أطلت هذا الصباح التفكير في ثلاث كلمات في بداية الآية التاسعة والعشرين التي ختم الله تعالى بها سورة الفتح، وهو يقول: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ}.
وتساءلت ما الحاجة هنا إلى ذكر أن النبي محمد ﷺ هو رسول الله؟!
وفهمت أنه تأكيد من الله في هذا القرآن الكريم الذي يعد كلمته العليا الأخيرة إلى الجنس البشري، مفاده أن الرسول ــ أي رسول ــ لا يمكن أن يكون إلا رسولا لله، فقط لا غير، لا أكثر ولا أقل.
نعم.. لا يمكن للرسول أن يكون إلها مثلا، ولا يمكن لأحد غير الله أن يكون ربا أو إلها أو أن يشارك الله في ملكه أو ينازعه في ملكوته.
ومساكين هؤلاء البشر الذين يظنون أن الله قد اتخذ ولدا أو كان له شريك في ملكه الواسع.
وفطنت إلى أن أكبر إهانة وجهها البشر لمقام الله، وأن أكبر شتم منهم لجلاله هو أن بعضهم قالوا إن لله ولد، وهو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.