المناهج البحثية الغربية التي درسناها في الجامعات أوقعتنا في مأزق تحليلي كبير عند تناولنا للحرب الأمريكية الإسرائيلية ـ الإيرانية لأنها تركز حصرا على العوامل المادية الملموسة في تفاعلات الصراعات، وتغفل عمدا العوامل الروحانية غير المرئية بالعين المجردة، مثل أن هناك عوامل لا يمكن أن يراها الإنسان تؤدي إلى نصر فريق على فريق أو انكسار فئة أمام فئة، وهو ما يجعلنا في حيرة من أمرنا حين نفكر في كيفية تجاوز صواريخ إيرانية محلية الصنع أربع منظومات دفاعات جوية فائقة التطور تملكها إسرائيل، أدت إلى تدمير أحياء سكنية بكاملها في قلب تل أبيب، تماما مثل انتصار الجيش المصري الساحق على إسرائيل في حرب السادس من أكتوبر 1973م، برغم فارق التسليح الكبير لصالح إسرائيل.. في القرآن الكريم قرأنا أن الملائكة كانت تقاتل إلى جانب المسلمين ضد المشركين في غزوة بدر، وقرأنا أنه وما رميت إذ رميت ولكن الله جل جلاله هو الذي رمى، حتى رأينا مثل هذه المعجزات في عصرنا الراهن من دون أن نحسب لذلك أي حساب.