في يوم اللغة العربية، تتناثر الكلمات كالنجوم في سماءٍ تتزين بالحروف التي تحمل في طياتها عبق التاريخ وأصالة الثقافة .. هي لغة الحضارة التي تواصلت عبر الزمان، من قلب جزيرة العرب إلى مختلف أصقاع الأرض، تحمل أسرار الفكر وتنثر عطر الفصاحة في كل ركن.
اللغة العربية ليست مجرد كلمات، بل هي وعاءٌ يحمل ذاكرة الأجداد، وتاريخ أمة بأكملها، هي قصائد المتنبي وحكمات الفارابي، هي فلسفة ابن رشد وعلوم ابن سينا .. هي التي ربطت بين العقول، وبسطت الجسور بين الأمم، وساهمت في إشعال جذوة العلم والحكمة في العصور الذهبية.
اليوم، ونحن نحتفل بعيدها، نعيد التأكيد على أنها ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي هوية، وروح، وثقافة .. هي رافدٌ من روافد الإنسانية، ترفع راية الوعي، وتبث فينا الأمل والتجديد .. في هذا اليوم، لا نحتفل فقط بحروفها وجُملها، بل نحتفل بمستقبلها، ونحميها من الغياب، فهي لا زالت تجسد الصوت الحقيقي للهوية العربية، ومن خلالها نُعرّف العالم بأننا هنا، وأن لغتنا باقية رغم كل التحديات.
كل حرفٍ فيها هو نبضٌ في قلب الأمة، وكل كلمة هي إكسيرُ الحياة التي تُحيي فينا الذاكرة والهوية .. فلتكن لغتنا العربية رمزًا للتفاهم، وجسرًا واصلًا بين الماضي والحاضر والمستقبل.