كيف أخبرك أنني متعبة بدونك؟!
وبأن الأيام تجري لاهثة، لا كما توقعتها بطيئة وصعبة، بل إنني لم أشعر بمرور السنين التي عشناها إلا من خصلات شعري التي زارها الشيبُ صباحًا!
كيف أُخبِرك أنني مازلت حزينة مُتعبة، أنتظر وصولك إليَّ؛ لأميلَ نحوكَ وأستند عليكَ، من بعد ليالي الشتاء الطويلة التي تظاهرت خلالها بالقوة.
وأنني مازلتُ أُحِبُّكَ كما لم أفعل من قبل، وأنني مازلت مشتاقة لعينيك البنيتين، ولهمساتك الدافئة.
بأنني تظاهرت طويلًا أنني نسيتك، في الوقتِ الذي كنت بحاجة إلى عناقٍ طويل بين يديك، تخبرني به أنني مازلت قادرة على التجاوز، لكنني صُدِمت عندما تجاوزت كل شيء مرَّ دون هذا العناق، كأن الأمر كان أشبه بمرور شاحنة فوق قلبي؟!
أنا لا أحِنُّ إلى الماضي، ولا إلى طفولتي، حارتي وجيراني، لكنني مُتعطِّشة لرجلٍ استطاع أن يرسم لي خريطة ووطن، دون أن يعانقني سوى بالكلمات، رجلٌ يعريني بنظرة واحدة، يرسم تاريخي ويعيد الرُّوح إلي، رجلٌ يعيدني إلى نفسي التي لطالما اشتقت إليها، منذ أن غادرني برفقتها...