عبر هذه النافذة .. أراها كل يوم .. بنفس هيئتها، تأتي من هنا .. وتذهب إلى هناك، كلما رأيتها تذكرت ما أخبروني به، بأنها هي التي كانت تنقل لهم أخباري، وتتسبب في عقابي.
كانت لا تكف عن المرور أمام نافذتي وكأنها تتلصص عليّ مجددًا .. فرغ صبري فقررت مراقبتها، متَابعتها أرهقتني فقد كانت أخف مني وأسرع.
كنت قد اعتدت على رؤيتها عن قرب، عرفت ما تحبه ويجعلها تقترب وتبقى في المكان أطول وقت ممكن، فأقترب بحذر أتابعها .. أراقبها .. كم كانت صغيرة .. لطيفة ورقيقة.
في آخر مرة رأيتها، حاولت الإمساك بها، لكنها انتبهت لوجودي ففزعت وفرت محلقة بعيدا!
حزنت كثيرا لأنني لم أقصد إيذاءها، كنت فقط أود أن أسألها :
- لم فعلت ذلك؟! .. لم أَخبرتهم؟!
وقفت أراقبها وهي تحلق مبتعدة ..
وأقول لنفسي :
- كانوا يكذبون.