١- من شاهد فيلم "القاهرة 30"، يدرك أن الفيلم ممتلئ بالرسائل والرموز الصالحة لكل زمان في مصر، وربما لكل مكان في العالم.
٢- كلنا شاهدنا الفيلم مرات عديدة، لكن المشهد الموجع في كل المرات حين نرى سعاد حسني الفتاة الحالمة العاشقة رائعة الجمال تبيع جسدها لقاء عدة فساتين من الحرير والقطيفة.
٣- الأكثر ألمًا أن والدها عديم الشرف توفيق الدقن ووالدتها نعيمة الصغير يباركان بيع ابنتهما جسدها مقابل بالطو صوف للأب وعدة أمتار من القماش للأمم وبضعة فساتين وأحذية للأطفال الصغار أشقاء سعاد حسني: ما أبخس هذا الثمن وما أحقر هذه البضاعة، حين يختزل الناس الدنيا في قطعة لحم أو قطعة قماش.
٤- المؤكد أن رجلا مثل توفيق الدقن لم يكن له أن يبيع شرفه على هذا النحو لولا أن بلاده فيها سياسيون لصوص ورجال سلطة كرسوا الثروات لشهواتهم ونزواتهم، والمؤكد أكثر أن نهايتهم بين الفضيحة والاستبعاد.
٥- في القاهرة تلك المدينة التي بلا قلب.. أحمد مظهر السياسي الفاسد.. حمدي أحمد الشاب الذي يحلم بالتدرج الاجتماعي السريع.. سعاد حسني التي تبيع جسدها من أجل فستان.. توفيق الدقن الذي رضي أن تتزوج ابنته رجلا غير الرجل الذي يقضي منها وطره، هؤلاء هم التعساء حق التعاسة.
٦- قبل نحو ١٤٤٤ عاما قال رجل من مكة ﷺ: "تَعِسَ عبد الدرهم.. تَعِسَ عبد الدينار.. تَعِسَ عبد القطيفة".