يذكرني هذا العيد بقصة طفل كان طالبا في الصف الأول من المرحلة الإبتدائية عام 1990 وقد اعتاد أن يأخذ من أبيه مصروفا قدره ربع جنيه، ثم يذهب إلى بائع الصحف الكائن خلف المعهد الديني الأزهري؛ فيقول له: "عمو.. الأهرام لو سمحت". فيأخذ الرجل الربع جنيه كاملا ويعطي للطفل الجريدة ومعها علبة كبريت فقد كان الأهرام وقتها بـ20 قرشا فقط. وهكذا ظل بائع الصحف يحرم الطفل من أن يستمتع حتى بالـ5 قروش، وأبى إلا أن يستغل حاجته للمعرفة في أن يكسب منه كل قرش في جيبه، حتى إذا جاء العيد ووجد الطفل وفرة من المال في جيبه بعد نهار طويل من جمع العيديات، فيذهب إلى البائع نفسه ويشتري صحيفة الأهرام، ومعها بضع مجلات، ويخبر البائع بقولته التي لا ينساها: "بإذن الله عندما أكبر لن آخذ أكثر من حقي، ولن أبيع لأحد شيئا لا يريده، ولن أسعى إلا لما أؤمن بأني أستحقه".