تثور في الساعات الأخيرة، تهديدات عالية المستوى بطريقة غير مسبوقة من جانب إسرائيل حول القيام بعملية عسكرية ضد إيران، وفي هذا السياق يمكن توضيح أن البرنامج النووي الإيراني لا يمكن ضربه عسكريا إلا باحتلال بري، إذ تقع أغلب المفاعلات تحت أعماق كبيرة في باطن الأرض تقدر بنحو 800 متر على الأقل، وهو أمر غير وارد ولا يمكن تخيله، كما أن إسرائيل لا يمكنها لا فنيا ولا سياسيا مواجهة إيران منفردة، ومع ذلك فإن أي ضربة لإيران تنطوي على منافع إستراتيجية كبيرة لها إذ ستكون مبررا لاتخاذ القرار السياسي والإعلان عن أول تجربة نووية رسمية، وخروج طهران من معاهدة حظر امتلاك السلاح النووي، وبالتالي تصبح دولة نووية رسميا، وفي هذه الحالة سيعني هذا الإعلان استحالة هزيمة إيران عسكريا أو سقوط نظامها السياسي؛ لأن القاعدة تنص على أن "الدول النووية يستحيل هزيمتها عسكريا" أو إسقاط نظامها السياسي من الخارج خاصة إذا كان مبنيا على أسس عقائدية.
ومع كل ذلك ما يزال من المستبعد تماما حل المعضلة الإيرانية بالطرق العسكرية؛ لأن تكلفتها عالية ولا يمكن لأي طرف تحمل فاتورتها الباهظة.