غابت شمسك عن سمأنا فأصبح الكون كلّه ظلامٌ دامس، أصبح الكون كله من دون أيّ ألوان وملامح أو أصوات،لم يعد سوى صدى اصواتك ترنّ في أذانِنا، لم نعد نرى سوى صور وجوهك، لم نعد نتذكّر سواها، لم نعد نتذكر سوى نظرات اعينك عند وداعناٍ، لم نعد نتذكر سوي لحظه الوداع التي سوف تلاحقنا طيل حياتنا....
أتذكرين عندما قومتي بعناقي وقولتي لي هذا هو اخر عناق ؟
أتذكرين عندما قولتي لي سوف افارق الحياه ولاكن لن تفارقني حتي بعد موتي ؟
أتذكرين وصيتك لي الأخيرة وكانت اكثر كلمات لفظتيها هي ان احافظ علي نفسي ؟
فكيف احافظ عليها وانت هي ...نعم أنت هي نفسي التي فارقتني وقام الموت بأخذك
من بين يدي ، فكيف علي ان احقق وصيتك ونفسي نفسها غير موجوده ....
وصيتك لي تصنف تحت بند الصعب الممتنع..
هل تدري لماذا ؟
نعم صعب ممتنع .
فكيف علي ان افعل كل هذا الكلام القاسي علي قلبي ؟
كيف علي ان لا ابكي؟ ودموع عيناي فاضت دما علي فراقك
كيف علي ان لا أحزن؟ وانا لما عرفت الحزن الا بعد فراقك
كيف علي ان احافظ علي؟ وانا لا اطيق العيش بعد فراقك
كيف علي ان انتبه لدراستي؟ وانا فقد كل انتباهي بعد فراقك
كيف علي ان احقق حلمي؟ وانت كنت حلمي وواقعي ودنياي لقد ذهب حلمي بفراقك
وصيتك لي صعب ممتنع حقا اعجز عن تحقيق ربع جزء منها ، وكل ما علي وسعه هو انني كلما أتذكر الوصية عيناي تنهمر من البكاء، لم اعد اتحمل هذه المعاناة بعد
فراقك ، اني قلبي يحن للحظه تكوني فيها بجواري ، كان قلبي ينبض بحبك والان ينبض بحنينك ، فكيف علي ان اتحمل كل هذا العناء ...
فأصبر نفسي في كل مره بقول الله تعالي ..."فصبرا جميل"
الفراق هو القاتل الصّامت، والقاهر الميت، واللص الخفي، والجرح الّذي لا يبرأ..
ورغم كل هذا كل ما ينبغي علينا هو،الصبر رغم لحظات الضعف التي تلاحقنا من حينٍ إلى حين
لم تكوني في حياتنا شيئاً عابراً لننساكي بهذهِ السلاسة وكأنكي لم تكوني يوماً، لم تكوني حلماً عابراً،
انت هي من دمعت أعيننا لأجلك ،انت هي من رُسمت ضحكاتنا في وجودك،
انت هي من سجدنا ندعو الله ألا تفارقينا يوماً، انت هي من كان القلب لا يفرح سوي بوجودها ،نعم انت من لا كنا نضحك من دونها ولا نبتسم الا بي بسماتك، بسماتك كانت شفاءً للنفس كانت بهجة للروح ،عندما تفقد بهجتها، كانتي تعيدها للحياة من جديد وتجعليها في أعلى قمم السعادة
انت هي من قضينا عمرنا بجانبك فكيف لنا أن نتحمل رحيلك؟!
أكثر ما يُدمى القلب أننا كنَّا لا نستطيع البوح بذلك وجعلناكى ترحلين دون أن نخبركي....
كم أن الحياة بدونك غربة
وكم أن السعادة كانت معكي
وكم أن حياتنا لا تسوي شيئا من دونك
وكم أن الحياة ليست حياة الا معكي
وكم نحن نحبك والقلب ينبض ب حبك
وكم انكي كنتي سكناً لأرواحنا التائهة...
فراقك كالعين الجارية الّتي بعد ما أخضرّ محيطها نضبت ...
الفراق حزن كلهيب الشّمس يبخّر الذّكريات من القلب ليسمو بها إلى عليائها، فتجيبه العيون بنثر مائها؛ لتطفئ لهيب الذّكريات ،
ويا ليتها تنطفئ بلا رجعة ولكنها تُخمد وتبقى شرارة تشعل القلب وتعيده لسيرته الأولى.
هي كانت هنا ثمّ رحلت، غابت ولها أسبابها في الغياب لأن وقود حياتها نفذ وعند نفاذه لٱ يعيش الانسان وانما يتغمده الله برحمته ولو طولنا ان نعطيهم وقودنا بأكمله ويستكملوا الحياه بدلا منا لفعلنا ذلك ، عندما ذهبتي الي الحياه الابديه راودني شعور سئ تسائلت فِيَھ انفاسي بعض التساؤلات وهي كيف ان الحياة خلفك ما زالت مستمرة، فالشمس ما زالت تشرق، والأيام ما زالت تتوالى والزمن لم يتوقف بعد، ونحن ما زلنا هنا ما زال في الجسد دم، وفي القلب نبض، وفي العمر بقية، فلماذا من دونك اعيش بلا حياه، واموت بلا موت؟
حقا ان الفراق هو ال قاتل الصّامت، والقاهر الميت، واللص الخفي والجرح الّذي
حقاً لا يبرأ.. ورغم كل هذا كل ما ينبغي علينا هو الصبر رغم لحظات الضعف التي تلاحقنا من حينٍ إلى حين.. فالنفس ضعيفة وهشة لا تتحمل فكرة عدم وجود من كانوا لا يفارقوننا لحظة لم تستطيع أن تتعود على ذلك مطلقاً نحاول قدر جهدنا أن نعتاد الحياة بدونهم ولكن لا نقدر على ذاك مطلقاً نستطيع التخطي لتمر الحياة لكن لا نستطيع النسيان مطلقاً مهما بذلنا ولكن الصبر هو خير ما يمكننا فعله أو هو كل ما يتوجب علينا فعله فقد يكون
فراقهم بلاءً يختبر الله به صبرنا فإن صبرنا نرقى به إلى مراتب الصابرين ولكن تمرعلى الإنسان لحظات يشعر فيها بالضعف.
هي لحظات قد تمر على أي واحد منا.. لكن لا يجب أن نخرجها من إطار لحظات الضعف.. ومع ذلك لا يجب أن نتمادى في هذه اللحظات ونتركها تقيدنا وتسيطر علينا، عندما تشعر بالهوان اجعل هذه الآية نصب عينيك
"وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ"
اجعلها تملأ فؤادك وترويه بماء الصبر واليقين اصبر واحتسب كل ذاك الألم عند الله واعلم أن الله سوف يلقينا بهم في جنات النعيم.









































