آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمود نبيل
  5. إعدام مسحور

سمعت ناس كتير قبل كده بيقولوا ياما في الحبس مظاليم، في ناس لما بتتظلم بتفضل تصرخ عشان صوتها يتسمع وناس تانيه بتسكت وبتسيبها على ربنا، بس انا ساكت عشان مصدوم انا اه سايبها على ربنا بس حتى لو اتسمعت وطلعت براءه هعيش لمين؟

ما خلاص كل حاجه راحت، واللي انا عايش عشانهم ما بقوش موجودين

...

خلصت شغل في اليوم ده وكنت جايب اخري من التعب، وعشان كده كلمت مروه وطلبت منها تجهز العشا على ما اوصل البيت، انا يا دوب عايز اكل لقمه وادخل ارمي جسمي على السرير وانام

ركبت العربيه الصغيره بتاعتي واتحركت على البيت، وصلت ونزلت من العربيه ووقفت قدام باب الشقه وقبل ما افتح الباب حسيت بقبضه في قلبي مش عارف ليه كنت خايف افتح

مسكت المفتاح وايدي بتترعش وانا مستغرب ايه اللي بيحصل، وفتحت الباب بس اللي شفته قدامي مش هيتفسر غير في افلام خيال علمي

شفت مراتي وابني اللي ما كملش خمس سنين على الكنبه في الصاله وغرقانين في دمهم بس تعرفوا الكارثه الاكبر مش دي، الكارثه اللي بجد ان اللي واقف وماسك السكينه اللي غرقانه دم، ده انا نسخه مني وعلى وشه ابتسامه مستفزه ما قدرتش استحمل المنظر ووقعت من طولي

....

بدات الجلسه، وانا واقف جوه قفص الاتهام مستني حكم على جريمه ماعملتهاش حكم اعدام، كل المحامين قالوا ان ما فيش امل في تخفيف الحكم، بس اللي انا مستغربه ان بصماتي موجوده على السكينه فعلا

المحامين طلبوا مني اني اعمل المجنون عشان اتحول على مستشفى الامراض العقليه وابقى مجنون احسن ما اموت بس انا رفضت، عشان انا عايز اموت فعلا، اصل لو خدت براءه يعني هطلع بره لمين؟ انا ماكانش ليا غيرهم

وبعد ما الدفاع خلص مرافعته، في المحكمه حكمت باحاله اوراقي الى فضيله المفتي، ابتسمت وانا راضي بالحكم واتحركنا من المحكمه على عربيه الترحيلات

اكيد محدش فاهم حاجه، واكيد بتسالوا نفسكم هو ايه اللي حصل؟ وازاي مراتك وابنك اتقتلوا؟

انا هحكي الحكايه كلها، بس هرجع بيكم لسنه ورا، اسمي فاروق سيد الكومي، عندي 29 سنه كنت عايش حياه سعيده جداً مع مراتي مروه وابني حسن اللي كان لسه صغير جداً يا دوب ما كملش الاربع سنين

في الوقت ده والدي الله يرحمه كان عايش، الحاج سيد الكومي ابويا كان راجل مقتدر وغني ومعاه بدل المحل خمسه، ده غير عمارتين وحوالي فدان ارض، والدي في الاساس عطار وكانت الدنيا ماشيه معاه لحد وفاه امي الله يرحمها، ومن بعدها والدي تعب وجالوا جلطه في المخ كنت خايف اني اخسره زي ما خسرت امي

لكن دايما مخوفنا بتتحقق اول ما بنتكلم عنها او حتى بنفكر فيها، لان والدي اتوفى بعدها باسبوع واحد.. كانت صدمه بالنسبالي وكان وضع مش عارف اتعامل معاه ويمكن لولا وجود مروه جنبي، ما كنتش قدرت استحمل، هونت عليا كتير

دفنته بايديا وانا بتعذب، وبعد الدفنه عملنا العزا وزي معظم العادات والتقاليد في مصر العزاء بيكون3 أيام، كنت بحاول اتماسك وابان قدام الناس قوي لكن للاسف انا من جوايا مكسور ومهزوم، وما حدش هيحس بكلامي ده غير واحد فقد والده السند والضهر في الحياه دي، انا من بعده حسيت ان ضهري اتكسر

لكن في اليوم التالت من العزا لقيت واحد بيمد ايده وبيسلم عليا وبيقولي

_ شد حيلك يا اخويا، انت ازاي ما تتصلش بيا وتبلغني

..

رفعت راسي لمصدر الصوت ولقيت اخويا عز واقف قدامي، اخويا عز اكبر مني متجوز وعايش بره مصر بالتحديد في قطر لكن هو سافر بسبب المشاكل اللي كانت دايما ما بينه وما بين بابا، ومراته ما كانتش سهله كانت دايما بتزقه على المشاكل مع بابا وكان اسلم حل ليه انه يبعد ويسافر ومن يوم ما سافر بقينا نسمع صوته يوم اه وعشره لا، المهم

قرب مني عز وحضني وهو بيعيط ولقيت نفسي بحضنه لاول مره من فتره كبيره اوي

وبعد ما خلص العزا، رجع عز يفتح شقته القديمه ونضفها هو ومراته مها واللي عرفته منه انه مش ناوي يرجع دلوقتي قطر، وبصراحه انا كنت عارف ايه السبب بس كنت مش راضي احرجه

عز راجع عشان الميراث واكيد الراي ده مش رايه ده راي مها مراته، ما حاولتش افكر كثير، الوضع كان هادي والدنيا كانت تمام وكنت بباشر الشغل بتاع بابا الله يرحمه كانه موجود بالظبط معانا

لحد ما بعد اسبوع اتصل بيا المحامي وطلب منه ان انا لازم نقعد عشان بابا الله يرحمه سايب وصيه ومقسم فيها الورث

كلمت عز عشان يجي يحضر فتح الوصيه، هو كان مستغرب وصيه ايه كان فاكر ان بابا مبلغ المحامي بتقسيم الميراث وخلاص

روحنا وقعدنا مع المحامي، اللي فتح الوصيه واتكلم وقال

( اوصي انا سيد محمد الكومي وانا في كامل قوايا العقليه بتقسيم تركتي بالتساوي بين ابنائي عز سيد الكومي، وفاروق سيد الكومي وذلك بشرط ان يستقر ابن عز بمصر واذا تم رفض هذا الشرط تؤول كل ثروتي لابني فاروق سيد الكومي)

...

بان الغضب على وش هز واتكلم وقال

_ ايه الجنان ده؟.. هو ابوك كان بيخرف في اخر ايام ولا ايه يا فاروق؟

= احفظ ادبك وما تتكلمش على ابوك كده يا عز

_ انت بتقولي احفظ ادبك، هو انت نسيت اني اخوك الكبير ولا ايه؟

= لا ما نسيتش يا عز، بس الكبير كبير باخلاقه، وانت دلوقتي بتغلط في ابوك وما ينفعش تقول عليه كده

_ هو انت مش شايف الوصيه؟.. ابوك بيتحكم فيا ومش عاوزني اسافر تاني

= هو انت مش قولتلي انك هتستقر في مصر ومش ناوي تسافر تاني

_ اه انا قولتلك كده، بس عشان كنت مستني الميراث بتاعي وكنت بعدها هرجع

= طيب خلاص احنا دلوقتي قدام امر واقع، وما فيش منه مفر دي وصيه ابوك ولازم تتنفذ

_ لا انسى الكلام ده وصيه مين اللي تتنفذ يا مولانا، الحي ابقى من الميت وابوك خلاص الله يرحمه واحنا اللي عايشين ففكك من الوصيه دي خالص احنا هنقسم كل حاجه بينا بالتراضي وبعدها انا هاخد نصيبي وهسافر

= وانا بقولك ده مش هيحصل.. انسى خالص الكلام ده وطلعه من دماغك

= طيب هتشوف يا فاروق ان كلامي انا هو اللي هيتنفذ وابقى وريني يا ابن ابويا هتمنعني ازاي

...

من اليوم ده وكل حاجه اتشقلبت، ما كنتش عارف ليه والدي حط الشرط الغريب ده مكان سابوا سافر هو انا ناقص هم ومشاكل

كنت بفكر هتصرف ازاي وهعمل ايه؟... طلبت من مروه تعملي كوبايه شاي، انا كنت حاسس ان دماغي هتنفجر من كتر التفكير لكن في الوقت ده سمعت صوت انا عارفه كويس، دي والده مراته الحجة صفية جاية تزور بنتها أكيد لكنها في الأول خبطت على باب شقتنا، كنت مستغرب ليه جاية عندنا أحنا، مروة فتحت الباب ومكنتش تعرفها، قمت أنا ورحبت بيها وعرفتها على مروة، ولقيت الست بتقولي

_حنان بنتي حكتلي على المشكله اللي بينك وبين أخوك عز، وإنت مش غلطان أتمسك بموقفك

=عين العقل يا حجة، ياريت تكلمي حنان عشان تقنعه

_أنا جياله بنفسي عشان أتكلم معاه، هو هيسمع كلامي متقلقش

...

حسيت أن الموضوع في أمل وأنه ممكن يقتنع والحكاية تخلص، لكن معداش خمس دقايق وسمعت صوته العالي وهو بيقول

_مستحيل ده يحصل، على جثتي

...

واتكلمت حنان وقالت

= هو انا ياما مكلماكي عشان تيجي تقفي في صف فاروق

فردت عليها وقالت

_ انا يا بنتي بقول كلمه الحق، ما ينفعش جوزك يخالف وصية ابوه

فرد عليها عز وقال

= الوصيه دي مش هتتنفذ، وانا هعرف اخد حقي كويس

...

وما فيش دقيقه وسمعت صوت خبط على الباب، فتحت ولقيت عز في وشي واتكلم وقال

_ قدامك اسبوع من النهارده، يا اما تديني نصيبي وبعدها انا هسافر، يا اما ما تزعلش مني بقى يا ابن ابويا

= انت بتهددني يا عز؟

_ اعتبرها زي ما تعتبرها، انا خلاص جبت اخري منك ومش عاوز ازعلك

...

صوتنا علي على بعض والموضوع كان هيوصل لمد الايد، وفات اربع ايام من المهله اللي مديهاني عز عشان ارد عليه، وفي اليوم ده رجعت البيت كنت تعبان ومرهق رميت جسمي على السرير ونمت لكن لما فتحت عينيا لقيت نفسي نايم على تراب وقدامي جثه، جثه انا عارفها كويس، دي جثه ابويا، جثه ابويا

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

لقيت الجثه فتحت عينيها وبتبصلي، قلبي كان هيقف ولقيت حشرات كتير بتخرج من بقه

صرخت وفوقت لقيت نفسي على السرير، لكن لما بصيت على ايدي كانت الصدمه...

إيدي كان عليها تراب، ومش أي تراب، ده تراب المقابر.

قعدت على السرير خمس دقايق مش مدرك أي حاجه حصلت؟!.. وبسأل نفسي: هو أنا رحت القبر بجد؟ يعني الحلم ده كان حقيقه؟ طب إزاي؟

فضلت سرحان شوية لحد لما لقيت مروه داخله عليا الأوضه، واتكلمت وقالت:

_ هي إيه الريحه دي؟

= ريحة إيه يا مروه؟

_ هو انت مش شامم؟ في ريحه وحشه خالص.. بتفكرني بريحة التُرب.

= وانتي عرفتي ريحة التُرب منين؟

_ ما أنا رحت قبل كده، عشان أزور ناس قرايبي ماتت، والريحه دي هي هي الريحه اللي كنت بشمها لما بدخل التُرب.

= أنا شُفت حلم غريب ومش فاهم إيه معناه.

_ حلم إيه ده يا فاروق؟ إحكيلي.

= لا مش وقته، أنا تعبان وعايز أرتاح شوية كمان.

_ هو انت مش هتروح شغلك النهارده؟

= لا، هتصل بيهم وآخد اجازه النهارده، تعبان وفاصل.

_ ألف سلامه عليك يا حبيبي، طيب خلاص نام وارتاح شوية، ولما تصحى نتكلم.

...

رجعت حطيت راسي على المخده وحاولت أنام تاني، لكني ما عرفتش.

قُمت من السرير ودخلت أخدت دش، كنت حاسس بإرهاق وتعب مش طبيعي.

مسكت التليفون واتصلت بمديري في الشغل وطلبت منه أجازه النهارده، والراجل وافق، والحمد لله.

بالمناسبه، أنا كنت شغال في شركه عقارات والدنيا معايا كانت تمام، ورغم إن بابا كان عاوزني أمسك له محل من المحلات، إلا إني رفضت وحبيت أعتمد على نفسي.

المهم نرجع لموضوعنا، حسيت إني مخنوق من قعدة البيت، وقررت إني أخرج أتمشى شوية.. بس أول ما فتحت باب الشقه لقيت عز هو كمان خارج، وأول ما شافني اتكلم وقال:

_ إيه يا فاروق؟ كنت نايم ولا إيه؟

= آه والله، كنت نايم شوية. خير يا عز، كنت عاوزني في حاجه؟

_ آه، عاوز أسألك.. فكرت ولا لسه؟

= هو إحنا مش متفقين إن الموضوع ده بعد أسبوع؟

_ آه، متفقين على كده يا أخويا، بس خلي بالك عشان مش باقي غير ٣ أيام.

= ربنا يسهل الحال.

...

مكنتش ناقص كلام عز معايا خالص، كل تفكيري كان في الكابوس اللي شُفته.

فضلت ماشي في الشارع ومش عارف أنا رايح فين، لحد لما الليل ليل عليا وقررت أرجع البيت.

ورجعت فعلاً، فتحت الباب ودخلت، لقيت مروة في المطبخ، لكن أول ما شافتني اتفزعت، بان عليها الخوف. فسألتها:

_ مالك يا مروه؟ في إيه؟

= هو انت مش جيت من بره من شوية؟ وقلت إنك تعبان وعاوز تنام؟

_ أنا؟!.. لا، محصلش، أنا لسه جاي دلوقتي. إنتي كنتي بتحلمي ولا إيه؟

= لا، مكنتش بحلم ولا حاجه.. أنا متأكده من اللي شُفته.

_ أنا لسه داخل قدامك أهو، هو في إيه؟!

...

سبتها ودخلت على الأوضة، عشان مكنتش ناقص تهيؤات كمان.

لكن أول ما دخلت الأوضة، صرخت!

عشان على السرير كانت في جثه متكفنه، ومش أي جثه، دي جثه أبويا من تاني.

شُفت الحشرات وهي خارجه من بُقه، ونفس مشهد الكابوس اتكرر تاني بحذافيره.

لقيت مروة جايه تجري على صوت الصرخة، وبتسألني: مالك؟ في إيه؟

كنت بشاور لها على السرير، لكنها قالت:

_ ماله السرير؟ مش فاهمه؟

= إنتي مش شايفه اللي على السرير؟

_ مفيش حاجه على السرير.

...

في اللحظه دي، باب البيت خبط.

راحت مروة فتحت الباب، وسمعت صوت عز أخويا من عند الباب بيقول:

_ هو في إيه؟.. أنا اتخضّيت من صوت الصراخ اللي عندكم. هو حصل حاجه؟

ردت عليه مروة وقالت:

= مفيش، ده فاروق أخوك حلم حلم وحش شوية، وقام مفزوع.

_ لا، ألف سلامة عليه. خليه يبقى يتغطى كويس.

...

كان باين في أسلوبه التهكم والتريقه، بس أنا لو طلعت له وقتها كنت همسك فيه، فقعدت مكاني.

وهو رجع على شقته، مكنتش عارف إيه اللي بيحصل معايا بالظبط، وأنا بشوف كل ده ليه؟

غيرت هدومي ومسكت المصحف، قرأت فيه شوية، وصليت ركعتين لله، ودخلت عشان أنام.

بس دي أول مرة أحس إن الصلاة تقيله عليا كده.

رميت جسمي على السرير ونمت، والحمد لله ما حلمتش بحاجه وحشه، وقُمت من النوم وأنا حاسس نفسي أحسن.

وعشان اللي شُفته الأيام اللي فاتت دي، قررت إني هروح أزور قبر بابا الله يرحمه.

قُمت من السرير، أخدت دش، ولبست ونزلت من البيت، أخدت عربيتي واتحركت على التُرب.

وصلت هناك، والساعة كانت داخله على ١١ الظهر، وقفت قدام قبره، وبدأت أقراله الفاتحه وأدعيله.

لكن في اللحظه دي، سمعت صوت من ورايا، صوت أنا عارفه كويس.

ده الشامي التُربي، بصيت له ومديت له إيدي عشان أسلم عليه.

الراجل سلّم عليا وعلى وشه غضب ربنا.

ولما سألته: مالك يا عم شامي؟

رد وقال:

_ هو الوالد ظلم حد في حياته يا أستاذ فاروق؟

= إيه اللي انت بتقوله ده يا راجل انت؟!.. أكيد لأ!

_ متأخذنيش يا ابني لو كان سؤالي زعلك ولا حاجه... بس قبر والدك بتطلع منه أصوات غريبه كل يوم.

= أصوات غريبه؟ إزاي يعني؟

_ هقولك.. من كام يوم، كنت رايح أصلي الفجر، وعشان أوصل للجامع لازم أعدي من الطريق دي، وأول ما وصلت عند القبر ده، سمعت صوت صرخه عاليه، لدرجه إني اتنفضت ووقعت على الأرض.

ولما قرّبت ودني، سمعت صوت همس جاي من جوه القبر.

والمشكله إن الأصوات دي اتكررت كتير.

= إفتح القبر يا عم شامي.

_ إفتح إيه، عدم المؤاخذه؟

= إفتح قبر أبويا، عاوز أشوف إيه الكلام اللي انت بتقوله ده.

_ حاضر، بس إنت اللي هتنزل، أنا مش هنزل معاك.

= ماشي.

...

فتح لي القبر، ولما نزلت، اتصدمت!

كفن أبويا كان لونه إسود، زي ما يكون اتحرق!

خرجت بسرعه من جوه وأنا بعيط على المنظر اللي شُفته، وبسرعه ركبت العربيه ومشيت.

وأنا بسأل نفسي: بابا عمل إيه في حياته عشان تكون دي نهايته؟

رجعت البيت مش شايف قدامي، رميت جسمي على السرير ونمت.

كنت مش حاسس بطعم للدنيا، واتحبست جوه اكتئابي وحزني على نفسي.

لحد ما خلصت المهله، ويومها لقيت أخويا عز ومراته حنان جايين عندنا البيت.

قعدنا معاهم، وفضل عز يِفهمني المصالح اللي معاه هناك في قطر، وإنه لازم يرجع ضروري.

ورغم كل اللي قاله، إلا إني رديت عليه وقلت له:

_ أنا آسف يا عز، أنا مش هقدر أكسر وصية أبوك.

= يبقى اشتريت عداوتي يا ابن أبويا، ومن اللحظه دي، مش هتشوف في حياتك غير جحيم.. جحيم وبس!

...

مهمنيش تهديده ليا، لكن الضحكه الصفرا اللي شُفتها على وش مراته مكنتش لاقي لها تفسير.

تاني يوم، نزلت الشغل... كان يوم صعب وتِقيل.

خلصت شغل في اليوم ده، وكنت جايب آخري من التعب، وعشان كده كلمت مروه، وطلبت منها تجهز العشا على ما أوصل البيت.

أنا يا دوب عايز آكل لُقمه وأدخل أرمي جسمي على السرير وأنام.

ركبت العربيه الصغيره بتاعتي واتحركت على البيت.

وصلت، ونزلت من العربيه، ووقفت قدام باب الشقه.

وقبل ما أفتح الباب، حسيت بقبضه في قلبي، مش عارف ليه، كنت خايف أفتح.

مسكت المفتاح، وإيدي بتترعش، وأنا مستغرب: إيه اللي بيحصل؟

وفتحت الباب... بس اللي شُفته قدامي، مش هيتفسر غير في أفلام خيال علمي!

شُفت مراتي وابني اللي ما كملش خمس سنين، على الكنبه في الصاله، وغرقانين في دمهم.

بس تعرفوا الكارثه الأكبر مش دي، الكارثه اللي بجد... إن اللي واقف وماسك السكينه اللي غرقانه دم، ده أنا!

نُسخه مني! وعلى وشه ابتسامه مستفزه.

ماقدرتش أستحمل المنظر ووقعت من طولي.

فتحت عينيا، لقيت نفسي في القبر من تاني، بس المره دي بدل الجثه... تلاته:

جثه أبويا، وجثه مراتي، وجثه ابني.

والتلاته فتحوا عينيهم في لحظه واحده...

ولقيت إيد اتحطت على كتفي من ورا... بصيت، لكن...

لقيت نفسي على سرير في مستشفى، والايد اللي اتحطت على كتفي كانت ايد الدكتور واتكلم وقال

_ حمد لله على السلامه

= هو انا فين؟.. هو ايه اللي حصل بالظبط؟.. مراتي وابني فين؟

_ اهدى يا استاذ فاروق، انت اخر حاجه فاكرها ايه؟

= اتصلت بمراتي وطلبت منها تجهز العشا على مرجع من الشغل، ولما وصلت البيت لقيتهم.. لا.. اكيد انا كنت بحلم اكيد ده مش حقيقي لا انا عايز مراتي وابني، هما فين، عايز مراتي وابني يا دكتور

....

كنت منهار جالي انهيار عصبي حاد، ولقيت الدكتور بينادي على الممرضين وبيقول كتفوه بسرعة قبل ما يأذي نفسه

وطلع الدكتور حقنه وحقني بيها، وما حسيتش بحاجه بعدها، لكن لما فوقت لقيت نفسي على السرير وجنبي كان قاعد عز اخويا، كان حزين عليا واول ما فتحت عينيا قرب مني وهو بيقول

_ حمد لله على السلامه يا فاروق، هو ايه اللي حصل يا اخويا، انت قتلتهم ليه؟

= قتلت مين يا عز؟

...

وقبل ما عز يكمل كلامه، لقيت ظابط دخل من الباب.. وطلب من عز انه يقعد بره واتكلم وقال

_ انا المقدم شريف، جيتلك من شويه.. بس كانت حالتك صعبه بس اعتقد دلوقتي انك اهدى وهتقدر تتكلم

= اتكلم اقول ايه يا فندم؟!.. انا مش فاهم حاجه؟

_ استاذ فاروق انت متهم بقتل مراتك وابنك مع سبق الاصرار والترصد

= انا، انا هقتل مراتي وابني، انت بتخرف بتقول ايه؟.. انا مراتي وابني عايشين، مروه فين؟.. وديتوا مروه وحسن فين؟

ده اكيد ده كابوس، كابوس وهصحى منه وهلاقي نفسي في البيت

_ استاذ فاروق انا مقدر الحاله اللي انت فيها، بس لازم تفهم انك متهم بقتل مراتك وابنك، ولازم تحكيلنا اللي حصل ده لو عايز تحسن موقفك في القضيه

...

كنت مصدوم من اللي بسمعه، مش مصدق الكلام اللي بيتقال.. ورديت عليه وانا بعيط وقولتله

_ أنا كل اللي فاكروا، اني دخلت عليهم لقيتهم مقتولين، وكان في واحد شبهي واقف قدامهم وماسك سكينه غرقانه دم

= واحد شبهك ازاي يعني؟.. تقصد اخ توام هو انت ليك اخوات توام؟

_ لا انا ما عنديش غير اخويا عز، هو اللي واقف بره ده

= بص يا فاروق انت لو بتعمل كده عشان تفلت من العقاب وتدخل المستشفى، فاسمحلي اقولك انت غلطان، وللاسف التهمه لبساك لبساك

شهاده زميلك في الشغل اللي اقروا انك مش طبيعي الفتره الاخيره وبتتصرف تصرفات مجنونه، والجيران اللي في الشارع اللي كانوا بيسمعوا صوتك وانت بتصرخ في اوضتك، ده غير الدليل القاطع اللي مثبت عليك التهمه بصماتك اللي على السكينه، كل ده ايه؟

_ انا حكيت لحضرتك اللي حصل

= خلاص يا فاروق، انت حر

...

مشي الظابط بعد ما عرف ميعاد خروجي، وقعد عسكري على باب اوضتي لان دلوقتي مطلوب القبض عليا، كل ده ما كانش فارق معايا.. عشان ده كابوس واكيد هصحى منه وهلاقي نفسي في البيت مع مروه وحسن، كل ده هيعدي يا فاروق... حطيت راسي على المخده وغصب عني دموعي نزلت.. والذكريات بدات تعدي قدامي زي الشريط، كل لحظه حلوه عشناها سوا.. اصعب لحظه ممكن تعدي عليك في حياتك انك تشوف شريط ذكرياتك بيعدي قدام عينيك، بكيت بحرقه وحسيت قلبي هيتخلع من مكانه، بمجرد بس ما بفكر ان مروه وحسن خلاص ماتوا واني انا المتهم في قتلهم، بس هقتلهم ازاي؟.. هو في حد بيقتل روحه ده انا اهون عليا اموت نفسي ولا اعيش اللحظه دي... يا رب انا ما ليش غيرك ساعدني يا رب

...

في الوقت ده دخل عز ومعاه الدكتور، واداني حقنه تانى خلاني غبت عن الوعي تماماً، فتحت عينيا لقيت نفسي واقف في البيت، كنت لابس لبس الشغل ولقيت مروه خرجت من الاوضه وهي بتقول

_ انت ايه اللي رجعك بدري كده، في حاجه حصلت معاك؟

...

ما كنتش برد عليها، كنت ساكت.. قعدت مروه على الكنبه وشالت حسن قعدته على رجلها، اما انا فدخلت المطبخ وجبت سكينه وخرجت ورحت ناحيتهم.. كنت مخبي السكينه ورا ضهري وبقرب منهم، مروه بصتلي وابتسمت وقالت

_ مخبيه ايه ورا ضهرك، أكيد جايبلي هديه مش كده؟

لكن في اللحظه دي، خرجت السكينه وقبل ما تاخد اي رد فعل، ضربتها في قلبها، وضربت ابني في قلبه، كان على وشي ابتسامه شيطان وبضحك زي المجانين، ولقيت الباب بيتفتح.. ازاي ده حصل؟

فتحت عينيا وهي غرقانه دموع، مش مصدق اللي شوفته، وبسال نفسي هو ده بجد ولا خيال علمي، مين اللي شبهي بالشكل ده وعمل كده فيهم

كنت عايز اقوم من السرير عاوز اتحرك ولكن للاسف كنت متكلبش

..

تانى يوم، الدكتور سمحلي بالخروج، قمت من على السرير واتحطت في ايد الكلبشات.. عشان اتحرك على السجن، دي اول مره في حياتي اركب عربيه شرطه، احساس الظلم وحش وصعب مش اي حد يتحمله، وصلت السجن.. شوفت جوه الذل والمهانه اتبهدلت، عمري ما كنت اتصور اني هعيش اللي انا عايشه ده في يوم من الايام

لحد ما في يوم، كنت قاعد في العنبر ولقيت واحد جاي يرازي فيا، وجاب سيره مراتي ما قدرتش استحمل قمت مسكت فيه وضربته، واترميت في حبس انفرادي.. كنت لوحدي ما بين اربع حيطان بعيط زي الطفل الصغير وكنت بشوفهم، بشوف مراتي وابني بيضحكولي

نمت في اليوم ده والدموع مغرقه وشي، ولكني سمعت صوت بيقولي

_ انا مش قادر استحمل اكتر من كده، مش قادر استحمل العذاب اللي انا فيه اكتر من كده

...

فتحت عينيا لقيت جثه ابويا قدامي، بس منظرها كان مفزع، العروق السودا اللي نافره من وشه ورقبته وبقه المفتوح وخارج منه شعر، والصوت المحشرج اللي خارج منه.. ما قدرتش استحمل المنظر اللي قدامي وجالي حاله من القيئ رهيبه، ومعدتي كانت بتتقطع من الالم وفقدت الوعي، ولما فقت لقيت نفسي لسه على الارض.. ولقيت الباب بيتفتح واول ما دخل العسكري قال

_ الله يخرببيت قرفك، طب لما انت رجعت مش كنت تقول

= انا اسف معدتي كانت وجعاني

_ لا الف سلامه يا اخويا، اتفضل معايا عشان جيالك زياره

= زياره من مين؟

_ علمي علمك، بس هو راجل كبير كده وبدقن

...

كنت فاكر ان اللي جاي يزورني عز، بس دي مش اوصاف عز، خرجت مع العسكري لحد مكتب المامور وهناك لقيت الشيخ ثابت، ده راجل تقي ومحترم في الحته بتاعتنا، سلمت عليه واترميت في حضنه وانا ببكي، وهو كان بيطبطب عليا وبيقولي شده وتزول

خرج المأمور من المكتب وسابنا شويه، وقبل ما اقول اي حاجه.. اتكلم هو وقال

_ انت في كرب كبير، انا حاسس بيك وعارف اللي بيحصلك

= انا ما قتلتش مراتي وابني، والله يا شيخ انا مظلوم

_ انت كنت تحت تاثير سحر

= سحر ايه يا شيخ؟.. انا مش فاهم حاجه

...

_امبارح كنت في الترب بقرا الفاتحه لناس حبايبي هناك، لكن وانا معدي قابلت التربي واللي قالي على حكايه قبر ابوك، طلبت منه يفتح القبر

ولما نزلت لقيت السحر جوه بوق الجثة، السحر ده معمول بالخراب ليك ده مش اي سحر، ده سحر اسود يبني

= وانا مين هيعملي السحر ده بس.. مين اللي قرر يهد حياتي وياذيني؟

_ مش مهم مين؟.. المهم انك هتخف وتبقى كويس

...

وخرج الشيخ صوره من جيبه، الصوره دي كانت ليا انا ومراتي وابني وكان مكتوب عليها كلام، لكن اللي لفت نظري هو الخط اللي على الصوره انا عارف الخط ده كويس، ده خط...

سرحت فجاه وافتكرت يوم كتب كتاب عز، لما الماذون جاب الدفتر عشان يمضيه هو وحنان.. وشفت حنان وهي بتكتب وكانت بتكتب خط رقعة، فاكر وقتها لما علقت وقولتلها

_ خطك جميل يا حنان والله، ابقي خلي عز يتعلم منك اصل خطه مش حلو

...

وقتها الموضوع اتاخد بهزار وضحك، والموقف ده عدى قدامي لما شفت الصوره اللي ماسكها الشيخ والكتابه اللي عليها كانت بخط حنان

واتكلم الشيخ اللي قطع سرحاني وقال

_ سرحت في إيه يبني؟

= انا عرفت يا عم الشيخ مين اللي عمل للسحر

_ مين يبني؟

= حنان مرات اخويا

_ وعرفت منين؟

= الخط اللي على الصوره ده، خطها هي انا مش هتوه عنه

_ انت متاكد يبني من الكلام ده؟

= متاكد يا عم الشيخ

_ طيب وهتتصرف ازاي دلوقتي؟

= مش عارف، بس هشوف المحامي هيقول ايه في الموضوع ده؟

...

خرج الشيخ من عندي، وانا قعدت وفضلت ابكي، معقول الناس اللي المفروض تقف جنبي وتسندني هما السبب في اللي انا فيه دلوقتي؟

طيب هو عز عارف اللي عملته مراته واللي عملته من وراه

ولو ما كانش يعرف وعرف هيعرف يساعدني ولا هيكون مصيري الاعدام

كنت حاسس اني عاجز، لحد ما شفت المامور داخل عليا المكتب ووقتها طلبت اعمل تليفون من عنده

_ تسمحلي يا فندم بمكالمه شخصيه

= عاوز تكلم مين يا فاروق؟

_ هكلم المحامي بتاعي

= تمام اتفضل التليفون

....

اخدت التليفون واتصلت بالمحامي وطلبت منه يجيلي زياره بكره، فسالني

_ خير يا استاذ فاروق في مستجدات ولا ايه؟

= ايوه في حاجه مهمه يمكن تفيد في القضيه.. ارجوك لازم تيجيلي بكره

_ خلاص بكره على الساعه 10الصبح هكون عندك

= تمام بشكرك جدا

...

شكرت المامور على المكالمه وجه العسكري ورجعني الحبس الانفرادي من تاني، كنت بفكر هتصرف ازاي؟ رميت جسمي على البطانيه وحاولت انام بس النوم كان طار من عيني

*****************

انا عز اخو فاروق.. كنت قاعد بفكر هعمل ايه عشان اخرج فاروق من المصيبه اللي هو فيها، رغم الخلاف اللي م

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑14الكاتبمدونة محمد فتحي129
4↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
5↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
6↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
7↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
8↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
9↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
10↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
11↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350688
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205240
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190377
4الكاتبمدونة زينب حمدي176709
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138546
6الكاتبمدونة مني امين118860
7الكاتبمدونة سمير حماد 112748
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103928
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101319
10الكاتبمدونة مني العقدة98621

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

1110 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع