بكى بحرقة مرتين...
نجل شاه إيران يضع دموعه بين أقدام نتنياهو وعند حائط المبكى المزعوم في نهار رمضان
١- في خطوة غير مفاجئة وغير غريبة، من أسرة شاه إيران المعزول، محمد رضا بهلوي، الذي ثار الشعب الإيراني عليه وطرده خارج إيران يوم ١٦ يناير ١٩٧٩، والتي تماهت تماما طيلة فترة حكمها لإيران مع إسرائيل، توجه نجله وولي عهده الأمير، رضا بهلوي الثاني اليوم في نهار يوم السابع والعشرين من شهر رمضان المعظم ١٤٤٤ هجريا، إلى دولة الكيان برفقة زوجته السيدة/ ياسمين اعتماد أميني.
٢- وفي القدس الغربية التقى بهلوي الثاني، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتباحثا حول سبل إعادة الأسرة البهلوية إلى السلطة في إيران، واستقبله نتنياهو وجلس أمامه واضعا ساقه اليسرى فوق فخذه، بينما جلس ولي العهد المعزول خاضعا ذليلا كما هو واضح في الصورة، مستجديا عطف نتنياهو لإعادته إلى السلطة.
٣- حتى الآن الوضع طبيعي؛ لأن والده كان يفعل الأمر نفسه مع رؤساء وزراء حكومات دولة الاحتلال، وكان عزيزا على شعبه، ذليلا على الصهاينة، وكان يظن أن انكساره لهم ومساعدتهم في حرب ١٩٦٧ وإمدادهم بكل الدعم النفطي واللوجيستي في حرب أكتوبر ١٩٧٣ هو الذي يضمن له بقاءه في السلطة رغما عن الشعب الإيراني.
٤- المهم أن ولي العهد رضا بهلوي الثاني المسلم (في البطاقة فقط طبعا) توجه بعد مباحثاته مع نتنياهو المتهم في قضايا فساد والذي ثار المجتمع الإسرائيلي عليه في آخر ٤ شهور، توجه رضا بهلوي إلى حائط البراق في الحرم المقدسي الشريف، في القدس الشرقية، الذي يزعم الصهاينة أن اسمه "حائط المبكى" وهناك اعتمر الطاقية اليهودية "كيباه" وبكى وأجهش في البكاء كأخلص مواطن صهيوني في تل أبيب.
٥- بعد ذلك نشر بنفسه، متجاهلا مشاعر الشعب الإيراني المسلم ومشاعر الشعوب العربية والإسلامية، هذه الصور على صفحته الرسمية على فيسبوك، وبكى مجددا هو وزوجته السيدة/ ياسمين، على أطلال "جده" الملك الفارسي كيروش الذي حرر اليهود من السبي البابلي قبل ٢٥٠٠ عام، ومنحهم قبلة الحياة بأن أعادهم مجددا إلى وطنهم المزعوم في فلسطين.
٦- كتبت هنا أكثر من مرة أن عودة الأسرة البهلوية إلى الحكم هو أطغاث أحلام وأوهام يعيش فيها رضا بهلوي الثاني ووالدته الإمبراطورة فرح ديبا، بكل كيانهم، وهم يصدقون أنفسهم تماما، ويستغرقون في هذا الوهم على نحو مدهش، وهو ما سمعته ولاحظته بنفسي من خلال محاوراتي ومقابلاتي المطولة معهم.
٧- ولقد كتبت أيضا هنا ودللت بالقرائن والبراهين التاريخية أكثر من مرة على كراهية هذه الأسرة للعرب عموما ولمصر على وجه الخصوص، برغم كل معروف فعلته مصر معهم، والتاريخ يخبرنا عن الدعم غير المحدود من الشاه لإسرائيل في حرب أكتوبر المجيدة ١٩٧٣م، وكيف أنه حزن بشدة عندما علم بنبأ اجتياح أسودنا القناة وتدميرهم خط بارليف في نهار العاشر من رمضان.
٨- ولعل في هذه الصور إجابة واضحة لكل من يسأل أهم سؤالين: لماذا ينجح النظام الإيراني الحالي بقيادة آية الله علي خامنئي في تجاوز كل الانتفاضات والحركات الاحتجاجية؟! ولماذا يرفض الشعب الإيراني عودة مثل تلك الأسرة البهلوية المتآمرة والساذجة إلى الحكم مرة أخرى في طهران؟!