سنة 1998 وبالتحديد في ميناء بور سعيد اتحركت مركب الخواجة بقيادة القبطان وليم وبصحبته مراته وابنائه الاتنين في رحلة استكشافية بحرية بمناسبة عيد جوازهم السابع، وكان معاهم مساعد القبطان وطاقم من البحارة
وبعد ساعات من الابحار لمح القبطان وليم جزيرة واقترح على مراته واولاده انهم ينزلوا الجزيرة ويستكشفوها.. وفعلا وصلوا للجزيرة وطلب القبطان من الطاقم اللي معاه مينزلش معاهم وانه عاوز يكون مع اسرته وبس
وبعد شوية سمع البحارة صوت صراخ القبطان ولما نزلوا يشوفوا حصل اي لقيوا القبطان مغمي عليه ومراته وعياله بيحاولوا يفوقوه
اخدوه ورجعوا على المركب وقرروا الرجوع للميناء.. ولما فاق مكنش فاكر حاجه
وبعد ساعات كان الليل رمي شباكه على المركب والبحارة كانوا نايمين.. صحيوا علي صوت طلق ناري ومش مرة واحدة لأ ده اربع خمس مرات
ولما جريوا علي الكبينة الخاصة بالقبطان كانت الصدمة
القبطان ومراته وعياله مقتولين والسلاح في ايد القبطان.. قرر المساعد والبحارة الرجوع بالجثث للميناء وتسليمها وفعلا ده حصل، ومن بعدها المركب اتركنت في الميناء
..
عم بشندي حارس امن المينا كان بيسمع الكلام ده وهو هيموت ويعرف القبطان وليم شاف اي على الجزيرة؟
**********************
الدنيا كانت شتا وبتمطر كنا في أوائل فبراير.. لما خرج عم بشندي من بيته الصغير وهو لابس الجاكت والطقية الصوف فوق دماغه.. ووقتها ندهت عليه الست فوزية مراته من الشباك
_يا بشندى بقولك؟
=يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم علي الصبح.. عاوزة اي يا ولية منا كنت لسه جوه؟
_ أنا مخنوقة من ساعة ما جيت البلد دي وخايفة عليك من الشغلانة الجديدة دي مش عارفه ليه وقلبي مقبوض
= قلبك مقبوض من اي يا فقر؟.. اهي شغلانة زي اي شغلانة وبعدين اهي احسن من غيرها ولا عوزاني اقعد جنبك ومشتغلش
_لا يا بشندي بس عاوزاك تاخد بالك من نفسك
=طيب ادخلى نامي يا فوزية ربنا يهديكي، خلي يومك يعدى
...
اهي نسوان فقر علي الصبح.. هتقفلني وانا لسه في اول اليوم، هي مالها المطرة مش مبطلة ليه من امبارح؟
يلا مش مهم ادينا وصلنا الشغل وهنقعد في الكشك ونداري من المطرة
اه أنا معرفتكمش بنفسي عدم المؤاخذة.. أنا بشندى الصواف.. عندى 48 سنة بشتغل حارس أمن في مينا بور سعيد
بس انا في الاساس راجل صعيدى من أسيوط.. اتبهدلت كتير واشتغلت كذا شغلانة لحد ما واحد صحبي وحبيبي دلني علي الشغلانة دي واهو ربنا بيسهل الحال
لما جيت المينا هنا.. اتحذرت انى أروح منطقة البراميل
واللى مش فاهم يعني اي؟
دي منطقة كده في مركب مهجورة وممنوع حد يقرب منها وقافلين الطريق ليها ببراميل.. على حسب ما سمعت عنها أسمها مركب الخواجة
واهو ليا فترة بشتغل هنا ومش بروح هناك ولا بشغل بالى اصلي مش ناقص وجع دماغ
...
خرجت بره الكشك لما حسيت المطرة بدأت تهدي ووقتها شوفت الواد منعم وماسك في ايده كيس.. أول ما شافني أتكلم وقال
_عم بشندي والله حماتك بتحبك.. أكلة سمك إنما إيه تستاهل بوقك
=سمك اي؟... إنت ياض مش بتزهق من السمك ده؟.. ده انا كل ما أشوفك الاقيك رايح تاكل سمك
_هو في أطعم من السمك يا عم بشندي.. طيب والله لتاكل معايا
...
دخل منعم الكشك وحط السمك علي الترابيزة الصغيرة وفتح الكيس وابتدينا ناكل
لقيت منعم بيبصلي وبيقول
_الا قولى يا عم بشندي هو انت كنت بتشتغل اي قبل ما تاجي هنا؟
=لا إله إلا الله.. وليه السيرة الزفرة دي مش كفاية زفارة السمك
_ليه كده هو انتي كنت شغال اي يعني؟
=في المشرحة
وقتها اللقمة وقعت من ايد منعم وبرقلي وقال
_مشرحة؟
=اه مشرحة مالك مبرق كده ليه هو انا بقولك كنت ميت وصحيت
_لا مش القصد بس يعني كنت بتشتغل اي؟
= كنت بساعد في غسل الميتين، بقولك اي يا ولا غير السيرة دي احنا بناكل
_خلاص يا عم بشندي كل بالهنا
= الا قولي ياض يا منعم انت متأكد إنك مولود هنا في بور سعيد؟
_اه متأكد طبعاً بتسأل ليه؟
=أصلك مش بتتكلم زي البلد يعني
_مش فاهم!
= يعني مسمعتكش في مرة بتقول صبحين وحتة
_ههههههه.. ضحكتني والله يا عم بشندي.. الناس كلها فكرانا بنتكلم كلنا زي فيلم ابو العربي... لا يا عم بشندي في ناس بتتكلم الكلام ده وناس لأ عادي يعني
_ اه فهمتك، الا قولي صحيح بما إنك قديم في المكان هنا.. إي حكاية البراميل اللي قافلة طريق مركب الخواجة دي.. يعني اي المهم في المركب عشان خايفين عليه؟
=لا ده موضوع كبير يا عم بشندي.. البراميل دي مكنتش موجوده في الأول لحد ما جيه فرج، كان شخص كده على الله تحسه مخبول
فرج كان بيقول إنه بيسمع صوت صراخ جاي من ناحية المركب، بس محدش من الموجودين كان بيسمع غيره
لحد ما في يوم جينا المينا وملقيناش عم فرج وفضلنا ندور عليه لحد ما لقيناه مقتول بطريقة صعبة عند مركب الخواجة.. صعبة لدرجة إن بطنه مشقوقة بالطول
وقتها محدش عرف مين اللي عمل كده؟... والحادث اتقيد ضد مجهول
وادفن فرج.. واتحطت البراميل دي زي ما أنت شايف كده وبقت منطقة معزولة وممنوع حد يقرب منها
_ امممم، طيب والراجل اللي اسمه فرج ده كان شغال اي؟
=كان ماسك مكانك يا عمهم
_ينهار أبوك أسود وساكت ليه كل ده ازاي متعرفنيش؟
= والله غصب عني يا عم بشندي الريس سعد منبه عليا مجبش سيرة لحد
_ طيب غور يلا منا هنا.. عكرت مزاجي الله يخربيتك
=كده ماشي يا عمهم، سلام
...
مشي منعم من قدامي وأنا دماغي كانت بتودي وتجيب، معناه اي الكلام ده ومين اللي قتل فرج ده؟
أنا أه شغال بقالى فترة هنا ومسمعتش حاجة.. بس ده عشان انا مكنتش مركز مع المكان ده من أصله
قعدت على الكنبه في الكشك وانا بفكر يا ترى ايه اللي كان بيحصل في مركب الخواجه، ومين اللي قتل فرج؟
قعدت في الكشك خمس ساعات بحالهم دماغي مقلوبه بسبب اللي سمعته وعشان كده لما الليل رمى شباكه على المينا
خرجت من الكشك.. عشان الاقي الريس شحتة في وشي وده الريس بتاعي في الشغل، اول ما شافني اتكلم وقال
_ ابن حلال مصفي والله انا كنت جايلك
= خطوه عزيزه يا ريس شحته، خير ان شاء الله؟
_ معلش يا بشندي انت هتطبق معايا الورديه التانيه، اصل عماد اللي بيستلم منك الورديه مراته في المستشفى بتولد وللاسف مش هيقدر يجي وانت عارف انه مينفعش المينا حد يدخلها بالليل.. عشان كده بقولك استحملني النهارده.. ومتقلقش اليوم ده هتاخدوا الطاق طاقين
= انا تحت امرك يا ريس شحته.. ومفيش مشكله انا هطبق الورديه
_ تسلم يا بشندي يا ابن الاصول
...
سابنى الريس شحته ومشي.. وانا خرجت التليفون الصغير اللي معايا ورنيت على الوليه البومه اللي معايا في البيت.. وقولتلها
_ فقرتي فيها، اهو مش جاي النهارده البيت وهطبق الورديه، عشان اللي هيستلم مني عنده ظروف ومش جاي
عشان بس متقلبيش الدنيا
= ربنا يعينك يا اخويا
...
قفلت معاها المكالمه وانا مش طايق نفسي، بصيت في الساعه كانت خلاص داخله على 11 بليل.. فتحت باب الكشك وخرجت الشيشه وبراد الشاي وفرشت فرشتي وقعدت.. عمرتلي حجر مع كوبايه شاي
ولسه كان الموضوع بتاع مركب الخواجه قالب دماغي
وده خلاني ابص على المكان واسرح.. وقتها شوفت حاجه غريبه.. شوفت حد بيحاول يدخل مركب الخواجه
مكنش واضح هو مين من بعيد؟... قمت من مكاني واخدت عصايه ودخلت وقربت من المركب كنت واقف قدام البراميل بالضبط.. واتكلمت بصوت عالي وقولت.. مين هنا؟... اخرج ياللى هنا انا شوفتك خلاص ومش هتلحق تهرب
مكنش في رد.. حركت كده برميل من مكانه ودخلت وبقيت واقف قدام المركب بالضبط، مكنش في حاجه غريبه
وعشان كده قررت ان انا ارجع مكاني واكبر دماغي.. لكن قبل ما اتحرك سمعت صوت واحده بتعيط مسكت الكشاف اللي معايا دايما ورفعته على المركب عشان اشوف الصوت ده جاي منين؟
لكن فجاه ايد اتحطت على كتفي اتلفت وياريتني ما اتلفت
المنظر اللي شوفته كان بشع.. شاب واقف قدامي ومشقوقه بطنه بالطول لحد صدره والدم بينزل من كل حته في جسمه.. رجعت لورا اتكعبلت ووقعت على دماغي ومحسيتش بالدنيا... فوقت لقيت الريس شحته واقف فوق راسي والناس عماله تفوق فيا
واول ما فوقت الريس شحته سالني
_ ايه اللي حصلك يا بشندي؟.. وايه اللي جابك قدام مركب الخواجه انا مش قلتلك ان ده ممنوع وانها منطقه محظوره
= انا مجيتش هنا بمزاجي، انا شوفت حراميه كانوا بيحاولوا يخشوا المكان.. معرفش جم منين؟.. انا لمحتهم واقفين عند مركب الخواجه وبيحاولوا يدخلوها
ولما تدخلت واحد منهم ضربني بعصايا على دماغي ومحسيتش بعدها بالدنيا
_ طيب، عموما عماد جيه روح انت ارتاح، وابقى تعالي ورديه مسائيه
= تمام يا ريس شحته اللي تشوفه
...
مشيت من المينا ورجعت على البيت، طول الطريق كنت بسال نفسي انا ليه كدبت على الريس شحته؟
كنت خايف اقوله الحقيقه ميصدقنيش.. هقوله إيه؟
شوفت عفريت لواحد مات.. مش هيصدقني وهيقول عليا مخبول، انا هرجع ارتاح دلوقتي ولما انزل شغلي بالليل هحاول اني مركزش مع المركب دي تاني... الله يخرب بيتك يا منعم.. انت اللي خلتني ركزت مع المركب دي
رجعت البيت لقيت مراتي في سابع نومه، حمدت ربنا عشان انا مش ناقص زنها ورميتك جسمي على السرير ونمت
شوفت وقتها اني كنت واقف قدام مركب الخواجه.. والدنيا كانت ضلمه وبتمطر وفي اللحظه دي شوفت راجل لابس نفس لبس الشغل اللي انا بلبسه كان بيقرب من المركب وماسك في ايده سيجاره وكوبايه شاي
وقعد قدام المركب.. لكن فجأة شوفت جسم اسود طويل ملهوش ملامح
كان بيقرب من الراجل ده
كنت عايز احذره او اقوله اهرب بس انا كنت مجرد متفرج على اللي بيحصل.. لحد ما الراجل ده قام وبص وراه وصرخ
وفجاه بطن الراجل ده اتشقت بالطول وبدا ينزف دم من كل حته في جسمه ووقع على الارض ميت لكن...
صحيت من النوم مفزوع وخايف من الكابوس اللي شوفته.. مش فاهم حاجه، لقيت مراتي صحيت جنبي وبتسالني
_ انت هتروح الشغل دلوقتي.. انت جيت امتى اصلا؟
= فوزيه نامي انا فيا اللي مكفيني
..
بصيت في الساعه كانت 11 بليل، انا نمت كل ده ازاي؟
خلاص فاضل ساعه واحده على الورديه يا دوبك اقوم اجهز نفسي، قومت واخدت دش على السريع ولبست وخرجت
ولما وصلت الشغل استلمت من عماد الورديه.. وقعدت جوه الكشك وقولت مش خارج.. انا مش حمل اللي شوفته ده
وبصراحه كنت خايف مصيري يكون زي مصير فرج.. لكن وانا قاعد الباب خبط ولما فتحت الباب مكنش في حد قدامه
خرجت بره الكشك وولعت سيجاره.. لحد ما لمحت الواد منعم جاي عليا
واتكلم وقال
_ ايه لسه زعلان مني يا عمهم؟
= لا يا منعم مفيش حاجه.. متزعلش مني انا كنت متضايق شويه
_ لا ازعل اي؟... انت زي ابويا يا عم بشندي وانا مقدرش ازعل منك
= الا قولي يا ولا منعم... هو انت متاكد ان محدش شاف حاجه نواحي مركب الخواجه غير فرج؟
_ والله على حد علمي يا عم بشندي أه.. مفيش حد بيشوف ولا بيسمع حاجه... بس انت بتسال السؤال ده ليه؟
انت لسه الموضوع شاغل بالك؟
= مش هكدب عليك اه... وعاوز اعرف ايه اللي حصل يومها؟
_ طيب بص يا عم بشندي انا اعرف واحد من اللي بيقولوا عليهم صحفيين دول عارف حاجات عن موضوع مركب الخواجه
هو بيجي كل يوم ياخد مني سمك لو عاوزني اوصلك بيه يمكن تفهم حاجه؟
= طيب ما انت فيك دماغ وبتعرف تفكر اهو... خلاص اول ما يجيلك بكره ترن عليا
..
بدون الدخول في تفاصيل مش مهمة.. اليوم خلص على خير ورجعت بيتي وبعد رغي معتاد من فوزيه
حاولت انام شويه.. لكني فوقت على صوت تلفوني وهو بيرن وكان اللي بيتصل منعم.. فتحت الخط واتكلم وقال
_ ايوه يا عم بشندي.. الاستاذ طاهر الصحفي موجود معي في المينا يا ريت تيجي بسرعه بس عشان هو مستعجل
..
قومت من مكاني بسرعه لبست وخرجت ورحت على المينا.. وهناك قابلت الاستاذ طاهر الصحفي
اتكلمت معاه وسالته عن مركب الخواجه واللي يعرفه؟
بدأ يتكلم بلغة ناس متعلمة ومتفتحة وبصراحه انا مكنتش فاهم حاجه وعشان كده هو قرى ده وقال بص يا عم بشندي انا هكلمك بطريقتك عشان تفهمني
_سنة 1998 وبالتحديد في ميناء بور سعيد اتحركت مركب الخواجة بقيادة القبطان وليم وبصحبته مراته وابنائه الاتنين في رحلة استكشافية بحرية بمناسبة عيد جوازهم السابع، وكان معاهم مساعد القبطان وطاقم من البحارة
وبعد ساعات من الابحار لمح القبطان وليم جزيرة واقترح على مراته واولاده انهم ينزلوا الجزيرة ويستكشفوها.. وفعلا وصلوا للجزيرة وطلب القبطان من الطاقم اللي معاه مينزلش معاهم وانه عاوز يكون مع اسرته وبس
وبعد شوية سمع البحارة صوت صراخ القبطان ولما نزلوا يشوفوا حصل اي لقيوا القبطان مغمي عليه ومراته وعياله بيحاولوا يفوقوه
اخدوه ورجعوا على المركب وقرروا الرجوع للميناء.. ولما فاق مكنش فاكر حاجه
وبعد ساعات كان الليل رمي شباكه على المركب والبحارة كانوا نايمين.. صحيوا علي صوت طلق ناري ومش مرة واحدة لأ ده اربع خمس مرات
ولما جريوا علي الكبينة الخاصة بالقبطان كانت الصدمة
القبطان ومراته وعياله مقتولين والسلاح في ايد القبطان.. قرر المساعد والبحارة الرجوع بالجثث للمينا وتسليمها وفعلا ده حصل، ومن بعدها المركب اتركنت في المينا
..
=طيب وحضرتك عدم المؤاخذة يعني جبت القصة دي منين؟
_الجريدة عملت تحقيق وقتها مع البحارة اللي كانوا على المركب وهما اللي حكوا القصة دي
=أنا بشكرك جداً يا أستاذ، إنك فهمتني الموضوع
_بس انا ليا عندك سؤال... إنت بتسأل ليه عن الموضوع ده رغم إنه فات عليه سنين؟
=مفيش حبيت اعرف قصة المركب دي خصوصا انها مهجورة من زمان
...
بصلي كده وحسيته مصدقنيش.. وبعدها رجعت البيت نمت شوية لكن نومي مش بيخلي أبداً من الكوابيس.. والمرة دي شوفت نفسي واقف علي جزيرة أرضها صلبة وناشفة.. فضلت ماشي فيها مش عارف انا رايح فين؟
وكنت سامع صوت خبط ورزع حواليا
لحد ما وصلت لمكان مفتوح أشبه بكهف.. قربت من الكهف ده ودخلته
كان فيه حيوانات ميتة وريحته وحشة لحد ما لقيته قدامي بس المرة دي مش ظل أسود.. دي حاجه أنا مش قادر أوصفها
جسمه كان أسود.. أو بمعني أصح الهيكل محروق عشان اللي قدامي وماشي علي رجليه ده مش جسم بني ادم أبداً
ده هيكل عظمي لونه أسود عينيه كانوا لونهم ابيض.. وكان بيجري علي ايده ورجليه زي الحيوانات
رجعت لورا عشان ميشوفنيش.. لكن ده كان متأخر عشان لقيته جاي عليا بسرعة رهيبة وصرخ في وشي
قومت مفزوع من النوم وأنا بقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
اي اللي انا شوفته ده.. قومي يا فوزية قومي هاتيلي كوباية مية حاسس اني مش عارف اخد نفسي
=مالك يا بشندي حصلك اي يا غالي؟
_ بقولك روحي هاتيلي كوباية مية
=حاضر اهو
...
شربت كوباية المية وانا بنهت، طلعت تليفوني وبصيت في الساعة كانت 10 ونص بليل.. قومت من مكاني وانا حاسس ان الدنيا بتلف بيا اخدت دش واكلت لقمة ولبست وخرجت
وروحت علي المينا، المكان اللي بقي تقيل علي نفسي ومبقتش عاوز اروحه أبداً.. لما وصلت هناك أستلمت من عماد الوردية
وقعدت في الكشك شوية.. الجو كان كويس يومها عشان كده خرجت بره عشان اشربلي حجرين دخان وكوباية شاي تعدل دماغي المقلوبة دي
قعدت وفرشت الفرشة وولعت الحجر.. بس لاحظت حاجة غريبة خلت الدم اتنشف في عروقي
مركب الخواجة منورة.. في حد دخل المركب والمرة دي أكيد بني ادم
قومت من مكاني واتحركت علي المركب بسرعة.. وصلتها ودخلت جواها لأول مرة
التراب كان مغطي كل حاجه حواليا.. فضلت ماشي وفي ايدي الكشاف لحد ما سمعت صوت حد بيتكلم وبيقول
_يا ليلة سوخة.. انده الريس عرفة بسرعة من تحت
= في اي يا عطا حصل اي؟
_مصيبة يا ريس عرفة، الخواجة وعيلته كلها مقتولين
=ينهار ابوك اسود، انت بتقول اي يخربيتك؟
_زي ما سمعت كده يا ريس.. هنعمل اي؟
=اجري صحي توماس مساعد القبطان خلينا نشوف هنتصرف ازاي؟
...
أنا مش عارف ده بيحصل ازاي؟... المفروض اني بتفرج علي حاجه حصلت من سنين، بشوفها ازاي دلوقتي مش عارف؟!
انا لازم امشي من هنا بسرعة... وجريت وخرجت من المركب وانا مش عارف بشوف ده ليه؟ وأشمعنا أنا؟
رجعت مكاني ولقيت اللي ملهوش تفسير.. كوباية الشاي بتاعتي كانت مكسورة والشيشة كمان.. أنا مبقتش فاهم حاجه
رجعت الكشك وكملت سهرتي فيه.. لحد الصبح وأول ما خرجت من الكشك!
لقيت الريس شحتة وصل
فقربت منه وصبحت عليه
_صباح الخير يا ريس
= صباح النور يا بشندي... اي الاخبار؟
_الحمدلله تمام والله
=طيب الحمدلله
_بقولك يا ريس هي مركب الخواجة دي كان شغال فيها واحد أسمه.. عرفة؟
=اه عرفة ريس البحارة... بس انت عرفت منين؟
_مش مهم منين... تعرف ساكن فين يا ريس؟
=اعرف طبعاً.. بس انا عايز افهم؟
_هفهمك أكيد هفهمك.. بس قولي عنوانه
= شوف يا سيدي.. هو من سكان بور سعيد ساكن في حي اسمه حي الضواحي.. عند قهوة اسمها حدوتة
_تمام ياريس تسلم
...
سبت الريس شحتة وهو مش فاهم منى حاجة وروحت سلمت عماد الوردية واتحركت علي حي الضواحي علي بيت عرفة البحار
لما وصلت الحي سألت على قهوة حدوتة وولاد الحلال دلوني عليها.. وصلت قدام القهوة.. وسألت القهوجي
_ بعد اذنك يباشا هو بيت عرفة البحار هنا مش كده برضو؟
= اه يباشا بيت عم عرفة البحار هنا.. هو اللي وراك ده
...
بصيت ورايا لقيت بيت قديم.. وقولت للقهوجي شكرا يباشا، وأتحركت علي البيت وخبطت على بابه مرة واتنين والباب اتفتح
ولقيت شاب محترم واقف قدامي وبيقولي اتفضل حضرتك؟
_مش ده بيت الاستاذ عرفة البحار؟
= أيوة هو... مين حضرتك؟
_ أنا كنت عاوزه في موضوع مهم ياريت تبلغه لو موجود
= حاضر... بس أتفضل الأول مش هنتكلم من على الباب
...
دخلت البيت وقعدت علي كنبة صغيرة.. وشوية ولقيت راجل كبير ساند علي عكازه جيه وسلم عليا وقالي خير يا أستاذ، مصطفى بلغني إنك عاوزني
_حضرتك أستاذ عرفة اللي كنت شغال في مركب الخواجة زمان؟
=يااااه دى حاجة عدي عليها زمن.. كنت لسه شباب وبصحتي الله يرحم الايام... إنما حضرتك بتسأل ليه؟
_ والله أنا شغال حارس أمن في مينا بور سعيد وبتحصل معايا مواقف غريبة بسبب المركب دي وانا مش فاهم حاجه
=مواقف غريبة ازاي يعني؟
...
وحكيتله كل حاجه حصلت معايا... فبصلي بابتسامة كده وقال
_بص يا أستاذ أنا كنت ريس البحارة في مركب الخواجة، والكلام اللي اتكتب في الصحافة مش صح
يعني من الاخر
الصحافة كتبت ان القبطان وليم كان خارج في رحلة بحرية بسبب عيد جوازه السابع وده مش صح خالص.. القبطان وليم كان في مشاكل بينه وبين مراته... والطاقم كله أثناء الرحلة سمع القبطان وليم وهو بيتهم مراته بالخيانة وأن الأولاد دول مش أولاده
وأنا واحد كنت فاهم لغتهم الإيطالية كويس، لاني بحار من زمان في المراكب وبعرف أتكلم كذا لغة
يعني ممكن يكون القبطان قتلهم وأنتحر بسبب موضوع الخيانة.. ومع ركنة المركب اتسكنت
= متعرفش اي حاجه تاني يا عم عرفة؟
_لا والله يبني ده كل اللي اعرفه
...
شكرت عم عرفة ومشيت.. أنا مستفدتش حاجة من اللي سمعته ده، كان عندي أمل في تفسير إى حاجه من اللي بشوفها، معقول يكون كلام عرفة ده صح وإن المركب دي اتسكنت بسبب الجريمة اللي حصلت فيها ولا لا
رجعت البيت وأنا مش شايف قدامي.. رميت جسمي علي السرير ونمت وأنا واخد قرار
صحيت علي صوت فوزية بتصحيني عشان أروح الشغل، صحيت بسرعة وقومت جهزت نفسي واتحركت
وصلت المينا واستلمت الوردية من عماد.. وأستنيت شوية لحد ما الدنيا بقت هوس حواليا.. وأخدت الكشاف وروحت علي مركب الخواجة ودخلتها من تاني كنت بدور على حاجه أنا معرفهاش
فضلت ماشي بالكشاف بدور يمين وشمال وكل شويه اتخيل بحد معدى من ورايا ولما ابص ملقيش حد
لحد ما وصلت للكبينة اللي المفروض خاصة بالقبطان وليم ودخلتها.. نورت بالكشاف في كل مكان وكنت حاسس بحرارة مش طبيعية رغم البرد الشديد اللي بره.. لكن نور الكشاف في اللحظة دي وقع علي ورقة كانت في الارض.. وطيت ومسكتها، كانت ورقة قديمة ومتهالكة مكتوبه بخط اليد بس بلغة مش مفهومة، وبمجرد ما حطيتها في جيبي.. نور الكبينة اشتغل وبقي يترعش بقوة
خرجت من الكبينة والكشاف اللي في ايدى فصل فجأة.. وبدأت أسمع صوت صرخات عالية
نزلت اجري من المركب لقيت في وشي فرج كان واقع علي الارض والكائن المفزع اللي شوفته في الكهف، كان فوقه وبيشق بطنه بالطول
جريت بسرعة ووصلت الكشك ومكنتش عارف اخد نفسي ولقيت قدامي منعم، قرب مني وقالى
_مالك يا عمهم في إى؟
= الصحفي اللي اسمه طاهر، طريقه منين؟
_ انا معرفش بيته، بس اعرف مكان شغله.. خلاص لما يصبح الصبح تاخدني لحد عنده
=في اي بس يا عم بشندي أنا مش فاهم حاجه؟
_مش مهم تفهم... المهم توصلني
=حاضر يا عم بشندي هوصلك
...
فضلت مستني لحد ما عماد وصل.. وأستلم منى الوردية
وأخدني منعم ووصلني لمكان طاهر الصحفي اللي أول ما شافني قال
_خير في اي تاني؟
= تعرف اللغة دي؟
_ دي اعتقد ايطالي.. بس انت لقيتها فين؟
=دي كانت في كبينة القبطان.. قبطان مركب الخواجة
_بجد؟... طيب ثواني وهجيلك خليك مكانك
...
اخد الرساله معاه ومشي وغاب شويه.. ورجع وهو باين علي وشه الاستغراب والذهول
واتكلم وقال
_ الرسالة دي غريبة انا هقرهالك يمكن تفهم ( إلى من يجد هذه الرسالة، أنا القبطان وليم ذهبت في رحلة بحرية أنا وأسرتي.. وأثناء الابحار رأيت جزيرة لفتت نظري فقررت النزول عليها وقضاء بعض الوقت مع أسرتي
لكني رأيت كيان ليس بشري هاجمني ولم أدري بنفسي وقتها وحين افقت وجدت نفسي في مركبي من جديد، ولكن كانت هناك أصوات تصرخ في عقلي
أقتل عائلتك.. أقتل زوجتك فهي تخونك، أقتل أولادك هم ليسوا أولادك
الأصوات أصبحت صرخات الآن وأنا لن أستطع التحمل)
...
= يعني اي يبني انا مش فاهم حاجه؟
_معني الرسالة ان الخواجة وليم لبسوا جن وهو اللي خلاه يقتل نفسه وعيلته
=جن.. اللهم احفظنا... انا بشكرك يا أستاذ طاهر، سلام عليكم
...
خرجت من الجريدة واليوم ده مش هيتمحي من ذاكرتي أبداً، عشان بمجرد ما مسكت الوردية يومها
الجو قلب يومها هوا وزعابيب ومطرة، النور كان بيترعش لكن اللي كان مرعب في الموضوع ان باب الكشك كان بيخبط ويرزع وفي صوت غريب كان جاي من بره
شغلت قرآن علي الراديو جنبي وكنت بتنفض لحد ما الصبح صبح، ولقيت منعم جاي ومعاه جرنان وبيقولي قريت المكتوب النهارده يا عم بشندي
_ اي المكتوب؟
= اسمع يا سيدي،( ظهور رسالة غامضة من مركب الخواجة، رسالة من قبطان مركب الخواجة يفيد فيها باعترافه بقتل أسرته والانتحار.. ولكن هل قتلهم بسبب خيانة الزوجة والنسب أم ان لعالم الجن دور في ذلك)
...
سبت الواد منعم ورجعت البيت بعد ما سلمت الوردية، رميت جسمي علي السرير عشان انام وبمجرد ما غمضت عيني لقيت ايد طبقت علي رقبتي كنت بموت بحاول ابعد حاجه عني انا مش شايفها
لحد ما لقيت فوزية بترقع بالصوت وبتقولي مالك يا بشندي فيك أي؟
_كنت باخد نفسي بالعافيه وقولتلها جهزي نفسك والشنط هنسيب البلد دي وهنرجع بلدنا
= بجد يا بشندي؟
_اخلصي يا ولية خلينا نغور من هنا
...
مسكت تليفوني ورنيت علي الريس شحته..رديت عليه وانا باخد نفسي بالعافيه أيوة يا ريس أنا مش جاى الشغل تاني أنا راجع بلدي... عندي حالة وفاة ومش هقدر ارجع تاني
=طيب خد اجازة وابقي ارجع
_لا انا مش راجع شوف حد يمسك مكاني، انا مسافر دلوقتي
=خلاص اللي تشوفه
...
اخدت مراتي وروحنا علي الموقف عشان نركب العربية، لقيت منعم بيرن عليا
رديت عليه
_في اي يا منعم عاوز اي؟
=عرفت اللي حصل يا عمهم... مركب الخواجة ولعت والنار مخلتش فيها حتة سليمة
_ولعت أزاي؟
=محدش عارف يا عمهم.. بس احسن خدت الشر وراحت
...
مكنتش فاهم ده حصل ليه؟... طيب هو كده الموضوع خلص ولا لسه؟
حتي لو مكنش خلص انا خلاص قررت أنا هرجع شغل المشرحة تاني وأهو اللي كنت بشوفه هناك ارحم من اللي شوفته في مركب الخواجة.
..
تمت
عارف ان في ناس مش عاجبها النهاية بس حكاية بشندي منتهتش اصلا لسه في حكايات لبشندي... انتوا نسيتوا انه كان شغال مغسل أموات ولا إى؟