من أسبوع بالظبط وإحنا ساكنين في الشقة دي، عمارة كل اللي فيها سُكّان، تقريبًا محدش فيها يعرف التاني، مكانها كان قريب لشغلي الجديد، بس من أول ليلة؛ لقيت مراتي بتلفت انتباهي لحاجة، وبتقول لي:
_حد بيزعق في الشقة اللي جنبنا عند الجيران.
رميت ودني على شان أتأكد، ولقيت كلامها مظبوط، الراجل اللي جنبنا بيزعق لمراته في وقت متأخر، ولأني بحب أكون في حالي، لا اتدخَّلت ولا خليت مراتي تتدخَّل.
لقيت إن الحكاية بتتكرر كل ليلة، في نفس الوقت الراجل ده يبدأ زعيق لمراته، لدرجة إني اتخنقت منه، لا بياخد راجع ولا بيزهق، ودلوقت أسبوع كامل، عامل لنا توتر ومش عارف أنام بالليل، وبروح شغلي الصبح وأنا مصدَّع.
محبِّتش أتدخل بشكل مباشر، ممكن يقول لي وأنت مالك، أو خليك في حالك، وساعتها مش هقبلها على كرامتي وممكن أخرشِمه، قولت أقول للبواب، وهو اللي يكلمه أو يشوف هيتصرَّف ازاي.
الصبح بدري وأنا نازل، لقيت البواب قاعد على الدكة قدام البوابة، صبَّحت عليه وبعدها قولت له:
_هي الشقة اللي جنبي نظامها إيه؟
لقيته بص لي كده وقال لي:
_كويسة، حابب تغيَّر وتنقل فيها ولا إيه؟
استغربت كلامه وقولت له:
_لأ أنا مرتاح في شقتي، مش عاوز أغيَّر ولا حاجة.
_طيب لو حابب تغيَّر عرفني، هظبط لَك العقد وانقِل، كده كده الشقة جنبك فاضية مفيهاش حد، كان فيها واحد ومراته، مكنش بيبطّل زعيق بالليل، بس الله يرحمهم بقى، نسيوا الغاز مفتوح في ليلة واتخنقوا وماتوا، ومن ساعتها وهي فاضية كده.
بلعت ريقي ومنطقتش، وقفت مذهول من الصدمة، وكان البواب بيكمل كلامه...
_لو فكَّرت تغيَّر عرّٰفني.
هزيت راسي ومنطقتش، كملت طريقي على شان ألحق شغلي، ولما رجعت بلَّغته فعلًا إني عاوز أغيَّر، لكني عاوز أغيَّر العمارة كلها.
تمت...