السيسي وپزشکیان
١- أجرى زعيم قصر الاتحادية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا يوم السبت 21 يونيو 2025م، بزعيم قصر الپاستور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، للإعراب عن رفض مصر الكامل للتصعيد الإسرائيلي الجاري ضد إيران، لما يمثله من تهديد لأمن واستقرار الشرق الأوسط في وقتٍ بالغ الدقة تشهد فيه المنطقة أزمات مُتعددة ومُتفاقمة.
٢- يمكن القول إن هذه المكالمة المهمة من جانب رئيس أكبر دولة عربية وصاحبة الجيش الأضخم والأكثر جاهزية في الشرق الأوسط وإفريقيا، تعني بوضوح أن مصر اختارت الاصطفاف في الجانب الصحيح من التاريخ، والانحياز إلى إيران، والوقوف في وجه التطرف الإسرائيلى الإقليمي.
٣- ولعل هذا الموقف يضع آخر النقاط فوق آخر الحروف في سيرورة الإرادة المصرية ــ الإيرانية وعزم البلدين تجاه توحيد المواقف العربية والإسلامية للنهوض أمام محاولات إعادة تشكيل معادلات القوة في الإقليم، تلك التي يريد الأمريكي تعميمها وتسييدها رغما عن الجميع.
٤- إن مصر وإيران اختارتا في هذه اللحظة الفارقة تحمل المسؤولية كاملة أمام الأجيال التالية التي ستحاسبنا جميعا حسابا عسيرا لا هوادة فيه إن نحن سمحنا بتمرير مخطط سايكس بيكو الجديد الذي يهدف لهدم الدول الوطنية، وإسقاط الأنظمة السياسية بالأعمال العسكرية تحت ذرائع واهية مثل امتلاك السلاح النووي، وتقسيم دول المنطقة إلى دويلات يسهل التلاعب بمقدراتها والتحكم في ثرواتها.
٥- وملخص ما أعلاه أن الشعب المصري كأحد مكونات العالمين العربي والإسلامي ونظرا لرسوخه التاريخي في الشرق الأوسط وإفريقيا، يضع إحدى عينيه على العدوان الإسرائيلى على الأمة الإيرانية العريقة، ويضع العين الأخرى على مستقبل قريب يتعين عليه مواجهته مبكرا بالوعي واليقظة وتحليل الحوادث التي تدور من حوله، وقديما قال من سبقونا "أكلت يوم أكل الثور الأبيض".