بداخل كل منا طائر وليد..
لا ريش له ليمده بالدفء متى ما غزا البرد أوصاله..
ولا يملك أجنحة تحمله فيطير وقتما شاء..
يعيش في عشه الصغير منتظرًا وصول النور.. ونَيل الحياة من بعد طول صبر..
"ما أقسى الانتظار!"
ما أقساه وأصعبه إذا ما امتزج بالوحدة.. والخوف.. والترقب.. والحزن..
بداخل كل منا فراشة عذبة ألوانها..
ساحرة طلتها وحضورها.. إذا ما حطت فوق الزهور ولمست وجنات البتلات طبعت عليها من ألوانها فتبسمت وتوردت..
وإذا ما فارقتها احتارت وتألمت..
فتعود لتربت بحنانها على وجنتي السماء فيكسيها الضياء حتى تغار منها الشمس والغيوم..
بداخل كل منا شمعة..
هادئ لهيبها متى ما أُحيط بالاهتمام والاحتواء.. خطير وعاصف إذا ما هزته الرياح والمواقف..
حتى أنه قد يودي في لحظة غضب بأشجار الطيور وزهور الفراشات.. ولا يبقي على شيء ولا يذر..
بداخل كل منا صرخة جوفاء لا يسمعها أحد..
نداء تعز معه النفس وتندى له الكبرياء..
مسماه الاحتياج.. وصفًا وكنية..
تلك الفطرة المتأصلة الغريزية بداخلنا..
والحقيقة التي لا فكاك منها..
أن كلًا منا يحتاج إلى ذلك الشخص الرفيق والصديق وتوأم الروح..
ليكون الكتف الذي لا يميل.. والوتد الذي لا ينحني..
يكون عيننا إذا ما تغشت بصيرتنا الغيوم.. وصوت التعقل إذا ما ساد الضلال..
إذا ما مالت النفس قومها..
وإذا ما تداعت أقامها..
وإذا ما تألمت مسح على صدرها بيدٍ من بردٍ وأخرى من سلام..
الحقيقة هي أن المرء يحتاج لمن يحبه..
يحبه بصدق..