اليوم الأخير
كل صباح أتساءل " ماذا لو كان اليوم آخر يوم لي في الحياة ؟ "
عندها ما الذي سيهم أكثر من غيره ؟ هل سأبكي على الماضي أم سأبكي على ما تبقى ؟
ربما سيتخللني شعور بالحزن لأنني قد أهدرت وقتا ثمينا في البكاء و النحيب و الحزن .. وقتا ثمينا ؟! .. يصبح الشيء ثمينا فعلا عندما تدرك مدى قلته .. و عندما يصبح أمام عينيك لم يتبق منه إلا القليل ...
لن أفكر في كراهية مرت بنفسي .. و لا أذى تعرضت له .. ربما كان كل ما سيشغلني هو رؤية من أفتقدهم ... رؤيتك رغم كل شيء .
ربما يتبخر الكبرياء و تتلاشى الحواجز بيني و بينك .. كل ما سببه كل منا للآخر من ألم .. و كل ما فرقنا سيتضائل .. إنه اليوم الآخير فماذا يهم ؟! .
سأحضر قيثارتي المغطاة بالأتربة .. سأحضر أوراقي و أقلامي .. سأهرع إليكي و في الطريق سأكتب أغنيتي التي وعدتك بها يوما ما .. سأخبرك فيها كل شيء وددت أن أقوله يوما قبل أن نفترق ..
سأخبرك كم افتقدتك في الغياب .. كم أننا كنا أغبياء لنفترق .. كم أن العناق كان يستحق الصراع لأجله .. سأسألك لماذا لم تأخذي برأسي إلى صدرك عنوة و تخبريني " أن أنصت " ... دقات قلبك كانت كفيلة أن تحل المعضلة .. دقات قلبي كانت تهفو إلى التناغم بيننا .. سأهزك بقوة و أنا أبكي و أسألك " كيف افترقنا ؟.. و لما ؟ تركتي الوقت ينساب من بين أيدينا هكذا ؟ .. أضعنا سعادتنا في بين العتاب و الغياب .. "
لا .. لا يهم .. لن أضيع ثانية متبقية في البكاء و لا العتاب.. ربما عند اللقاء سألقي بقيثارتي و أوراقي .. و أكتفي بعناقك .. عناقك حتى النهاية .. و قلبي يخبرك بكلمة واحدة .. " أحبك " .