موظفة تستقبل وزير السياحة الإيراني بمطار القاهرة...
نقاط حرجة في الخط البياني المتصاعد للعلاقات المصرية ــ الإيرانية
1ــ السماء غائمة في مطار القاهرة، ورياح الخماسين في مثل هذا الوقت من العام تحمل معها الأتربة والغبار، وتقلبات الانتقال الصعب من فصل الربيع إلى فصل الصيف، وفي أتون تلك المعركة بين حركة الطبيعة، وحركة الإنسان، هبطت طائرة بيضاء مرسوم عليها علم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعلى متنها وزير الثقافة والسياحة.
2ــ ففي صباح الإثنين 5 مايو 2025 وصل وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيد/ صالحي أميري، إلى العاصمة المصرية القاهرة، وذلك عشية انعقاد الاجتماع الرابع لوزراء السياحة في منظمة التعاون الاقتصادي دي ــ 8، التي من المفترض أنها أصبحت دي ــ 9 بعد انضمام أذربيجان في ديسمبر 2024.
3ــ غير أن الملاحظ أن من كان في استقبال الوزير هي السيدة/ نسرين عثمانلي، التي تعمل "موظفة" بدرجة مستشارة في وزارة السياحة المصرية، إلى جانب السفير/ محمد حسين سلطاني فرد، رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة.
4ــ الأهم من كل ذلك أن الوزير الإيراني قدم إلى القاهرة بأجندة عمل محددة وهي مفاتحة نظيره المصري السيد/ شريف فتحي في موضوع طالما طال انتظار تحقيقه، وهو آليات تنفيذ القرار التاريخي للحكومة المصرية في مارس 2023 بشأن منح تصاريح "دخول اضطرارية" رسمية للسياح الإيرانيين لدخول مصر.
5ــ ففي مارس 2023 أصدرت وزارة السياحة المصرية قرارا بالسماح لمواطني الجمهورية الإسلامية بالحصول على تأشيرة دخول في المنافذ المصرية في محافظة جنوب سيناء "فقط"، وعلى ضمان شركات السياحة الموكلة لهذا الأمر.
6ــ لكن إيران تريد أن تسمح مصر بدخول هذا القرار حيز التنفيذ، كما أن طموحها الإستراتيجي يكمن في أن توسعه القاهرة حتى يمكن لمواطني الجمهورية الإسلامية التجول بحرية في كامل الأراضي المصرية، وهي خطوة ينظر إليها في طهران كنقطة تحول تاريخية مفصلية تمهيدية في توطيد العلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بين الشعبين الإيراني والمصري.
7ــ أغلب التقدير في ظل الظرف الراهن أن مصر ستتمهل قبل أن تتخذ مثل هذا القرار الذي من المفترض أن يكون بادرة لتطبيع شامل للعلاقات بين البلدين الكبيرين على المستويين السياسي والإستراتيجي، وهو أمر مرهون بكل إجراءات بناء الثقة التي من المفترض أن تقوم بها إيران في تلك المرحلة الاستكشافية إن كانت بالفعل جادة في الحصول على موافقة مصر على القيام بتلك النقلة النوعية الكبيرة على رقعة الشطرنج الإقليمية بين القاهرة وطهران.
رابط فيسبوك: https://bit.ly/4dcGtqs