منذ فترة ليست بقصيرة تعلقتُ تعلقا روحيا بـشيء ما، أصبح رجائي ودعائي به في السكنات والحركات، آناء الليل وأطراف النهار، تلهج به نفسي.
كان يسيل الدمع من مقلتي كلما مررت به أو رأيته أمام ناظري.
لم أفلته أو أكف عن السعي للحصول عليه ولو بالدعاء، سعيتُ بكل ما أوتيت من قوة تعلق حتى لا أخسره، شحب وجهي، و ذبلت عيني، ووهن قلبي، تمزقت أفكاري وتناثرت شظاياها على الأوراق ولازلت متعلقة به.
مع العلم أن سبل الوصول إليه جميعها متاحة، لكنها ليست مشروعة، أثقل خافقي هذا الحلم وازدادت أيامي آلاما، لكن غايتي الأسمى هي رضى خالقي، ومهما بلغ بي الحزن وإن مسني الشيطان بنصب أعلم أن ربي أرحم الراحمين.
أغدو كل يوم على أمل اللقاء ..
أصعب شيء في الوجود هو الانتظار، كل يوم يتجدد الأمل بي بمجرد أن تفتح عيني على يوم جديد.
وما أصعب الاختفاء فُجاءة دون سابق إنذار، في حين كان اللقاء مستمرا كل يوم وكل ساعة بل وكل دقيقة، فجأة أنظر حولي أجد بأن كل ما كنت به أصبح سرابا، ليس له في الوقع شيء، نعم أصبح سرابا، رجوت ربي بأن ينتهي الحلم، وأن أرجع إلى المسار الذي كنت به، ولكن الأمل هو ما يصبرني ويعطيني الثقة بأن في الغد تأتي بشرى اللقاء.
أثق فيك ربي تمام الثقة أنني كما بكيتُ في أيامي السابقة من آلام الانتظار أنه سترفرف دموعي على خدي من دهشة اللقاء ..