منذ انتقلت هذه الزميلة إلى فرع شركتنا،
وهي تبث روح العداوة بين الموظفين،
تتعامل بتكبر وأنفة وتتعالى علينا.
حتى باتت بالنسبة لي كابوسًا مزعجًا، فصرت أبغضها، وأدعو الله أن يصرفها عني، أنا الموظف الذي يكفي غيره شره، أمشي بجانب الحائط مثلما يقولون، وإن استطعت مشيت بداخله، متزوج منذ أربعة سنوات، أحب زوجتي وابني.
بعد يوم عمل شاق وطويل، أعود إلى منزلي مثل كل يوم ، لكن اليوم كان مختلفا عن سابقيه اختلافا جذريا، فقد افتعلت تلك الزميلة مشكلة، وأقامت الدنيا ولم تقعدها بسبب خطأ غير مقصود مني، فتسببت لي في لفت نظر، وهذا لم يحدث مسبقا.
المشكلة أنني حملت غضبي منها إلى حلمي، فقد رأيتني مدير العمل،
وهي سكرتيرتي الخاصة، حيث ضغطت الجرس واستدعيتها لمكتبي:
- آنسة عاليه تعالي مكتبي بسرعة
= حاضر يافندم
- فين دوسية مشروع الشروق؟
= على الكمبيوتر بيتكتب، هطبعه واجيبه لحضرتك
- الملف يترجم للإنجليزية والفرنسية
ويجيلي بعد ساعة.
= ساعة؟! صعب جدا يا فندم .. الملف محتاج أسبوع شغل!
- الملف عندك من يومين، انتِ موظفة مهملة، مخصوم منك شهر، لأ شهرين.
= لكن ده ظلم .. وبعدين ده اختصاص قسم الترجمة!
- تروحي تكتبيه حالا.
= آسفة يافندم مش هقدر.
- انتِ بتعارضيني؟!
تماديت في غضبي عليها فقذفتها بالملفات التي على مكتبي، وهي تجري وتصرخ ،وأنا أردد:
-خذي ياعالية تستاهلي.
فجأة وجدت زوجتي توقظني وهي تتساءل:
- مين عالية دي يا حسين؟!
لأنظر لها مستفسرا:
- عالية؟! مين جاب إسمها هنا دي.
- قول لنفسك ياعنيا، إنت بتخوني ياحسين؟!
- أخونك إيه؟! انتِ هتلبسيني تهمة!
- أمال بتقول إسمها وانت نايم ليه .. آه
أكيد بينكم حاجة وعقلك الباطن فضحك.
دافعت عن نفسي دفاعًا مستميتًا، لكن لا حياة لمن تنادي.
المشكلة أن ذلك الحلم تكرر!
ووجدتها توقظني وهي تصرخ:
- عالية تاني ياحسين!
لأ الموضوع كده مش طبيعي ايه إللي بينك وبينها؟!
حاولت أن أفهمها الموضوع، وأنني أبغض تلك الزميلة، فأبت أن تصدقني.
عند ذهابي للعمل في اليوم التالي، فوجئت بنظرات زملائي الغريبة وهمساتهم مع محاولة لإخفاء الضحك، وقبل أن أعرف السبب، وجدت المدير يستدعيني لمكتبه،
وعندما دخلت عليه وجدت زميلتي عالية
هناك تقف بتحفز، وحين رأتني ثارت ثائرتها قاذفة كلماتها بوجهي:
-انت يا أستاذ مفهم مراتك إن بينا علاقة؟!
وهي تتصل تهزقني .. إنت فاكر نفسك مين؟!
عنفني المدير وحصلت منه على لفت نظر جديد.
عدت للمنزل وأنا أستشيط غضبا، وأفرغت هذا الغضب في زوجتي، فهي من تسببت في هذه المشكلة.
غضبت زوجتي وأخذت ابني وغادرت إلى بيت أهلها، عندما ذهبت لمصالحتها
عاتبني والدها، ولم أسلم من لسان أمها.
حلفت لهم ألف يمين أنه حلم، وليس بيني وبين زميلتي أي علاقة، لم يصدقني أحد.
بعد جهد ومعاناة طويلين عادت زوجتي معي للمنزل، وبعدما قضينا ليلة سعيدة، وجدتني مرة أخرى أستيقظ على صراخها: لسه بتحلم بها ياخاين؟!