ليتنا لم نمشي طريقنا الذي مشيناه معًا،
لو بقينا أصدقاء الطفولة كما بدأنا في أول الأمر،
لأمسكتُ يدكَ طوال الطريق بحجة الظُلمة والليل،
لسمعتُ صوتَكَ العذب يتحشرج وأنتَ تُلقي عليَّ آخر كلماتك مودِّعًا في نهاية كُلِّ مكالمة هاتفية.
لبقيتَ لي بطلًا روائيًا أكتب عنه القصص ويقف معي فوق خشبة المسرح، ينسجم معي كمقطوعة موسيقية من -مقطوعات باخ-.
ما كُنتُ سأسمع كلمة -أُحُبكِ- همسًا، لأنَّك ستطوقني بها داخل ذراعي قلبِكَ مدى الحياة.
لو لم نمشي طريقنا الذي مشيناه معًا، لتعانقت عيوننا أكثر مِمَّا تفارقت وفرَّقتنا الأيام.
ولذاب الهوى في قلبي حُبًا لكَ، لا ذاب الفؤاد لوعةً أثرَ فُراقك طوال هذه السنوات.
ولكن!
ماذا لو لم نمشي هذا الطريق معًا؟!
لما استطعت أن ألثُمَ رحيق شفتيك كما يسرق المظلوم كسَرةِ خُبزٍ من حضنِ أحد الأطفال الأغنياء، في وطنٍ يجوع فيه كُلِّ من ينطق بمبدأ وقانون الحرية والحُب.
يُقال: القِبلة المسروقة أشهى وألذ من القِبلة الممنوحة، لكنَّك لم تسرقني، أنا التي منحتك نفسي منذ بدء الخلق فيَّ؛ أي يوم وقعت عيني داخل حدقات عينيك العسليتين يا حبيبي.
ولو لم أهب نفسي لصومعتك فأكُـن لكَ راهبةً في محراب عشقك، لما مشينا هذا الطريق معًا.
عندما عُدتُ أنظرُ للخلف وأراكَ هناك، داخل قلبي -لأنني لم أدَعَك خلفي يومًا كما إعتقدت- لا أعلم هل ألومُ نفسي لأنني مشيت الطريق معكَ، أم لأنني لم أُنهيه كما أردت؟!
صارحني وأرسل لي يومًا خطابًا، أو رسالة عبر تطبيقات رقمية، أو حتى رمزًا يجعلني أرى اللهفة في عينيك الجميلتين كما إعتدت..
أسمري هذا اللقب الذي منحتك إياه منذ بدأت رسائلي تكتبُ إليك وتكتبُكَ داخل قصصي، وحبي الأزلي الذي لن يفارقني.
لن أطلب منك أن تكون قويًا لأجلي، ولا من أجل حبي الذي سخرت منه ذات يومًا وتعففت عنه، ولكن كُن دومًا كما عرفتك حنون الطباع، ذكي القلب، برجولتك التي تفيض أمانًا لِمَن تُحب.
قُلتَ لي ذات يوم: ستنسين كما الجميع ينسى، إن الحب يزول مع مرور الوقت؛ لكنك هذه المرَّة أخطأت، فأنا لم أنسى أنَّك تعفَّفت عنِّي وخلَعت قلبي، في اللحظة التي غادرت بها مقعدك، وأخذتني معك إلى الأبد.