فى قلبى موجة قوية الإهتزاز ؛ تضخ فى عروقى الألم بالليالى العاصفة ؛ المتقلبة بين الخوف والوحشة فى الظلام
كانت تلك هى صدمتى الأولى...!! ولأول مرة فيها أحسست قلبى صفراً خاوياً وكأن فى صدرى فراغ هابط الغور ليس له قاع...!!
والضجيج حولى يبتعد بسرعة ويهبط إلى طنين ألم ؛ أترنح به خلال طبقات مسدودة ثقيلة لا منفس لى بها...
أين يا ربى المخرج من هذا الكابوس المهلك....؟
قد جف ريقى من الصراخ ؛ ابتلع طعم الخشب فى حلقى وكأننى فى حريق دائم لا ينطفئ ...!!
تلك هى نيران الصدمة ؛ حين تأكل قلب محب صادق ؛ تشعل به صيحات الحزن الغاضبة ؛ فرغم قوة صوتها إلا أن وزنها أصم يتبدد بصمت فى عتمة الليالى القاسية...
ومع كل ليل يأتى قبل أن تولد بقلبى همسات الحزن القابضة
أتذكر دائماً... حينما تتخبطنى صدمات كثيرة لا تنتهى ويظل منها نبض قلبى يرجف حياً ؛ أننى لا أعد بحاجة للثقة فى أحد غير نفسى لأشعر بالأمان ...!!
أدركت هذا دفعة واحدة فالحياة ؛ منذ صدمتى الأولى فلا عدت أستسلم للحزن أبداً..
أدركت أن الحزن لا يغير من الواقع شئ ؛ ولا يغير شخصاً آخر غيرى ؛ تضعف به أى قوة و يوهن منه نبض القلب وأن الإبتسامة فقط هى التى تفتح أبواب جديدة...
فشكراً للصدمات التى صنعت من روحى إبتسامة محارب لا يُهزم أبداً يقاتل آلامه ليبقى دائماً على قيد السعادة ؛ وإن حاصرنى العالم كله بجيوش من الخيبات...
فقط...
(بإبتسامة .... أنتصر)