أحتاج إلى وقت مستقطع ...
تعلنه صافرة اعتراضي وشجبي ودموعي ...
هدنة من كل شيء ...
هدنة من الوجع ... هدنة من التفكير ...
هدنة من الحيرة والأمل والألم والخذلان المتكرر ...
هدنة من الاشتياق لمن غادرونا ...
أحتاج إلى هدنة طويلة ...
فترة من الراحة والتقاط الأنفاس ...
وإعادة ترتيب أوراق النفس المبعثرة ...
كاستراحة هذا المحارب القوي العتيد العنيد ...
الذي سأم العدو في مضمار دائري ...
فلا بداية قد بدأ منها ...
ولا نهاية ليجدها فترضيه ...
وأنا حالي مثل حال هذا العداء ...
أشعر بكثير من التعب والإرهاق ...
وكأن صدري يختنق ... وتحتبس بداخله الأنفاس ...
ولا أكاد أتنفس ...
دموعي متحجرة حائرة على أطراف جفوني ...
نبض قلبي ضعيف واهن للغاية ...
وكأنه يأتي من بعد سحيق ...
من بئر لا قرار له ...
بات يلقي فيه كل المارة بما لديهم حتى امتلأ وفاض بما يحويه ...
أريد أن أفرغ كل ما برأسي ...
وكل ما بقلبي ...
وأعيد ضبط كل أجهزتي وحواسي وانفعالاتي ...
حتى أستطيع أن أبدأ من جديد ...
أو على الأقل حتى أحصل على بعض الطاقة كي أواصل المسير ...
أريد أن أشعر بقليل من الهدوء ...
فقط الهدوء لأني بت لا أتحمل ضوضاء العيون ...
وزخم الوجوه ...
طاقتي الآن هي صفر ...
لا طاقة لي للجدال ...
للعتاب ...
للشرح والتبرير ...
وإعادة الطرق على أبواب أحبة أغلقوها بأيديهم في وجهي ...
لا طاقة لدي على الإطلاق ...
وهذا شعور سيء للغاية لو تعلمون ...
ولم أعهده في نفسي من قبل ...
وعبء جديد يضاف إلى قائمة أعبائي ...