1- لو تأمل الواحد منا، مجرد تأمل بسيط، في سيرة حضرة الرسول محمد (ﷺ) لهانت عليه كل مشاكله وكل منغصات تعاملات الناس معه في المجتمع.
2- لو تأمل مثلا أن هذا الرسول عاصره أناس شاهدوه أمامهم ورأوا فضائله بأعينهم، ولم يؤمنوا به، ثم حاولوا تعجيزه فطالبوه بمعجزة؛ فانشق له القمر، وجاء لهم بقرآن لم يتمكنوا من كتابة آية واحدة مثله، وهم أهل الشعر والفصاحة والمعلقات، وبالرغم من هذا كذبوه وآذوه.
3- هذا الرسول رآه أناس وكذبوه ولم يؤمنوا به، وهو الصادق بينهم والأمين فيهم من غير وحي ولا نبوة، وحتى لما جاءته النبوة زادوا في التكذيب.
4- ثم ترك لهم الجمل بما حمل، وهاجر هو ومجموعة من أصحابه إلى مدينة بعيدة عن موطنه ومسقط رأسه.
5- تعلمنا سيرة الرسول التي تبدو ملهمة في حياة كل واحد منا أن كثيرين من أقاربك وزملائك - وربما بني وطنك - لن يقتنعوا بك حتى لو أثبت نفسك مع غيرهم.
6- وهكذا تبدو سيرة الرسول (ﷺ) ملهمة جدا في هذا الجانب؛ لأن كثيرا من أهله في قريش وعائلته في بني عبد المطلب، ظلوا كافرين بدعوته الشريفة حتى بعد أن نجحت دعوته الشريفة وآمن به أهل المدينة، وبعضهم ظل مكذبا جاحدا حتى فتح الله له مكة.
7- كل ما سبق حدث مع رسول معه وحي من السماء، فلا تحزن أيها الإنسان لو كذبك أقرب الناس إليك، ولا تبتئس لو لم يصدق بك أقرب الناس إليك، عادي جدا أن يحدث هذا معك وأنت لست ملهما من السماء، وعادي جدا أن يحدث هذا من الإنسان الذي هو لربه ــ جل جلاله ــ لكنود.