أما بعد
أنا تحت وطأة إصرار قلبي على إقامة شعائر الهوى بإسمك .. إن صخب صمتى أشد قوة من نداء الثائرين .. في كياني حرب تنادي بإسقاطي من الحياة .. فنحن في الحب نخوض حرباً خاسرة .. لأننا نخوضها بأدمعنا .. و قلب خاشع .. و تضحية أفضل من حب الحياة .
في الحب نخوض حربا ضده و نحن نؤمن به .. نخوض حربا و نحن نعلم أننا سننحر أعناقنا بأيدينا تحت قدميه .. و نقدم قلوبنا قرباناً له .. إن طيفي يحيط بطيفك .. أنا حيٌ أقتات الذكرى .. و ما الذكرى إلا أنتِ.
حاولت أن أتخلص من لعنة قلبي الذي تعلق بكِ.. يؤسفني فشلي .. و فشل ما أصابني في أن يصيب قلبك .. كيف صرت بكل هذا الحب لا أستحقك .. و كيف لم يدركك تعلقي ببريق عينيك كتعلق الغريق بطوق نجاة يبعد عنه بضعة أمتار.. كيف استحققت لعنتي في الحياة .. بأن يظل قلبي على عشقك صامدا صمود مؤمن في زمن الكفر … و كيف كفرتِ بي .. و نبض آلامي أعلى صوتا من ضجيج الزلازل .. و كيف تخليتِ عني .. و أنتِ بالحياة كل ما أملك .. و كل ما أحيى لأجله .. و كيف تنام عينيكِ عني .. و عيناي من أجلك تبكيان ..
ألا إني لملعون بحبك هائما .. كحرٍ تغشاه أسرٌ فصار ذليلا
و يخبو نور روحي و الحزن هائلا .. و قلبي تولاه يأسٌ و صار عليلا.
كل جرعات النسيان لا تهزم عينيكي في نفسي ، ملامحك في رأسي ، و صوتك رنان في وجداني .. ظلام الرحيل اللامنتهي يقتات على فتات لحظات المتعة .. كل رسالة تراسلناها و كل كلمات تبادلناها تقرع أبواب ذاكرتي كل ليلة لينتفض وجداني في ألم قاس مرير .. رحيلك عني لا يعني رحيلك مني .. بل سلبتي مني القوة و الأمل .. الرغبة في الاستمرار .. كمحتضر عالق بين الحياة و الموت ..هذا البرزخ المؤلم .. متى ينتهي ..
و أين غبتي الآن عني ؟؟