أنا كتابٌ قديمٌ، بغلافٍ فخمٍ مزدانٍ بنقوش الحضارات، نقش الزمانُ سطوري بذهبٍ أصيل، تسردُ حروفي سِيَر الملوك والعلماء، وتحكي عن أصالةٍ ضاربةٍ في الجذور، وندرةٍ لن تجد لها مثيلًا في العصور.
لا يدرك قَدْري كلُّ عابرٍ، مهما بدا فقيهًا أو عالمًا، فإن كنوز العماني لا تُهْدى لمن لم يغص في لجج الحروف.
كلُّ من غاص في بحري، خرج وفي يديه لآلئُ صدقٍ نفيس، وأملٌ عتيق، وطمأنينةٌ ترويها الأساطير، وتوشيها ذاكرة الأزمنة.
فقل لي: كيف يُدرك سري مَن لا يقرأ التاريخ، ولا يُصغي لصوت الحكمة النديّة بين سطور الكتب؟!
أم كيف يُدرك ندرتي، وأنا كتابٌ، خُلق لأهل القلوب البصيرة، لا لعابرين يشتهون اللمعان دون الغَوْص في المكنون؟!