جارتي..
افتقدتك كما يفتقد الزهر لندى الصباح..
واشتقت إليكِ كما يشتاق القمر لحضن المساء..
فأنتِ مسائي وأمسيتي..
وأنتِ عيناي التي أطل بهما على صفحة الحياة..
ترى!
أتستمر الحياة دون حرفي الحاء والباء!
لمَ عساهم البشر يحشدون بينهما جنودًا يفرقون بين لقائيهما!
لمَ عسانا نزرع الورد وننسى سقياه؟!
ولمَ نجدل الشعر ونتركه دون أن نزينه؟!
جارتي..
عهدتكِ فراشة إذا ما طال جناحيها التعب جاءت إلي ونامت على كفي مطمئنة حتى تبلغ راحتها وتنهض من جديد..
كيف تستقيم الحياة دون الفراشات!
وكيف يعيش القمر دون جارته!
أيناها.. ابتسامتك وضحكتك و همساتك وحنانك ولهفتك وعبثك وطاقتك وحبك الخالد للحياة!!
عديني الآن..
أنه إذا ما أوهنكِ الألم..
وإذا ما أحبطك واقعك..
وأصبحت الظروف وجميع البشر من حولك ضدك..
وتلذذ الآخرون بدموعك..
وآذوكِ مرات ومرات كي تختفي ابتسامتك..
وتتبدد طاقتك..
عديني أن تنهض عنقاؤك دومًا..
من بين رماد الاحتراق تنهضين..
بثوبك الجديد..
لأجلي ولأجلك..
عديني ألا تستسلمي لسهامهم..
وأن تحافظي على ابتسامتك..
ولو كنتِ تلفظين آخر أنفاسك..
فلتكن وأنتِ تحاولين..
عزيزي.. قلب جارتي..
فلتبتسم دومًا.. أو مت وأنت تحاول..