أمين مجلس الأمن القومي يغادر منصبه بعد ذكر اسمه في قضية تخابر قلبت طهران
1ــ فوجئ جميع المهتمين بمتابعة السياسات الإيرانية مساء أمس الأحد باستقالة مدوية وغير متوقعة ومباغتة مثل الزلزال، عندما أعلن العربي الوحيد في النظام الإيراني، الأدميرال، علي شمخاني، استقالته من منصبه.
2ــ وصباح اليوم الإثنين أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تعيين الجنرال علي أكبر أحمديان أمينًا عاما للمجلس الأعلى للأمن القومي، خلفا لهذا الشمخاني.
3ــ وشخماني القائد العسكري العربي الذي تعود أصوله إلى قبيلة الشميخات العربية في إقليم الأحواز، هو الذي تولى في الأشهر الأخيرة مهمة تطبيع العلاقات الإيرانية مع الدول العربية ونجح في إحداث اختراق سياسي كبير مع المملكة العربية السعودية وقبلها مع الإمارات والكويت.
4ــ غرابة هذه الاستقالة وأهميتها تأتي في إطار أن النظام الإيراني لا يستقيل رجاله على هذا النحو، فهم إما يتم تغييرهم أو إسناد مناصب بديلة لهم، بالرغم من أن المرشد الأعلى علي خامنئي اعتاد تغيير رجال الصف الأول العسكريين كل 10 سنوات.
5ــ بالتالي فإن الاستقالة هنا غريبة لأنه من المفترض أن تتم تنحية شمخاني وتعيين شخص آخر بدلا منه من دون أن يتقدم هو باستقالته، فهل لهذه الاستقالة علاقة بتضارب الرؤى بين شمخاني وبين خامنئي حول ملفات عربية معينة؟!
6ــ أم أن هذه الاستقالة جاءت بالضغط على الرجل الذي ذُكِرَ اسمُه مرات عديدة في قضية تجسس علي رضا أكبري، نائب وزير الدفاع، الذي أعدمته إيران منتصف يناير الماضي بعد إدانته في قضية التخابر لصالح جهاز MI6 أم أن للاستقالة علاقة واضحة بإخفاق المجلس الأعلى للأمن القومي في الصراع مع إسرائيل؟!
7ــ سننتظر لنعرف ما ستؤول إليه الأمور بعد هذه الاستقالة التي لا تقل وقعا ــ أو ربما تزيد ــ عن زلزال استقالة محمد جواد ظريف في فبراير 2019.