تمر بنا الأيام..
تأخذنا راكضة بنا ومعنا لا تلوي على شيء..
تغمسنا بين ثنيات العواصف والرياح والطقوس والمحن والظروف..
وخطوة وراء خطوة نزداد قربًا..
من النضج والعقل والإدراك اللا هروب من اللحاق بركب ذويهم..
وكلما ازددنا منهم قربًا..
زاد يقيننا بأن جمال البشر ومعدنهم الحقيقي لا يكمن في وسامتهم الظاهرية أو مستواهم المادي ولا المعيشي..
ولكننا ندرك أن جمال الإنسان الحقيقي.. وأقصد هنا لفظ الإنسان قولًا ومعنى.. يكمن في قلوبهم وأرواحهم وجوهرهم الداخلي..
كيف يراعون وكيف يحتوون..
كيف يقدمون الحب فطرة وغريزة لا شهوة بغرض ولا لانتظار مقابل..
كيف يبقون في الشدائد والمحن ثابتين كالوتد لا يتزعزعون.. لا يغيرون مبادئهم ولا كلماتهم..
باختصار..
يثبتون كيف أنهم أحبة حقيقيون..
لو راهنت بالكون عليهم لفزت ورفعت رأسك بفوز رهانك إلى السماء معتدًا بهم فخورًا وشامخ الجبين..
حينها تمتن لذلك القدر الذي غرسهم بذرة صالحة في طين فؤادك.. تنمو وتثمر كل خير..
وتمتن لإنسانيتك التي جعلتك منارة يهتدي بها العابرون.. ويستظل بنورها أولئك الذين غمرت العتمة عوالمهم..
تمتن لهذه الثمرة النقية الفطرية بداخلك التي.. كلما ظمأ فؤادك روته وسدت رمقه..
وإن لم تطلب منها ويلفظها لسانك..
وتحجب عنك يد الحاجة لمن حولك وللناس أجمعين..
"الليلة الثالثة عشرة"