سألني ذاتَ مرَّةٍ: كيف تستطيعين فعلها؟!
قلتُ له: ماذا؟!
فأخبرني بأن: كيف لكِ أن ترسُمي لي ياسمينًا دمشقيًِّا في بضعِ كلمات، فأشتمُّ رائحة العريشة من منزل جدي القديم، داخل حارات باب توما المنسيَّة.
أن تأخذيني نحو أعمِدة الرُّومان الضخمة المُلتفَّة حول المسجد الأموي؛ لأركض حولها بخفَّةِ الأطفال.
أن تُعيدي إليَّ روائح الرُّمان، الليمون البلدي، الكرمِ اللذيذ والناضج بلونه العِنبي الشهي.
أن أعود إلى بلدي الحبيب وكأنني لم أغترِب عنه ذاتَ ليلةٍ وحرب.