أكادُ أشعرُ به يرتعدُ خوفًا وقلقًا منّي، تصمُّ أذنيَّ أصواتُ صريرِ رفوفِه، كلّما اقتربتُ منه سمعتُ صوتَ أنينه، يكادُ ينطقُ:
- جاءت معذِّبتي!
أتساءل: وما ذنبي؟!
فأنا عاشقةٌ للموضة، تُثيرُ شهيَّتي الملابسُ الإكسسوارات الحقائبُ والأحذية، كلّما سنحت ليَ الفرصةُ لاقتناءِ المزيدِ، أنهلُ منها ما استطعت.
اليومَ عدتُ محمَّلةً بما طالته يدايَ، أو بالأحرى، ما توقفتْ عنده حافظة نقودي، وقفتُ أمامَه أجول بعينيّ، باحثة عن مكان أودع فيه حِملي، حشرت ما استطعت منهم فوق وتحت الأرفُف وعلى الشمَّاعاتِ وبينها، بينما كنت أحاول توسيع مكان للمزيد، كنت أتأملُ مقتنياتي الثمينة، لاحظتُ أنّني أمتلكُ الكثيرَ منها ، حتّى أنّ معظمها لم أرتدِهِ يومًا، مع ذلك لم أتوقف عن اقتناء المزيد، حتى أثقلت كاهله بها.
أثناء وقوفي أمامه، بعدما حشرت ما تبقى معي في جوفه، متممة عملي بداخله، منتشية، مزهوة بفعلي، كنت مازلت أتأمله، وأبحث بداخله عن مكان يمكن أن يتسع لجولة مشتريات أخرى، وما كدت أمد يديَّ لتحري رفوفه، إلا وقد اهتز وارتعش ثم انتفض بقوة، تراجعتُ خطوةً؛ فإذا به ينهارُ فوقي، قاذفًا ما بجوفه بوجهي.