أسعار الأضاحي عالية جدًا، وأنا نفسي من زمان أضحّي، وحظي كان كويس؛ لقيت خروف صاحبه بيبيعه بسعر رخيص، ولما استفسرت عن السبب قال لي: "أصل لونه أسود، ومفيش حد راضي يشتريه".
لقيتها فرصة؛ إيه يعني اللون، ما الجاموس اللي بيندبح في محلات الجزارة أسود، والكيلو بقد كده، هتيجي يعني على الخروف الغلبان؟
اشتريت الخروف لأنه كان على قد الفلوس اللي معايا، وأخدته ورجعت على البيت، فتحت باب المسقط وربطّته جوه، واهتميت به لحد أول يوم العيد، معرفش ليه كل ليلة صوته بيكون عالي، لدرجة إنه أزعجني، ومراتي اتضايقت منه، لحد ليلة الوقفة، قالت لي: "هنخلص إمتى من الخروف ده؟".
رديت عليها وقولت لها: "طولي بالك، يطلع النهار؛ أصلي العيد وآخده أدبحه".
وفعلًا، بعد صلاة العيد؛ أخدت الخروف وطلعت على جزار معرفة، كنت متفق معاه يدبحه ويشفّيه ويقطعه، وعلى صلاة الظُّهر كانت كل حاجة خلصانة، وزَّعت منه اللي اتوزَّع، وأخدت نصيب بيتي في أكياس ورجعت، وبمجرد ما دخلت البيت مراتي قالت لي: "كنت فين؟ مش قولت هتصلي وتاخد الخروف ده عشان الأضحية؟".
رديت عليها وقولت لها: "ما أنا ضحِّيت وخلصت، ولحمة الخروف في الأكياس أهي، أنتي واجعة دماغي ليه، يعني هخلص من الخروف؛ هتطلعي أنتي؟".
بصَّت لي باستغراب وقالت: "خروف إيه اللي ضحيت به، الخروف لسه جوَّه في المسقط".
مكنتش مصدقها؛ لحد ما سمعت صوت الخروف فعلًا جوَّه، رميت الأكياس من إيدي، وجريت على المسقط، فتحت الباب ووقفت مذهول، وأنا شايف الخروف مربوط مكانه، وبمجرد ما عينه جت عليا، لقيته بينطق وبيقول: "فاكر نفسك هتضحي بيا؟ تكونش افتكرت إني خروف بجد؟".
مكنتش مصدق عيني ولا وداني، لكن لقيت لساني غصب عني بيستعيذ بالله، خصوصًا لما سمعت صوت مراتي جاي من الصالة، وهي بتقول: "إيه الطوب اللي أنت شايله في الأكياس اللي كانت معاك دي"؟
***