١- ماذا لو تخيلتَ نفسك شخصًا ملحدًا لا يؤمن إلا بالعلم الذي يعرفه الإنسان، أو كما قال جيڤارا: "تؤمن بالإنسان".
٢- إذن أنت ملحد ومنبهر بالتطور العلمي الموجود في الغرب، وقد قرأت في مجلة علمية ألمانية بحثا لعالم الفلك الألماني يوخن ليسكه يؤكد فيه نظرية "موت الكون".
٣- وقرأتَ أن العالم الفلكي الألماني يؤكد أن الكون دخل بالفعل في حالة من الموت البطيء. وأن المرحلة التي يمر بها الكون حاليا كما لو أنه "رجل استرخى على فراش استعدادا للموت الأبدي".
٤- ثم تعمقت في شرح نظرية موت الكون لهذا العالم الفلكي الألماني وهو يقول إن "الشمس تقوم بعملية اندماج نووي بداخلها، ولذلك فهي تحتاج إلى وقود وهو محدود، وخلال مليارات السنين، وعلى مدار تطور الكون، فإن هذا الكون يتآكل عبر وقوده الذي يبدأ في النضوب. ولذلك لا يتبقى من هذا الوقود القدر الكافي لإمداد النجوم، وللسماح بنشوء نجوم جديدة. ولذلك فإن القليل من النجوم تتلألأ ويقل معها إنتاجها للضوء. النجوم جميعها محدودة. وكذلك الشمس التي تضيء كوكبنا ستموت في يوم من الأيام".
٥- ثم وصل إليك أن هناك رجلاً، لا يعرف القراءة والكتابة، قد ظهر في مدينة مكة بالمملكة العربية السعودية بحدود عام ٦١٠ ميلاديا، وقال إن لهذا الكون إلها واحدا اسمه الله العليم الحكيم، وإنه رسول من عند هذا الله.
٦- وهذا الرجل العربي الذي يعيش في الصحراء ويركب الجمل، يقول إن الله قد أنزل عليه كتابا من فوق السماء عن طريق وسيط اسمه الملاك جبريل فيه سورة اسمها "التكوير"، يقول فيها هذا الإله واصفا مشهد نهاية الكون: "إذا الشمس كُورت"، يعني أمسكها الله وجمع ألسنتها وأذهب ضوءها وألقاها في النار.
٧- ثم عرَفتَ أن هذا الرجل المكي قال لأصحابه في حديث صحيح أخرجه الترمذي: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ". وقد قال هذا الرسول مئات الأحاديث عن نهاية التاريخ وعلامات نهاية العالم والبعث من القبور والحساب أمام الله والجنة والنار، وأن هذه الأمور كلها اسمها "يوم القيامة".
٨- إذن هذا الرجل العربي يطرح وصفا علميا دقيقا لنظرية نهاية الكون التي توصل إليها علم الغرب، وتنبهر أنت بها الآن في عام ٢٠٢٢ والتي لم يتوصل إليها الإنسان إلا بعد ١٤١٢ عاما ميلاديا من كلام الرجل العربي المكي.
٩- السؤال الآن بالعقل والمنطق لك وأنت لا تؤمن إلا بالعلم الحديث: كيف عرف هذا الرجل العربي المكي موضوع نهاية الكون وموضوع موت الشمس، وهو لا يملك تلسكوبا ولا يعمل بالتأكيد في وكالة ناسا؟!
١٠- أنت الآن أيقنت أن كل الدلائل العلمية الملموسة التي توصل لها العلم في هذا العصر، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك صدق دعوة الإسلام القائم على سبع كلمات: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله".
#تأملات_صباحية