهو برضُه مافيش أي مُبرّر، إن حد ينتَهك حرمة ميّت؛ ويعمل على حاجة من جثّته سِحر عشان أي سبب في الدُّنيا!
في اللحظة دي، خالي مسِكها من دراعها وقالّها:
-قومي اطلعي معايا.
كانت مرعوبة من تصرّفه وبتقولّه:
-أطلع على فين؟!
-على فوق، هاتي اللي انتي دفناه في عامود السرير.
الكلمة نزلت عليها زي الصاعقة، كان وشّها بيجيب ألوان لمّا سِمعت وقالتله:
-أنت بتقول إيه؟
-بقول اللي سمعتيه، أنتي قولتي كل حاجة.
سَحبها من إيدها على فوق، وأنا أخدت الشيخ "ياسين" وطلعت وراه، ولمّا بقينا عند الشَّقة الشيخ "ياسين" طلب منّنا إنه يدخل الأوّل، سيبناه يدخل، وهو كان عارف طريق الأوضة، وانتظرناه برّه لحد ما سمعناه بيقول:
-تعالي، هاتي اللي أخدتيه.
دخلنا، وهي بدون تردّد راحت عند عامود السرير اللي فيه العَضمة وشاورت عليه، لكن مكانِتش قادرة تقرَّب، بصّيت لخالي اللي كان واقِف زي التّمثال من الصدمة، لكن لقيت الشيخ بيقولّي:
-فُك العامود يا "مُعاذ"، وطلَّع اللي فيه.
أنا ردّيت بصوت مهزوز من الخوف وقولتله:
-أنا؟!
-متخافش، مافيش حاجة هاتصيبك إن شاء الله.
قرَّبت من السرير وبدأت أفُك في العامود، حسّيت ببرودة في جِسمي من الخوف، زي ما يكون دَمّي اللي بيجري في عروقي بقى مايّه ساقعة، وفين وفين على ما قدِرت أفِك العامود، ولمّا رفعته في إيدي قَلَبته، ولقيت العَضمة نازلة بالقماشة اللي ملفوفة فيها، وبترِن في الأرض!
بمجرّد ما العضمة خرجِت، الدُّنيا بدأت تتهزّ، كأن في زلزال هايهِد البيت علينا، ولقيت الشّيخ بيحسّس بالعصاية على الأرض لحد ما خبطت في العضمة، وبعد ما وصلّها قالّي:
-هاتها يا "معاذ"، دي لازم ترجع، والليلة.
بعد ما الشِّيخ قرأ عليها قرآن وقت طويل، أخدناها وطلعنا على المقابر، وسيبنا أمي وسِتّي في البيت، كُنت أنا وخالي ومراته ومعانا الشيخ "ياسين"، اللي بصراحة أصَر إنّه ييجي، المقابِر مكانِتش بعيد، مشينا لحد هناك، لكن قبل ما نوصل، لقيت الشّيخ بيطلب من مرات خالي إنّها تاخد العَضمة، مقدرِتش ترفُض، أخدتها ومشيت من سُكات، واللي لاحِظته إن خالي مكانش بينطق ولا كلمة، لحد ما وصلنا، وبقينا قدّام أوضة التُّربي، خبَّطنا عليه، ولمّا طلع وشافنا كان مخضوض منّنا، كان مستغرب إحنا جايين ليه في وقت زي ده، وساعتها الشيخ "ياسين" هو اللي اتكلّم:
-السِّت دي جاتلك من فترة، وطلبت منّك حاجة من جثّة عروسة.
التُّربي رد بكل برود وقالّه:
-وهو أنا هافتِكر مين ولا مين، كل يوم واحدة بتطلب وواحد بيطلب.
وهِنا لقيت مرات خالي بتتكلّم، لكن برضُه مُش بصوتها، ده بنفس الصوت اللي كان بيصرُخ، واللي اعترفت به بكل حاجة، وقالتله:
-أنت نسيت ولا إيه؟! أنا جيتلك مع صديقتي من سنة ونُص تقريبًا، أنا اللي جيت من طرف الشيخ "مُراد"، وطلبت منّك عضمة من جثّة عروسة ميّتة.
وِش التُّربي اتغيّر، وحسّيت إنه بيبلع ريقه من الخوف وقالّها:
-بَس ماتقوليش عليه شيخ، دا من بَعد الطَّلب دَه بالذّات؛ ولما نزلت التُّربة وجبتلكم عضمة منها وأنا ماشوفتش يوم حلو، اياكش بَس إن الواحد وارث الشغلانة كان زمانه سابها وطَفش بسببك وسببه، أنا من يومها وأنا باشوف البِنت في الأوضة عندي عايزة أمانتها، سيبوني في حالي.
وهِنا الشّيخ "ياسين" رَد عليه وقالّه:
-وإحنا جايين نرجَّع اللي اتّاخِد من التُّربة.
وساعتها قال لمرات خالي:
-اعطيه الأمانة.
التُّربي اتنفض من مكانه وقالّه:
-أنا ماليش دعوة، مُش هاخد حاجة، أنا هاجي معاكم لحد التُّربة، هفتحهالكم وأنتوا اتصرّفوا.
ومشينا لحد التُّربة والتُّربي قدّامنا، كان ماسِك كشّاف كهربا، كُنت حاسس إنه مرعوب؛ لدرجة إن رِجله كانت بتلِف على بعضها، لحد ما وصلنا عند القَبر، وقفنا وبدأ يبعد التراب من فوق الباب، ومُش عارف أنا لوحدي اللي كُنت سامِع الصوت ده ولا هما كمان سامعينه، بَس لاحِظت إن محدّش فيهم بيعلَّق، كان صوت الصَّرخة، بَس المرة دي تِحس إن فيها انتقام، فضلنا على الحال ده؛ لحد ما التُّربي فَتح الباب، وراح وَقف بعيد، وساعتها خرجت منّه ريحة ماكُنّاش قادرين نتحمّلها، نَفس الرّيحة اللي كانت موجودة؛ لمّا طلعنا الشَّقة، ولقينا مرات خالي واقعة في الأرض، وساعتها اتفاجئنا إن مرات خالي من نفسها؛ بتشيل كشّاف النّور من الأرض، وواخدة العَضمة ونازلة التُّربة.
استغربت إنّها فضلِت وقت طويل تَحت، لدرجة إننا حسّينا إنها جرالها حاجة، لكن لا التُّربي ولا الشِّيخ "ياسين" حاولوا يقرّبوا من الباب، وفضلنا واقفين لحد ما لمحنا النّور بيقرَّب من الباب، ولقيناها طالعة، كان شكلها متغيّر وهدومها كلّها تُراب، وشعرها نازِل على وشّها، سيبنا التُّربي يقفل الباب والرَّعب هايقتله، ومشينا رجعنا على البيت، وهناك خالي رَفض إن مراته تدخل البيت، وراح ودَّاها عند أهلها، حاولوا يعرفوا منّه إيه اللي حصل، دا اتَّضح كمان إنهم هايعرفوش إنهم رجعوا من السَّفر، لكن هو حكالهم اللي حصل وسابها عندهم، ورمى عليها يَمين الطلاق، ورِجع.
حال البيت عندنا كان لا يسُر عدو ولا حبيب، خالي دَخل في نوبة اكتئاب، سِتّي تعبِت من اللي حصل، وأنا وأمي كُنّا في صدمة.
شقّة خالي اتقفلِت، وتقريبًا هاتفضل مقفولة علطول، ماهو حتى بعد ما الشِّيخ "ياسين" قرأ فيها وقال إن مبقاش فيها حاجة، محدّش هايجيله نِفس يدخلها بعد اللي حَصل فيها.
كان كُل يوم الشيخ "ياسين" بييجي لخالي، عشان يقرأ عليه؛ لأن واضِح إن الحكاية طالِته هو كمان، كان بيوصَيه يقرأ الفاتحة على كوبّاية ماية 41 مرّة وبعدين يشربها كل يوم، بنيّة إن ربّنا يصرف عنّه الأذى اللي طاله، وفي آخر مرَّة الشيخ "ياسين" كان موجود عندنا فيها، خالي جاله تليفون من أخت مراته، كان بيفكّرها هاتتكلم معاه عشان يرجعوا وكلام من ده، عشان كِدَه مكانش بيرُد عليها، لكن إلحاحها في الرّن كان غريب، وده اللي خلَّاه يرُد عشان يشوف إيه الحكاية، ولمّا فَتَح المكالمة لقاها بتصرخ وبتقولّه:
-انتَحرت، "عُلا" انتَحرت.
في اللحظة دي قَفَل المكالمة، كُلّنا كُنّا مصدومين من الخَبر، إلا الشِّيخ "ياسين" زي ما يكون كان متوقّع إن دَه يحصل، لأنّه علَّق وقال:
-ربّنا يغفر لها، ماهو برضُه قرين صاحبة الأمانة كان هايفضل يطاردها، القرين مُش بيسيب حقّه!
تمَّت...

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333656
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189499
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181171
4الكاتبمدونة زينب حمدي169701
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130938
6الكاتبمدونة مني امين116765
7الكاتبمدونة سمير حماد 107640
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97811
9الكاتبمدونة مني العقدة94928
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91536

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

1490 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع