د. محمد محسن أبو النور لمذيعة القاهرة الإخبارية الأستاذة بسنت أكرم:
ــ إيران قدمت لترامب عرضا ماليا هائلا يقدر بنحو 4 تريليونات دولار للاستثمار الأمريكي الحصري في طهران وهو اختراق لم يحدث في تاريخ الشرق الأوسط من ذي قبل.
ــ مكمن الاختراق هنا أن هذا العرض الإيراني جاء بموافقة علنية من المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي اتخذ ــ أو وافق على ــ القرار الإستراتيجي الأعلى الخاص بإعادة العلاقات الاقتصادية على أقصى مدى بين طهران وواشنطن، وهو أمر لم يحدث منذ 46 عاما.
ــ من المرجح بشدة أن يخفض ترامب تحت ضغط هذا الإغراء المالي الهائل من السقف التفاوضي العالي المتعلق بضرورة تفكيك البرنامج النووي لإيران لأنه ــ أصلا ــ مطلب لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع.
ــ الأوساط السياسية وفقا للصحف الإيرانية ــ ومنها صحيفة هم ميهن الإصلاحية ــ ترى أن مفاوضات السبت المقبل بين طهران وواشنطن مختلفة لأنها تحاول استحضار السيناريو الليبي وهو ما لا يمكن أن تقبله طهران التي لا يمكنها التضحية بكل رأس المال السياسي والاقتصادي الذي أنفقته على المشروع النووي في 70 عاما.
ــ هناك حالة ربط في الصحف الإصلاحية تحديدا ــ ومنها صحيفة اعتماد ــ بين ترامب وبين سعر الصرف إذ بلغ سعر كل دولار أمريكي واحد نحو 100 ألف تومان إيراني أي نحو مليون ريال إيراني وهو تدهور لم تعرفه العملة الإيرانية إلا بعد أن تولى ترامب السلطة في 2017 ووقع العقوبات في 2018 وما ترتب على ذلك إلى الآن من مشاكل اقتصادية هيكيلية في البلاد.
ــ ترامب لوح بأن تقود إسرائيل عمليات عسكرية على إيران إن لم تنجح المفاوضات كما أنه حرك حاملات الطائرات والقطع الحربية، إيمانا بالقاعدة الإستراتيجية التي ترى أنه لا يمكنك أن تحصل على شيء من خلال طاولات المفاوضات ما لم تكن مدافعك تطال هذا الشيء من الأساس.
ــ بناء على كل ما سبق فإنه من المحتمل أن تكون المفاوضات الإيرانية ــ الأمريكية المحتملة في العاصمة العُمانية مسقط عصيبة وهي عرضة للانهيار نظرا للتصريحات العنيفة من المحافظين الجدد والقدامي في واشنطن وطهران، لكنها تبقى مرهونة بقدرة ترامب على استخلاص ما يريد من منافع مالية تعزز تموضعه لدى الرأي العام الأمريكي.