آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شحاتة
  5. الأجزخانة

 

بقولّك يا "د.يمنى"...

-الصداع مبيروحش من دماغي.. ولا بعرف أنام.

-طيّب خُد بنادول كل 8 ساعات، وإن شاء الله يروح.

-ماهو باخد البنادول، وبرضو مفيش فايدة.

-حاسس بأي تعب تاني؟ 

يعني مثلًا ألم في البطن.

-أيون.

-طيب اشرب ينسون، ممكن يكون بَرد.

-والله سنين على الحال ده، ومفيش أي تغيير.

-طيّب ما تجرّب تطلع عُمرة يا "إسلام".

أنا لمّا سمعتها بتقولّي كده فضلت اتلفّت حوالين نفسي، مُش عارف يعني إيه صيدلي تقوله عندي تعب معيّن يقولك روح عُمرة! 

دا غير إنها دايمًا تقولّي... 

-أنت مريض مُهمل، مش ملتزم بالعلاج عاوز التعب يروح ازّاي؟

نفس فِكرة جِبتك ياعبدالمُعين تعين، أنا من خمس سنين تقريبًا دايخ على الدّكاترة، تحاليل وأشعة ومنظار، ومفيش علاج ارتحت عليه، عشان كِدَه باجي في نُص فترة العلاج وأرميه، وقولت ألجأ لها يمكن بخبرتها تكون عندها حلّ، أو تدلّني على دكتور كويّس مثلًا، بس صدمتني.

وأنا كـ "إسلام" فيه حاجة مضايقاني، مُش عاوز أتكلّم فيها دلوقت، هي لها وقتها المناسب، يمكن تكون الحاجة دي زوّدت الضغط النفسي اللي أنا فيه، عشان كده تعبي زاد، ومفيش علاج بيأثّر، ومُش هخبّي عليكم، أنا في السّر كنت بزور أخصائي نفساني، روحت أربع جلسات، حكيتله عن حاجات كتير مكنتش عارف أحكيها لحد، يمكن عشان بتتكلّم مع حد ماتعرفوش بتكون واخد حرّيتك، ومفيش قيود ولا خجل، وفي الآخر كتبلي على مهدّئ، كُنت باخد الحبّاية من هنا، وبروح في سابع نومة من هنا، لكن بقيت بشوف كوابيس أكتر من الأول، وبقوم من النوم مفزوع بكلّم نفسي، عشان كِدَه بطّلت المهدّئات هي كمان.

وبدأت أمارس حياتي بشكل طبيعي، ومُش هنكر إن الموضوع كان صعب، لكن حاولت أتغلّب على تَعبي، بدأت أخرج أقعد على البَّحر، أو في حديقة، وآخد معايا أي كتاب أقرأ فيه، وبدأت أقضّي وقت طويل برّه السِّكن، كُنت برجع يادوب أنام الكام ساعة اللي بنامهم، وأوّل ما عيني تفتّح أغيّر هدومي، وأطلع أركب سيارتي، وألف شويّة قبل ميعاد شُغلي، وبعدين أروح مكتبي.

حتى لقيتني برجع للكتابة، ولقيت نفسي بقى عندي رغبة إني أكتب قصص رعب كتير، استغلّيت الفرصة، وبدأت أشغل نفسي بالكتابة كمان، وقولت حاول تكتب في مكان جديد، يِمكن ده يساعدك إنك تطلّع الأفكار اللي في دماغك على الورق.

وفي يوم جُمعة، خرجت الصُّبح وروحت مُنتزه، الدُّنيا كانت رايقة، يادوب كام شخص موجودين بيتمشّوا، لكن انا اخترت أقعُد في أبعد مكان؛ عشان أكون لوحدي، وفعلًا مشيت لحد آخر المنتزه، والحظ خدمني ولقيت استراحة وراها شجرة، قعدت وفتحت النوت بتاعتي، وبدأت أكتب أحداث القصة اللي في دماغي، لكن سمعت زنّة مفاجأة، بعدها حسّيت بألم رهيب في رقبتي!

لقيت إيدي رايحة بسرعة ناحية المكان اللي فيه الألم، ولمّا إيدي لمست رقبتي حسّيت بحاجة تحتها، شدّيتها وبصيت فيها ولقيتها نَحلة!

ولسوء حظّي اللي أنا متعوّد عليه، إن جذع الشَّجرة اللي ورا الاستراحة اللي قعدت عليها كان فيه عِش نَحل، وكان اللي حصلّي ده زي عقاب على إنّي اقتحمت الهدوء اللي هُما عايشين فيه!

أنا قولت قرصة وهتروح لحالها، واهي النحلة ماتت، ده الطبيعي بتاع النّحل لما يقرص حد، اتحمّلت الألم وفضلت في المنتزه، بس غيّرت المكان، ما هو أنا مُش مستعد آخد قرصة تانية، لا يُلدغ مؤمن من نحلة مرتين برضو، لكن مع الوقت لقيت مكان القَرصة بيورم وحواليه بيلتهب، عرفت إن الموضوع هيزيد، قولت ألحق نفسي، ومكنش في بالي غير إني أروح لـ "د.يمنى" في الأجزخانة، أهي تلحقني بأي حاجة.

خدت بعضي وروحتلها، والحمد لله أوّل مرة أروحلها وألاقيها معندهاش زباين في الأجزخانة، قولت فرصة عشان تبقى مركّزة في العلاج اللي هتقولّي عليه، وكتبتلي مرهم للالتهابات، قالتلي 3 مرات في اليوم، ومشيت على الوصفة بتاعتها يومين ومفيش نتيجة، لقيت نفسي بقول...

-يعني هو أنا حظي بائس كده في كل حاجة حتى في العلاج؟ دا حتى في قرصة نحلة العلاج جايب معايا نتيجة عكسية!

وبدأت أعيد حساباتي من ناحية "د.يمنى"، قولت لنفسي...

-يعني كل حاجة تقولّها عليها تقولك بنادول وينسون وعُمرة.. حتى مرهم للدغة النحلة مش جايب نتيجة!

كان لازم أختبر قدراتها في المهنة بتاعتها، قولت لنفسي لازم تعملّي تركيبة على إيدها تعالج بها الالتهاب اللي في رقبتي، وفكّرت في مرهم الإكتيول، أنا عارف إنه بيعالج لدغ الحشرات والنَّحل..

وعشان متلاقيش حجة وتقولي إن زمن التركيبات خلص وكل الأدوية جاهزة، اتصرّفت وجهّزلتلها كُل حاجة هتحتاجها.

أنا جِيبت مواد التركيبة دي من عطّار صاحبي اسمه "مراد"، مروحتلوش من زمان لكني لما قصدته خدمني، واستغرب إنّي عايز المواد دي عشان أعمل تركيبة برغم إن الأدوية متوفّرة، حكيتله عن قصتي مع "د.يمنى"، وقولتله اني مخنوق منها على الآخر، كان بيبُصّلي بصّة مش مفهومة وبعدها ضِحِك، وقعدت شوية لحد ما جابلي المواد اللي طلبتها، تقريبًا فات ساعتين لحد ما جهزها، هو عطّار بس كان بيشتغل في شركة أدوية قبل ما يسيبها، ويورث وكالة العطارة من أبوه الله يرحمه، خدت الحاجة وروّحت، قضّيت الليلة وأنا مش متحمّل الألم اللي في رقبتي، وتاني يوم العَصر كُنت عندها في الأجزخانة، ولحظي الحلو برضو كانت لوحدها، أوّل ما شافتني قالتلي...

-خير بإذن الله.. المرهم عامل معاك إيه؟

ساعتها رفعت لياقة التي شيرت عن مكان لدغة النحلة وقولتلها...

-وارم أكتر من الأول.. هو المرهم ده فاسد؟

-أكيد لا طبعًا، بَس غريبة إنه مُش جايب نتيجة، عموماً هعطيك حاجة غيره.

ساعتها شاورتلها وقولتلها...

-لأ مُش عاوز غيره، مُش انتي صيدلانية.. أنا بقى عايزك تعمليلي تركيبة مرهم تشيل الالتهاب ده كله.

ولقيتها بتبُص ناحيتي مستغربة كلامي، وبتقولّي...

-ياذكى ماهو ازّاي هعمل تركيبة؟ 

زمن التركيبات انتهى، كُل العلاج دلوقت بقى جاهز.

-مبتعرفيش تعملي تركيبات؟

-لا بعرف أكيد، بَس هاخد وقت على ما اجيب المواد اللي هستخدمها، والالتهاب كده هيزيد أكتر.

ضِحكت وأنا بحُط إيدي في شنطتي، وبطلّع منها العِلَب اللي فيها المواد اللي أنا مجهّزها، وقولتلها...

-ماتتعبيش نفسك.. دي المواد اللي هتستخدميها في الإكتيول.

لقيتها بتبُصّلي باستغراب، وبتقولّي...

-انت يابني مُش كاتب رُعب؟!.. عرفت منين التركيبات والكلام ده؟!

الحقيقة "د.يمنى" صديقتي جدًا، لكنها متعرفش عنّي إني داهية بمعنى الكلمة، ومتعرفش إن طالما حطّيت حاجة في دماغي هفضل وراها وهوصلّها، يعني حكاية تركيبة مرهم مُش محتاجة حاجة يعني.

حطّيت الحاجة اللي في إيدي على الترابيزة اللي قدامها، وقولتلها...

-المواد اهي، أي كلام كتير بقى هعرف إنك مبتعرفيش تعملي تركيبات، وهتبقي يادوب بتبيعي دوا وشامبوهات.

لقيتها خدت الموضوع تحدّي، مسكت العِلب واتأكّدت إن كُل حاجة تمام، وقالتلي...

-لا ياخويا بعرف أعمل تركيبات وربنا.

وخدت المواد، ودخلت بيها مُختبر صغيّر في الأجزخانة قفلاه بستارة من برّه، وبعد شويّة لقيتها خارجة بتقولّي...

-التركيبة هتكون جاهزة على بالليل.

سيبتها ومشيت، وكان في آخر الشارع اللي هي فيه أجزخانة تانية، دخلت وطلبت مرهم مضاد حيوي عشان الالتهاب اللي في رقبتي، ماهو نسيت أقولّكم إني روحت كشفت عند دكتور جلدية وكتبلي المرهم ده، ومكنش ينفع أستخدمه غير لما أروحلها بالليل، وآخد منها التركيبة، عشان ماتشوفش آثاره على رقبتي.

وفعلًا عدّيت بالليل، عطيتها ساعة حائط استغرَبِت لمّا شافتها وقالتلي...

-دي عشان إيه؟

-دي هدية بمناسبة الأجزخانة، هي متأخرة شويّة بس معلش، ماهو مينفعش تكون الأجزخانة من غير ساعة.

-تصدّق فعلًا، مُش عارفة ازّاي فاتني اشتري ساعة، عمومًا هدية مقبولة.

بَس أنا مرضتش أعطيها الساعة، ماهي مُش لسه هتجيب سلّم أو كرسي تطلع عليه تركّب الساعة، أنا لقيت مسمار في الحيطة مكانه مناسب جدًا، فطلَّعتها من الكرتونة وروحت معلَّقها على المسمار، وبعدها خدت التركيبة وروحت على البيت، وهي منستش وأنا ماشي تقولّي...

-ادهن منها 3 مرات، وربنا هيشفيك بإذن الله.

وصلت البيت ودخلت أوضتي، حطّيت التركيبة في درج الكومودينو، واستخدمت المضاد اللي الدكتور كتبهولي، والساعة دخلت في 10 بالليل، ولقيتها بترن عليّا، فتحت المكالمة وانا بقولّها...

-آلو.. مُش المفروض انّك بتقفلي دلوقت؟

لقيتها بتقولّي...

-لا أنا بقفل الساعة 11.. بَس في حاجة غريبة بتحصل.

-خير.. إيه اللي بيحصل؟

-أنا حسّيت بالستارة اللي على باب المعمل بتتحرّك برغم ان مفيش أي هوا، وحتى لو فيه هوا فالحركة اللي لمحتها كانت عنيفة، كأن في حد وراها بيزقّها.

-طيّب ما يمكن سايبة مروحة شغّالة جوّة ولا حاجة.

-المعمل أًصلًا مفيهوش مروحة.

-انتي ممكن بس تكوني مُرهقة شويّة، والوقت بدأ يتأخّر، والإرهاق زاد عليكي فتخيّلتي.. هو أنا اللي هقولك الكلام ده يا دكتورة؟!

-مُش عارفة، بَس حاسّة إنه مُش تهيّؤات.

-طيب مجتش من الساعة دي، اقفِلي وروّحي، تحبّي آجي أساعدك في حاجة؟

-لا متتعبش نفسك، أنا هقفل.

قفلت معاها وأنا عيني على درج الكومودينو اللي فيه التركيبة، وفي نفس الوقت كان كلامها لسّه مسمّع في دماغي، وملحقتش آخد نَفَسي ولقيتها بترن تاني، وزي ما يكون عندي إحساس إنّها هترن عشان كده خلّيت التليفون في إيدي، وعلى طول فتَحت المكالمة وقولتلها...

-روَّحتي؟

لقيتها بتقولي، وصوتها بيرتعش...

-لا لسّه بقفل، بَس وأنا قايمة لقيت ستارة المختبر بتتهز جامد، لكن المرّة دي سمعت كلام جوّه المختبر، صوت نفس صوتي بالظبط.

-على فكرة انتي شكلك مرهقة، ولازم ترتاحي.

وسمعت صوت الباب الصاج بينزل، ومعاه صوتها وهي بتقولّي...

-الصوت لسّه جوّه يا "إسلام".

كُنت فعلًا سامع صوت جاي من جوّه الأجزخانة، كان باين في التليفون، وفعلًا كان نفس صوت "د.يمنى"، بَلعت ريقي وانا بقولّها...

-طيّب اقفلي، وروّحي انتي.. والصَّباح رباح.

في الوقت دَه، كان المضاد اللي دهنته خلّى الالتهابات اللي في رقبتي تهدا، دماغي كانت تقيلة، قولت أنام بقى، ويادوب طفيت النور ولقيت شاشة تليفوني اللي عملته صامت بتنوّر، كانت رسالة من "د.يمنى"، وكانت بتقولّي فيها...

-مساء الخير.. موجود؟

ردّيت وقولتلها...

-أيوة موجود.. طمنيني عليكي.

-أنا كوّيسة، بس اللي حصل ده يا "إسلام" غريب، أنا واثقة إني مش بهلوس.

-أنا كمان مستغرب، أنا سمعت الصوت جاي من جوّه الأجزخانة، وانتي بتكلّميني.

-تِفتِكر دَه إيه! بما إنك بتكتب رعب، وأكيد عندك فكرة عن الحاجات دي!

-ما هو لو اللي تقصديه ده، يعني مثلًا المكان مسكون أو كِدَه، فأكيد في سبب خلّى ده يحصل.

-بس أنا ملاحظتش حاجة حصلت.

-ماهو دَه بقى السِّر اللي هنحاول نِوصَل له.

آخر رسالة وصلتني منها كانت بتشكُرني فيها، أنا كان في نيّتي أساعِدها، وهي فهمت دَه من كلامي، بَس أنا عارف دماغها، يعني جوّ إننا نروح لحد من الروحانيين، أو نجيبه الأجزخانة يشوف إيه الحكاية بالظبط، ويقولّنا سبب اللي بيحصل فكرة مرفوضة بالنسبة ليها، وهدخل معاها في جِدال مُش هخلص منّه، وإنّهم دجّالين، ومينفعش نصدّقهم، رغم إنها شافِت اللي بيحصلّها بنفسها، دا غير إني واثق إن اللي بيحصل ده مجرد بداية، وإن الموضوع هيتطوَّر بعد كده.

كُنت بفكّر إزّاي ممكن أساعدها، لحد ما عيني راحت في النّوم، وصحيت بعد وقت قُليّل، وانا بفتِكر حاجة كانت رايحة على بالي، جهاز الـ ghost ark اللي وصلني من فترة، بعتهولي صديق ليّا عايش في دولة خليجية، لمّا جابهولي وقالّي حبّيت أجيبلك هدية برَّه الصندوق تناسب أفكارك، وتخدمك في كتابتك.

قومت فتحت درج مكتبي، افتكرت إنّي كُنت سايب الجِهاز بعِلبِتُه فيه، مِسكت علبة الجهاز وفتحتها، وسحبت منها الجهاز اللي مكُنتش مركّز معاه من وقت ما وصلني، كنت مُقتنع إن مفيش حاجة ممكن تقدر ترصد الجِن والأشباح، وده لأسباب علمية إنهم أصلًا موجودين في بُعد بيصعُب رصده، وإن كُل الحكايات اللي بنقولها في الكتابة دي عن إن فيه شبح ظَهر لحد، أو حد اتكلّم مع جِن ماهي إلا خيال كاتِب، حاجات لزوم القصّة والحَبكة، يعني جهاز زي اللي في إيدي ده مُش بعيد أبدًا يكون مالوش لازمة، دا جهاز بالظبط في حجم التليفون أو الباور بانك، نُصّه اللي فوق عبارة عن شاشة، والنُّص اللي تَحت عبارة عن لوحة تحكّم، فيها 3 زراير بيلفّوا في كل الاتجاهات، دا غير زرار عامل زي أسهم دراع البلايستيشن، بدأت أقلّب في الجهاز ووصلت لزرار الباور في الجَنب، ولقيت نفسي بفتحه، الشاشة بدأت تنوّر إضاءة لونها أخضر، وبعدها بدأت تظهر على شكل كراسة رسم بياني خطوطها لونها فيروزي، دا غير إن الزراير لمّا الجهاز اشتغل بقت بنفس اللون برضو.

أنا مكُنتش فاهم حاجة، بدأت أدوّر في العلبة على أي كتالوج مثلًا، وفعلًا لقيت ورقة مطبقة لمّا فتحتها لقيت فيها رسم توضيحي للجهاز ووظيفة كل زرار، يعني في زرار بيطلق الموجات الكهرومغناطيسية اللي بيصدرها الجهاز، وزرار بيتحكم في مقدار الطاقة المنبعثة من الجهاز، دا غير إن الأسهم اللي في الجهاز بتتحكم في توجيه الطاقة الصادرة منّه حسب ما اللي معاه الجهاز عاوز، دا غير إنّي لمحت في الرسم التوضيحي إن فيه كاميرا خلفية للجهاز، ومكتوب في الشرح بتاعها إنها هتعرض صورة الشَّبح أو الجِن على شاشة الجهاز بمجرد ما الجهاز يلقُطه!

مكُنتش مستوعب بصراحة، أنا ياما شوفت أفلام عن أجهزة مشابهة، عن أشخاص بيدخلوا بيوت مهجورة، وبيبدأوا يتحرَّكوا بأجهزة كاشفة للكيانات الغامضة، وكُنت بشوف أماكن معيّنة الأجهزة بتاعتهم بتبدأ تعطي إنذار، ودة دليل إنها لقطت حاجة في المكان دَه، لكن مهما كان دا بتكون أحداث في فيلم، مطلوب منّه يقنع المشاهد إن فيه ناس بيسموا نفسهم صائدي الأشباح، وعندهم القدرة على إنها تمسكها!

لكن أنا على أرض الواقع، وحسب معرفتي بكائنات العوالم الموازية إن أجسادها عبارة عن طاقة، أنا أعرف عن الموجات الكهرومغناطيسية إنها فعلًا بتقدر تحدّد أي مصدر جسم بيشع طاقة، زيها زي موجات الرادار، بس أقوى منها كمان.

هي كِبرت في دماغي أجرَّب الجِهاز، لما قرأت الكتالوج مرة واتنين؛ عشان أحفظ وظيفة كُل حاجة فيه بدأت أتمشّى بيه في الشَّقة، هو مكنش مشحون كويس لأنه لسه أول استخدام له، لكن طاقة البطارية اللي موجودة تكفّي إني أعمل تجربة، دخلت من أوضة للتانية، مشيت في الصالة، طلعت قدام باب الشقة، الجهاز مكنش بيعمل أي حاجة غير النور الفيروزي اللي طالع من الشاشة والزراير، لمّا زهقت رجعت أوضتي، لكن وأنا على باب الأوضة افتكرت إنّي مدخلتش المطبخ ولا الحمّام، رجعت تاني ودخلت الممر اللي جنب أوضتي ومشيت لآخره، كان على يميني المطبخ، دخلت ووقفت شوية والجهاز مفتوح، لكن برضو مفيش أي تغيير، لحد ما سِيبت المطبخ وخرجت وكمّلت لنهاية الممر ناحية الحمام، وساعتها لقيت الجهاز بيعمل فايبريشن في إيدي، أنا افتكرته هيفصل شحن عشان مكنش في علامة البطارية بتاعته غير شرطة واحدة، لكن لمّا بصّيت في شاشة الجهاز كويّس لمحت نقطة لونها أحمر، بدأت أضغط الأسهم اللي في الجهاز، وأوجّهها ناحية الحمام، ولمّا عملت كِدَه فايبريشن الجهاز بدأ يزيد، وكان فيه زي موجات بتتحرّك على الشاشة والنقطة اللي لونها أحمر قدرت أفهم إن مكانها في الحمّام، قلبي اتهزّ من الخوف، وقناعتي اتغيّرت، لأني مكُنتش مقتنع إن الحمام مكان بتسكنه الشياطين وكده، وإن كل دي أساطير الناس ورثتها وخلاص، لكن التَّجربة الأولى للجهاز بتقول كِدَه، لكن الجهاز هيثبت مصداقيّته لمّا أجرَّبه في الأجزخانة عند "د.يمنى"، ما يمكن برضو اللي حصل ده صدفة!

لكن لقيت شاشة الجهاز بتعطيني رسالة لمّا ترجمتها فهمت منها إن الجهاز بيطلب منّي أفتح الكاميرا، وأقرّب من المكان اللي فيه النقطة اللي باللون الأحمر، لكن برغم إنّي بكتب رعب، وبشوف أفلام مرعبة كتير، لكن قلبي مطاوعنيش إنّي ممكن أصطدم بحاجة زي دي في الواقع!

كان حظّي حلو؛ لأن الجهاز فصل شَحن، كُنت متردّد أدخل الحمّام أغسل وشّي، مُش عارف ليه حسّيت بخوف، لكن بدأت أقول لنفسي ماهو اللي حصل دَه هيغيّر إيه من قناعتك في إن الجِن موجود فعلًا، كُل اللي حَصَل إن الجهاز قِدِر يِكشف ده في الواقع! قِدر يرصد الطاقة بتاعتهم.. 

وبعدين ما يمكن النقطة اللي باللون الأحمر دي كانت الطاقة السلبية اللي موجودة في المكان عمومًا، مُش شرط يكون جِن، مهما كان أنا لسّه متأكّدتش.

كسرت حاجز خوفي، ودخلت الحمام غسلت وشّي، ومحصلش أي حاجة، ورجعت أوضتي وطلَّعت شاحن الجهاز، ووصّلته عشان يكون شَحن على الصَّبح، ولقيت نفسي بمسك تليفوني، وببعت رسالة لـ "د.يمنى" وبقولّها...

-أخبارك إيه دلوقت؟

مفاتِتش دقيقة، ولقيتها باعتة بتقولّي...

-اللي حصل يا "إسلام" مطيّر النوم من عينيا، خايفة من الأجزخانة.

وردّيت عليها برسالة؛ عشان تطمّن قولتلها فيها...

-على حسب معلوماتي إن الحاجات دي بتنشط بعد المغرب، مُمكن تقفلي بدري لحد ما نعرف الحكاية، وعن نفسي كان فيه واحد صديقي باعتلي جهاز من الخليج بيقدر يرصد وجود الجِن، أنا جرَّبته وأعتقد إنّه شغّال، وهجيبه وأجيلك الصيدلية بكره.

ودخلت معاها في جِدال لمّا بعتت وقالتلي...

-جِن إيه اللي في جهاز هيرصده يا "إسلام"، دا ربنا قال " إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم".

-ربنا قال يراكم من حيث لا ترونهم، بَس مانفاش إننا نحس بأثر وجودهم، الجهاز ده هيرصد أثر بس، يعني لو فيه حاجة هيقدر يرصد الطاقة بتاعتها.

-طيّب ولو كلامك صحيح، والجهاز ده اكتشف إن فيه حاجة هنعمل إيه؟

-ساعتها هنستعين بحد يعرف في الموضوعات دي عشان يصرفها.

-أنا عُمري ما هدخّل حد من الناس دي عندي في الأجزخانة.

-طيّب ده مش موضوعنا دلوقت، نتأكّد الأوّل وبعدين نتكلّم.

خلَّصنا رسايل ونِمت، وتاني يوم الضُّهر كُنت عندها في الأجزخانة، أوّل حاجة لقيتها بتبُص على مكان الالتهاب اللي في رقبتي، وبتقولّي...

-الالتهاب خف خالص، التركيبة جايبة نتيجة أهي.

لقيتني بضحك وبقولّها...

-أومّال..

-ده الجهاز؟

كانت بتبُص للشنطة اللي متعلقة في كتفي، ونسيتها مفتوحة وباين منها الجهاز، ردّيت وقولتلها...

-أيون هو، بَس مُش هنجرّبه غير بعد المغرب.

-اشمعنى؟

-عشان طاقة الجِن والأشباح بتنشط أكتر من بداية الوقت دَه، يعني لو فيه حاجة الجِهاز يقدر يلقطها بوضوح.

-أنت متأكّد؟

-هنجرَّب يعني هنخسر إيه؟

-يارب يكون بفايدة.

-قوليلي الأوّل، انتي لاحظتي حاجة النهاردة؟

-لا مفيش حاجة، بَس اللي حَصل معايا بدأ من بعد المغرب، بدأت أحس بشعور غريب، وإن فيه حاجة موجودة معايا.

-طيّب فين أكتر مكان هنا حسّيتي إن الحاجة دي موجودة أكتر فيه؟

-أنا كُنت حاسّة بوجود حد معايا عمومًا، بس حكاية أكتر مكان دي مكُنتش مركّزة فيها.

-لا ماهو أجسام الجِن بيخرج منها طاقة، ممكن نحِس بيها وهي بعيد عننا، تأثّر فينا، لكن المكان اللي بيكون فيه الجِن نفسه بيكون الحضور فيه قوي، والطاقة بتبقى متركّزة فيه أكتر.

-أنا مُش فاهمة في الكلام ده، بس ستارة المختبر كانت بتتهز، والصوت كان جاي منّه.

طلبت منها تسمحلي أدخل المختبر ووافقِت، قومت ودخلت جوّه، وفتحت السّتارة وبصّيت فيه، مكُنتش عارف أنا بعمل إيه، أنا لا صائد أشباح ولا وسيط روحاني، ولا بشتغل في الكلام ده، كُل الحكاية إني عندي قاعدة معلومات في الناحية دي بتساعدني إني أكتب قصص وروايات عنها، لكن أنا قرَّرت أساعدها بأي طريقة.

المختبر كان صغيّر، يادوب مكان فيه كراتين أدوية متخزّنة، وشوية أدوات بتستخدمهم في التركيبات، قفلت الستارة وخرجت تاني، وسيبت شنطتي على الكرسي اللي كُنت قاعد عليه، وقولتلها إني همشي دلوقت وهاجي المغرب.

كان عندي شوية مشاوير خلَّصتهم، وللأسف اتأخَّرت فيهم، رجعتلها بعد العِشا، ولمّا بصّيت في تليفوني اللي كنت ناسيه صامت لقيتها بعتالي رسالة بتقولّي فيها اتأخّرت ليه، ومكنش مستاهلة أرد عليها؛ لأن كان كلها دقيقتين وأبقى في الأجزخانة.

لما وصلت ملقتش "د.يمنى" موجودة، ندهت كتير لكن مكنش لها أثر في الأجزخانة، ولمّا رنيت عليها اكتشفت إن تليفونها بيرن على المكتب، قولت يمكن راحت هِنا ولا هِنا وراجعة، دخلت وقعدت أنتظرها، لكن بعد شويّة لقيت صوت طالع من المختبر، زي ما يكون حد بيفوق من غيبوبة أو بِنج، الصوت لفت انتباهي خلّاني أقوم من مكاني وأدخل عند المختبر، ولمّا رفعت الستارة اتفاجئت إن "د.يمنى" مرمية في الأرض، وفاقدة الوعي!

حاولت أفوّقها، كان باين إنّها مرهقة جدًا، عشان كِدَه خدت وقت طويل لحد مابدأت تستعيد وعيها، ولمّا بصّيتلها اتفاجئت إن وشّها مليان كَدَمات، دا غير إنّه متخربش!

مع الوقت بدأت تقوم من الأرض وتاخد نفسها، كانت ماشية بالعافية لحد ما وصلت للكرسي بتاعها، ولمّا قعدت قولتلها...

-احكيلي.. إيه اللي حصل؟!

ناولتها إزازة مية كانت قريّبة تشرب منها عشان تقدر تتكلّم، وبعد ما شربت بدأت تِحكي...

-دخلت بعد أذان المغرب، وكانت زبونة طالبة نوع علاج خلصان من عندي، بَس افتكرت إن ممكن يكون فيه علبة جوّه في المختبر، ولمّا قالتلي إنها محتاجاها ضروري عشان مامتها تعبانة جدًا، طلبت منها تنتظرني لحد ما اشوفلها علبة جوّه، وسيبتها ودخلت، ويادوب بفتح ستارة المختبر لقيتها في وشي جوّه.

-ها.. كمّلي.. وبعدين!

-أنا وقفت مش مستوعبة اللي شايفاه، لدرجة إنّي بصّيت برَّه مكان ما أنا سايباها ولقيتها واقفة هناك برضو، كُنت شايفة منها نُسختين واحدة برّه والتانية في المختبر قدامي، واتفاجئت بعد كده إن اللي في المختبر ملامحها بتتغيّر، وبتتحوّل وبتبقى شكلي، وبتمد إيدها ناحيتي، ضوافرها كانت طويلة زي المخالب، خربشتني في وشي، وساعتها فقدت الوعي من الخوف، ووقعت في الأرض، محسّتش بنفسي غير وأنا بفوق دلوقت.

طلبت منها تقوم تروّح، وقولتلها إني هقفل الباب عليّا من جوّه، وأفضل شويّة أجرّب الجهاز، وبعد كده هروّح.

خدت شنطتها وقامت، وهي بتعطيني المفاتيح وبتقولّي...

-طيّب أنا هوقّف توكتوك وأروّح، اقفل انت بعد ما تخلّص، وأنا معايا نسخة تانية من المفاتيح.

انتظرت لحد ما ركبت توكتوك ومشيت، وشدّيت البيبان نزّلتها وفضلت جوّه، بدأت أفتح شنطتي وأطلّع الجهاز، وفتحت زرار الباور، حطّيته على ترابيزة قدّامي، وانتظرت لمّا كل حاجة فيه بقت جاهزة، وبدأت أمسكه وأتحرّك بيه في الأجزخانة.

كان أكتر مكان ركّزت عليه هو المختبر، لكن اللي لاحظته إن الجهاز ملقَطش أي حاجة، مبقِتش عارف الجهاز أي كلام، ولا المكان فعلًا مفيهوش أي علامة تدل على وجود حاجة ساكنة فيه!

بَس اللي "د.يمنى" شافته، واللي حصل لها بيقول غير كده، دا أنا بنفسي سمعت صوت اللي كانت بتتكلّم جاي من جوّه الأجزخانة، وهي بتقفل لما كنت بكلّمها في التليفون، أكيد فيه حاجة مش مفهومة.

اتأكّدت من تاني إن كُل حاجة في الجهاز شغّالة كويّس، وبدأت أفحص المكان تاني، وفعلاً الجهاز مكَنش لاقط أي إشارة!

بصّيت في ساعة الحائط لقيتها عدَّت اتنين بعد نص الليل، قفلت الجهاز وحطيته في الشنطة وعلّقتها على كتفي، وفتحت باب الأجزخانة وخرجت، ولمّا خرجت قفلت البيبان من بره ومشيت.

وصلت البيت وكُنت مُرهق جدًا، حطّيت شنطتي واترميت على السرير بهدومي، ولمّا بصّيت في تليفوني لقيت "د.يمنى" بعتالي رسالة بتقولّي فيها...

-إيه الأخبار؟

بدأت أكتب وأرد عليها...

-الجهاز ملقَطش أي إشارة.

ولقيتها موجودة وبتكتبلي...

-أنت متأكّد أصلًا من الجهاز دَه؟

-أنا واثق إنه شغّال، ويقدر يلقُط أي طاقة خارجة من أي جسم غير مرئي.

-يعني معنى كده إن اللي شوفته ده هلاوس؟!

-أكيد لأ.. أنا سمعت الصوت وانا بكلّمك، دا غير إن فيه دليل مادي على وجود حاجة غريبة في الاجزخانة، انتي عارفة إني يادوب كاتب رعب، والحاجات دي مش شغلتي، بس أكيد في حاجة ناقصة لمّا تكمل الأمور هتكون واضحة.

المحادثة بينا وقفت لحد كده، ونمت وصحيت تاني يوم، ولقيت الوقت متأخّر، بصّيت في تليفوني أشوف يمكن ألاقيها بعتالي أي حاجة، بس ملقتش منها رسايل.

اليوم مِشي عادي لحد بعد المغرب، لمّا لقيتها بترن عليّا، فتحت المكالمة ولقيت صوتها خايف وبتقولّي...

-الحق يا "إسلام"، أنا شايفة واحدة طبق الأصل منّي في مختبر الأجزخانة!

أنا مستفسرتش منها عن حاجة، لقيتني بقولّها...

-طيّب اقفلي، وأنا جايلك حالًا.

غيّرت هدومي بسرعة، وخدت شنطتي بالجهاز ونزلت روحت على الأجزخانة، ولمّا وصلت لقيتها واقفة برّه قدامها، كانت خايفة تفضل لوحدها جوّه، أوّل ما شافتني لقيتها بتقولّي...

-أقسم بالله أنا ما بهلوس.. شوفتها بعيني!

دخلت وفتحت شنطتي وخرَّجت الجهاز منها، وفتحت زرار الباور، وبدأت أتحرَّك في الأجزخانة، وأروح ناحية المختبر ومفيش برضو حاجة، لكن لقيتني بسأل نفسي سؤال...

-اشمعنى اللي بيظهر ده بيكون في نفس شكلها؟ وحتى لما سمعت صوته كان نفس صوتها؟! يكونش قرينها؟!

سِيبت الجهاز مفتوح وندهت عليها، وطلبت منها تكون جوّه الأجزخانة، والحقيقة اتصدمت إنها أوّل ما دخلت الجهاز عمل نفس الفايبريشن اللي عمله وانا بجرّبه لمّا قرّبت به من الحمّام!

بدأت أتابع الجهاز اللي بيتنفض من وقت للتاني في إيدي، وهي نفسها النقطة اللي باللون الأحمر اللي ظهرت بمجرد ما "د. منى" دخلت الأجزخانة، طلبت منها تدخل المختبر، وبعد ما دخلت قرَّبت من ستارة المختبر بالجهاز اللي كان بيتنفض في إيدي لدرجة إنه كان هيقع منّي، وساعتها لقيت الجهاز بيعطيني إنذار، ومعرفش إيه اللي خلّاني أفتح زرار الكاميرا، وأسلّطها على ستارة المختبر، واللي لقيتها بتكشف اللي ورا الستارة، ساعتها شوفت "د.يمنى" على شاشة الجهاز وهي واقفة جوّه، وكان ظاهر جنبها كيان في نفس حجمها بالظبط، بس كان ظاهر زي ما يكون دخان، كان بيبُصّلها بطريقة غريبة، وقريّب منها جدًا، بدأت أحرّك زرار الكاميرا أكتر، ولقيت إن فيه إمكانية توضّح ملامح الصور اللي على الشاشة، ولمّا نجحت في إني أوضّح ملامح الكيان اللي ظاهر جنب "د.يمنى" لقيته هو نفس شكلها بالظبط!

وفجأة الكيان ده بدأ يحرّك إيده، كان بيمدّها ناحيتها، وبمجرد ما شوفت إيده على الشاشة وهي بتلمسها، سمعتها جوّه في المختبر بتصرخ، ساعتها فتحت الستارة بسرعة وشدّيتها خرَّجتها، وانا بقولّها...

-أنا شوفت كل حاجة على شاشة الجهاز.

واتفاجئت لقيتها بترد عليا بصوت غليظ، وبتضحك ضحكة مخيفة وبتقولي...

-اللي شوفته مش هيغيّر حاجة من الواقع، أنا بقيت موجودة خلاص.

وفجأة لقيتها اختفت من قدامي! الجهاز وقع من إيدي، وانا رجعت بضهري ورا، ومكنتش عارف أتصرّف، وبدأت أسأل نفسي...

-هي اختفت راحت فين؟!

فجأة سمعت صوت حد بيهمس جوه في المختبر، فتحت الستارة وأنا مرعوب، واتفاجئت إنها مرمية في الأرض جوّه!

أومال مين اللي أنا شدّيته، وخرَّجته برّه المختبر دلوقت؟ معقول كان قرينها!

الموضوع كِبر كِدَه، وأنا عارف إن قرينها وصل لمرحلة متمكّنة منها، بدأت أفوّقها عشان أخرّجها بره المختبر ونتكلّم نشوف هنعمل إيه، ماهو لازم حد ييجي يشوف حل في اللي بيحصل، ولمّا فاقِت حكيتلها اللي حصل، وشوفته على شاشة الجهاز، وباللي حصل معايا دلوقت، وقولتلها...

-ده قرينك اللي حاضر معاكي وبيحاول يؤذيكي.. وطالما ظهرلي كده يبقى برضو بيحاول يؤذي أي حد عاوز يساعدك، هو بيحاول يتمكن منك.

لقيتها بتقول بصوت مهزوز، وجسمها بيرتعش...

-أنا مش فاهمة حاجة.

-القرين ده نوع من الجن، بيلازم كل واحد فينا وبيبقى عارف عنّه كل حاجة، لأنه ببساطة بيلازمه من ساعة ما بيتولد، بيرصد كل حاجة بيعملها، لدرجة إنه ممكن يعرف عنك اللي انتي متعرفيهوش عن نفسك؛ لأنك ممكن تعملي حاجة وتنسيها إنما هو مبينساش، ودايما بيوسوس لصاحبه، إنما يظهرله دي لأ.

-طيب ولو اللي بتقوله ده صحيح، ليه ظهرلي؟!

-على حسب معلوماتي طالما ظهرلك يبقى فيه حد مسلّطه عليكي.

-طيّب والحل.

-الحل إننا نشوف حد يصرفه.

-أنا مُش بحب الناس دي، متنساش إن كذب المنجّمون ولو صدقوا.

مكُنتش عارف أقنعها إزّاي إن الموضوع كبير، وإنه هيتطوّر أكتر لو مخدناش خطوة فعلًا إننا نحلّه.

دماغها كانت ناشفة جدًا، وقالتلي إنها مش موافقة، وإنها هتشغل القرآن باستمرار في الأجزخانة ومش هتفصله، وإن الموضوع هينتهي لوحده، لكن اللي حصل كان غير كده، الأيام كانت بتعدّي، وكل يوم كانت بتكلّمني تحكيلي عن حاجة غريبة حصلت معاها، زي مثلًا إن إذاعة القرآن بتتغيّر لوحدها، وأماكن الدّوا بتتغير رغم إنّها عارفة هي حاطة كل علاج فين، وده بدأ يعملّها مشاكل في شغلها؛ لأنها بتاخد وقت طويل لحد ما توصل للعلاج اللي حد جاي ياخده، لدرجة إنها أحيانًا مبتعرفش توصل له وكأنّه اختفى، لحد ما الزبون يزهق ويمشي!

والأكتر من ده قالتلي إنها دايمًا بتحس بوجود حاجة في المختبر، وهي جوّه وأحيانًا بتكلّمها، وإن الموضوع مستمر ومنتهاش، والغريبة بقى إنها مقالتليش عن أي حاجة حصلت معاها بره الأجزخانة، في البيت مثلًا، ماهو القرين هيكون معاها في كل مكان، بَس إشمعنى الأجزخانة بس؟!

بدأت أشك إن الموضوع يخص الأجزخانة نفسها، يمكن حد عامل لها حاجة عشان يكرّهها في شغلها وتقفل، الناس المريضة كتير.

لحد اليوم اللي كلّمتني فيه، ولمّا فتحت المكالمة لقيتها بتصرخ، وبتقولّي إنها في المختبر شافت نسختين منها، وكانت واحدة بتدبح التانية!

قفلت معاها بعد ما قولتلها تروّح، وكان في بالي "مراد" العطار، مفيش غيره ممكن يساعدني، ماهو ممكن يشوف حد يحل الموضوع بدون ما "د.يمنى" تروحله، أو هو يروحلها الأجزخانة.

غيّرت هدومي وروحتله، وأوّل ما وصلت عنده لقيته قاعد قدام محل العطارة، ولما شافني لقيته بيقولّي...

-أخبار التركيبة إيه يا "إسلام"؟!

استغربت سؤاله، بس قولتله...

-مستخدمتش التركيبة خدت علاج تاني، المهم عاوزك تخدمني خدمة.

وبدأت أحكيله، كان بيسمعني وبيضحك، واستغربت من تصرّفه عشان كِدَه سألته...

-أنت بتضحك على إيه؟!

ولقيت إجابته أغرب حاجة ممكن أسمعها...

-المواد اللي أنت خدتها منّي، أول ما هي خلطتها ببعضها قرينها بدأ يطاردها.

-أنت بتقول إيه؟

-زي ما بقولّك كده!

-وأنت عرفت منين؟

-ماهو أنا اللي عملت الموضوع ده لما اتأخّرت عليك شوية وأنا بجهّز المواد، شويّة أعشاب من اللي بيتحضَّر بيها الجن دخلوا في المواد، وأنا عملت الواجب عشان لمّا تخلطهم قرينها يحضر، وهيفضل موجود في المكان اللي حضر فيه.

لقيت نَفسي بتخانق معاه ومُش عارف أحوش إيدي عن وِشّه، كُنت بضرب فيه بجنون وبقولّه...

-أنت ازّاي تعمل كده؟!

ولقيته بيرُد عليا وبوقه بينزف من الضَّرب وبيقولّي...

-أنت مُش كنت بتشتكي منها؟!

ولقيتني بنفعل عليه، وأنا بقولّه...

-هو عشان حكيتلك موقف تقوم تعمل اللي عملته؟! أنت لازم تصرف القرين اللي أنت حضّرته ده.

-للأسف يا "إسلام" أنا مش هعرف أصرفه، أنا أعرف أحضّره بس.

في الوقت دَه كانوممكن أرتكب جريمة، عشان كده قولتله...

-ماهو يا تصرفه، يا تودّيني لحد يصرفه.

النّاس اللي في المحلات اللي جنب العِطارة اتدخّلت، ولقيته بيحاول يخليهم يمشوا، زي ما يكون مش عاوزهم يعرفوا الحكاية، وقالّهم إنه مجرد خلاف وخِلص وإنه هيحل الموضوع بيني وبينه، ولما النّاس مشيت قالّي على شيخ اسمه "محروس" ووصفلي مكانه، وقالي إنه بيقدر يصرف القرين اللي بيتسلّط على صاحبه، وقالّي كمان آخد التركيبة معايا، وأنا رايحله عشان هيحتاجها.

اليوم ده كان آخر يوم عرفت فيه "مراد" العطار، قطعت علاقتي بيه بمجرد ما عرفت باللي عمله، وجريت على البيت خدت التركيبة من درج الكومودينو، وروحت على مكان الشيخ "محروس"، لمّا وصلتله لقيته راجل طيّب، حكيتله الموضوع وكان مستغرب منّه، مسألنيش عن اللي عمل كِدَه، بَس هو فضِل ساكت شويّة ومغمّض عينه وبعد لما فَتحها كان بيهزّ راسه كِده وزي ما يكون بيبتسم، وفعلًا لقيته بيقولّي إنه محتاج التركيبة، ناولتهاله وقولتله...

-هي بالكيس بتاعها متفتحتش.

ولقيته بيقولّي...

-ده كويس، أنت لو كنت استخدمتها كان زمانها اتأذت أكتر من كده، قرينها بيحضر مع تواجدها في مكان تحضير التركيبة.

بلعت ريقي بصعوبة، وقولتله...

-عاوز الموضوع يخلص.

-كله هيخلص بأمر الله، بس عاوز صورة لها.

مكنش عندي صورة لها على التليفون، على طول فكّرة أدخل على الأكونت بتاعها على الفيس بوك واجيب منه صورة، نزّلتها على تليفوني وبعتّهاله، وساعتها قالّي...

-إن شاء الله كلها 7 أيام والموضوع ينتهي، خلّيها بَس تشغل قرآن باستمرار في الأجزخانة.

شكرته وقومت عشان أمشي، ومدّيت إيدي في جيبي عشان أعطيه فلوس، لكن اتفاجئت به بيقولّي...

-أنا مباخدش فلوس يابني، دا عمل خير.

ساعتها عرفت إنه صادق في كلامه، مُش بيعمل شوية حركات عشان ياخد فلوس ولا حاجة.

خرجت من عنده وكلمت "د.يمنى"، طلبت منها إنها تشغّل قرآن باستمرار في الأجزخانة، وبدأت أتابعها يوم ورا التاني، كان أول يومين تلاتة الأحداث زي ما هي، أدوية بتتلخبط وصوت طالع من المختبر، لحد اليوم الرابع كلّمتني وقالتلي إن اليوم عدّى من غير ما يحصل حاجة، وفعلًا بمجرد ما الأسبوع خلص، كانت كل حاجة انتهت، لكنها بدأت تحكيلي عن كوابيس، كانت بتشوف نفسها في الحلم، وهي بتحاول تؤذي نفسها وتؤذي اللي حواليها، وإن الموضوع انتهى في الواقع، بس بدأ يطاردها في الكوابيس، أنا على حسب معلوماتي قولتلها إن دَه عادي، ماهو مهما كان العقل الباطن بيخزّن من الأحداث اللي بنشوفها.

هي استجابت لكلامي، وأنا كلّمت الشيخ "محروس" وحكيتله عن الكوابيس اللي بتجيلها، وقالي إن الموضوع انتهى، لكن دي مجرد توابع طبيعي تحصل، هي بتفكر في اللي حصل، وعقلها الباطن بيخلي ده يحصل، أنا معرّفتهاش إني روحت للشيخ "محروس"، هي كان عندها قناعة إن الموضوع انتهى؛ عشان هي بتشغل القرآن باستمرار في الأجزخانة، رغم إنها جربت قبل كده تشغّله، وكان الموضوع لسه زي ماهو، ماهو العلاج مش قرآن وبس، لازم حد يزيل السبب اللي خلّى الموضوع يحصل من الأول.

***

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333607
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189403
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181117
4الكاتبمدونة زينب حمدي169696
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130916
6الكاتبمدونة مني امين116755
7الكاتبمدونة سمير حماد 107604
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97784
9الكاتبمدونة مني العقدة94902
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91499

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

268 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع