قبل أيام أجريت جولة بمكتبة دار الشروق الكائنة في مول مصر برفقة صديق عربي جاء من بلاده للاستماع إلى رؤية باحث مصري حول إيران ودورها الإقليمي وصراعها مع إسرائيل، وهناك استوقفتني شابتان جميلتان في مثل عمر أولادي، وقالت لي إحداهما: "حضرتك دكتور محمد محسن أبو النور؟! نحن نتابعك على فيسبوك ويوتيوب وقرأنا كتبك وأبحاثك ونحب كل آرائك عن إيران وما يجري فيها". وقتها شردت بذاكرتي قليلا وعدت بها ٣٠ عاما إلى الوراء حين كنت طفلا صغيرا ألعب الكاراتيه والسباحة في نادي بني سويف الرياضي، ولم يكن يخطر لي على بال أن أغادر بلدي وأقيم بالقاهرة وأعمل في تحليل السياسات، وأصبح باحثا معروفا في أوساط المتعلمين النخبويين ومتابعي السياسة وسالكي دروبها، "إزاي يا ترى؟! أهو ده إللي جرى"، فعلا والله كما قال عم بيرم "أهو ده إللي جرى وأنا ما أعرفشي".