كلما اقترب الإنسان من نهاية عام يستدعي في مخيلته كل الأعوام السابقة بكل شيء مر فيها .. يتسائل أحيانا ماذا لو كانت الأقدار مختلفة عما حدث .. يقول " لو كان بإمكاني تجنب ذلك الفعل , أو اتخاذ ذلك القرار لربما حققت غايتي " .
عبثا يأخذه عقله في رحلة بين شواطيء الندم على ما لم يكن يدرك عواقبه أبدا .. ربما بين تلك الأمور التي حولت مسار حياته مرارا .. تلك الأمور غير القابلة للإستدراك و لا للتعديل .. و لا يمنح الفرصة مرة أخرى ليصلح مسار ما أفسده جهل الاختيار .
و ها هو بينه و بين نفسه لا يتذرع بجهله .. بل يلقي اللوم على نفسه كثيرا حتى أنه يصبح أكثر بطئا في اتخاذ خطوة أو قرار .. ربما يتوقف عن اتخاذ شيء لفترة طويلة خشية أن يضيع ما تبقى من حياته في نفس مسيرة الاختيارات الخاطئة .
ها هو ينسى أن لو كان يعلم الغيب لاستكثر من الخير و ما مسه السوء .. نسى التوكل و القدر و البلاء و الصبر و كل شيء متعلق بمسيرة الانسان في حياته من المهد إلى اللحد .. ربما نسى الهدف الأصلي من تواجده على قيد الحياة .. و أنه عابر و ليس مقيم .
ربما لو نظر للأمر من هذه الزاوية لم يحزن على ما فاته و ما فرح بما أوتي لأن بصره مثبت على ما بعد الحياة و قلبه معلق بالنجاة من براثن الدنيا و هوًاتها .. إلى النعيم المقيم الذي لا ينفد .. ربما على الإنسان أن يقيم نفسه و يعمل على إصلاح ما تبقى من حياته قدر ما يستطيع لربما كان تتويجا لمعاركه التي ظن أنه هزم فيها و هو في حقيقة الأمر أنجاه الله مما لا يعلم .
فلا تبتئس .. ما دامت المصيبة ليست في دينك فلا تبتئس .






































