كزهرة نمت في صمت وشقت طريقها بين صخور الأرض الصلبة، لا تلفتني الزهور المتشابهة التي تكتظ بها الحدائق، لا أبحث عن الزحام ولا تستهويني الوجوه التي تتراقص حولها الأضواء، فالأنوار بالنسبة لي هي تلك التي تلمع في عينيّ حين أكون وحيدة مع أفكاري، لا يهمني أن أصير جزءًا من حشد، لأنني أعي تمامًا أن الجمال يكمن في التفرد.
الزحام ليس لي، والتجمعات لا تستهوي روحي، فأنا لا أحتاج أن أكون في باقة مع الآخرين لأعرف قيمتي، كما أن زهرة برية لا تحلم بأن تكون جزءًا من باقة ملونة، لا تهتم بأن تتناغم مع شيء، بل تختار أن تنمو في صمت، بريقها في خصوصيتها وتفردها.
الناس ينجذبون إلى من يظنون أنهم يشبهونهم، ولكنني أجد السلام في تلك اللحظات التي أكون فيها أنا نفسي، حيث لا يقيدني أحد ولا يحددني الآخرون، قد يظن البعض أن العزلة ضعف، لكنني أراها قوة، فقوتي في وحدتي، وعالمي الخاص الذي لا يشاركني فيه سوى نفسي .. نعم، أنا زهرة برية، وأستمد جمال روحي من فرادتي.