ميشيل فوكو شاهدا...
إيران قد لا تنطبق عليها نظريات علوم السياسة
١ - هناك نظريات سياسية وضعها منظرون ومفكرون وعلماء غربيون، تتعلق بمفاهيم القوة والصراع والنفوذ والسلطة، وغيرها بطبيعة الحال، ومن خلال المتابعات الأخيرة للأحداث الإيرانية والتعليقات العربية والغربية عليها، وُجد أن كثيرا من دارسي #العلوم_السياسية أسقطوا تلك النظريات على الحالة الإيرانية، بدون إدراك خصوصيتها وعدم خضوعها في كثير من الأحيان إلى قواعد العلم، وفقا للمنظور الغربي.
٢ - ماذا يعني ذلك؟ يعني ببساطة أن الحالة الإيرانية بكل ما فيها من تعقيد قد لا تخضع لقواعد العلم، تلك التي تم التوصل إليها على نمط النظريات السياسية الغربية.
٣ - هل هناك دليل على ذلك؟ طبعا هناك دليل وحجة قوية، وهي أن عالما وفيلسوفا شهيرا مثل ميشيل فوكو Michel Foucault (١٩٢٦-١٩٨٤) وضع مفاهيمَ خاصة لعلاقات القوة وعلاقات السلطة، لكنه غيرها وأحدث تعديلات فيها بعد قيام الثورة الإيرانية الإسلامية لعام 1979.
٤ - ميشيل فوكو وهو قمة من قمم التنظير السياسي في فرنسا على وجه الخصوص وأوروبا على وجه العموم، وجد نفسه مضطرا للذهاب إلى إيران ومعايشة #الثورة_الإيرانية عن قرب حتى يتمكن من فهم ما يجري، وعندما ذهب إلى #طهران في العام 1979 عدل نظرياته ومفاهيمه لعلاقات القوة ورأى أنه لا يمكن اختزالها في علاقات الإنتاج فقط، وأضاف عاملا جديدا وهو علاقات العامل الروحانى.
٥ - مثلا عندما اغتالت أمريكا #قاسم_سليماني قلنا منذ اللحظة الأولى إن إيران سترد ردا مباشرا، واعتبرنا هذا الرد حتميا لا مفر منه؛ بالرغم من أن النظريات تؤكد أن الأضعف عسكريا لا يرد على الأقوى، لكن الخبرة الإيرانية علمتنا أنه ليس بالضرورة أن تنطبق على نظام ولاية الفقيه قواعد العلاقات الدولية الموضوعة في الغرب.
٦ - مجمل القول إنه يتعين علينا كباحثين عرب درسنا النظريات السياسية أن ننتبه إلى الخصوصية الشديدة للحالة الإيرانية وخصوصية تفاعلات طهران غير النمطية في كل الأحداث، وأنه يجب أن يكون لدينا علم مستقل بذاته عن العلوم الإنسانية وهو علم الشؤون الإيرانية.