في ناس شايفة إن القصص والأفلام اللي إحنا بنشوفها وبنسمعها دي مجرد خيال لا يُجسد الواقع... ولكن خليني أقولك يا عزيزي إنت غلطان عشان الواقع أمرّ من كده كمان، والقصص والأفلام بتحكي جزء من الحقيقة، ولازم تكون عارف إن اللي شاف غير اللي سمع.. وأنا النهاردة ككاتب قصص رعب جاي أحكي عن أغرب قصة شُفت منها بعض التفاصيل والبعض الآخر اتحكالي على لسان أقرب الأقربين للشخص اللي هحكي عنه الحكاية.. بس نصيحة اقرأوا الكلام ده بعينيكم مش بصوت مسموع.
...
(تعرف لما الحُلم الجميل يتحول لكابوس)... دي أول جملة كانت مكتوبة في مذكرات جمال... جمال اللي لقيناه مقتول في شقته بطريقة بشعة تمامًا.. جسم جمال كان مشوّه بالكامل، وعليه رسومات وحروف غريبة محفورة على جلده، وكانت جنبه زوجته الأستاذة ريهام، واللي كانت منهارة من العياط.. اتمشيت في الشقة لحد ما لمحت مذكرات محطوطة على ترابيزة، فتحتها والمكتوب فيها لو حصل حقيقي يبقي افلام الخيال العلمي بتتحقق أو جمال ده خياله واسع وبيحكي اللي حصل ده من دماغه.
...
تنويه: أنا هحكي التفاصيل اللي شُفتها واللي اتحكتلي في سياق القصة، بس أتمنى الكل يركز عشان الموضوع مش سهل.
...
فتحت المذكرات، وبعد ما قرأت أول جملة كانت مكتوبة بدأت أركز وكملت قراءة.. اسمي جمال مصطفى، سني دلوقتي ٣٥ سنة، عايش مع مراتي ريهام، ومع الأسف الشديد ربنا مرزقناش بأولاد. أنا راجل راضي وبقول الحمد لله دايمًا، ومراتي كمان رغم الحُزن اللي هيّا فيه بسبب الموضوع ده، ولكن هي راضية تمامًا بقضاء الله.. لكن اللي مكنش راضي هما أهلي، خصوصًا إننا متجوزين من خمس سنين كاملة.
وقبل ما حد يسأل السؤال المتوقع ويقول: "مروحتوش لدكتور ليه؟".. هقولك روحنا وكشفنا، ومش عند دكتور واحد بس، لأ.. عند ييجي عشرين دكتور، وكلهم بيقولوا نفس الكلام: مفيش أي حاجة تمنع الخلفة، وكل حاجة بإيد ربنا.
كلام أهلي بدأ يكتر، ومن كلام عادي لتلقيح على مراتي وكلام جارح، وده خلّى حالتها النفسية تسوء أكتر ما هي سيئة، وعشان أنا دكتور نفسي كنت حاسس بيها، فقررت إني هسيب بيت العيلة خالص، وأخدت شقة صغيرة كده على قدنا عشان نعيش فيها، وبصراحة ده حسن الحالة النفسية عند ريهام وبقت أحسن من الأول.
كنت بحاول أعوضها بأي شكل وأنسيها أي حاجة وحشة شافتها... لكن حصلت حاجة خلت العلاقة بيني وبين ريهام اتوترت جدًا.
يومها رجعت من الشغل بدري، وأول ما دخلت الشقة لقيتها مُضلمة رغم إن الساعة لسه سبعة، وريهام مش بتنام بدري أوي كده.. دورت عليها في الشقة كلها، بس مكنش ليها أثر.. كنت قلقان عليها، وعمّال أسأل نفسي: هي راحت فين؟.. طلّعت تليفوني واتصلت بيها، بس مكنتش بترد، مرة واتنين وتلاتة، لحد ما أخيرًا ردت، فسألتها:
_إنتي فين؟.. ومش بتردي ليه على الموبايل؟
= أنا آسفة يا جمال، بس ماما تعبت شوية واضطريت أروحلها.
_ألف سلامة عليها.. وإزاي متبلغنيش؟
= أنا غلطانة، أنا عارفة والله، بس لبست ونزلت على طول من خوفي عليها.
_ولا يهمك... أنا جاي دلوقتي عندها عشان أطمن عليها.
= لا يا حبيبي، أنا خلاص جاية دلوقتي، ماتتعبش نفسك.. عشر دقايق وهكون في البيت.
...
قفلت ريهام المكالمة وأنا مستغرب التوتر اللي هي فيه.. وفعلاً بعد شوية رجعت ريهام البيت، بس وشها كان مخطوف، وباين عليها التوتر الشديد، قربت منها وكنت لسه هتكلم معاها، لكن في الوقت ده شميت ريحة بخور نفاذ، فسألتها:
_إيه الريحة اللي في هدومك دي؟ إنتي كنتي فين؟
= ما أنا قولتلك يا جمال.. أنا كنت عند ماما.
_وريحة البخور دي جات منين؟
= في واحدة جارتنا كانت بتبخر الشقة عند ماما، وأكيد هدومي لقطت.
...
مش عارف ليه مكنتش عارف أصدقها، بس سكت، وهي دخلت أخدت دُش، وبعدها دخلت المطبخ عشان تحضر العشا.. دخلت الأوضة عشان أغير هدومي، لقيت والدتها بترن.. قولت أرد وأسأل عليها بالمرة.. وأول ما فتحت الخط سمعتها بتقول:
إيه؟ صدق الكلام ولا شك فيكي؟
...
اتصدمت من اللي سمعته، وفي اللحظة دي دخلت ريهام الأوضة وهي خايفة مني.. طلبت مني أهدى، وهي هتحكيلي كل حاجة.. طبعًا كنت متعصب جدًا، أنا أكتر حاجة بكرهها في حياتي الكذب، لكنها اتكلمت وهي بتعيط وقالت:
_زهقت من كلام الناس، ومبقتش قادرة أستحمل نظرتهم ليا، كلام والدتك وأهلك كان بيدبحني من جوه وبيحسسني إني أرض بور، ولما روحت عند ماما قابلت الست فتحية جارتنا من زمان، كانت عارفة مشكلتي وحاسة بيا وطلبت منى اروح معاها مشوار، بس أنا مكنتش أعرف أنها هتوديني لواحدة من بتوع السحر والأعمال وربنا يعلم إني حاولت أرفض وقولتلها أنا مستحيل أعمل كده، بس ماما طلبت مني أدخل.. دخلت للست اللي جوه واللي قالتلي..
=أقولك أنا، قلتلك إنك معمولك عمل مش كده
_ عرفت منين؟
=مش محتاجة ذكاء يا هانم، إي واحدة نصابة بتعمل كده عشان تقدر تاخد فلوس من المغفلين
_أنا أسفة يا جمال، سامحني أرجوك
=كان ممكن أسامحك لو جيتي معايا دوغري من البداية، بس عشان كدبك ده إنتي هتروحي دلوقتي علي بيت أهلك وأنا ليا كلام تاني مع والدتك
_لا يا جمال خليني هنا وأنا بوعدك ده مش هيتكرر تاني
=لا تاني ولا تالت، أتفضلي ألبسي عشان نروح لوالدتك
....
أخدتها وروحنا علي بيت والدتها، كانت بتحاول تهديني بس أنا كنت متعصب ومش شايف قدامي وسبتها عند والدتها ومشيت، مكنتش مصدق أن مراتي تعمل كده، بس ده كان أكبر غلط أخدته في حياتي
قعدت أسبوع من غيرها، كان أصعب أسبوع عدي عليا مكنتش عارف أشتغل فأخدت أجازة وقعدت في البيت.. وفي اليوم السابع لقيت حماتي بتتصل بيا.. كنت هديت شوية ورديت عليها
_ألو.. إزيك عاملة ايه؟
=أنا كويسه يبني الحمدلله، بس ريهام مش كويسة خالص
_مالها ريهام في إيه؟
=حابسة نفسها..وكل يوم بليل بسمعها بتصرخ وليها كام يوم مش بتاكل
_وازاي مبلغتنيش من بدري؟
=أنا قولت إنك يوم ولا اتنين وهتحن وترجعلها بس لما الموضوع طول قولت لازم ابلغك
_طيب انا جاي دلوقتي
...
قفلت مع حماتي وأتحركت علي بيتهم.. ولما وصلت قدام باب الشقه سمعت صوت صراخ ريهام، بس ده مش صراخ طبيعي أبداً، خبطت وفتحتلي حماتي وهي قلقانة علي بنتها.. ومكنش في تفكير اني أخبط علي الباب، أنا كسرت الباب علي طول ودخلت الأوضة، بس ريهام كان شكلها تعبان خالص مش دي مراتي اللي كانت معايا من أسبوع
أول ما شافتني جريت عليا وحضنتني، بس لما حاولت أحضنها لقيتها بتبعد عني وبتكشف دراعها اللي كان عليه أثار تعذيب، بصيتلها وبصيت لحماتي وأنا مش فاهم إيه ده؟.. محدش كان عنده إجابة
أخدتها وروحت بيها لدكتورة معرفة عشان أعرف إيه ده؟!.. بس لما وصلت وكشفت دراعها مكنش فيه أثر لأي حاجه.. كنت مذهول حتي الدكتورة أستغربت
...
أخدت ريهام ورجعت علي البيت، وكنت جيبلها هدية من فترة وكنت ناوي أديهلها يوم المشكله.. كانت سلسلة شكلها حلو، فيها مصحف صغير
أخدتها قدام المرايا وهي مبتسمة بضعف ولفيت السلسلة حوالين رقبتها، وفي اللحظة دي لقيت ملامحها بتتبدل وبتبرق ومسكت السلسلة وكانت بتشد فيها وبتحاول تقطعها.. كانت بتصرخ بصوت أول مرة أسمعه من مراتي، صوتها كان تخين وأجش... لقيت الشبابيك بتتفتح وبتتقفل بقوة، وأنا مش فاهم إيه اللي بيحصل بالظبط كنت ببص حواليا لحد ما رجعت بصيت تاني للمرايا ووقتها شوفت حاجة مكنتش مصدقها.. أنعكاس مراتي اللي في المرايا مكنش واقف لوحده، وعشان تتخيل المشهد أكتر
أنا شايف أنعكاس مراتي في المرايا وأنا واقف وراها بس المشكله إن في حد واقف ورايا أنا كمان وقبل ما أعمل إي حاجه.. النور قطع ووقتها شوفت.. يتبع الجزء الثاني
...
لقيت مراتي بتتلفت ليا وكان شكلها يخوف، دي كانت أول مرة أخاف منها ..بس المشكلة إنها مكنتش بتبصلي أنا ..دي كانت بتبص على اللي واقف ورايا واللي انعكاسه باصصلي في المرايا، وسمعت صوت في ودني بيقولي:
: دي مش مراتك إنت، دي مراتي أنا، ابعد عنها أحسنلك
بصيت ورايا لكن مفيش حد كان واقف ..بس لسه الصوت بيتكرر في عقلي، ومع كل اللي بيحصلي ده استعنت بالله وقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ومعاها النور رجع ولقيت ريهام واقفة قصادي وبتقولي: مالك؟
...
الغريبة إني ملقتش السلسلة على الأرض، ولا لقيت العلبة اللي كنت جايب فيها السلسلة ..سبت ريهام ودخلت الأوضة من تاني، فتحت الدولاب والصدمة إني لقيت العلبة في مكانها..كنت لسه همد إيدي وهاخدها من تاني، لكن سمعت الصوت من تاني بيقولي:
إياك تكرر اللي عملته تاني ..إياااك
....
رجعت إيدي وخرجت من الأوضة وأنا متعصب، ولقيت ريهام في المطبخ، كنت لسه هتكلم معاها وألومها على روحتها للست الدجالة، بس كل ما كنت أجي أتكلم مكنتش بعرف ..في حاجة منعاني إني أتكلم ...رجعت الأوضة من تاني وحاولت أنام ..غمضت عينيا في محاولة مني للاسترخاء وروحت في النوم، لكني صحيت على صوت بينده عليا باسمي ..جمااال يا جمااال، الصوت كان بينده بطريقة تخوف ..فتحت عينيا براحة، لقيت ريهام واقفة في وشي ومبرقة لدرجة إني خفت من شكلها، ولقيتها بتقولي:
_طلقني يا جمال ..طلقني، إنت مش قده
= في إيه يا ريهام ..مالك عاملة كده ليه؟..ومين ده اللي أنا مش قده؟
ششش..متسألش واسمع الكلام يا جمال
= ريهام، بطلي الجنان ده وروحي نامي
_ده مش جنان يا جمال ..أنا مش مراتك إنت ..أنا مراته هو ..مراته هو يا جمال
....
كانت بتضحك زي المجنونة ..أسلوبها استفزني جدًا وخلاني قمت من مكاني وضربتها بالقلم ...وبمجرد ما عملت كده، لقيت إيد طبقت على رقبتي، حاولت أبعدها بس هي مكنتش راضية تسبني، وحسيت إن دماغي بتتقل ونفسي بيروح، ولقيت نفسي بستسلم لفكرة الموت، لكني سمعت صوت ريهام جاي من بعيد وكانت بتقول:
_جمال فوق يا جمال ..مالك بس، هو إيه اللي حصل؟
فتحت عينيا على صوت ريهام، لقيت شكلها طبيعي، وكل اللي أنا شوفته ده كان كابوس ..كنت باخد نفسي بالعافية، لكن في النهاية ..حمدت ربنا إن اللي حصل ده كان كابوس
.....
كنت بحاول أتعايش وأقنع نفسي إن كل اللي بيحصل ده أوهام ومش حقيقة ..لكن كنت كل ما بحاول أصدق ده، كانت بتحصل حاجة بترجعني ..يومها كنت نايم وريهام كانت نايمة جنبي ..فتحت عينيا على مكان غريب، مكان مليان كراسي، وفي ناس قاعدة على الكراسي ..ناس ملامحها جامدة وجافة، متعرفش تفسر دي ملامح إيه؟
ولقيت نفسي بقرب من أوضة وبفتحها ..ظهرت قدامي واحدة قاعدة وقدامها نار ..مشهد شوفته كتير في الأفلام ومش محتاج شرح، دي دجالة ..لقيت نفسي بقرب منها بدون إرادة، ووقتها شوفت صورة مراتي قدام الست دي، وقبل ما أقول أي حاجة ..المشهد اتبدل، ولقيت نفسي واقف في مكان أشبه بكهف، وكان واقف قدامي أقرب وصف ليه: مسخ دميم ..منظره مفزع، قرب مني، ووقتها حسيت بسخونة مش طبيعية جاية من ناحيته ..ومن غير ما يفتح بُقه، سمعت صوته في عقلي بيقولي:
: ابعد عنها يا جمااال ..ريهام ملكي دلوقتي وبقت مراتي ..إياك تقربلها يا جمال
= لا، دي مراتي أنا ..مش مراتك إنت
_لو قلت كده تاني هتموت يا جمال ..سامع؟ هتموت يا جمااال
....
وصحيت من النوم ..حاولت أتعامل إن ده كابوس عادي، لكني معرفتش..تفاصيل الكابوس كانت حقيقية بطريقة متتصدقش ..قررت إني هروح لأهلي وأتكلم معاهم، ومش عارف ليه كنت ميال لكلامهم وعاوز أسيب ريهام، بس كان صعبان عليا عشرة الخمس سنين ..كنت بحاول أطرد الفكرة دي من بالي، لكن كل ما كنت أفتكر اللي حصللي الفترة اللي فاتت، ترجع الفكرة تسيطر عليا من تاني ..وأنا في الطريق لبيت أهلي قابلت محمود
ومحمود ده هو المجنون بتاع العيلة، بيكتب قصص رعب وجريمة، وقلت أسأله على الموضوع ده، وبدأت معاه الكلام
_إزيك يا حودة؟
= أهلا يا جمال ..أخبارك إيه؟
_الحمدلله ..كنت عاوزك في موضوع كده
= خير إن شاء الله
..
وبدأت أحكيله كل حاجة حصلت معايا الفترة اللي فاتت ..فـاتكلم وقال:
_بص يا جمال، أنا مقدرش أقولك مراتك بتعاني من إيه ..شوف حد من أهل الخبرة في الموضوع ده
= زي مين يا محمود؟
_هنا في البلد معرفش، بس في واحد في بلد جنبنا بيقولوا إنه معالج بالقرآن الكريم وشخص محترم
=بيني وبينك يا محمود، أنا مش عاوز أدخل في سكة العلاج الروحاني دي ..أنا بفكر أعرضها على دكتور نفسي
_وإيه دخل الطب النفسي في الكابوس اللي إنت شوفته؟
=طيب بقولك إيه، إنت تيجي تتغدى معايا النهارده، ولو حصلت حاجة غريبة يبقى إنت شوفت بعينيك
_ مِبلاش موضوع الغدا ده
=عيب عليك ده انت اخويا يا جدع، طيب والله لتاجي تتغدي معايا
_ طيب ليه الحلفان بس، عموما انا هاجي عشان اشوف الوضع عامل ازاي وان شاء الله خير يا صاحبي
...
مشي محمود وانا رجعت ومرحتش عند اهلي، انا رجعت البيت من تاني دخلت الشقه وفتحت باب الاوضه ودخلت
ريهام كانت قاعده على السرير، وباصه قدامها وكانت سرحانه في الفراغ ومره واحده بصتلي وصرخت وقالت
_ اطلع بره، وابعد عني
= في ايه بس يا ريهام؟
_ بقولك اطلع بره
...
خرجت من الاوضه وطلعت تليفوني ورنيت على والدها وطلبت منه يجيب والدتها ويجي على البيت عندي ضروري، وكمان كلمت محمود وطلبت منه يجي دلوقتي، بس اللي جاي واللي حصل في البيت محمود اللي هيحكي عليه
مساء الخير
كان ليا فتره كبيره مزورتش جمال وده بسبب ظروف شغلي، اول ما وصلت عنده البيت لقيت والد ووالده ريهام موجودين، بس شفت اللي مكنتش اتخيله، شفت ريهام بتشتم والدها ووالدتها بافظع الشتايم وبتطلب منهم يطلعوا بره والغريبه انها ما وجهتليش كلام كانها مش شايفاني اصلا، جمال كان بيحاول يتكلم معاها ويقولها كده عيب، بس هي ما كانتش سامعه حد.. لحد ما جمال ضربها بالقلم
في اللحظه دي النور قطع، وسمعت صوت تكسير في المطبخ، اطباق وكوبايات بتقع من مكانها وبتتكسر، ولما النور رجع لقيت في حرق على ايد جمال، ووقتها طلبت منه انه لازم يجيب شيخ ضروري عشان يحل الموضوع ده، وقولتله
_ اللي بيحصل عندك في البيت ده مش طبيعي يا جمال، سيبك من قناعاتك دلوقتي اللي عند مراتك مش مرض نفسي، مراتك ملبوسه
= طيب انا هتصرف ازاي دلوقتي؟
_ زي ما قولتلك لازم شيخ، يكون بيعالج بالقران الكريم وان شاء الله الموضوع هيتحل
مشي محمود واهل ريهام، وقعدت افكر هعمل ايه؟!
اسمع كلام محمود واجيب شيخ، ولا افضل اكابر ومجيبش شيخ ولا حاجه وافضل مقتنع ان اللي عندها ده مرض نفسي مش عارف
كنت لسه قاعد وبفكر، ولقيت ريهام داخله عليا وكانت هاديه خالص وقعدت جنبي وقالت
_ عندي ليك خبر هيفرحك جداً
بصراحه ما كنتش عارف اقولها ايه؟.. فسالتها ايه الخبر؟
= انا حامل يا جمال، مبروك يا حبيبي هتبقى اب
...
ما كنتش عارف افرح ولا ازعل، وقبل ما اتكلم لقيت الابتسامه البريئه اللي على وشها راحت وبقت ابتسامه خبيثه ولقيت الصوت بيتكلم جوه عقلي من تاني وبيقول
_ اوعى تكون فاكر انه ده ابنك يا جمال، ده مش ابنك يا جمال
وفجأة..
حسيت بضربه قويه في وشي، وقعت بسببها على الارض وفقدت الوعي، لما فقت لقيت نفسي على الارض وفي حاجه لزجه على وشي
مسحتها بايدي كان دم على مناخيري
قمت من مكاني وانا دايخ ودماغي تقيله وبتحرك بالعافيه، بس خلاص انا اخدت القرار النهائي، انا هسمع كلام محمود وهجيب شيخ، بس عشان اروح البلد اللي جنبنا دلوقتي حوار مش سهل، انا هنزل لشيخ الجامع اللي هنا وهحكيله كل حاجه وجايز هو يكون عنده الحل
دخلت الاوضه لقيت ريهام نايمه على السرير ورايحه في سابع نومه
دخلت الحمام غسلت وشي، وطلعت لبست ونزلت على طول، الساعه كانت 9بالليل وانا عارف ان الشيخ عبد الجواد بعد صلاه العشاء بيحب يقعد في الجامع ويقرا قران.. دخلت الجامع وقعدت قصاده فساب المصحف واتلفتلي واتكلم وقال
_ ازيك يا جمال عامل ايه؟
= الحمد لله تمام، انا كنت عاوزك في موضوع يا شيخ عبد الجواد
_ خير يا ابني ان شاء الله
...
بدات احكي كل حاجه للشيخ عبد الجواد، وحياتي اللي اتقلبت في لحظه
فتكلم وقال
_ الموضوع مش محتاج كلام، صاحبك عنده حق مراتك عليها مس من الجن
= طيب وايه الحل دلوقتي يا عم الشيخ؟
_ لازم طبعا هاجي البيت وهشوفها، وساعتها هنحدد اذا كان مس من الجن ولا ده جن مسلط
= يعني ايه جن مسلط؟
_ يعني معمولها عمل، يعني حد راح لساحر وخلاه سلط عليها جن
= هو احتمال بعيد بس لما حضرتك هتاجي هتحدد ده
_ بعون الله يا ابني ما تقلقش، انت روح دلوقتي وانا نص ساعه وهكون عندك
= تمام يا مولانا بارك الله فيك
...
خرجت من الجامع واتصلت بمحمود وبلغته لكنه رد عليا وقال
_ ايوه يا جمال بس الشيخ عبد الجواد ما عندهوش الخبره الكامله في التعامل مع الجن، وياما راح لناس كتير ومحلش المشاكل اللي عندهم
= المشوار بعيد عليا يا محمود، انا هخليه يجي ولو ما عرفش يتصرف هروح للراجل اللي انت قلتلي عليه
_ تمام يا جمال اللي تشوفه
...
قفلت مع محمود ورجعت على البيت وكنت في انتظار الشيخ عبد الجواد، في الوقت ده ريهام صحيت، كان باين عليها التعب والارهاق
ولسه هتتكلم معايا، الباب خبط
بصت ريهام ناحيه الباب ورجعت بصتلي وابتسمت بسخريه، واتكلمت بصوت تخين واجش وقالت
_ انت جايب شيخ عشان يخرجني
وضحك ضحكة عاليه وبعدها قال
انت فاكر ان انا هخرج بسهوله كده، انت لسه ما تعرفش انا ممكن اعمل ايه
..
قمت من مكاني وفتحت الباب، دخل الشيخ عبد الجواد واول ما شاف منظر مراتي بلع ريقه بالعافيه وبان عليه الخوف، لكنه قرب وهو بيردد ايات من القران الكريم وطلب مني اربطها بسرعه قربت منها عشان اربطها لكنها زقتني زقة 10 رجاله في بعض وقعت على الارض، وبدا الجن يتكلم مع الشيخ بس كان كلام مش مفهوم عامل زي الطلاسم وقتها، انا شفت الشيخ بيتخنق، وبيحاول يخلص نفسه من الخنقه لكنه مش عارف... وقبل ما يقطع النفس خالص الخنقه اتفكت من عليه وقام من مكانه وهرب بسرعه من البيت، الظاهر محمود كان عنده حق في دي كمان، مش اي حد شيخ يبقى معالج روحاني
ريهام دخلت الاوضه وقفلت الباب عليها من جوه، وانا كنت قلقان وخايف من اللي جاي
مساء الخير
انا محمود بعد اليوم ده، حاولت اتصل كتير بجمال ما كانش بيرد عليا.. قلت هروح على البيت عشان اشوفه، لما رحت هناك فضلت اخبط على الباب كتير بس ما حدش فتح لكن عربيه جمال موجوده تحت، مش عارف ليه كنت خايف وقلقان وعشان كده قررت ابلغ الشرطه، وفعلا بلغت.. لما الشرطه وصلت وكسرت باب الشقه لقينا جثه جمال كانت على الارض ومشوهه تماماً ومكتوب عليها طلاسم، المنظر بالنسبالنا كان مقبض جداً، وكانت جنبه ريهام بتبكي وبتعيط
ولما بدات التحقيقات في القضيه، رحت وبلغت بشهادتي واللي شفته قدامي واللي كان بيطلبه مني جمال في اخر ايامه
الدنيا كانت مقلوبه خصوصا الطريقه اللي اتقتل بيها جمال كانت طريقه بشعه.. وبعد ما التحقيقات خلصت في القضيه واتحبست ريهام لانها كانت المتهم الوحيد في القضيه، رحت مع اهل جمال عشان نلم حاجته ونقفل الشقه لكن واحنا بنلم الحاجه لقيت تحت مخده جمال حجاب، حجاب انا عارفه كويس ده السحر اللي اتعمل وقلب حياه جمال
...
اخدت الحجاب ورحت بيه على الشيخ حمزه، وده شيخ محترم ومعالج روحاني كبير، وصلت عنده ورحب بيا جداً وبعدها بدات احكيله الموضوع ووريته الحجاب اللي معايا، الشيخ حمزه اول ما شافه اتكلم وقال
: ده سحر بيجلب الجن لبنات ادم وبيخليهم يعشقوهم، ولو الست اللي معمولها العمل متجوزه حياتها بتتقلب 180 درجه، حرفيا الجن بيحجب الست عن جوزها وبتحصل حاجه من الاتنين يا اما الشخص ده والمقصود هنا الزوج يطلقها، يا اما يواجه وساعتها الجن بيخلي الست تقتل جوزها، بس السحر ده مش بيجلب اي جن، ده بيجلب احد ابناء ابليس
بس اللي عمل العمل ده لجمال ومراته، هو حد قريب منهم جداً لدرجه انه وصل لاوضه جمال، وحط السحر تحت المخده، يا اما حد من اهل جمال يا اما حد من اهل ريهام
= طيب والحمل، ريهام هنا حامل من الجن ولا حامل من جمال
_ المنطق بيقول ما فيش زواج بين الانس والجن وان موضوع الحمل ده مجرد اشاعه، بس انا اتعلمت ان ما فيش حاجه اسمها منطق، الدنيا حوالينا يا محمود مليانة حاجات غريبه، ولما تخلف ريهام اكيد هنشوف المولود
...
اكيد اهل جمال او حد منهم اللي عمل كده خصوصا انهم كانوا بيكرهوا ريهام عشان محملتش وكانوا دايما بيطلبوا من جمال يتجوز عليها ويطلقها
في حد عنده قلب يعمل كده في ابنه، انا اه مش متاكد 100% انهم هم اللي عملوا كده بس اكيد اللي حصل ده حصل من حد قريب من جمال
...
الكل بدا يقفل على الموضوع، والموضوع بدا يهدا وفات عليه ست شهور كامله، لحد ما في يوم اتقبض على دجاله بتعمل اعمال سفليه واتحولت للنيابه لممارسه اعمال السحر والشعوذه، لكن الصدمه انهم لقيوا صورة جمال وريهام في بيت الست دي، والظابط لما شاف الصورة اتصل بيا وطلب يقابلني خصوصا ان على علاقه كويسه بيه، ولما رحت عنده وراني صوره فرح جمال وريهام ولكن كان مكتوب على الصوره بلاوي سودا، زي العنس والموت والفقر
واتفتح الموضوع من تاني، ولما الدجاله شافت الصوره قالت ان والده جمال هي اللي عملت كده، وانها راحتلها وطلبت منها تدمر حياه ريهام عشان يبعد عنها ويطلقها ويتجوز عليها
واتقبض على والده جمال، والغريبه انها مانكرتش دي اعترفت بمنتهى البساطه، كانها ما عملتش حاجه.. وكانت بتقول للظابط انها كانت بتحافظ على ابنها وكانت عاوزه تشوفله اولاد وان ريهام كانت طمعانه فيه، كلها حجج فارغه لواحده كفرت بدينها وراحت عملت عمل تسبب في موت ابنها وتدمير حياته
...
وبعد فتره عرفت انهم حولوا ريهام لمستشفى الامراض العقليه للكشف على قواها العقليه والتاكد من سلامتها... ولسه والده جمال ما اتحكمش عليها بس لو انتوا مكان القاضي واحده زي والده جمال ايه الحكم اللي تستحقه، عن نفسي اتمنى انها تاخد اعدام ونفسي يطلع قانون يعترف بوجود السحر والاعمال وتكون عقوبه اللي يستخدمهم هي الاعدام.