بدأ صباحى اليوم خارج المنزل بزيارة لمصلحة حكومية،كم اكره زيارة هذه الاماكن لما فيها من رتابة وملل و كثير من رائحة الكمكمة التى تغطى على روائح الفطار الذى يفترش المكاتب.تسحب طاقتي مناظر الاوراق الملقاه على الارفف كجثث بالية يبدو عمرها اكبر من عمر أجدادي،الاتربة التى تملأ الاركان وخيوط العنكبوت المتدلية من حديد الشبابيك وارجل الكراسي ،محافظة على ثباتها وبقعتها التى لا تتغير .
تاخذني المناظر الجمالية السابق ذكرها تدريجيا لمكتب الموظف الذي اريد .
- استاذ خالد فين من فضلكم ؟!
فوق يا حبيبتى فوق ..
"ردت موظفة ترتدى عباءة سوداء.من بين خمسة مكاتب كلهم رجال، امامها اكوام من البامية المستريحة داخل اكياسها، تنتظر تقميعها بعد لملمة ولائم الفول والطعمية المتينة "
- صعدت للدور التالى عبر سلالم جرانيتية بنية اللون ولكنها نظيفة..ايعقل !!
اهاااااا…
نظيفة من كثرة الارجل التى تصعد بالاوراق وتنزل بخيبة الامضاءات.اكملت صعود وانا اتمتم (سلامٌ قول من رب رحيم )
- فين استاذ خالد من فضلكم ؟
"رد الجميع فى صوت واحد وكأنهم يحيون العلم “
(فى الوش يا عسل)
رأيت مكتب امامى مباشرة في الحجرة المقابله ..توسمت في من يجلس خلفه انه المدعو خالد ..
- "صباح الخير يا استاذ خالد"
"صباح النور " اتفضلى…
- تنهدت تنهيدة ارتياح وتفاؤل مبدئية،قدمت المطلوب وشرحت ما اريد ..
"طيب اتفضلى اقعدى ماتفضليش واقفة"
(المكتب كله رجاله مايصحش)
انهمك في قراءة الاوراق وانا أتأمل تفاصيل المكاتب الرثة المكدسة بالاوراق حولى في كل مكان .
انهى استاذ خالد الامضاءات وقال:
انزلي بالورق تحت لاستاذة سميرة هتعملك اللازم ..
- (الله ايه الجمال والتيسير ده )فى سرى هللت،مع شعور بسيط بتأنيب الضمير يردد:
(يووه مفيش فايده فيا متسرعة،واحكم بخبرة سابقة دون مراقبة جديدة للحدث، ظلمتهم شكلهم اتغيروا)
- اخذت الاوراق واتجهت للنزول وانا احدث نفسي :
"ان شاء الله استاذة سميره تعملى اللازم حتى لو اضطريت اقمعلها البامية انا،لغاية ما تجيبلي امضى نهائية من غير ما اطلع لحد تانى واهى تبقى مساعده لست زيى "
- صباح الفل استاذة سميرة :ممكن حضرتك تخلصيلى الاجراءات دى..
اخذت تقلب في الاوراق يمين، يسار ،امام ،خلف وكأنها تتهجى المكتوب..
صاحت يا استاذ نبيل : شوف كده الورق ده ..
امسك المذكور الاوراق بالملف وقلب فيها بنفس الطريقة وكأن الملف مكتوب عليه (رجنى قبل الفتح)
- اتابع الموقف وانا اتوجه لنفسي من الداخل كي اراقب مشاعري وامسك بزمام صبرى حتى لاينفذ،مكرره اعتذارى لها عن حسن الظن الذى تسلل داخلها للحظات بمحض الخطأ..
- اخرجت هاتفي واكملت الليڤل الالف من كاندى كراش
حتى تنتهى (مدام سميره واستاذ نبيل) من ترجمة المكتوب ل لغة غير العربية، يفهمها موظف الحكومة لكي يلطع امضته الكريمة ..