1- اندلعت انتفاضة #مهسا_أميني تلك الفتاة الكردية المغدورة التي قتلتها شرطة الأخلاق في إيران منتصف شهر سبتمبر 2022.
2- والآن بعد مرور نحو خمسة أشهر على اندلاع تلك الحركة الاجتماعية ليس السؤال: هل فشلت انتفاضة مهسا أميني؟! بل السؤال هو: لماذا فشلت انتفاضة مهسا أميني؟!
3- للإجابة عن هذا السؤال يمكن كتابة عدة كتب ورسائل ماجستير ودكتوراة، لكن يمكن تلخيص أسباب هذا الفشل في النقاط التالية بالترتيب.
4- أول تلك الأسباب قوة الدولة الإيرانية وتماسكها الداخلي، ونجاحها في إقامة علاقات برجماتية مع كثير من طبقات المجتمع، هذه البرجماتية أغلبها ذو طابع معنوي غير مادي، مثل: العزة القوية الفارسية، أو الهوية الدينية الإسلامية، أو الركيزة العقائدية الشيعية، أو الاستقرار وسط عواصف العالم والإقليم.
5- ثاني تلك الأسباب ضعف وغباء صفوف المعارضة التي نزلت إلى الشارع؛ لأنها بالغت في طابعها العلماني، وبدت وكأنها تحارب الإسلام ولا تحارب نظام ولاية الفقيه في حد ذاته، وبالتالي فقدت تعاطف الأجيال الوسطى في المجتمع وخسرت تأييد رجال الحوزة الذين لا يمكن تحييدهم من أي معادلة للصراع في إيران.
6- السبب الثالث يتمحور حول نجاح علي خامنئي والرجال الذين حوله، في فك الارتباط ــ ربما للمرة الأولى في التاريخ ــ بين رجال الأعمال (في البازار) ورجال الدين (في قم) وبالتالي لم تتوافر للمتظاهرين مراكزَ للدعم المادي والروحاني، كما كان هو الحال في كل الثورات الناجحة في #إيران بدءا من 1905 وحتى 1979.
7- أخيرا وهو المهم عدم ظهور شخصية توحد صفوف المعارضة الداخلية حول مطالب محددة وحول خريطة مستقبل واضحة المعالم، وبالتالي بدت هذه الحركة وكأنها انتفاضة من أجل الانتفاضة، وليس من أجل تسييد رؤية شاملة لما يمكن أن تكون عليه شبكات المصالح والعلاقات الداخلية المعقدة في تلك البلاد المفعمة بالغموض والمترعة بالتناقضات.
#شؤون_إيرانية
#تأملات_ليلية